بحث الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين في طهران أمس مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات المتعلقة بعقد المؤتمر الدولي حول سورية «جنيف2» والتنسيق حيال ذلك والأوضاع الإقليمية والدولية.
وأكد الجانبان خلال اللقاء أن أولوية مؤتمر «جنيف2» يجب أن تكون مكافحة الإرهاب ووقف تقديم الدعم المالي والتسليح إلى المجموعات الإرهابية التكفيرية وذلك بالضغط على الدول الداعمة والراعية لهذه المجموعات.
وحذّر الجانبان من خطورة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية في سورية على أمن واستقرار المنطقة التي ستطول تداعياتها كل الدول الداعمة لها، داعيين إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره.
وقال المقداد: سورية ذاهبة إلى مؤتمر «جنيف2»، مؤكداً ضرورة توفير كل مقومات نجاحه من أجل مكافحة الإرهاب ووقف دعم المجموعات الإرهابية التكفيرية والسير باتجاه الحوار بين السوريين وبقيادة سورية من دون شروط مسبقة ورفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري وتأكيد السيادة السورية.
وأشار المقداد إلى أهمية مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف2» من دون شروط مسبقة نظراً لدورها الرئيسي في حل القضايا الإقليمية والدولية.
وأعرب المقداد عن شكره لمواقف إيران الداعمة لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها وجهودها في دعم الحل السياسي للأزمة في سورية وإعادة الأمن والاستقرار.
من جانبه أكد ظريف ضرورة تضافر الجهود من أجل مكافحة الإرهاب الذي يعصف بسورية ويتمدد بالمنطقة ويهدد أمنها واستقرارها، وقال: الحل للوضع في سورية هو حل سياسي وبالحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل في الشأن السوري.
وشدّد ظريف على استمرار الحكومة الإيرانية في دعمها لصمود الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع حرب كونية إرهابية منذ ثلاث سنوات.
وفي سياق متصل بحث الدكتور المقداد وحسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف2» بما يخدم مصالح الشعب السوري وسيادته ووحدة أراضيه واستقلاله ورفض الإملاءات الأجنبية.
حضر اللقاءين السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.
إلى ذلك أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بلادها ترفض أي شروط مسبقة لمشاركتها في المؤتمر الدولي حول سورية «جنيف2» وكذلك ترفض أي مقترح يمس عزتها وكرامتها.
وقالت أفخم في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي أمس: الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للمشاركة في مؤتمر «جنيف2» بلا شروط مسبقة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وإننا ندعو إلى حل الأزمة في سورية عبر الطرق السلمية والحوار السوري -السوري، حيث ينبغي مشاركة الشعب السوري في تقرير مصيره في أي حل لأن دور الشعب السوري حاسم ومصيري.
ولفتت أفخم إلى تأكيد مختلف الدول والشخصيات على دور إيران في حل الأزمة في سورية، موضحة أنه خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني إلى تركيا تم التأكيد من جانب المسؤولين الأتراك على دور إيران في حل الأزمة في سورية سياسياً.
وحول مؤتمر «جنيف2» قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إذا أرادوا من المؤتمر فقط انعقاده فإنه سيتحول إلى مجرد استعراض سياسي ولن يعود بنتائج راسخة ودائمة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شدّد في تصريح له في 23 كانون الأول الماضي على أن حضور إيران مؤتمر «جنيف2» الذي سيعقد في 22 الشهر الجاري في سويسرا سيؤثر إيجابياً على نتائجه.
في سياق متصل أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية -البريطانية في مجلس الشورى الإيراني عباس علي منصوري أراني أن إجراءات بعض الدول الغربية بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية هو خطأ استراتيجي وأن دعم الإرهابيين في سورية يؤدي بالتأكيد إلى زعزعة الأمن على صعيد المنطقة والعالم.
وقال منصوري أراني خلال لقائه أمس رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية -البريطانية في البرلمان البريطاني جاك سترو والوفد المرافق له الذي يزور طهران حالياً: العلاقات بين إيران وبريطانيا شهدت تقلبات كثيرة، معرباً عن أمله بفتح آفاق جديدة في توسيع علاقات قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة.
من جانبه أكد سترو حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وأشاد بالاتفاق النووي الأخير بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» في جنيف وبوضعه موضع التنفيذ.
وقال سترو: مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية ـ الإيرانية تدعو على الدوام لتعزيز العلاقات بين البلدين وتعارض الآراء المتطرفة فيما يخص توسيع علاقات إيران مع الغرب.
بدوره أكد بن والاس عضو مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية ـ الإيرانية في البرلمان البريطاني أهمية إيران في الاضطلاع بدور في تسوية الأزمة في سورية والمشاركة في مؤتمر «جنيف2»، مشيراً إلى وجود الكثير من النواب البريطانيين الذين يطالبون بمشاركة إيران في مؤتمر جنيف وقيام إيران بالدور الذي تستحقه لحل الأزمة في سورية.
وقال العضو في الوفد لد نورمن لامونت: العقوبات المفروضة على إيران يجب أن ترفع تماماً لأن إيران اتخذت خلال الفترة الأخيرة خطوات جيدة في هذا الاتجاه.
ووجّه سترو خلال اللقاء دعوة لأعضاء مجموعة الصداقة الإيرانية -البريطانية في البرلمان الإيراني لزيارة بريطانيا.
يشار إلى أن زيارة الوفد البريطاني تأتي بعد شهرين على تعيين لندن وطهران قائمين بالأعمال لديهما في إشارة إلى مرحلة من عملية عودة العلاقات بين البلدين المجمدة منذ نهاية 2011.