توسع الدائرة

مصطفى المقداد:

دائرة الإرهاب تطول العالم كله، وعملياتها تتوسع مؤكدة أن أصل الإرهاب واحد بالتأكيد والعمليات الإرهابية التي طالت إيران يوم أمس تقدم دليلاً جديداً على تنامي وتوسع قدرة الإرهاب واستمراره في تنفيذ مشاريعه تحقيقاً للهدف العالمي للصهيوني في ضرب جميع معارضيها،

ففي مطلع حزيران الجاري تم تعيين مايكل دياندريا مسؤولاً عن عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركي في إيران لتظهر بداية نشاطاته في العمليات التي استهدفت مرقد الإمام الخميني ومبنى مجلس الشورى الإيراني في طهران. وهنا يذكر أن دياندريا المشهور «بآية الله مايك» هو من نفذ عملية اغتيال عماد مغنية بالتنسيق مع الموساد بعدما سبق وأشرف على عمليات اغتيال وملاحقة لكثير من الشخصيات في الكثير من الدول وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وإشرافه على تطبيق برنامج تحقيق وتعذيب للمشتبه بهم، وذلك البرنامج الذي أدانه تقرير مجلس الشيوخ الأميركي ووصفه بأنه غير إنساني وغير فعال وذلك قبل ثلاثة أعوام.‏

العملية الإرهابية في كل من مبنى مجلس الشورى الإيراني ومرقد الإمام الخميني تعطي دليلاً إضافياً أن الإدارة الأميركية لا تمتلك جدية في مكافحة الإرهاب، وهي تدعي محارية الإرهاب فيما تعمل على توسيع عمليات دعم الإرهاب في الواقع، وإن إدارة ترامب تذهب بعيداً في معاداة إيران كمقدمة للمرحلة المقبلة من توسيع معاداة محور المقاومة كله.‏

والعملية بالتالي لا تخرج عن الإطار العام لمخرجات مؤتمر الرياض القاضية بالسيطرة على مقدرات المنطقة كلها خدمة للكيان الصهيوني وبالتالي فإن كل العمليات الإرهابية والاغتيالات والتفجيرات قد تكون المقدمة التي ستبدأ بها المرحلة الجديدة للتعامل في المنطقة، فالعمليات الإرهابية أسلوب قديم يجري تطويره بسرعة كبيرة وتوسيع دائرته في مناطق ذات تأثير وفاعلية فإيران تتميز بديناميكية وحيوية وحضور عال على المستوى الإقليمي، ولها دور فاعل في مقاومة المشروع الصهيوني الأمر الذي يضعها في بؤرة دائرة الاستهداف رغم أنها لم تكن يوماً خارج تلك الدائرة.‏

وتبقى الأبعاد السياسية حاكمة ودافعة لقرارات الفعل الميداني التي ستدعم تحقيق تلك السياسات وفق ما يرى أصحابها.‏

اخبار الاتحاد