أنيسة عبود:
لا تصدق أن الخائن يعطي حرية.. ولا تصدق أن يكون العميل وطنياً أبداً.. وعليك أن تشكك بكل الذين يتاجرون بدمك وخبزك وصحتك
ولو كانوا قابعين في الوطن يبيعون النظريات ويوزعون المعونات .. يجب أن ننتبه إلى أن معظم الذين ادعوا بأنهم يريدون الحرية كانوا يعيشون في الغرب .. وكانوا يقبضون من الغرب وغيره ..ثم صاروا أبطال شاشات ونجوم سفاهات .. وصارت شتيمة الجيش السوري والمطالبة بقتله وذبحة نشيداً يومياً لهؤلاء الزعران الذين لا يؤتمنون على بيوتهم فكيف تؤمنهم على وطن؟
وهاهو الوطن اليوم.. على أبواب مشاريع التقسيم. الأسلحة الفتاكة تتقدم كهدايا للكرد .. والأميركي يأتي بطابوره الخامس إلى الشمال.. يستخدمون الطرقات والمطارات والمنشآت التي هي للسوريين جميعاً وليست للكرد أو للخونة والعملاء.. هذه منشآت الوطن .. وهذا البلد للسوريين؟ فلماذا دمرتم البلد يا سوريين؟ وكيف استطعتم أن تصافحوا الصهيوني وتبيعوه تاريخاً ودماء وأرضاً ببلاش؟
الخونة لا يوزعون وطنيات.
المأجورون لايعطونك حرية.
دم الجيش السوري هو الذي روى الأرض وجعلنا أشجاراً واقفة ثابتة منذ سبع سنوات تقريبا.
وقبل السنوات السبع كان التحضير للمؤامرة الكبرى ..وكان نسج الخيوط يتم على يد العربان والخونة والعقل الغربي المدبر.. وكان المال العربي جاهزاً ليغطي النفقات .. والحدود التركية جاهزة لتمرر المرتزقة والعاقين وتجار الدم.
وكان العقلاء صامتين أحياناً وأحيانا لا أحد يسمعهم. ألغي العقل تماما.. وبدأت الطناجر تدق من فوق الشرفات .. أساتذة ودكاترة وأميون .. لا فرق .. كلهم يقرعون الطناجر .. وكلهم يرددون آيات الجهاد إلى أن دمرت طناجرهم البلد وهجرت الناس من بيوتها وعمّ الجوع والفساد وصارت البلاد غير بلاد، أهلها غرباء.. والمرتزقة والسراق سكنوا بيوتها وحولوا جوامعها إلى سجون ومعاملها إلى مستودعات أسلحة .. أغلقت المدارس وصارت ثكنات لتدريب الأطفال على القتل .. قتلت الأمهات بيد أولادهن .. وقتل الأطفال وهم في أحضان آبائهم . وتعاون السوريون على ذبح أمهم سورية – من الوليد إلى الشهيد . فلم لا نباد؟-
ثم يقولون هذه (ثورة حرية)
إذاً اقرؤوا ماذا كتبت – النيويورك تايمز – أهم مجلة أميركية عالمية عن ثورات الربيع العربي .. حيث قالت في تقريرها الصادر في نهاية الألفين وستة عشر عن منجزات الربيع العربي.. وتحدد المجلة الأميركية هذه المنجزات العظيمة للربيع العربي.
ومن هذه المنجزات.. تدمير البنية التحتية تدميراً كاملاً لأربعة بلدان عربية هي (سورية – العراق – ليبيا – اليمن)
المنجز الثاني هو نزوح أكثر من عشرة ملايين إنسان من هذه الدول .. كما أن الربيع العربي جعل سبعين بالمئة من الشعب تحت خط الفقر .. والنسبة تزداد.. إضافة إلى عشرات الملايين من العاطلين عن العمل وتفشي الأمية .. وعدم التحاق ملايين الأطفال بالمدارس .. بحيث سيظهر جيل من الأميين والمتخلفين الذين سينشئون جيلاً متخلفاً آخر. تستمر السلسلة ويستمر الخنوع والذل.
وقال التقرير أشياء خطيرة ومخيفة عن الفساد وتكاليفه التي تتجاوز الترليون دولار ..وعن مليارات الدولارات التي أنفقت للتخريب في هذه البلدان التي صارت منكوبة وفقيرة ومقسمة ..ثم بعد ذلك يقول (ثوار الناتو.. ومفكرو السوربون العمالقة) إنها ثورة حرية .. إذا كان سيدهم الغربي يقول الحقيقة.. ويضع التقارير بالأرقام الموثقة . فماذا يقول الخونة من غليون إلى جمال ..إلى كل الذين انقلبوا على وطنهم وصفقوا لضرب شعبهم وأنشبوا مخالبهم في جسده .. ألا يخجلون من أولادهم وأهلهم؟ وتاريخهم؟ أو ألا يخجلون من سادتهم الذين يأمرونهم ككلاب صيد؟
طبعاً هم لا يخجلون. لأنهم في الأساس بلا حياء .. باعوا وطنهم .. ولا يعنيهم إذا ما جاع الشعب أو لا أو إذا ما بقي من مصانع ومزارع وسدود أو لا كل همهم إرضاء أسيادهم والاستمرار في الخديعة حتى إنهاء سورية كدولة وكقيادة وشعب .. بطونهم مشبعة وجيوبهم مترعة .. وعقولهم مبيعة .. وضمائرهم ميتة .. عليهم وعلى أسيادهم لعنة المقهورين من أول نقطة دم حتى يوم الدين.
الخونة لا وطن لهم.. والعملاء لا دين لهم. والنفط العربي لم ينضب بعد. الذي نضب هو العقل العربي فقط لا غير.
فهل من معتبر يعتبر؟