سقوط المشروع الصهيوـ أمريكي حتمي والمطلوب بناء سياسات إيجابية على المستوى الإقليمي

أقام اتحاد الكتاب العرب ندوة حوارية تحت عنوان «حتمية سقوط المشروع الصهيوني ـ الأمريكي واستثمار عوامل السقوط»، شارك فيها عدد كبير من المفكرين والسياسيين والمثقفين السوريين والعرب،

 

 

حيث قال الباحث والمفكر العربي أنيس النقاش: أسباب تراجع المشروع الصهيوني تكمن في أن منطقتنا لم تهدأ إلى الآن، وبنت الدول العربية جيوشاً على جبهتي مصر وسورية والعراق، عقيدة تلك الجيوش محاربة «إسرائيل»، والتزمت الدول العربية بمشروع تحرير فلسطين وخاصة سورية التي قادته قاعدة وتجهيزاً واحتضاناً وخاصة بعد انكفاء مصر بكامب ديفيد وسقوط العراق بعد الاحتلال الأمريكي لها، أيضاً عامل المقاومة في لبنان الذي لم يكن بالإمكان إظهاره للعلن لولا ظهور الثورة الإسلامية بإيران التي دعمت المقاومة بالمال والسلاح وحتى المقاتلين، وقد تحملت إيران كل الصعوبات عقاباً لها على مواقفها فحوصرت في شتى المجالات، وأمام هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية بالعراق اعتمدت إدارتها سياسة الاحتيال بدلاً من الاحتلال، من خلال إثارة النزعات الطائفية والعرقية لإعادة ترتيب المنطقة من جديد، نقطة الارتكاز كانت في سورية لو نجح المشروع لسقط الإقليم بأكمله وأعادوا رسمه كما يريدون، ولكن صمود سورية هو ضربة قاصمة لهذا المشروع.

وختم النقاش حديثه بالقول: يجب أن نخرج من بيئة الحصار من الهوية، فالذي يوحد البشر أو يفصلهم هو السياسات وليس الهويات فقط، ويجب أن يتم بناء السياسات الإيجابية التي تستطيع بناء الإقليم، لحل مشاكلنا الداخلية ولإعطاء أمل لشعوبنا، أمريكا انهزمت بالإقليم والجيش «الإسرائيلي» أيضاً، المهمة الأساسية اليوم تقع على عاتق المفكرين والسياسات الخارجية، يجب أن نسرع بمأسسة علاقاتنا وفتح الورش الفكرية وهي مقدمة صحيحة لإسقاط المشروع الأمريكي والصهيوني.

وقال الأستاذ إسماعيل مروة: سورية استطاعت أن تسهم في تعثر المشروع الأمريكي- الصهيوني وسيبقى متعثراً طالما وجد مثل البيئة السورية القوية.. وهذه العوامل الداخلية التي أسهمت ببقاء سورية صخرة كأداء في وجه المشروع ويجب أن يتم العمل على تقويتها.. ساعدها في تحقيق ذلك عوامل عديدة نذكر منها المواطن السوري وإبداعه في مواقفه وفي إنجازه العسكري والتنموي، وجيشه بعقيدته العسكرية.

وعن حتمية سقوط المشروع الصهيوني- الأمريكي قال المفكر الفلسطيني كمال الحصان: الخوف من المستقبل وانتظار المصير الأسود «هاجس النهاية» قد أصبح فطرة وغريزة تخلق مع كل إسرائيلي، ولعلنا هنا مضطرون للاستشهاد بقول الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري بأن كل إسرائيلي يولد وفي داخله السكين التي ستذبحه، أي إنه يولد مسكوناً بهاجس النهاية في فلسطين، وقول إسرائيلي آخر: إن «إسرائيل» تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها المحتومة أي حتى الإسرائيليون المؤمنون بنصر «إسرائيل» هم أيضاً ينتظرون النهاية وطبيعي ألا يبارح أعينهم قول مفكرهم شلومو ساند في كتابه بعنوان «اختراع الشعب اليهودي» وكفى المدلول العميق والواضح للعنوان..!؟

ومن هنا يمكن القول: المستهدف اليوم من الحرب الظالمة التي تشن على سورية هي القضية الفلسطينية والعقيدة القومية والمقاومة والممانعة، والأمة العربية كلها بالتالي وقبل كل شيء الثقافة الجامعة لكل هذا، من أجل هذا أيها الإخوة تستهدف سورية وتستهدفون…

إنني لا أستطيع أن أرى ضوء الانتصار الحقيقي على المشروع الصهيوني ـ الأمريكي فعلاً، ولا حتمية سقوطه إلا بعد أن يتحقق النصر النهائي لسورية ومعها المقاومة والممانعة في معركتها الدائرة الآن.. وهو نصر قدر ومقدر لا محالة..

