سورية القوية الواثقة

د.خلف علي المفتاح

العدوان الصهيوني على الأراضي السورية، وطريقة الرد عليه تختصر المشهد القائم في المنطقة، وطبيعة العدوان الإرهابي عليها وأهدافه وأطرافه الحقيقية لا المستترة فهذا هو كشف ما يعتقده أو يتوهمه البعض مستوراً ولكنه بالنسبة لنا في سورية كان واضحاً منذ البداية،

على الأقل سياسياً فالمعركة والصراع القائم منذ ست سنوات ونيف لم يكن في جوهره إلا صراعاً بين محور المقاومة الذي تقوده سورية في مواجهة العدو الصهيوني رأس حربة المشروع الأميركي الغربي الهادف للسيطرة على المنطقة وإخضاعها لأجندته السياسية وسعيه للهيمنة المطلقة عليها.‏

لقد كانت طبيعة الرد السوري على العدوان الصهيوني على الأراضي السورية وإسقاط الطائرة الإسرائيلية وإصابة أخرى رسالة واضحة وقوية للعدو الصهيوني أولاً، واطراف محور العدوان على الشعب السوري الذين اعتقدوا أن سورية أصبحت خارج الحسابات الاستراتيجية في معادلة الصراع في المنطقة، وان الحرب الإرهابية قد استنزفتها عسكرياً واقتصادياً وحدت وقلصت من خيارتها السياسية في إطار المواجهة مع العدو الصهيوني المحتل لأراضيها والمصاب بالغطرسة وعقدة التفوق التي يدرك الجميع أنها قد سقطت منذ حرب تشرين التحريرية واندثرت بعد انتصارات تموز عام ٢٠٠٦ وما بعدها.‏

لقد ارتبطت الاعتداءات الصهيونية على حرمة الأراضي السورية خلال سنوات الأزمة بوضع العصابات الإرهابية المجرمة وما تتعرض له من هزائم متتالية في ساحات المواجهة مع جيشنا العربي السوري فيسعى العدو الصهيوني لتعويض الخسائر التي تتعرض لها تلك العصابات سواء أكان ذلك عسكريا أم معنوياً بهدف خلق حالة من التوازن على الأرض وفي الميدان يبقي دينامية الصراع قائمة ونزيف الدم في وتيرة مرتفعة ويشكل الانطباع لدى تلك العصابات بأن لها رديفاً قوياً وداعماً ويتدخل حين تستدعي الحاجة والضرورة ذلك.‏

إن العلاقة العضوية بين العدو الصهيوني والجماعات الإرهابية سواء أكانت النصرة أم غيرها لم يعد مخفياً على أحد ولعل الحدود المفتوحة في الجنوب السوري بينهما والدعم والإسناد اللوجستي الإسرائيلي لتلك العصابات هو أحد أسباب استمرارها في ممارسة كل أشكال القتل والإرهاب بحق أبناء الشعب العربي السوري وقواته المسلحة الباسلة خدمة للعدو الصهيوني والمشروع الأميركي للهيمنة على المنطقة وتشظيتها وإدخال شعوبها ودولها في صراعات بينية لا نهاية لها:‏

لقد قوبل الرد السوري على العدوان الصهيوني وإسقاط طائرة له بارتياح شعبي واسع في الداخل السوري وردود فعل جماهيرية على مستوى الساحة العربية وبالمقابل حلت حالة من الخوف والهلع داخل صفوف قوات العدو الإسرائيلي وكذلك في الشارع الصهيوني حيث أطلقت صفارات الإنذار في المدن وهرع المستوطنون الصهاينة إلى داخل الملاجئ ما يعكس هشاشة ذلك التجمع الذي يسمى مجتمعاً وحالة الخوف التي مازالت تسكنه من قدرات الجيش العربي السوري ومحور المقاومة الذي اعتقد قادة العدو أنه أصبح في حالة من الضعف وعدم القدرة على اتخاذ القرار بالرد والمواجهة.‏

لقد أصبحنا أمام قواعد اشتباك جديدة ستجبر العدو الصهيوني وأطراف العدوان على الشعب السوري على إعادة النظر في حساباتهم ومغادرة لغة العدوان أو مجرد التفكير في استباحة حرمة أراضي الجمهورية العربية السورية أو المس بسيادتها.‏

اخبار الاتحاد