يتزامن موعد احتفال الصحفيين السوريين بعيدهم الثاني والعشرين المصادف 15/8/2013 من هذا العام مع اشتداد الهجمة التكفيرية الظلامية ضد شعبنا ووطننا والتي يلعب الإعلام المعادي فيها دوراً كبيراً من تضليل وتزييف وكذب بهدف إضعاف الشعور الوطني وخلق مساحات للعبث بهوية سورية ومستقبلها لأنها رعت المقاومة ودعمتها وواجهت جميع المخططات الصهيونية والرجعية.
أيتها الزميلات, أيها الزملاء,
اليوم ونحن نستذكر 15/8/2006 اليوم الذي ألقى فيه السيد الرئيس بشار الأسد كلمته التاريخية أمام أعضاء المؤتمر الرابع لإتحاد الصحفيين فإنما للتأكيد على أن رجال الصحافة والإعلام كانوا على قدر من المسؤولية الوطنية التي حملتهم إياها تلك الكلمة المهمة للسيد الرئيس في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات.
لقد تلقف الصحفيون مضامين تلك الكلمة ودأبوا من أجل تطوير ذواتهم وتطوير الإعلام السوري كي يستطيع مواكبة المهام الجسام الملقاة على عاتقه وكذلك مجاراة ما يجري من التقدم العلمي والمهني في عالم الصحافة والإعلام في العالم. وذلك بهدف استمرار رسالة الكلمة الصادقة والملتزمة في الدفاع عن القضايا العادلة للشعب العربي.
أيتها الزميلات, أيها الزملاء,
مرّت سنوات سبع على كلمة السيد الرئيس أمام المؤتمر الرابع ومازالت مضامين كلمته وقراءته للأحداث تتأكد يوماً بعد يوم. وثبتت صحة مواقف سورية الداعمة للمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة في فلسطين حيث شكلت العنوان الأبرز لما جاء بعد هذا التاريخ من أحداث في المنطقة, وأخطرها المؤامرة على سورية حيث التقت قوى الشر والحقد الغربية مع بعض الدول العربية في تشكيل جبهة واحدة لضرب الدولة السورية والتأثير على قرارها الوطني وسيادتها واستقلالها بهدف تمرير مخططهم الخطير في المنطقة. ورغم كل ذلك, استمر الشعب السوري صامداً شامخاً في وجه المؤامرة يدفع التضحيات مهما غلت من أجل حماية منجزاته الوطنية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وإذا كانت أدوات الإجرام ووسائله من أسلحة ومسلحين
وظلاميين وتكفيريين ومن دول إقليمية وعالمية اجتمعت ضد سورية فإن إيمان الشعب العربي السوري بوطنه والتفافه خلف قائده أسهم ويسهم في إسقاط المؤامرة وأطرافها.
ولأننا في الصحافة والإعلام أحد فصائل هذا الشعب الصامد المناضل ولأن الزملاء أبناء المهنة إنما هم أحد قوى المواجهة وخاصة في إطار كشف التضليل والفبركة والزيف الذي يبثه الإعلام المعادي والمشارك في سفك الدم السوري, ولأن الصحفيين السوريين كانوا عبر تاريخهم وبأقلامهم الحرّة والمسؤولة يدافعون عن قضايا الأمة فإنهم الآن في المقدمة إلى جانب المقاتلين الذين يصنعون نصر الوطن ويعيدون مجد الأمة. ولم يتوانَ الصحفيون عن التضحية حتى الشهادة فسقط منهم الشهداء وهم يقومون بواجباتهم من أجل وطنهم وشعبهم.
لقد تحمّل الصحفيون السوريون في جميع مؤسساتهم العامة والخاصة مسؤوليتهم الوطنية بقدر كبير من الشعور الوطني وشاركوا في تنوير الرأي العام المحلي والعربي واستشهد البعض واختطف آخرون وهُددوا ورغم ذلك استمر الزملاء القيام بواجباتهم وهم اليوم أكثر تصميماً على متابعة مسيرة البذل تكريساً للقيم والمبادئ التي حمّلهم إياها شرف المهنة والإنتماء للوطن.
في يوم الصحافة العربية السورية التحية كل التحية لشهداء الصحافة والإعلام ولكل الزملاء العاملين ليل نهار من أجل كلمة حرّة مسؤولة ملتزمة بالوطن وبخدمة أهدافه النبيلة.
كما أننا نؤكد في الوقت ذاته دور الصحفيين في عملية البناء وندعو الجميع في الوزارات والمؤسسات للتعاون مع الصحفيين من أجل إعادة بناء سورية ومحاربة الفساد والفاسدين. وهي مهمة يتحملها الصحفيون إلى جانب رسالتهم الوطنية والقومية ولا تقل أهمية عن المهام الأخرى.
أيتها الزميلات, أيها الزملاء,
باسمكم نجدد عهد الوفاء للشعب العربي السوري وقائده السيد الرئيس بشار الأسد ونعلن وقوفنا إلى جانب قواتنا المسلحة حماة الديار ونحيي شهداءنا الأبرار من مدنيين وعسكريين. والنصر سيتحقق بعون الله لتعود سورية آمنة مستقرة قوية.
اتحاد الصحفيين
في الجمهورية العربية السورية