كتبت عزة شتيوي :
هو اللقاء الآستني الأخير ينعقد ما قبل تسليم الملف السوري إلى جنيف.. هناك في كازاخستان حيث الاختبار لما غيره العطار الدبلوماسي في زمن الفساد السياسي للغرب وشركائه وتحديداً أنقرة..
واذا ما جاءنا النبأ من تركيا بأنها كفيلة «المسلحين» في تثبيت وقف النار في سورية ,فتبينوا سوء النية داخل غلاف التوبة «العثمانية» حيث العرق الإخواني دساس حتى ولو حلفت تركيا برأسها الأردوغاني أنها دخلت أبواب التسوية السورية فهذا لا يعني أن الأبواب قريبة.. وأن أقدام العدالة والتنمية نظيفة أساساً عند العتبات..
فأردوغان حتى الآن قيد الإذعان داخل المشهد السياسي وتطورات الميدان السوري, وعلى من يعزف للحية الإخوانية رقصة الضمانة للجماعات الارهابية أن يتوقع لدغة اردوغانية في اي لحظة سياسية تقر فيها واشنطن سياستها الجديدة تجاه سورية..
فالواضح رغم كل هذا العزف السياسي الدولي بين موسكو وواشنطن على وتر مكافحة داعش في سورية والمنطقة أن الإدارة الأميركية الجديدة جاءت متممة لما قبلها وربما ما قبل أوباما ذاته , وإذا حددنا الإحداثيات بالاعتماد على التصريحات والمعطيات , نستنتج أن حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تختلف كثيراً من حيث التوجهات عن حقبة بوش الابن وأن مورثات المحافظين الجدد ظهرت في جيلها الثاني على ملامح إدارة ترامب التي تسعى «لسلام ملغوم» مع روسيا يراد منه استمرار الحروب في المنطقة .. إكمالا لمئوية الدم في المنطقة التي أعدها وقدمها لوبي المحافظين الجدد بعكازي اسرائيل والتطرف الأميركي..
ترامب وصل للبيت الأبيض ومن نافذة الحرب المستمرة ينظر إلى المشهد السياسي في سورية والعراق , فلا يجد مكاناً ليزيد منه الاحتراق خاصة مع التقدم الميداني للجيشين السوري والعراقي في مواجهة داعش, سوى إرجاع المشهد إلى المربع الأول وفتح الجبهات مع طهران, بإحداث الثغرات في جدران الاتفاق النووي الذي سوّر ايران في المنطقة وأكسبها مناعة سياسية أرعبت اسرائيل وأفقدت الخليج الكثير من وزنه السياسي ودوره الإقليمي…
يتحرش العجوز ترامب بطهران من ثوب الاتفاق النووي ليس لأن زخارف هذه الورقة الايرانية تروق للرئيس الأميركي بل لأن الأخير قادم على تغيير في المشهد السياسي من باب التغيير وليس التبديل.. وإذا كان الرئيس أوباما وسع هشيم الفوضى الخلاقة بعد أن أشعل فتيلها جورج بوش الابن في العراق.. فاليوم ترامب يسعى لجعلها باقية وتتمدد..