بلا عقاب

 

يعتدي الأميركيون على البشرية كلها ، وليس هناك من عقاب، وتقرر الإدارات الأميركية المتعاقبة تغيير خرائط العالم السياسية والثقافية، وتعتقل رؤساء دول، وتثبّت كراسي فوق رمال الصحارى، وتفرض حصاراً على الشعوب، وتمنعهم من استخدام مواردهم وثرواتهم،

وفوق ذلك كله تدّعي التمسك بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا تجد من يقدر على محاسبتها أبداً، الأمر الذي يدفعها للمزيد من الغي والتمادي في العدوان، ولكن هل سيدوم هذا الحال ويستمر إلى ما لا نهاية؟.‏

منذ بداية الوجود الأميركي الموصوف كانت غريزة العدوان متأصلة وصولاً إلى تهديداتها الأخيرة لكوريا الشمالية مروراً بكل الاعتداءات التاريخية من فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق فسورية، حيث تخطئ إدارة ترامب في تقديراتها ومقامراتها لتكتشف أنها تخسر مصالحها خدمة للمشروع الصهيوني وكيان العدوان الإسرائيلي، نتيجة سوء التقدير للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة كدولة عظمى، فالثروات والنفط والغاز المتوفرة في المنطقة العربية تدفع الإدارة الجمهورية المقامرة للذهاب بعيداً في الخطأ، ذلك أن السيطرة المباشرة والسرعة في امتلاك تلك الثروات والرغبة الجامحة في إخضاع العرب جميعاً تدفعها لاتخاذ هذه الخطوات المتهورة استعجالاً لربح لن يأتي أبداً.‏

فبعد الأيام المئة الأولى من تربع ترامب على الكرسي البيضاوي لم يحصد إلا الخيبات الداخلية الكبرى، فيحاول التعويض بالأفعال الخارجية العدوانية غير المدروسة، فيخسر بذلك الداخل والخارج على حدّ سواء، وبذلك سيكون الداخل الأميركي أول من يقوم بعملية الحساب والعقاب مهما تأخرت الفترة التي ستحاكم فيها إدارة ترامب على تهوره وخسائره ومقامراته.‏

 

اخبار الاتحاد