في إطار توسيع التأهيل الإعلامي، والوقوف على أكثر النقاط السلبية التي كان الإعلام السوري قد اعتمدها في المرحلة السابقة، افتتحت، يوم أمس، ورشة إعلامية في فندق الداما روز في دمشق، بحضور ممثلين عن الحكومة السورية، وعلى رأسهم مستشارة السيد الرئيس للشؤون الإعلامية.
الورشة جاءت ـ بحسب تصريحات وزير الإعلام الدكتور عمران الزعبي ـ لأنّ سورية بحاجة ماسة إليها لتعرية الجوانب السلبية في كلّ مؤسساتها الإعلامية وغيرها، موضحاً أنّ الإعلام السوري لديه جملة من الأخطاء والنواقص في العمل الإعلامي، مبيناً أنّ هذا الوقت مثاليّ للانطلاق بالورشة كونه ساعد في كشف العيوب.
وأكّد الوزير الزعبي أنّ صمود سورية بكامل مكوّناتها، وكامل مؤسساتها، أرغم العالم على الاستماع إلى صوت دمشق الحقيقي من خلال إعلامه، دون أن يتوقّف على الإيجابيات؛ بل خصص الوقت الأكبر للسلبيات ليتمّ تجاوزها ومعايرتها للتأكّد من السير في الطريق الصحيح.
وأوضح وزير الإعلام أنّ سورية ليست دولة عظمى، وليست دولة نووية، لكنّ العظمة لا تأتي بأسلحة أو قوى، وإنّما باحتفاظها بسيادتها، وتلاحم أبنائها في صفّ واحد وقت الأزمات. وقال إنّ الحديث اليوم من دمشق، وبعد عامين ونصف العام على الأزمة والمواطن يعيش حياة ثابتة لأسباب كثيرة، ولم يأتِ ذلك من فراغ، أوّلها كان دافع الحياة، وإيمانه ببلده، مشدداً على أنّ سورية عظيمة بشعبها، بقوله: “سورية عظيمة كدولة، وكوطن، وكشعب، وكقيادة، ولا يحلم أحد بأنّه قادر على إسقاطها”.
وتطرق وزير الإعلام إلى القرار رقم 2118 الصادر بتاريخ 28/9/2103 المتعلق بموضوع السلاح الكيميائي، حيث قال إنّ هذا القرار لم يصدر ليلزم سورية بشيء معيّن؛ لأن سورية ملتزمة بالأساس، وما هذا القرار إلا عبارة عن كتابة وصياغة للسياسة السورية، حيث إنّ سورية لم تُسِئ في يوم من الأيام بأيّ شيء ممّا يتحدث عنه الغرب.
وأضاف الزعبي أنّه، اليوم تحديداً، يجري الحديث عن القرار و”جنيف اثنين”، وموضوع الحوار، وكانت سورية قد قالت كلمة حقّ واحدة، منذ بدء الأحداث فيها، وهي أنّ الحكومة جاهزة للحوار في أيّ لحظة ومع الجميع، إضافة إلى دعوات كثيرة للنقاش مع الجميع، وأوّلها كان اللقاء التشاوري في العام 2011، وامتنعت أطراف من المعارضة الداخلية عن الحضور إليه لأسباب تتعلّق بها، مضيفاً أن هناك ـ من أسف ـ مَن لايزال يراهن على سقوط سورية، لكنّه يتوهم، مؤكداً أن الحكومة السورية ليس لديها مشكلة مع مفهوم المعارضة، ولكن شرط أن يكون الوطن أولويّة في كلّ النقاشات، قائلاً: “أي حوار مع معارضة وطنيّة لن يستغرق أكثر من ساعة للخروج بنتائج ترضي الجميع”.
وقال الوزير الزعبي إنّ المعارضة الخارجية مرهونة للخارج وعميلة للاستخبارات الأمريكية، وقد وصلت حالتها إلى عدم التفكير، واصفاً إيّاها “بالمعارضة الغبية”.
بدورها، أشارت المستشارة، بثينة شعبان، إلى أهمية المرحلة القادمة من الناحية الإعلامية، كون سورية تنتقل من مرحلة إلى أخرى في أزمتها، لمواكبة ما قد يخرج به أعداؤها ومنظمو الحملة الشعواء عليها، مبيّنة أنّ السيد الرئيس، خلال الفترة الماضية، كان قد أوضح كلّ ما يمكن أن يتمّ السؤال عنه، وبالتالي فإنّ الإعلام كان له الدور الأكبر في نقل الأحداث إلى الجميع، ومن قبل السيد االرئيس شخصياً.
كما شدّدت المستشارة على أنّ بعض الدول الغربية والعربية تحاول التلاعب بالصورة، لكي تقوم بتخديم الأجندات التي تتبع لها، لكنّ الإعلام السوري، في الوقت الحالي، وبالتعاون مع حلفاء دمشق، تمكّن من دحض نظرياتهم، ونقل الصورة كما هي دون تزوير.
ومن جهته، أشار المفكر العربي أنيس النقاش، في كلمته التي ألقاها أثناء الافتتاح، إلى أهمية الإعلام السوري، وضرورة النهوض به ليقف من جديد على التطوّرات القادمة، باستخدام أحدث التقنيات التي تساعد في إيصال المعلومة الصحيحة إلى المشاهد في كلّ العالم وفي أسرع ما يمكن، موضحاً أنّ أمريكا وعملاءها استخدموا التقنيات التكنولوجية الحديثة لضرب سورية إعلامياً، لأنّهم يعلمون أنّهم سيفشلون عسكرياً وسياسياً.
نقيب الصحفيين إلياس مراد، أكّد، أمام الحضور، أنّ الإعلام السوري بكلّ وسائله ارتقى ليصبح أفضل ممّا سبق بعد هذه الأزمة التي عصفت بسورية، موضحاً أنّ الإعلام أدّى دوراً كبيراً، وخاصة في بداية العدوان على سورية، واستُخدم بالشكل الصحيح كسلاح استراتيجيّ له أهداف نبيلة.
ورأى نقيب الصحفيين الأستاذ الياس مراد أن الإعلام السوري تفوّق على الإعلام الغربي الذي لم يفوّت أيّ فرصة ليقوم بعمليات تضليل ممنهجة ومدروسة لإثبات شيء غير موجود، مشدداً على أنّ دور الإعلام جاء رديفاً لدور الجيش العربي السوري الذي صان البلاد وحماها من الهجمات الإرهابية.