الهلال يلتقي أعضاء المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية: المشروع القومي مطلب جماهيري لمواجهة المشروع الوهابي التكفيري

-بسام عمار:البعث

التقى الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال، أمس في مقر القيادة، أعضاء المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، ونقل لهم تحيات ومحبة وتقدير السيد الرئيس بشار الأسد للشعب العربي الليبي وتمنياته الطيبة له بقرب الخلاص من الوضع المأساوي الذي تعيشه ليبيا في الوقت الحالي بفعل الأطماع الاستعمارية وتواطؤ الرجعية العربية.

وقال الرفيق الهلال: إننا نرحب بكم وبكل الشرفاء العرب في دمشق قلعة الصمود والتصدي وقلب العروبة النابض، والتي على أسوارها تحطّمت كل المؤامرات والمخططات، ويتحطّم أضخمها وأشرسها اليوم، وهي مؤامرات ومخططات تستهدف سورية أولاً لمواقفها الوطنية والقومية كما تستهدف المنطقة العربية بأسرها، وللأسف فإن من يموّل ويدعم هذا المخطط هم دول الرجعية العربية التي رضيت أن ترهن قرارها السياسي وأموالها لخدمة الامبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا و”إسرائيل”، ونوّه بالدور المهم الذي تقوم به القبائل الليبية لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، وبأهمية زيارة وفد القبائل إلى دمشق بما يصب في مصلحة البلدين، مؤكداً تمسك سورية بمبادئها العروبية واستمرارها في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية.

وأضاف الأمين القطري المساعد: ما يجمع بين شعبي البلدين من قواسم مشتركة وعادات وتقاليد ونهج عروبي مقاوم كبير جداً، والبلدان يواجهان منذ عدة أعوام عدواً مشتركاً هدفه واحد، وهو تدمير مقوّمات البلدين والقضاء على نهجهما. وقد استطاعوا تحقيق مآربهم للأسف في ليبيا إلا أنهم فشلوا في سورية التي كانت ومازالت عصيّة على الاستهداف، بسبب قوة وحدتها الوطنية وعقيدة جيشها العربي السوري والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، مبيناً أن صمود سورية حمى بقية الدول العربية، وهي اليوم تدافع عن العالم بأسره من خلال تصديها لهذا الإرهاب الذي دُفع به إليها من مختلف دول العالم، وبهذا الدفاع سيسجل التاريخ لسورية وقيادتها فضلاً جديداً على البشرية، مشدداً على أن القيادة السورية لو رضيت بالتنازل عن مواقفها القومية وإخضاع قرارها السياسي لأعدائها لكانت اليوم الدولة الأولى في المنطقة إلا أنها لم ولن تتنازل عن سيادتها مهما كانت المغريات.

وأكد الرفيق الهلال أن حزب البعث، الذي نعيش اليوم ذكرى ثورته العظيمة، كان مستهدفاً منذ بداية الحرب على سورية بمشروعه الوطني الذي بنى الدولة الحديثة منذ عدة عقود، والقومي الذي هو اليوم مطلب جماهيري عربي أمام مشروع تكفيري وهابي هدّام روّجوا له في المنطقة ويستهدف تراثنا الحضاري وديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا العربية، مشيراً إلى أن المجموعات الإرهابية قامت بتدمير المعامل والشركات والمؤسسات والبنى التحية بالتزامن مع حصار اقتصادي عالمي، والهدف ضرب مقومات الصمود الوطني، إلا أن تنوّع وقوة الاقتصاد السوري كانا أقوى من هذا الاستهداف، واليوم بدأت ملامح التعافي تعود إليه.

وشدد الرفيق الهلال على حرص سورية، قيادة وشعباً، على وحدة ليبيا، وانتصارها على الإرهاب الذي تواجهه وعودتها موحّدة قوية، وهذا الأمر يفرض على جميع أبنائها العمل معاً والدفاع عنها ومواجهة كل المخططات التي تستهدفها، منوّهاً إلى استعداد القيادة لتقديم كل الدعم والعون لإنجاح عمل المجلس، وأضاف: إن الوضع العربي عموماً والليبي خصوصاً لم يغب عن فكر سورية رغم ما تتعرّض له من حرب إرهابية. وأشار إلى أن ليبيا كانت في الخندق ذاته مع سورية، خندق المقاومة والفكر العروبي، وهو ما سبب مهاجمة هذين البلدين من قبل الغرب وكل من يدعم قوى الامبريالية والاستعمار، مشدداً على أن وعي الشعبين السوري والليبي سيساهم بتحقيق الانتصار على الإرهاب الوهابي وداعميه.

وأكد أعضاء المجلس أن زيارتهم لسورية تهدف لشكرها على مواقفها القومية من الأحداث التي تشهدها بلدهم، ولتهنئة شعبها على الانتصارات العظيمة التي تحققت، لاسيما في حلب، مؤكدين أن الحرب التي تستهدفها سببها مواقفها الوطنية والقومية، وأن صمودها حمى الدول العربية، مشيدين بالتضحيات الكبيرة التي يقدّمها الجيش العربي السوري الذي أضحى أنموذجاً يحتذى به بالتضحية والوفاء، وبالقيادة التاريخية والحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، مقدّمين شرحاً عن أهداف وعمل المجلس.

وأشار منسق الوفد الشيخ عبد الفتاح التواتي أبو القاسم إلى ما تتعرّض له ليبيا من هجمة امبريالية، من حلف الناتو بدعم سعودي وقطري، بسبب رفضها التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

وناقش المجتمعون واقع القبائل الليبية ومعاناتهم مع وجود الكثير من القوات الأجنبية والغربية على الأراضي الليبية، وعن سعيهم للتصدي لهم عبر إطلاق الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا.

اخبار الاتحاد