القائد الإداري.. شعار أم حقيقة..؟!

يونس خلف: الثورة

كل شي تغير وتطور في العالم ما عدا الإدارة عندنا رغم أهميتها وأثرها في حياة البلاد ورغم أن العمل الإداري هو الذي يدير شؤون الناس اليومية ويؤمن متطلباتهم. ولعل أكثر ما تحتاج إليه الإدارة هو روح المبادرة والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية ووجود وحدة قياس لأداء الإدارات

كي لا تتحمل المؤسسات أخطاء وأمية البعض ممن لا يستطيع أن يعمل قائداً إدارياً وأكثر من ذلك قد يأتي إلى الإدارة ولا يعرف من أين يبدأ العمل وفي مثل هذه الحالة لا يتحمل المدير الفاشل المسؤولية وإنما أصل الخلل هنا في الآلية المتبعة في التعيين.‏

صحيح أن المتابعة الميدانية لوقائع العمل هامة وضرورية لكن ليس بالصورة التي يتبارى فيها الجميع بالتصريحات والاستعراض الإعلامي اليومي. وإنما تكون المتابعة مفيدة ومنتجة عندما تسهم في ضبط الأداء من جهة وتحفيز القائمين بالعمل على الاستمرار في تطوير العمل وتحقيق خطوات متقدمة على طريق الارتقاء بمستوى الأداء من جهة أخرى.‏

من هنا يمكن التذكير بالحاجة الملحة إلى ما يمكن أن نسميه (الثقافة الإدارية) وهي ثقافة يجب أن تقوم على إدراك المسؤول أن موقعه أو منصبه ليس للتشريف وإنما هو تكليف لخدمة المواطن كما تستلزم هذه الثقافة ضرورة إدراك المواطن، أن المسؤول في خدمته ولكن ضمن شروط موضوعية هي القوانين والأنظمة النافذة لاسيما أنه بات من المعروف أن نجاح أي مؤسسة أو إدارة في تحقيق أهدافها وبلوغ المستوى المطلوب من التطور والازدهار في أدائها مرتبط إلى حد كبير بالقيادة الإدارية التي تشرف عليها ذلك لان هذه القيادة تعتبر بمثابة الأداة الهامة والضرورية التي يتم بواسطتها تعبئة وتنسيق جهود إمكانات المؤسسة المادية والبشرية للوصول بها إلى تأدية مهامها ويتم ذلك عبر التفاعل المثمر والفعّال مع العاملين في المؤسسة وبالتالي نرى أن ملامح الصورة المنشودة هي مسؤولية مشتركة ويجب أن نشارك في رسمها جميعاً بكل الطرق والأساليب ومن هذه الأساليب تسليط الضوء عليها، وأيضا يجب أن نقول شكراً لمن يستحق الشكر وإن اعتبر بعضهم ذلك محاباة أو مجاملة.. وما الضرر أو العيب في أن نقول شكراً لمن يستحقون الشكر.. وبالمقابل أين الخطأ ولماذا التردد في الإشارة إلى خطأ من تتراكم أخطاؤه.. هذا هو النقد الذي نريده للبناء والتقويم وتصويب الأخطاء على قاعدة المصلحة العامة فقط ولا توجد قاعدة أخرى ننطلق منها غير ذلك سواء كانت نفعية أو شخصية أو انتقامية.‏

ويبقى أصل الحكاية في المعايير الحقيقية في اختيار القيادات الإدارية في المؤسسات الحكومية وهل المعايير المطبقة كافية وشاملة وتغطي جميع الجوانب المطلوبة في القائد الإداري. وهل التوصيف الإداري عندنا شعار أم حقيقة.؟‏‏

 

اخبار الاتحاد