مصاهرةٌ سياسيّة!

محمد البيرق :

«الشركة السعودية للصناعات العسكرية»، هو اسم المنتج الجديد الذي ستدعم به مملكة بني سعود الإرهابيين في العالم، وتمدّهم بالأسلحة المتطورة، والتي سيكون فيها جزء من الإنتاج والتجميع، بينما ستورد لها البقية شركات أسلحة أمريكية، وبهذا يكون الإرهاب التكفيري بـ«ألف خير وفي أحسن أحواله»، لتصبح العملية جاهزة متكاملة التنسيق، فالعنصر البشري يتم تأهيله في المؤسسات الوهابية التكفيرية ليكون فتيله جاهزاً لإشعاله في أي بقعة من العالم لتحقيق أهداف هذا الفكر التكفيري من قتل وتدمير.
والسلاح، بمنشئه الجديد، حاضر لتكون السعودية قد حققت الشرط الثاني لنجاح مشروعها التكفيري، فقد بات سلاح الإرهابيين من صناعتها، صحيح أن السعودية ليست لديها إمكانية تغليف علبة بسكويت، لكن لابأس، فالعرّاب موجود، وضرع البقرة الحلوب لايزال يضخ النقود.
على أرض الواقع هكذا هي الحال، أما على منصّاتهم الإعلامية فلسان حالهم يدعو لـ«محاربة» الإرهاب وبكل أشكاله، التكفيري منه، و«النص نص»، وفي المقلب الآخر يجاهرون بالإعلان عن صفقة توريد أسلحة أمريكية تقدّر بنحو 100 مليار دولار أمريكي كمرحلة أولى، مع إمكانية وصول قيمتها الإجمالية إلى 350 مليار دولار على مدار السنوات العشر القادمة.
إذاً، هم يدّعون أنهم «يحاربون» الإرهاب، بينما في الحقيقة هم يموّلونه ولا يكتفون بصناعته فقط، لتأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي ستكون السعودية محطتها الأولى، وقد شبهها البعض بتنظيم –الترامب- لحملة انتخابية في ولاية تعجّ بمناصريه، سيستقبله فيها شركاؤه في صناعة الإرهاب واستثماره، بنو سعود ومن يلفّ لفّهم، بدفء مصالح صادقة وحب كبير، ما يفتح شهية ترامب على تشاركية أكبر يمكن أن تصل حدّ المصاهرة السياسية التي ستنتج صفقة الشيطان بالتأكيد.
ولا يمكن أن نتجاهل أو ننسى تأثير هذه الزيارة في المواجهة المفتوحة للرئيس الخامس والأربعين مع الصحافة الأمريكية لأن نجاح ملفّات الزيارة وما تحمله في طياتها من عقود توريد السلاح وغيرها سينعكس على الداخل الأمريكي، وتالياً ستحمل تلك الملفات خصوصية يسهل توظيفها في التخفيف من حدّة أجهزة الحكم في أمريكا، التي يرى فيها البعض سبباً لمغامرات ترامب التي قد تهدئ من عاصفة الضغوط وتشفي بعضاً من غليل أنظمة الحكم.
وما العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات في ريف حمص وتهديد كوريا الديمقراطية بالسلاح النووي والتصعيد العسكري في بحر الصين الجنوبي ليكون آخرها العدوان السافر على نقطة عسكرية للجيش العربي السوري على طريق التنف من طرف ما يسمى «التحالف الدولي»، إلا خطوات عرجاء من دون استراتيجية، ولا أفق تأملها منظومة الحكم لحفظ هيبة أمريكا، بينما يدّخرها ترامب رسائل لحفظ ماء وجهه والتفوق على خصومه.
صفقة الشيطان أو صفقة السلاح، ما هي إلا غيض من فيض ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ومعها نظام بني سعود في دعم الإرهاب الذي سيمتد لهيبه ليحرق لحاهم، فهل سيعقلون؟!

اخبار الاتحاد