في الوقت الضائع

مصطفى المقداد

يرفض أعضاء المجموعات المسلحة الذهاب إلى آستنة ما لم يتم الاستجابة لمطالبهم، تلك المطالب الضبابية في البحث عن توافقات مرضية تتعلق بحي الوعر الحمصي وما يرافقه من مفاوضات ماراثونية للمرحلة الثالثة من اتفاقات وتسويات متعلقة بهذا الحي,

وتزايد المعلومات بشأن حصول موافقة نهائية لخروج المسلحين إلى إدلب أو أي منطقة أخرى وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء في مدينة حمص.‏

وهي ذريعة لا ترتبط من قريب أو بعيد بلقاء آستنة المفترض انطلاقه اليوم، والمفترض أن يفضي إلى اتفاق مؤكد بشأن خرائط توزع تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين، وبالتالي تحديد المسؤوليات في مواجهة الإرهاب وفق اتفاق آستنة1.‏

أما العودة إلى نغمة الشروط المسبقة فهي محاولات جديدة لإعاقة مسيرة الحل، في الوقت الذي يشارك فيه كل من مبعوث الرئيس الروسي ونائبي وزيري الخارجية في كل من طهران وأنقرة، كما يدعى كمراقبين كل من الأردن والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة، ما يعني اكتمال عقد الرعاية والضمانة والمشاركة المطلوبة لتحقيق الهدف من الاتفاق على خريطة ميدانية لتوزع مناطق الإرهاب وفق المنظور الدولي والتحول لوضع آليات للتعامل مع الإرهاب، وإيجاد صيغة مراقبة لمدى الالتزام بوقف الأعمال القتالية والانخراط في محاربة داعش والنصرة، كمقدمة حقيقية وفاعلة لخلق حالة من الثقة بتنفيذ الاتفاقيات المضمونة في آستنة، وهو أمر ما زال يحتاج إلى الكثير من البراهين، لأن الوقائع كلها تعطي نتائج معاكسة لكل التوافقات.‏

بمعنى أن الجهات الضامنة لا تُمارس كذلك دورها المطلوب، وهو هنا الضامن التركي الذي ينتهك السيادة الوطنية ويحرك مجموعات مسلحة لم تدخل في عملية وقف الأعمال القتالية، وهي مستعدة لتنفيذ اعتداءات في أوقات محددة، ولكن الإدانة التركية للتفجيرين الإرهابيين الأخيرين في دمشق يعطي مؤشرات مشجعة لتفاهم آستنة رغم التصريحات المتشددة للمجموعات المسلحة بعدم المشاركة، وتبقى الساعات القليلة القادمة جوهر الفصل في تقديم البراهين.‏

 

اخبار الاتحاد