لليوم الثالث على التوالي تواصلت المعارك بشكل عنيف في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان بين عناصر من حركة فتح والقوة المشتركة من جهة، ومجموعة بلال بدر التكفيرية من جهة أخرى، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 4 قتلى و30 جريحاً، وفقاً للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
ودعت الفصائل الفلسطينية في لبنان ببيان لها أمس إلى “حماية المخيمات، وحلّ مجموعة بلال بدر بالمخيم بالقوة”، كما دعت إلى “حرية دخول القوات الأمنية المشتركة إلى كل المربعات الأمنية في مخيم عين الحلوة”، وأعطت القوى والفصائل مهلة 6 ساعات لعناصر جماعة بلال بدر لتسليم أنفسهم.
هذا وسقطت 3 قذائف خارج نطاق المخيم حيث سقطت واحدة على مستشفى صيدا الحكومي، وأخرى في منطقة التعمير، وقذيفة ثالثة في منطقة سيروب من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما أدت الاشتباكات أمس إلى سقوط نحو أربعة جرحى، وشوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء المنطقة نتيجة احتراق عدد من المنازل والمحال التجارية، في وقت لا تزال طريق الحسبة المحاذية للمخيم مقفلة من قبل الجيش اللبناني بعدما طاولها الرصاص الطائش، الذي طاول أيضاً المناطق المحيطة به.
وشدد الجيش اللبناني إجراءاته على مداخل المخيم وعزز مواقعه في محاولة لمنع امتداد الاشتباكات إلى أماكن أخرى، فيما ناشدت الهيئات الشعبية في المخيم المعنيين العمل على إعلان هدنة داخله لإجلاء مدنيين محاصرين داخل منازلهم.
إلى ذلك أكدت حركة فتح إقليم لبنان أنها ومعها كل الفصائل الفلسطينية في المخيم قامت بمواجهة المخططات المشبوهة والهادفة إلى ضعضعة الأمن الفلسطيني وتمزيق نسيج المخيمات وإثارة الصراعات وتهديد الوحدة الوطنية الداخلية وإشعال نار الفتنة وتعميم الاغتيالات والإعدامات، مشددة على أنها مصرة على حسم هذا الموضوع عبر تسليم المطلوبين أنفسهم للقضاء اللبناني وأخذ الإجراءات الأمنية المطلوبة لضبط الأمن.
في سياق متصل طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري جملة من التساؤلات إزاء ما يجري في مخيم عين الحلوة، وسأل: تحت أي رحمة تعيش القضية الفلسطينية ولمصلحة من؟ ومن هو المستفيد من منع القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة من الانتشار في المخيم بعد إجماع كافة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية على دورها في ترسيخ الأمن والاستقرار في داخله؟، وهل المطلوب إبقاء أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان جرحاً ينزف دماً في غير موقعه ليحجب الرؤيا عن ما يحاك في الغرف السوداء من مشاريع ومخططات؟!، وأعتبر أنّ هذه المخططات ترمي إلى وأد القضية الفلسطينية وسرقة آخر حقوق الشعب الفلسطيني وهو حقه بالعودة إلى أرضه التي أخرج منها بغير حق وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشدّد بري على أنّ رهان اللبنانيين كان وسيبقى دائماً وأبداً على وعي القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقدرتهم على إجهاض كافة المحاولات التي تريد إغراق المخيمات الفلسطينية وفي مقدمها مخيم عين الحلوة في أتون الاقتتال الداخلي والفتنة المستمرة والتي لا مستفيد منها سوى “إسرائيل”، وأضاف: أما آن الأوان أن يدرك الجميع أن من كانت “إسرائيل” عدوه فهي عدو كاف، ودعا الجميع للانتصار لفلسطين من خلال مساعدة الفلسطينيين بتصليب وحدتهم وليس العكس، وذلك من أجل وميض الأمل الذي أعاد الشهيد باسل الأعرج وسائر شهداء الانتفاضة إضاءته في هذا الزمن الحالك من تاريخ أمتنا العربية التي ضلّت الطريق عن فلسطين.