بعد أن قدم المحاضرون أوراقهم أتيح للحضور تقديم مداخلاتهم، الدكتور غازي حسين قال: أعتقد بثلاث نظريات حول زوال «إسرائيل»، النظرية الأولى تدور حول زوال جميع الإيديولوجيات العنصرية وأنظمة الاستعمار الاستيطاني في العالم، والصهيونية إيديولوجية عنصرية واستعمارية زالت، والنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا والقيصرية في روسيا والبرتغال ونظام الأياركان في جنوب إفريقيا والاستعمار الاستيطاني في الجزائر، وبالتالي مصير الكيان الصهيوني ككيان استعماري استيطاني ونظام عنصري وإرهابي إلى الزوال، أما النظرية الثانية فقد وضعها عضو اتحاد الكتاب العرب المهندس عدنان الرفاعي انطلق فيها من الآيات القرآنية وأثبت زوال «إسرائيل» في عام 2025، في حين النظرية الثالثة وضعها أستاذ الرياضيات زكي حرار من جنين، وانطلق فيها من عالم الرياضيات وأثبت من خلالها زوال الكيان الصهيوني في عام 2027، ولذلك أعتقد حتمية زوال الكيان الصهيوني ككيان استعماري دخيل على المنطقة غريب عنها ومعادٍ لشعوبها وقاعدة ثابتة للإمبريالية- الأمريكية.

السفير حامد حسن قال: الجميع يدرك أن ما يجري على الأرض السورية هو صراع بين مشروعين، مشروع يتمثل الصهيونية وأدواته، ومشروع آخر يمثل مشروع المقاومة والممانعة والتحرر، فإذا كانت هناك حتمية لسقوط المشروع الصهيو ـ أمريكي فهذا يعني أن هنالك حتمية لنصر سورية، في هذه المواجهة التي نشهدها اليوم نستطيع أن نقول: الخير كله يصارع الشر كله والصراع بين هذين المشروعين يتوقف عليهما العالم.. لقد سوقت الدول الاستعمارية مصطلح «الربيع العربي» والجميع يعرف ما جرى في ليبيا ومصر وتونس، ما جرى في تلك البلدان كان مقدمة للتآمر والوصول إلى سورية ونتساءل لماذا سورية؟ إنهم خبروا سورية وعرفوا أنه لم يكن هنالك شكل من أشكال المواجهة عسكرية كانت أم سياسية أو غيرها إلا وكانت سورية واجهة لذلك، من أبعاد المؤامرة هو حرف المسار وإبعاد القضية الفلسطينية عن الضوء، كل هذا الكم الكبير من التآمر على سورية يعطينا الإشارة إلى حجم هذا الدور الذي تلعبه سورية، الصراع صراع سياسي، كل طرف يستعمل أدواته وأفكاره، نحن محور المقاومة والخير والممانعة ما زالت فلسطين محورنا الأساس، أما أطراف الشر فهؤلاء مصطلحاتهم التكفير والإرهاب والفتن، المعركة على سورية محاولة لرسم تاريخ جديد للمنطقة وبالتالي يجب أن تتضح أمامنا أبعاد الصراع وأهدافه.

أحمد الأحمد أمين عام حزب الاشتراكيين العرب قال: حول موضوع سقوط المشروع الصهيو-أمريكي نستطيع أن نؤكد أنه على مستوى سورية سقط هذا المشروع، وعلى مستوى الغرب أيضاً سقط ومن أسقطه صمود الجيش العربي السوري القادر على أن يسحق كل من يدنس تراب الوطن.

اللواء المتقاعد الدكتور يحيى السليمان قال: محاولة لعصف الفكر حول حقيقة العنوان المطروح، هل هزم المشروع الصهيو- أمريكي بالمنطقة أم لا؟ هو فعلاً جهد لكنه مكرور يحتاج لبعض الملاحظات حول المنهجية وخاصة فيما يتعلق بورشة العمل التي يجب ألا تدار بهذه الطريقة، يجب أن تحدد مسائل للمناقشة وتناقش كل فقرة من قبل جميع أعضاء الورشة، ثم نخرج بتوصيات لتكون الفائدة المرجوة أشمل وأعم.

الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب قال: نحن لا ننطلق من وهم وخرافة في إسقاط المشروع الصهيوـ أميركي وإنما ننطلق من الواقع وعلى الأرض، انتصار سورية على هذا المشروع كان له أسباب ونتائج، لأننا نملك جيشاً عقائدياً وشعباً تحمل وصبر لمواجهة هذا العدوان لذلك انتصرنا وهذا يعني أنه ليس هنالك مستحيل لإسقاط المؤامرة على مستوى تهيئة المواطن وتهيئة الإقليم، ولهذا يجب علينا أن نقف مع محور المقاومة الذي أسقط المشروع، وسيسقط المشروع الأكبر المتمثل بإسرائيل، ومن الممكن لهذا المشروع أن يسقط من داخله لأن كل صهيوني يخشى على نفسه لأنه في محيط وأرض غير أرضه.

اخبار الاتحاد