المرحلة الأولى من إعادة تأهيل صومعة عدرا: البنى التحتية جاهزة مع نهاية 2017

تعرضت صومعة عدرا بريف دمشق لتخريب وتدمير المجموعات الإرهابية المسلحة ما أدى لتوقفها عن العمل لفترة من الزمن وبالتالي التأثير سلبا في عمل المطاحن المرتبطة بها نتيجة عدم توافر التخزين والتنقية والتعقيم اللازم لمادة القمح والذي كانت تقوم به الصومعة وذلك شكل ضغطاً على عمل المطاحن وآلياتها وطاقتها الإنتاجية.

ونظراً لكون صومعة عدرا بريف دمشق من أكبر الصوامع في سورية وتغذي محافظة دمشق وريفها من مادة القمح فقد كانت الجهود مكثفة لإعادة تأهيل هذه الصومعة بأسرع ما يمكن لأهميتها ودورها في رفد المطاحن بمخزون قمحي جاهز للطحن مباشرة ولذلك كان التنسيق بين وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ممثلة بشركة صوامع الحبوب ووزارة الأشغال والإسكان ممثلة بشركة الطرق العامة للطرق والجسور للإسراع بإصلاح وترميم الصومعة وإعادتها للعمل ضمن ثلاث مراحل.

وشكلت المرحلة الأولى التي تكفلت بها الشركة العامة للطرق والجسور إعادة تأهيل الصومعة من ناحية البنى التحتية بما فيها من بناء وتجهيزات وصيانات كهربائية وميكانيكية وذلك خلال فترة زمنية مدتها “سنة” وفق ما ذكره المهندس سعيد الخطيب رئيس مشروع إعادة تأهيل صوامع عدرا لمراسلة سانا مبيناً أن قيمة عقد اعادة التأهيل في المرحلة الأولى “يبلغ 712 مليون ليرة سورية بما يتضمنه من تجهيزات وتوريد وصيانة”.

وأوضح الخطيب أن نسبة الضرر والتخريب في الصومعة كانت 80 بالمئة أي نسبياً في كامل بناء الصومعة لاسيما “مبنى الهيد هاوس والمنشأ المعدني العلوي في الصومعة” مشيراً إلى أن العمل على إعادة التأهيل يتم “بوتيرة عالية حيث تم منذ بداية العمل بالعقد منذ شهرين ونصف حتى الآن تنفيذ ما يقارب 30 بالمئة منه وستكون الصومعة بنهاية عام 2017 جاهزة كبنى تحتية للبدء بالمرحلة الثانية من العمل المتمثلة بتأمين التقنيات التكنولوجية وفق عقود مع شركات الأخرى”.

وشكل تراكم كميات كبيرة من الأنقاض والعوائق داخل وخارج بناء الصومعة والذي خلفته المجموعات الإرهابية المسلحة عائقاً في حركة آليات الإصلاح فكانت بداية العمل بترحيل هذه الأنقاض بكمية تقريبية بلغت 6000 متر مكعب من الموقع خاصة من أقبية تجهيزات نقل الحبوب حسب الخطيب الذي يبين أنه يتم العمل الان على تأهيل المنشأ المعدني وترحيل الألواح المعدنية القديمة فيه واستبدالها بألواح “الشاندوتش بانل” الجديدة والتي تقوم الرافعات بتحميلها نظراً لعلو المنشأ المعدني.

كما تم وفق الخطيب إصلاح جسر في المنشأ العلوي للصومعة بمواد جديدة وحديثة والآن بصدد إصلاح الجسر الآخر الموجود وسيكون المنشأ المعدني العلوي منهياً بشكل كامل خلال شهر ومدعماً بالحديد الصناعي بكمية تقارب 10 اطنان.

وأضاف الخطيب “كان هناك 3 روافع في الطوابق العليا مخربة بشكل كامل تم اصلاحهم واستبدالهم بتابلوات جديدة إضافة للعمل على تأمين الكابلات والدارات للمحولات الكهربائية لأن الإرهابيين سرقوا وخربوا معظم اللوحات الكهربائية فيها كما أن العمل أيضاً جارٍ على اعادة تأهيل 16 بناء سكنيا وخدميا للعمال المقيمين بالصومعة”.

وبهدف سرعة وجودة العمل والإنتاج عند عودة الصومعة للعمل بين الخطيب أنه تم “فك التجهيزات الميكانيكية وتجهيزات شفط الغبار والغرابيل والفلاتر من أجزاء الصومعة كاملة لأنها تجهيزات قديمة واستبدالها بتجهيزات حديثة لتكون أفضل مما كانت عليه الصومعة”.

وتبين المهندسة دنيا اسماعيل رئيس المكتب الفني لمشروع إعادة تأهيل صوامع عدرا مميزات الإسمنت الجديد الذي يتم استخدامه لإكساء القسم العلوي من الصومعة حيث انه “مقاوم للحرارة والرطوبة وجودته افضل من التي كانت مستخدمة مسبقاً”.

وتعمل صومعة عدرا بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن مغذية محافظة دمشق وريفها بشكل اساسي عبر مطحنتي تشرين والأسد بريف دمشق وفق المهندس محمود البيروتي رئيس صوامع عدرا من الشركة العامة لصوامع الحبوب الذي أوضح لمراسلة سانا أن الصومعة كانت “تعمل بكامل الطاقة التخزينية لكن نتيجة الاعتداءات الإرهابية تأذت بشكل كبير ولذلك تم التنسيق مع الشركة العامة للطرق والجسور لإنجاز البنى التحتية خلال عام لتأتي المرحلة الثانية المتعلقة بالموضوع الفني والتكنولوجي”.

ويشير البيروتي إلى أن المرحلة الأخيرة هي مرحلة شركة صوامع الحبوب لتقوم بعملها السابق حيث كانت تشكل أثناء عمل الصومعة صلة الوصل بين المخزون القادم من مادة القمح من المنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية لتخزينه في الصومعة وغربلته وتعقيمه لتغذية المطاحن به فيما بعد والتي تزود منطقة دمشق وريفها بمادة الطحين.

وتجدر الإشارة إلى أن مطحنة تشرين متاخمة في موقعها لصومعة عدرا وقد تعرضت لبعض الأضرار والتي تم إصلاحها وفق مشروع إعادة تأهيل مطحنة تشرين الذي تنفذه الشركة العامة للطرق والجسور بالتوازي مع أعمال الصومعة ووفق المهندس سعيد الخطيب فإن “مشروع مطحنة تشرين في مراحله الأخيرة وسيكون منتهياً وجاهزاً خلال أيام قليلة”.

وفي تصريح مماثل قال مدير عام شركة الصوامع عبد اللطيف الأمين أن “إعادة تأهيل الصومعة يقسم إلى شقين الأول متعلق بالعمل المدني والإنشائي والشق الآخر هو الفني والذي هو الآن قيد التعاقد فيه مع شركة روسية بقيمة 9ر1 مليون يورو”.

وكان عدد الصوامع في سورية يبلغ 32 صومعة موزعة 9 صوامع في الرقة وحلب و8 صوامع في الحسكة و5 صوامع في حماة وادلب و4 صوامع في حمص وطرطوس و5 صوامع في المنطقة الجنوبية وصومعة واحدة في ديرالزور وخرج معظمها عن الخدمة في السنوات الأخيرة نتيجة تخريب وتدمير المجموعات الإرهابية المسلحة

اخبار الاتحاد