تطرقت محاضرة “الإعلام كرافعة للثقافة” للإعلامي الباحث ديب علي حسن إلى العلاقة الوثيقة بين الثقافة والإعلام وتلازمهما على صعيد صناعة ونقل المعلومة والنص والخبر والإشارة إلى المتلقي.
وجاء في المحاضرة التي استضافها المركز الثقافي العربي في كفرسوسة أن الثورة المعرفية تعيد تشكيل العالم ويبدو الإعلام بمختلف وسائله وأدواته هو الموجه لهذا التشكيل حيث أشار حسن إلى أنه يقف وراء هذا الإعلام جيش من علماء النفس والاجتماع والمال والسياسة وتدعمه مراكز دراسات على مستوى العالم.
وتطرق المحاضر لمصطلح القرية الصغيرة الذي يستخدم للإشارة لترابط البشر خلال العصر الراهن جراء ثورة المعلومات والاتصالات نافيا أن يكون الإلمام بكل ما يدور حاليا أمر سهل المنال بالنسبة للمتلقي العادي لأن الأخير يتعرض لطوفان من المعلومات على مدار الساعة ليكمن الخطر الكبير بحسب حسن عندما لا يكون الإنسان قادرا على القراءة الصحيحة لمضمون الرسالة الإعلامية و البنية الثقافية التي تحمل في مضامينها كثيرا من الأهداف غير المعلنة.
وبين حسن أن الاعلام لم يعد رسالة إعلامية عبر صحيفة ورقية أو نشرة أخبار إنما هو سلوك وتوجه واستراتيجيات لافتا إلى أن الضخ الإعلامي الذي تقوده وسائل إعلامية غربية كبرى لا يأتي من فراغ أبدا بل هو عمل متكامل يرسم ملامح العالم كله ويعيد التشكيل الانساني بمكوناته الفكرية والعقلية وملامحه الجغرافية والاجتماعية وبالتالي السياسية ويرسم خرائط جديدة لتحل محل الخرائط التي كانت ذات يوم في خدمة الاستعمار الكلاسيكي.
وتحدث المحاضر عن مصطلح الحرية الإعلامية الذي يروج له باحثون غربيون نافيا أن يكون واضعو هذا المصطلح يريدون تدفقا حرا ومتبادلا للمعلومات بل ضمان إيصال ما يريدون من أفكار لأقصى شريحة ممكنة من الجمهور دون السماح لوسائل إعلامية تعارض الاستراتيجية والمشاريع الغربية بمخاطبة المتلقين في أوروبا أو أمريكا.
وخلص حسن إلى أنه علينا ألا نفصل بين الثقافة والإعلام لأن الفصل بينهما “تعسفي” وكل شيء في الحياة هو إعلام وثقافة وكل ما يقدمه الإعلام من معلومات وأفكار للمتلقي سوف يترجمها الأخير على خلفية ثقافية يمتلكها هو.
يشار إلى أن ديب علي حسن حاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة تشرين وعلى دبلوم تأهيل تربوي ودبلوم دراسات عليا تربية من جامعة دمشق وعمل محررا في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية وهو حاليا أمين تحرير الشؤون الثقافية في جريدة الثورة وأصدر أكثر من 15 كتابا بين الدراسات الأدبية والسياسية حول الشعراء نزار قباني ومحمود درويش وبدوي الجبل و”المرأة اليهودية بين فضائح التوراة وقبضة الحاخامات” و”الولايات المتحدة من الخيمة إلى الامبراطورية” و”موسوعة جرائم الصهيونية”.