ثمة من يرى أن قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في هامبورغ على هامش قمة مجموعة العشرين قد فتحت نوافذ وربما أبواباً في تعاون روسي – أمريكي بشأن حل الأزمة في سورية, وأن الجليد بين القوتين العظميين بدأ يتكسر.
ويبدو أن تطلع كل من واشنطن وموسكو لعلاقات إيجابية, وتعاون مثمر قد تحقق في خطوة ربما تشكل أرضية وقاعدة لاتفاق أعم وأشمل وهو كما قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف: يتركز على وحدة وسلامة الأراضي السورية, في حين أن ريكس تيلرسون وزير خارجية أمريكا وصف محادثات الرئيسين التي امتدت نحو ساعتين وربع الساعة بأنها كانت بناءة جداً, حيث تفاعل الرئيسان بسرعة كبيرة وكانت بينهما «كيمياء إيجابية» واضحة جداً، مشيراً إلى أن مناقشات مطولة جرت بين الرئيسين بشأن مناطق تخفيف التوتر وإمكانية إضافة مناطق جديدة.
وثمة من يرى من المعلقين والمراقبين إشارة تعتبر الأولى بين الولايات المتحدة وروسيا, حيث بات بمقدورهما العمل معاً في سورية مع التأكيد على الالتزام بوحدة وسلامة الأراضي السورية, وهو ما توقف عنده السيد لافروف مؤخراً حين بيّن أن الشرطة العسكرية الروسية ستعمل على حماية الأمن حول مناطق تخفيف التوتر في الفترة الأولى بتنسيق مع الولايات المتحدة والأردن.
ويبدو طبيعياً هنا أن روسيا التي كانت حريصة كل الحرص وجادة في أن تنضم الولايات المتحدة إلى روسيا في تعاون صادق وإرادة حقيقية للقضاء على الإرهاب قد حققت خطوة تعتبر فريدة في أن تكون الولايات المتحدة شريكة في مكافحة الإرهاب للقضاء عليه وتطهير الأراضي السورية من الإرهاب والإرهابيين. وبالنتيجة نحن على عتبات مسار تعزيز نظام وقف العمليات القتالية، وأمن مناطق تخفيف التوتر، الذي سيكون الجنوب السوري إحدى بواباته المهمة والحساسة والاستراتيجية، وعلى موعد مع التاسع من تموز الجاري، في الوقت الذي تنتهي فيه مدة وقف العمليات القتالية في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، والتي كانت قد أعلنتها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة دعماً للعملية السلمية والمصالحات المحلية، ومن موقع القوة والانتصارات في الجنوب ولأكثر من أسبوع. وكانت بادرة نوعية لتجاوب سورية الدولة والشعب والوطن والجيش مع كل ما يحقق وقف سفك الدم السوري، ويوفر الأمن والأمان والهدوء لأي منطقة سورية على اعتبار أنه لا يمكن لأحد تجزئة وحدة الجغرافيا الوطنية السورية، أو القفز فوق حقائق ووقائع الانتصارات في الميادين والساحات.