حمّل نجدت إسماعيل أنزور الحكومة والأجهزة الأمنية لأمراء آل سعود مسؤولية سلامته الشخصية والمسؤولية القانونية التامة عن أي مس بسلامته وأمنه الشخصي وأمن وسلامة كل من شارك معه في
إنجاز فيلم «ملك الرمال»
وذلك بعد إصدار شخص سعودي يدعى عدنان العايض بعد عرض الفيلم مؤخراً بدمشق فتوى شرعية تعتبر قتل المخرج السوري «عملاً ضرورياً وحلالاً» واصفاً الفيلم بأنه «اعتداء على آل سعود خزانة الدين الإسلامي»!.وقال أنزور في بيان وزعه على الصحفيين ووسائل الإعلام العربية والدولية في مؤتمر صحفي عقده المخرج السوري صباح أمس في فندق الداما روز إن الأسرة السعودية الحاكمة وأجهزتها مسؤولة أمام القضاء السوري وأي قضاء آخر مباشرةً عن أي جرم جزائي يرتكب بحق أسرتي أو العاملين معي مضيفاً: «إن التهديدات اليومية التي تعرضت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الاتصال الأخرى؛ تندرج في إطار سعي العائلة الحاكمة في السعودية إلى إيذائي مع إمكانية التنصل من المسؤولية؛ ولذلك أؤكد للجميع أنه وبغض النظر عن احتمال وقوع هذا الإيذاء؛ فإنني أنسب إلى السلطات السعودية حدوث ذلك بغض النظر عن الفاعل المباشر؛ وسوف أتخذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية ضد المدعو عدنان العايض, وكل جهة أخرى يجب عليها أن تتنكر لذلك أو تواجه ذلك ولم تفعل؛ بل أعتبر سكوتها عن هذا موافقة ضمنية صريحة».
وقال صاحب «ما ملكت أيمانكم»: «إن ملك الرمال إعلان حرب على النظام الوهابي السعودي؛ ولن تتوقف هذه الحرب حتى يسقط هذا النظام التكفيري ويزول من الوجود؛ مؤكداً ضرورة وقوف الدراما السورية والفن والفنانين عموماً في وجه المشروع التكفيري الظلامي في بلادنا؛ ومن جهتي قمتُ بصناعة هذا الفيلم الذي كنتُ أتمنى أن يكون لدي إمكانيات إنتاجية أكبر لتحقيقه عبرها؛ لكنني قمت بما يجب علي كفنان سوري القيام به؛ كون المجتمع السوري بحاجة اليوم إلى أن يكون الفن السينمائي والمسرحي والتلفزيوني والتشكيلي وشتى أنواع الثقافة والفكر جنباً إلى جنب لمقارعة المشروع الوهابي السعودي في بلدي الحبيب والحد من التدخل في الشأن الداخلي السوري».وأوضح صاحب إخوة التراب «أن ما أسعى إليه اليوم هو توزيع الفيلم بشكل عالمي ومشاهدته من أكبر شريحة ممكنة من الجمهور في الغرب والعالم؛ حيث سنعرف أثر عروض ملك الرمال في الصالات العالمية بعد مشاهدته؛ وسنلاحظ التداعيات عندها من جراء هذه المشاهدة الدولية؛ وهنا أدعو جميع الفنانين السوريين والعرب والأجانب إلى أن يكون ملك الرمال بمنزلة فاتحة لتجارب فنانين آخرين يحققون فيها كل حسب وجهة نظره وأسلوبه الفني أعمالاً فنية لمجابهة المشروع التكفيري السعودي في كل بقاع الأرض؛ وهكذا يصبح ملك الرمال بمنزلة نهج وطريقة تفكير جديدة مفسحاً الطريق أمام أطروحات جديدة تتناول ظاهرة الإرهاب الدولي المنظم»، ووزع أنزور على الحضور من الإعلاميين والصحفيين قائمة بأسماء الوثائق والكتب التي اعتمد عليها في كتابة سيناريو فيلم «ملك الرمال» وقال: «إن الفيلم ليس وثائقياً بل هو فيلم درامي اعتمد على مصادر محققة علمياً وأتحدى أحداً في أن يستطيع التشكيك بما عرضه الفيلم من أحداث وحقائق مسجلة تاريخياً ومستوحاة من وقائع سياسية حقيقية؛ لاسيما الوثيقة التي أبرمتها حكومة بريطانيا العظمى مع عبد العزيز آل سعود بموافقته على إعطاء فلسطين كوطن قومي لليهود؛ وهذا ما تذكره هذه الكتب والوثائق وفي مقدمتها كتاب «فيلبي إن أريبيا» الذي كتبه جون فيلبي مستشار الملك عبد العزيز آل سعود».
