رواد العصر والزمان

خالد الأشهب:الثورة

خلال ثلاثة أيام فقط رقنت رابطة كبار علماء المسلمين التي مقرها مكة قيود عضوها الأبرز الشيخ يوسف القرضاوي بجرة قلم.. إذ لم يعد من العلماء والعلم بشي بل صار إرهابياً مطلوباً رأسه وربما مرتداً أو زنديقاً وداعية كفر وضلال،

فيما وزارة الثقافة والإعلام السعودية تتوعد مؤلفاته التي جاوزت 112 مؤلفاً بإجراءات المنع والحرق والإتلاف وربما بإجراءات إعادة تصنيفها دعوات ضلال وإرهاب بعد أن كانت «سراجاً منيراً»!‏

فإذا كان للمواقف السياسية خليجية أو أميركية أو غيرها أن تأتي أحياناً انقلابية مفاجئة وارتدادية معاكسة خلال لحظة أو خلال ساعات وعلى طريقة الحاج دونالد ترامب، حيث تبيت قطر شقيقة خليجية «مؤمنة» ومسالمة.. ثم تصحو داعمة وممولة للإرهاب باكتشاف سعودي خليجي مفاجىء، وباكتشاف أميركي مواز لـ «تاريخ قطري طويل في تمويل ودعم الإرهاب» كما قال الحاج ترامب أول أمس، فكيف للأفكار والكتب والمؤلفات الموضوعة في خمسين سنة وأكثر كإسلام القرضاوي وفتاويه و«علمه وعلمائيته» أن يبيت مؤمناً مسالماً ومجدداً منيراً في السعودية ويصحو مرتداً كافراً وإرهابياً طريداً في قطر؟‏

قطر وقرضاويها «رائدة» في دعم الإرهاب وتمويله وتحريضه.. تماماً كريادة مملكة آل سعود ومفتيها عبد العزيز آل الشيخ، ولكن.. كيف يعثر القرضاوي وآل الشيخ كلاهما على فتاوى قاطعة ومن مصدر فكري عقائدي واحد، مرة ليكفّر أحدهما الآخر ويدينه ويشطبه وفي المرة الثانية ليمتدحه في علمه ويثني على إيمانه.. ثم ماذا عن ابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهما من قرضاويي وآل شيوخ سالف العصر والأوان؟؟‏

 

اخبار الاتحاد