الحلقي خلال المؤتمر العام لاتحاد الصحفيين: الإعلام الوطني أسهم بالدفاع عن القرار الوطني المستقل.. لا نية لرفع الدعم عن المواد الأساسية

أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أن الإعلام الوطني أسهم بالدفاع عن القرار الوطني المستقل لسورية والتصدي للحرب الظالمة التي تشن ضدها وشكل بذلك رديفا لقواتنا المسلحة الباسلة من خلال جهود كوادره وحماسهم وتفانيهم في إظهار حقيقة ما يجري في سورية والجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الخارج.

 

وقال الدكتور الحلقي خلال افتتاح المؤتمر العام السنوي لاتحاد الصحفيين في مكتبة الأسد بدمشق أمس.. إن الإعلاميين الوطنيين باقلامهم وكلمتهم وفكرهم المتقد يمثلون سلاحا وجزءا مهما من المعركة التي تخوضها سورية ضد قوى الامبريالية والرجعية العالمية ولاسيما أن البعد الإعلامي لعب دورا رئيسيا في هذه الحرب وما نتج عنها من أزمة.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تعمل بالتعاون مع اتحاد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية على تذليل الصعوبات والتحديات التي يعاني منها الإعلام الوطني بكوادره وأدواته من خلال الارتقاء بمستوى المهنة ورفع كفاءة العاملين فيها سواء على المستوى الفني والتأهيل والتدريب وتحديث المؤسسات تقنيا للوصول إلى إعلام وطني يلبي طموحات الشعب ويرتقي بخدماته لينافس المؤسسات العالمية.

ولفت إلى أن الحكومة تبذل جهودا عبر المؤسسات المعنية لتشق المؤسسات الإعلامية بكل مكوناتها طريقها الى النجاح والوصول إلى الهدف المنشود ليصبح الإعلام الوطني يمثل كل شرائح المجتمع ويعبر عن تطلعات المواطنين بعيدا عن كونه اعلاما للسلطة او الحزب.

ونوه بالتشريعات والإجراءات المتخذة لتطوير الاعلام ولاسيما المرسوم التشريعي الذي اصدره السيد الرئيس بشار الأسد مؤخرا لتثبيت العاملين على نظام البونات في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بما يؤمن الاستقرار المعاشي والحياتي لهم.

وأعرب عن أمله في نجاح المؤتمر والخروج بتوصيات تلبي طموحات العاملين في القطاع الإعلامي مؤكدا ان الحكومة ستعمل على تلبية متطلبات النجاح بالتنسيق مع الوزارات المعنية واتحاد الصحفيين وخاصة أن الإعلاميين قدموا الغالي والنفيس وعانوا من اثار الإرهاب بما فيها من قتل وخطف وتهديد جراء مواقفهم الوطنية.

واستعرض الحلقي الواقع الخدمي والاقتصادي في ظل الظروف التي تمر بها سورية مؤكدا أن الحكومة مستمرة في تأمين مستلزمات صمود الشعب وتأمين المتطلبات الأساسية له رغم الحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي تستهدف لقمة عيش المواطن بالدرجة الأولى واستهداف المؤسسات والتخريب الممنهج لها لتضييق الحصار على الشعب السوري.

وأكد رئيس مجلس الوزراء انه لا نية لدى الحكومة لرفع الدعم عن المواد الأساسية وأي تكهنات في هذا الصدد لا أساس لها من الصحة لافتا إلى أن الحكومة تعمل على اعادة توظيف وهيكلة هذا الدعم للإيفاء بمتطلباته وتامين مستلزماته مع استمرارها في تأمين الخدمات الأساسية المتعلقة بالتربية والتعليم والصحة للمواطنين بشكل مجاني دون أي تغيير عما كانت عليه قبل الأزمة.

ولفت إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة تعمل بشكل ممنهج على استهداف البنى التحتية للقطاعات الاقتصادية من خلال استهداف آبار النفط وخطوط نقل المشتقات النفطية التي كانت تؤمن الحكومة من خلالها متطلبات حوامل الطاقة والمشتقات النفطية للمواطنين إضافة إلى تخريب مؤسسات القطاعات الخدمية من شبكات كهرباء واتصالات ومشاف ومراكز صحية لتقويض وتخريب مكونات الدولة وخلق فجوة بين متطلبات الشعب وقدرة الحكومة على تلبيتها مبينا أن سورية تمكنت من الصمود بفضل الانجاز المميز والمتراكم للبنى التحتية فيها عبر عشرات السنين الامر الذي مكنها من افشال مخططات المتآمرين الرامية الى تحويل سورية من دولة مؤسسات إلى دولة فاشلة.

وأشار الدكتور الحلقي إلى أن القطاع الصناعي عانى من الاستهداف الممهنج لتعطيل دوره في التنمية الوطنية وخاصة في الصناعات الدوائية والاسمنت والمنسوجات لما توءمنه من إيرادات للخزينة العامة للدولة من القطع الأجنبي ودخولها في سوق المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي موضحا أن الكثير من المنشآت الصناعية والبالغ عددها 113 ألف منشأة تضررت نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة لها.20130527-190514.jpg

وأكد رئيس مجلس الوزراء أن سورية لديها مخزون جيد من القطع الأجنبي يؤمن تلبية مستلزمات الحياة الأساسية وحوامل الطاقة والدفاع عن تراب سورية إضافة إلى الأغراض غير التجارية لافتا إلى أن تدني سعر صرف الليرة في السوق يعود إلى العقوبات الاقتصادية والحصار النفطي والمصرفي والتأميني إلى جانب الأسباب النفسية والاقتصادية والسياسية معتبرا ان سعر صرف الليرة الحقيقي هو الصادر عن نشرة مصرف سورية المركزي.