وقال صاحب « الحور العين» إنه «أثناء تصوير ملك الرمال في منطقة صحراوية قريبة من دمشق حدث تفجيران إرهابيان في منطقة القزاز شاهده النجم الإيطالي ماركو فورسي الذي لعب دور الملك عبد العزيز في شبابه؛ ما دفع بالنجم العالمي للتعاطف مع الشعب السوري؛ فقام بالتبرع بالدم من تلقاء نفسه لجرحى التفجيرين الإرهابيين..وأضاف المخرج: «إن كل الفنانين الذين عملوا معي في الفيلم لم يعملوا من أجل هدف مادي أو سعياً وراء المال أو الشهرة؛ بل لقناعتهم أن هناك فعلاً هجمة بربرية على سورية تريد النيل من حضارتها ومكانتها الإنسانية في العالم؛ كاشفاً أن نجوم ملك الرمال سيحضرون العروض التي سنقيمها للفيلم في المحافظات السورية؛ موضحاً أنه اشتغل هذا الفيلم بأسلوبه الخاص»، وقال: «أنا لا أقلد أحداً بل أقدم شخصيتي الفنية عبر أعمالي كوني ابن المخرج السينمائي إسماعيل أنزور مؤسس السينما في سورية وهذا أمر موجود لدي في الجينات؛ ولدي طموحات بأن أصل بملك الرمال إلى العالمية عبر جودة الصورة وقوة الطرح للوصول في النهاية إلى توزيع هذا الشريط عالمياً وعرضه في كل صالات العالم».
وطلب أنزور من وسائل الإعلام الوطنية إتاحة الفرصة للشباب السوري كي يقدم مقترحاته الفنية في شتى أنواع الإبداع لفضح وتعرية المشروع الوهابي التكفيري في المنطقة؛ حتى طلبة الإعلام عليهم اليوم مهمة تقديم ولو فيلم صغير يصورونه عبر الموبايل لفضح المشروع الظلامي؛ فليس مهماً وسيلة أو حجم الإنتاج؛ المهم اليوم أن يقدم الجميع على تعرية التكفير وأدواته التي تريد تمزيق نسيج المجتمع السوري وتفتيته».
وعن قيام السعودية بتمويل فيلم عن شخصيات ورموز وطنية سورية قال صاحب «الموت القادم إلى الشرق»: « هي رموز وطنية لا يمكن تشويهها والجميع في وطننا يعرف التاريخ النضالي لهذه الرموز؛ فنحن كسوريين نعرف من هم قادتنا وما هو تاريخهم المشرف منذ سبعة آلاف عام من عمر الحضارة السورية؛ وهذه محاولة كيدية لا أكثر بأيدي مجموعة من ضعاف النفوس الذين تم شراؤهم بالمال الوهابي القذر؛ لكن الشارع السوري سوف يلفظ هذه الفكرة وهؤلاء المرتهنون للمشروع التكفيري من تلقاء أنفسهم حتى قبل أن يقوموا بتنفيذ أفكارهم وتحقيقها على أرض الواقع».
وأوضح المخرج السوري العالمي: إن أعداءنا يروّجون لفكرة حصارنا لكن هذه الفكرة التي يريدون ترسيخها في داخلنا عبارة عن وهم؛ فالحصار وهم ونحن أحرار والدليل أن ملك الرمال لم يُعرض فقط في سورية؛ بل عُرض في لندن وسيعرض في نيويورك وموسكو والعديد من عواصم الغرب؛ فنحن لدينا أصدقاء وعلاقات متينة مع كل شعوب العالم الحر؛ وعندما سيعرض الفيلم في نيويورك سترون صدى ذلك في المجتمع الأمريكي الذي وجه لي عبر منظمات ومؤسسات أهلية أكثر من دعوة لعرض الفيلم في أمريكا وأوروبا؛ وفي مقدمتها منظمة ضحايا 11 أيلول التي اهتمت بالفيلم وتسعى إلى تسهيل عرضه في أمريكا كونها تتعاطف مع قضيتنا ككل شعوب العالم الحر التي تشكل رأياً عاماً مهماً متعاطفاً مع ما يحدث في سورية من أعمال إرهابية ترعاها وتمولها الوهابية السعودية» .
سامر محمد اسماعيل
تصوير: عبد الرحمن صقر