النظام التركي يستدعي القائم بالأعمال الألماني في تركيا للاحتجاج على تصريحات ألمانية حول محاولة الانقلاب الأخيرة في البلاد

 

استدعت وزارة خارجية النظام التركي أمس القائم بالأعمال الألماني في تركيا للاحتجاج على تصريحات لرئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية حول المزاعم التركية التي تدعي بأن الداعية التركي فتح الله غولن كان وراء محاولة الانقلاب الأخيرة التي جرت العام الماضي.

وكان رئيس الاستخبارات الخارجية الالمانية برونو كال عبر في مقابلة صحفية يوم السبت الماضي عن عدم اقتناعه بتأكيد أنقرة أن الداعية فتح الله غولن كان العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا في تموز من العام الماضي مشيرا إلى أن أنقرة حاولت مرارا إقناع برلين بأن غولن وراء المحاولة الانقلابية إلا أنها لم تفلح في ذلك.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خارجية النظام التركي قولها في بيان “إنه تمت دعوة القائم بالأعمال الألماني في تركيا إلى مبنى وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاجا من تركيا”.

وزعم البيان أن العلاقة بين غولن والمحاولة الانقلابية مثبتة وأن تصريحات كال تظهر “العقلية وراء تصرفات ألمانيا المتسامحة التي تحمي جماعة غولن” حسب تعبيره.

وكانت تركيا شهدت في 15 تموز من العام الماضي محاولة انقلاب استغلها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لشن حملة انتقامية واسعة في مختلف أنحاء البلاد بهدف التخلص من كل مناهضي سياساته حيث قام باعتقال وإقالة آلاف العسكريين ومسؤولي الشرطة ورجال القضاء وتسريح عشرات الآلاف من العاملين في مختلف المؤسسات التركية وإغلاق عدد كبير من وسائل الإعلام وصولا إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد.

من جهة ثانية وفي دلالة أخرى على التوتر بين تركيا وألمانيا نقلت صحيفة سودوتش تسايتونغ ووكالة دي بي ايه الالمانيتان عن وثيقة صادرة عن وزارة الاقتصاد في برلين قولها أن السلطات الالمانية علقت منذ مطلع عام 2016 تصدير 11 شحنة أسلحة تشمل مسدسات وذخائر وقطع أسلحة إلى تركيا وذلك بسبب إيلاء برلين اهتماما خاصا بحقوق الإنسان في قرارات تصدير الأسلحة.

وكانت قوى سياسية في البرلمان الألماني طالبت هذا الشهر بسحب الطائرات الألمانية من قاعدة إنجرليك التركية وسط خلافات حادة بين البلدين كما أكد رئيس وزراء ولاية هيسه الالمانية فولكر بوفير أمس أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تجاوز الحد بمقارنة حكومة ألمانيا بالنازيين وأنه لم يعد موضع ترحيب في البلاد.

يذكر أن العلاقات بين ألمانيا وتركيا شهدت تدهورا بسبب إقرار مجلس النواب الألماني العام الماضي قانونا يصنف مجازر الأرمن في ظل الحكم العثماني بأنها “إبادة” كما تصاعدت حدة الخلافات مؤخرا بعد حادثة إلغاء خطابات لوزراء ونواب أتراك في ألمانيا أمام تجمعات لتأييد التعديلات الدستورية التي يعتزم نظام أردوغان إجراءها في تركيا.

اخبار الاتحاد