ولفت إلى أن الاستكشافات الجديدة في قطاع النفط والغاز من شانها اعادة بناء الاقتصاد الوطني وسعر صرف الليرة إلى وضعه الطبيعي وخفض مستويات التضخم.

وأوضح أن الحكومة ستكون حازمة ضد كل من يسرق الثروات الوطنية بما فيها النفط وارسالها الى خارج الحدود محذرا من النتائج الخطرة الانية والمستقبلية على البيئة والإنسان نتيجة عمليات التكرير غير النظامية التي تمارسها المجموعات الإرهابية المسلحة في بعض المحافظات لافتا الى ان الحكومة تعمل حاليا على الحد من هذه الممارسات من خلال التواصل مع المجتمع الأهلي وإظهار مخاطر هذه الممارسات عبر وسائل الإعلام الوطنية.

وبين الدكتور الحلقي أن الحكومة تعمل على مكافحة مظاهر الفساد واستنزاف مقدرات المؤسسات العامة والحد من السلوكيات اللااخلاقية واللاوطنية وضبط السلوكيات الوظيفية وتفعيل أداء المؤسسات لواجباتها الوطنية على اكمل وجه مشيرا إلى صرف 1250 عاملا من الخدمة حتى الآن إلى جانب من يعتبر بحكم المستقيل من عمله.

وأكد أن الحكومة مستمرة في تعويض المواطنين المتضررين نتيجة الأعمال التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة وتأمين الحياة الكريمة ومتطلباتها الأساسية للمواطنين المهجرين داخل سورية والعائدين من المخيمات في دول الجوار مبينا ان مجموع ما تم صرفه من تعويضات بلغ حتى الآن 3ر6 مليارات ليرة سورية في جميع المحافظات و4ر12 مليار ليرة سورية لمساعدة المهجرين من منازلهم في تأمين المسكن والغذاء والدواء وباقي الخدمات الأساسية.

وأوضح أن الحكومة اعدت كل الترتيبات لشراء موسم القمح الحالي وصرفت 70 مليار ليرة سورية لهذا الغرض بهدف تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين ودعم الفلاحين وتامين زراعاتهم الشتوية والصيفية إضافة إلى رفع سعر شراء القمح والشعير مقارنة مع العام الماضي.

ولفت إلى أن الحكومة تقوم بكل الإجراءات التي وردت في المرحلة الأولى من البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد وتعمل على التشاور مع كل الأحزاب والمنظمات والقوى الوطنية والفعاليات الأهلية والمجتمعية بما يؤسس لمؤتمر حوار وطني شامل على أرض سورية وبمشاركة جميع أبنائها للوصول إلى سورية تعددية علمانية ديمقراطية ذات سيادة.

ونوه رئيس مجلس الوزراء بجهود الجيش العربي السوري في مواجهة الحرب الشاملة التي تستهدف سورية وطنا وشعبا والتصدي للإرهاب الممنهج الذي تم تصديره إلى سورية عبر الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة لافتا إلى أن الجيش العربي السوري اثبت كفاءته القتالية العالية في مواجهة الارهاب واستطاع تحقيق الكثير من الانجازات على الأرض بدءا من درعا وريف دمشق وصولا الى حلب وان هذه الانجازات جعلت ملامح الانتصار تلوح في الافق وصولا إلى بسط الأمان والاستقرار على كامل التراب الوطني.

بدوره أكد الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين أن الإعلاميين السوريين استطاعوا ان يكونوا على قدر المسؤولية في مواجهة التحدي الذي يواجه سورية من وسائل الإعلام المغرضة التي استهدفت سورية وطنا وشعبا وقدموا عددا من الشهداء لتأدية واجبهم الوطني.20130527-190539.jpg

وأشار مراد إلى أن الاتحاد نجح بالتعاون مع الحكومة في انجاز عدد من القضايا التي تهم العاملين في القطاع الإعلامي كإلغاء مشروع دمج صحيفتي تشرين والثورة وإعادة مطابع مؤسسة الوحدة اليها وتشميل الصحفيين العاملين بالمؤسسات ذات الطابع الاقتصادي بالتأمين الصحي ومعالجة وضع العاملين على نظام البونات في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وأوضح أن الاتحاد يعمل على تعديل قانوني الاتحاد ومن ضمنه سن التقاعد وتعويض الاختصاص إضافة إلى صندوق المساعدة الاجتماعية ومعالجة وضع الصحفيين العاملين في المنظمات الشعبية.

وناقش أعضاء المؤتمر نشاطات وفعاليات الاتحاد خلال الفترة ما بين المؤتمرين السابق والحالي ومنها الميزانية التقديرية للاتحاد لعام 2013 وتقارير مجلس إدارة صندوق التقاعد والصندوق التعاوني وآلية عمل فروع الاتحاد في المحافظات إضافة إلى التقاء الوفود الإعلامية العربية والأجنبية وضرورة تبادل الخبرات والمعلومات معها.

وعرض المشاركون في المؤتمر الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمواطن السوري والصعوبات التي يعانيها في ظل الظروف الراهنة ودور المؤسسات الإعلامية بتسليط الضوء عليها والمشاكل الإدارية والفنية والمهنية التي يعاني منها الصحفيون في مختلف المؤسسات الإعلامية وضرورة تحسين المستوى المعيشي لهم.

حضر افتتاح المؤتمر الدكتور هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الثقافة والاعداد والإعلام القطري وعمران الزعبي وزير الاعلام والدكتور خلف المفتاح معاون وزير الإعلام وعدد من مديري المؤسسات الإعلامية.

اخبار الاتحاد