وجه اتحاد الصحفيين رسالة إلى أحرار العالم ومحبي السلام يدعوهم فيها للتضامن مع الشعب العربي السوري في وجه العدوان الغاشم المحتمل. وجاء في نص الرسالة :
رسالة من اتحاد الصحفيين في سورية إلى محبي السلام وأحرار العالم
السادة الأعزاء,
تتعرض سورية عما يناهز سنتين ونصف لعدوان شرس لم يشهد له مثيل على مساحة العالم يشنه الإرهاب الدولي التكفيري ممولاً من دول عربية وإقليمية توقد الأزمة وتحبط الجهود السياسية لإقامة الحوار وبناء الحياة الديمقراطية.
وفي الواحد والعشرين من شهر آب 2013 استيقظ العالم على نبأ وقوع هجوم كيميائي في الريف الدمشقي قتل جراءه مئات الأبرياء.
سبق وأن أعلنت الحكومة السورية دعوتها لتحقيق دولي وعلمي فوري من جانب الأمم المتحدة في الحقائق والإدعاءات, في حين سارعت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وآخرون لتحميل الحكومة السورية مسؤولية الهجوم دون أية تحقيقات او إثباتات منذرة دمشق بأنها تخطت الخط الأحمر وأن الخيار العسكري أضحى على الطاولة “لمعاقبة الحكومة السورية” حتى دون تفويض أممي بذلك.
بالطبع, هذا ليس بالأمر الجديد إذ أن تاريخ الإدارة الأمريكية مليء بالأمثلة عن فبركة أسباب حروبها والأكاذيب الواضحة وتشويه الواقع لمواصلة مخططاتها السياسية ومغامراتها العسكرية.
لقد شهد العالم كيف لفّقت الولايات المتحدة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتشرّع الاحتلال عام 2003 وما تلاه من قتل الأبرياء وتدمير المجتمع. و نستذكر ما قامت به الولايات المتحدة مؤخراً من تضليل للأمم المتحدة عندما استخدمت القرار 1973 القاضي بإنشاء منطقة حظر جوي واستخدام “كافة الوسائل المتاحة” لحماية المدنيين في الداخل الليبي لتغيير النظام. وقد أتى استخدام القوة العسكرية في العراق وليبيا بنتائج كارثية ولم يتحقق الأمن والإستقرار أو تحسين الأوضاع المعيشية.
الزملاء الأعزاء,
نحن الصحفيون والإعلاميون سورية نعلن بأن أي عدوان أمريكي هو خرق سافر للشرعية الدولية ولميثاق الأمم المتحدة وهو ازدراء لجميع القوانين والإتفاقيات الدولية. نؤكد أن لسورية حق الدفاع عن النفس وأن للقيادة العسكرية في سورية خيار الرد المناسب على أي عدوان محتمل.
نؤكد بأن ذريعة الولايات المتحدة لحماية الشعب باتت مكشوفة للجميع محمّلين بذلك الولايات المتحدة وكل من ينوي المشاركة في هذا العدوان الغاشم مسؤولية هذا العدوان الذي سيودي بحياة آلاف الأبرياء.
السادة الأعزاء,
لا ندعو للحرب, بل ندعو للسلام إذ لا بد من منح المحققين الدوليين الوقت الكافي للوصول إلى نتائج علمية بعيداً عن التدخلات والأهواء السياسية.
إن الصحفيين هم رُسل الأمن والسلام.
نحن بحاجة تضامنكم لوقف الهجوم المنوي قيامه وللتوصل إلى حل سلمي لأزمتنا الداخلية من خلال مؤتمر جنيف 2 وتحت إشراف الأمم المتحدة.
ندعوكم للتضامن مع الشعب السوري ولإنهاء العقوبات عليه ولتأمين المساعدات لمن أجبروا لترك منازلهم بسبب الحرب الإرهابية التي تُشن على بلدنا.
نحن بحاجة تضامنكم للتأكيد على أن المسؤولية تقع على كاهل من يحيك الجرائم ضد أي بلد ولوقف دور الإعلام الغربي المدمر المدعوم من بعض الدول بهدف إزكاء الإرهاب في سورية وتشجيع المتطرفين وإثارة النزاع بين الأديان.
أعزائي,
دعونا نعمل معاً من أجل السلام والأمن وفقاً لقواعد القانون والأخلاق.
وعلى الجميع أن يعرفوا أن لشعبنا حضارة عظيمة ضاربة في التاريخ, وهو يتطلع نحو بناء مستقبل على أسس الديمقراطية والسلام والأخوة وتأمين الإستقرار في العالم.
اتحاد الصحفيين في الجمهورية العربية السورية