توسيع هامش حرية الصحفي وحماية حقوقه مقابل التزامه بالمسؤولية والمهنية أبرز ما ركز عليه المشاركون في ورشة عمل “الصحافة الاستقصائية حاجة وطنية” التي بدأت اليوم في مؤسسة الوحدة بهدف تدريب صحفيين من وسائل إعلام محلية على هذا النوع الصحفي وآليات الحصول على المعلومات من مصادرها.
وفي أول أيام الورشة التي ينظمها اتحاد الصحفيين بالتعاون مع مركز الشرق الأوسط للتدريب الإعلامي على مدى يومين تحدث مشاركون عن أهمية الصحافة الاستقصائية كفن إعلامي له دور في تسليط الضوء على قضايا تهم المواطنين أو أي خلل في عمل مؤسسة ما مع أسبابه وحلول لعلاجه لتصل إلى الجهة المسؤولة وتكون سنداً في اتخاذ القرار والحل المناسب.
وفي كلمة له خلال افتتاح الورشة لفت رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور إلى دور التأهيل والتدريب كعامل مهم للنهوض بعمل المؤسسات الإعلامية مبينا أن ورشة العمل تأتي ضمن سلسلة ورشات حول الصحافة الاستقصائية حيث بدأت في محافظة حمص وستعمم على المحافظات الأخرى ومشيرا إلى أن ورشة اليوم بداية مشروع تعاوني مع الأكاديمية السورية للتدريب وأيضا العمل مع معهد الإعداد الإعلامي.
وأعلن عبد النور عن التحضير لأنشطة خاصة بمعرض دمشق الدولي بالتعاون مع وزارة الإعلام ونشاط متعلق بجائزة الصحافة السورية سيكون انطلاقة جديدة بمجال التنافس بين وسائل الإعلام.
وبخصوص جديد اتحاد الصحفيين كشف عبد النور عن تشكيل لجنة لموضوع العضوية في اتحاد الصحفيين وتنظيمها بالشكل المطلوب وخلصت خلال اجتماعها إلى مجموعة مقترحات لتعديل مواد في النظام الداخلي لقبول من يعمل على نظام البونات والاستكتاب في القطاع العام وأيضا قبول القطاع الخاص والمواقع الالكترونية المرخصة من وزارة الإعلام.
بدوره أوضح رئيس الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير الدكتور نزار ميهوب أن الورشة “مبادرة صغيرة” في ظل اتفاقية موقعة مع الاتحاد منذ أكثر من عام تتضمن تنفيذ دبلوم مهني لمدة عام دراسي مؤكدا ضرورة أن تنال الكوادر الوطنية الكفؤة حقها إضافة إلى متابعة البحث عن مدربين قادرين على نقل الخبرة والمهارة بشكل جيد.
من جانبه رأى الدكتور عربي مصري أستاذ في كلية الإعلام واحد محاضري الدورة أن سبعين بالمئة من نجاح العمل الاستقصائي يعود لإدارة المؤسسة لأنها “السند والحماية للصحفي نظراً لصعوبة هذا النوع الإعلامي” معتبرا أن وحدات الصحافة الاستقصائية المحدثة في جميع المؤسسات الوطنية “تشكل عنصر جذب يعيد المواطن السوري إلى إعلامه الوطني”.
ورأى مصري “أن الصحفيين السوريين أثبتوا بعد إقلاع الوحدات الاستقصائية في المؤسسات الإعلامية قوتهم وأن أهم 4 استقصاءات في دليل الصحافة الدولية تعود لصحفيين سوريين” لافتا إلى أن ورشة اليوم تحفيزية لتفعيل الصحافة الاستقصائية وستتضمن تقديم نماذج من هذا النوع الصحفي والتركيز على النماذج المحلية ومشددا على دور الأخلاق والتزام المسؤولية إلى جانب التدريب في مجال الصحافة الاستقصائية.
وفي تصريح لـ سانا بين عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين أمين شؤون التأهيل والتدريب غسان فطوم أن هدف هذه الورشات تفعيل الجانب التدريبي لدى الإعلاميين باعتباره حجر الزاوية في صناعة كوادر إعلامية مؤهلة وكفؤة وقادرة على تطوير آليات العمل في القطاع الإعلامي مشيرا إلى الحاجة للصحافة الاستقصائية في إعلامنا لـ “كشف مكامن الفساد وتسليط الضوء على مظاهره في المفاصل الإدارية بمختلف المؤسسات”.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الإعلام أحدثت في عام 2015 وحدة للإعلام الاستقصائي في كل مؤسسة إعلامية لتسليط الضوء على القضايا التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر وكشف مواقع الفساد كما نظمت سلسلة ورشات عمل متخصصة بدأت في أيلول عام 2014.