لوردا فوزي:البعث
تحرص شاشة (MBC) السعودية باستمرار، على أن تحتل برامج ومسابقات المواهب سهرات نهاية الأسبوع ضمن أجندة العروض الخاصة بها، فتراها تنتقل من استنساخ برنامج أجنبي إلى آخر، فمن “آراب أيدول” إلى “ذا فويس” وليس انتهاء بـ”أراب غوت تالينت”، وهي تسعى ببرامجها هذه إلى استقطاب أكبر شريحة من الجمهور العربي، وتحقيق أعلى نسبة مشاهدة أو كما يقال بالدارج “أعلى ريتينغ”، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن تلك النوعية من البرامج الترفيهية تحقق جماهيرية عالية ولاسيما أن مشتركي تلك البرامج يتم اختيارهم من دول عربية مختلفة، ربما يكون ذلك عن طريق الصدفة، أو على الأرجح بالاعتماد على تقسيمات معينة مقصودة بغية الوصول إلى مختلف الجنسيات العربية، ومن المفروض من هكذا شاشة “تبدو” عليها مظاهر “البروفيشنال” أن تتوجه لكل العرب بحيادية بغض النظر عن موقف مموليها وأن لا تؤثر التوجهات السياسية على تعاملها مع مشتركي برامجها، وهذا بالفعل ما تحرص (MBC) على ادعائه على الدوام، ولكن زيف ادعائها ظهر على حقيقته جلياً ما إن انتهى عرض موسم هذا العام من برنامج “أراب أيدول” على شاشتها منذ ما يقارب الأسبوعين والذي توج الفلسطيني يعقوب شاهين محبوباً للعرب، حيث بدأت الحملات الترويجية القوية من خلالها لدعمه وللمساهمة في انتشاره ولإيصاله إلى النجومية الحقيقية، على غرار ما فعلته مع الفلسطيني محمد عساف الرابح في الموسم الثاني للبرنامج نفسه، والذي جعلته نجماً بين ليلة وضحاها وحققت له شعبية كبيرة لا مثيل لها حتى أنه ولفرط دهشته تفشى مرض الغرور على ملامحه السمراء.
بالطبع لم يكن من الممكن أن نوجه أصابع الاتهام إلى (MBC) على ما فعلته مع الفلسطينيين شاهين وعساف- لأنه من الواجب أن ترعى المواهب التي فتحت لها أبواب الشهرة وقدمت لها فرصة على طبق من فضة- لو أنها تعاملت بالمثل مع السوري حازم شريف الذي حصل على لقب “أراب أيدول” في موسمها السابق، والذي لم يلاق المعاملة ذاتها التي حظي بها سواه على الرغم من امتلاكه لجميع المواصفات التي تؤهله ليكون محبوباً للعرب، ولعل السبب الحقيقي الذي يقف وراء عدم نيله الاهتمام الذي يليق بمن حظي بهذا اللقب هو انتماءه لسورية، وهو الأمر الذي جعل (MBC) تخلع قناعها وتمسح مساحيق التجميل التي زينت نفسها بها في عيون العرب على مدى أعوام، وتكشف عن وجهها الحقيقي وتنتهز أول فرصة لها لتكشر عن أنيابها، ولعل تعامل (MBC)- الذي لا يخفى على أحد- مع السوريين وإجبارهم على التقيد بشروط معينة أثناء اشتراكهم ببرامجها، يضعنا أمام سؤال ملح وهو لماذا لا تنتج التلفزيونات السورية برامج مماثلة تحتضن المواهب السورية التي تلجأ مرغمة إلى بوابات وهمية- لو فتحت خيارات أخرى أمام أحلامهم- لما طرقوها.