«غلوبال ريسيرتش» الكندي: الغرب نحو مستقبل استبدادي ينزع عن مواطنيه حرياتهم المدنية وحقوقهم الدستورية
المجتمعات الغربية بما تشهده من أزمات اقتصادية واجتماعية خطرة تتجه بشكل تدريجي نحو مستقبل استبدادي تسوده أنظمة سلطوية يكون المستفيد الأكبر فيها صناع السياسة وطبقات النخبة الحاكمة في الوقت الذي يتخلى فيه المواطنون العاديون عن حقوقهم وحرياتهم في خضم صراعهم لكسب لقمة العيش، هذا ما أكده الكاتب الهولندي فيرن ردي غرويجيتر في مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي، إذ أشار إلى أن تحول المجتمع الغربي نحو السلطة الاستبدادية ليس وليد المصادفة بل هو صنع الإنسان والمستفيد الأكبر من هذا التحول هم السياسيون والشركات التجارية ووسائل الإعلام الذين يستغلون أي فرصة لنشر أفكار واتجاهات جديدة في المجتمع لتحقيق مآربهم الخاصة.
وفي إشارة إلى حالة التدهور الفكري والاجتماعي الذي تعاني منه المجتمعات الغربية والمترافقة مع الأوضاع الاقتصادية المزرية نتيجة سياسات التقشف التي تفرضها حكومات تلك البلدان قال دي غرويجيتر: إن العديد من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شهدت في السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً في الرقابة والسيطرة البرلمانية والقضائية على أجهزة الشرطة والاستخبارات وسط زيادة هائلة في المراقبة التقنية والتكنولوجية.
وأضاف: بعض القضايا المهمة مثل حقوق الخصوصية وحرية التعبير انقلبت وأعيدت صياغتها لمصلحة سيطرة الدولة وأجهزتها في الوقت الذي يعمل فيه السياسيون الأوروبيون والأمريكيون على عرقلة الفكر النقدي لدى المواطنين من خلال إغراقهم بالمشكلات الاجتماعية والأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار وإخافتهم من هجمات إرهابية مفترضة.
وأشار دي غرويجيتر إلى أن السياسيين الغربيين يتلاعبون بالغرائز الأساسية وأبرزها الخوف لتوجيه المجتمع نحو تحقيق مآربهم وهذا ما حدث تماماً عندما بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن حروب غير شرعية على العراق وأفغانستان من دون وجود أي مبرر حقيقي وبالاستناد إلى معلومات مزيفة وأوهام بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
ومع انتشار مظاهر الفقر والتشرد في الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الأوروبية وما يرافقها من تزايد أعمال العنف في تلك المجتمعات يؤكد مراقبون وخبراء أن الحقوق والحريات المدنية في المجتمعات الغربية في طريقها إلى الزوال.
ويرى البعض أن الديمقراطية في الولايات المتحدة وأوروبا مهددة بشكل جدي وأن هذا التهديد لا يأتي من الإرهابيين الذين أصبحوا ذريعة لكل الإجراءات التي تتخذها الطبقات الأمريكية والأوروبية الحاكمة بل يأتي من داخل الدول نفسها.
وكانت تقارير كثيرة كشفت مؤخراً عن عمليات التجسس وتزايد الإجراءات التي تتخذها السلطات الأمريكية في إطار تحويل الولايات المتحدة إلى دولة بوليسية تعتمد على النمو الهائل لقوة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية التي تعمل وفقاً لقوانين خاصة بها.
صحيفة تشرين