ماكرون رئيساً لفرنسا.. تحديات بــالـجـمـلـة والإرهـــاب أبـرزهــا

 

 

فاز إيمانويل ماكرون، المرشّح عن حركة “إلى الأمام”، برئاسة فرنسا، وفقاً لنتائج أولية رسمية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وفي أول تقرير لها بعد إغلاق صناديق الاقتراع، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية تقدّم إيمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية بنحو 60 % من الأصوات، فيما تناقلت وسائل إعلام فرنسية بأن ماكرون فاز بنسبة 65.1 % مقابل 34.9 % لمنافسته مارين لوبان (حزب الجبهة الوطنية، أقصى اليمين).
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 74%، فيما وصل عدد الأوراق اللاغية والممتنعة عن التصويت 4.2 مليون ورقة.
وفي أول خطاب له بعد انتخابه رئيساً لفرنسا توجّه إيمانويل ماكرون بالشكر إلى كل الفرنسيين، الذين وعدهم بأن يعمل كي يكون أهلاً لثقتهم، كما وجّه التحية لمنافسته مارين لوبن، وقال: “سأعمل على تعزيز التضامن بين الفرنسيين وسأدافع عن أوروبا ووحدة المصير”، وأكد التزام فرنسا بأن تكون في الخط الأمامي لمواجهة الإرهاب وأولاً على أرضها، وأضاف: إن “صفحة جديدة تفتح في فرنسا هي صفحة الأمل والثقة المستعادة”.
وعلى الفور هنّئ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الرئيس المنتخب، كما رحبت برلين بانتخاب ماكرون، وأكدت أنّ فرنسا تبقى “في قلب أوروبا”، كما هنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ماكرون على انتخابه رئيساً، وكذا فعل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الذي قال: إن الفرنسيين اختاروا “مستقبلاً أوروبياً”.
وفي كلمة ألقتها أمام مؤيدين لها، قالت لوبان: إنها هنأت ماكرون وتمنّت له النجاح، وذكرت أنها لا تعتبر نتائج الانتخابات فشلاً لحزبها الذي أصبح، وفقاً لها، “أكبر قوة معارضة في البلاد”.
وأشار خبراء إلى ضعف غير مسبوق لمشاركة الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات، حيث يتوقّع أن تبلغ نسبة عدم مشاركة الناخبين 26%، فيما أخلت الشرطة الفرنسية متحف اللوفر ومحيطه، بعد العثور على حقيبة مشبوهة.
وكان من المقرر أن يدعو زعيم حركة “إلى الأمام” إيمانويل ماكرون أنصاره إلى ساحة اللوفر، في حال فوزه للاحتفال.
ولاحقاً أعلنت الداخلية الفرنسية عودة الهدوء إلى ساحة المتحف بعد سلسلة من الإجراءات الأمنية في محيط اللوفر سبقها تطمين من الوزارة بأنّ الأمور “عادية ولا داعي للقلق”، في حين اكتفى مصدر في الشرطة الفرنسية سابقاً بالقول: إنه تمّ إغلاق المنطقة وتفتيشها من قبل فريق للشرطة “لتبديد أي شكوك”، مضيفاً: إنه “تمّ انجاز عمليات التحقق ما أتاح استبعاد أي تهديد”.
وكانت باريس شهدت في عام 2015 سلسلة اعتداءات إرهابية أودت بحياة 238 شخصاً.
هذا وعزّزت السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية حول مراكز الاقتراع، ونشرت أكثر من 50 ألف عنصر من رجال الأمن، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التي وعدت بأن تجري هذه الانتخابات وسط “إجراءات أمنية على أعلى درجة”. وأثناء عملية الاقتراع اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بكمّ هائل من التغريدات والتعليقات بحقّ المرشحين للرئاسة، فبعض الفرنسيين غرّدوا من داخل غرف التصويت، والبعض الآخر عبّر عن محبته أو كرهه للمرشح، وحملت إحدى التغريدات صورة لملصق في أحد شوارع باريس يعرض صورة تضمّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومارين لوبان مكتوب عليه: “لا تخطئ .. اختر فرنسا”، في حين تقول تغريدة أخرى لأحد الفرنسيين: ماكرون سيكون “لعبة في أيدي السعوديين بهدف تجنيد المزيد من العناصر الإرهابية”.
وما كان لافتاً هو التغريدات الناقدة للوبان تحديداً، حيث عرضت إحدى المواطنات الفرنسيات في تغريدتها، فيديو ترمي فيه ورقة الانتخاب الخاصة للمرشحة لوبان في سلة المهملات!.
ولم تكن هذه التغريدة هي الوحيدة التي يظهر فيها رمي المواطنين لأوراق الاقتراع في سلل المهملات، بل قام العديد بتصوير أوراقهم الانتخابية في سلات المهملات والبعض الآخر في المرحاض!، بل قام البعض الآخر بحرق ورقة لوبان!.
ويحظر القانون الفرنسي نشر أي نتائج باستثناء تلك المتعلقة بنسب المشاركة، قبل انتهاء عمليات التصويت، لتفادي التأثير على الناخبين، لكن إغلاق بعض مكاتب الاقتراع يعقّد عمل مؤسسات الاستطلاعات التي تنشر تقديراتها استناداً إلى النتائج الجزئية لفرز الأصوات، ويتمّ تحديث التقديرات الأولية بشكل منتظم مع فرز الأصوات تباعاً حتى إعلان النتيجة النهائية.
ولم ينتخب أي مرشح من الدورة الأولى منذ اعتماد فرنسا نظام الاقتراع العام المباشر العام 1962.
ويتمّ تنصيب الرئيس الجديد في موعد أقصاه 14 أيار الجاري، تاريخ انتهاء ولاية فرانسوا هولاند، الأقل شعبية في تاريخ الرؤساء الفرنسيين.

اخبار الاتحاد