سناء يعقوب: تشرين السورية
حتى لا تكون كتاباتنا الصحفية مجرد كلمات منمقة، فيها الاستنكار والغضب، أو ربما بضع أمنيات تنام فيها أحلامنا على وسادة من كلمات تطلقها الجهات المعنية، لإسكات ما في صدور الناس من تساؤلات حول احتياجات وخدمات طال أمد المطالبة بها من دون جدوى!!!
تسعى صحافتنا كي لا تكون مجرد «فشة خلق» لأن المواطن يعتقد أو كان يعتقد، وبمجرد أن يدلي الإعلام بدلوه، ستتغير الأمور ويعود الحق لصاحبه، وتنال العدالة ممن امتهن الفساد وسرق لقمة عيشه، وهنا المفارقة: فالكثير من الجهات المعنية أصبحت أذناً من طين وأخرى من عجين!! والحكاية يكاد يتم تلخيصها على مبدأ «التطنيش».
وإلا ما معنى أن تستمر الشكاوى ذاتها والأزمات تجر خلفها سلسلة جديدة من الأزمات، وهنا يحق لنا أن نسأل أين الحل؟!
ولأن الحكاية لا تنتهي يزداد الفقير فقراً وقهراً ويعلن واقعه صبراً عجز الصبر عنه!!
لذلك الحكومة باجتماعاتها وقراراتها هدفها تخفيف الضغوط عن المواطن، وتحسين واقعه المعيشي، وردم الهوة بينها وبين الناس، ولكن رغم ذلك مازالت بعض المشكلات بلا معالجة لاعتبارات عديدة نعلم بعضها وبعضها الأخر لا يزال في طور البحث عنه!!
ولذلك يحكى أن استمرار الاختناقات الحاصلة في مواد المازوت والغاز والبنزين أدى إلى ارتفاع أسعار الكثير من السلع والمنتجات وبشكل جنوني وغير مبرر، يضاف إليها ارتفاع أسعار ركوب الحافلات العامة وفرض التسعيرة كما يشتهون ويريدون من دون أي متابعة أو محاسبة!!
أما ما يتعلق بملف الكهرباء فكل الحكاية تتلخص بانتظار الفيول أو غيره مع نسيان كامل أو تناس لموضوع الطاقات المتجددة وما تم طرحه من مشاريع كانت الوعود قد أقرت أنها ستكون جاهزة منذ زمن طويل!! لذلك يحق لنا أن نقول: ليتهم يستبدلون الفيول بالوعود لكانت الكهرباء بألف خير بل وفاضت عن حاجاتنا!!
يكفينا كلاماً ووعوداً، فأحوال الناس تحتاج مزيداً من الاهتمام، وتعزيز الثقة طريقها العمل وإزالة بذور الأزمات التي يزرعها بعض تجار الأسواق، وحتى ذلك الوقت كان الله بعون المواطن.