Syrian were the first to draw a migratory crane in the world
بـقـلم : المؤرخ الدكتور محمود السيد-المديرية العامة للاثار والمتاحف . والإعلامي عماد الدغلي
الترجمه رزان الدغلي
The migrant birds represent part of Syrian cultural heritage and living essence in tradition, art and literature .The archaeological finds and the birds` bone fragments in different archaeological Syrians sites have documented the Syrians` interest in pursuing the migratory birds since the Neolithic period. In “Tell Bokras” archaeological site, which is situated on Euphrates River right bank , a red painting on a white background for cranes, have been discovered on the land of one of the site`s house numbered “17”. That painting is attributed to
Pre-Pottery Neolithic period. The bird was drawn with a bald head ,tall neck ,long beak and thin tall legs. A group of four and a group of five cranes were drawn at a dancer spinning show. The painting hasn`t showed the ostrich as some researchers and archaeologists have explained. It was noticeable that the artist focused on his drawing to show the three front toes of the cranes, while the ostrich is the only bird in the world which has only two toes in each leg ,and this confirmed by physical evidence that the draw isn`t of ostrich. The draw also doesn`t show the goose bird which has shorter neck ,legs and beak.In addition to that crane`s tall neck helps it to control its body when rising to the sky,while the others are not.
تشكل الطيور المهاجرة عنصرا رئيسيا في التنوع الحيوي والتوازن البيئي وشكلاً أساسياً من أشكال الطبيعة الحية وإثراء للحياة البرية والمنظومة البيولوجية عامة وتشكل مراقبتها عامل جذب هام للسياحة البيئية ويعبر سماء سورية في الصباح والليل في كل عام أُلوفٌ لا تُحصى من الطُيور المُهاجرة خِلال فصليّ الربيع والخريف.
ساهم تنوع البيئات الطبيعية في سورية وغِنى محمياتها الطبيعية ذات المسطحات المائية التي تتذبذب فيها مستويات المياه والملوحة بصورة متفاوتة (نبات القصب يدل على مدى عذوبة الماء في البحيرة وانعدامه يدل على ملوحتها) أو المسطحات المالحة أو المسطحات الطينية أو المستنقعات التي تنتشر بكثافة كمحمية أبو الطيور على الساحل السوري ومحمية الثورة بالقرب من قلعة جعبر في مدينة الرقة ومحمية الجبول 40 كم إلى الجنوب الشرقي من حلب ومحمية أبو منجل في بادية تدمر ومحمية بحيرة طبرية في الجولان السوري المحتل والتي تحتل جزء من الوادي المتصدع الكبير والذي يمتد من شمال سوريا إلى وسط موزمبيق في أفريقيا، وهي قريبة من الطريق السريع لمسارات هجرة الطيور، إذ تخلق تيارات حرارية تمكن الطيور الجارحة وغيرها من أنواع الطيور على الهجرة من وسط أفريقيا إلى أوروبا وغيرها من المحميات والتي أصبحت محطات سنوية في طريق هجرة هذه الطيور وفي تأمين معابر دائمة وغنية للعديد من الطيور المهاجرة التي تأتي من شمال أوروبا وآسيا متجهة إلى الجنوب الإفريقي أو العربي وحتى شرقا إلى الجنوب الآسيوي. فموقع سورية المتوسط بين قارّات العالم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا واعتدال مناخها وتنوعها البيئي والنباتي والتضاريسي من سهول وجبال وسهوب ووديان وبادية مترامية الأطراف ومفتوحة من كل الجهات، جعلها من أهم مواقع عبور الطيور وإقامتها في الشتاء والربيع ومواسم هجرتها المنظمة من أوروبا إلى أفريقيا والعكس. كذلك دفعت التبدلات المناخية في العالم أو الشعور بالخطر أنواعا من الطيور المهاجرة على تغيير مسارها واللجوء إلى الأراضي السورية والتي أصبحت اليوم موئلاً هاماً للعديد من الطيور الزائرة لاستكمال دورة التكاثر كالعقاب الذهبي وطيور الفلامينكو “النحام” وصقر العسل.
تشكل الطيور المهاجرة جزءا من الإرث الثقافي السوري ومادة حية في التراث والفن والأدب وتوثق اللقى الأثرية وبقايا عظام الطيور المكتشفة في مختلف المواقع الأثرية السورية اهتمام السوريون بمتابعة الطيور المهاجرة منذ العصر الحجري الحديث (النيوليت) ففي موقع تل بقرص الأثري الواقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات اكتشف في أرض أحد بيوت الموقع البيت رقم 17 رسم باللون الأحمر لطيور الكركي على خلفية بيضاء ينسب إلى عصر النيوليت ما قبل الفخار الحديث 9-8 آلاف سنة وقد صور الطائر برأس أقرع وعنق طويل ومنقار طويل وساقين طويلين ورفيعين وقد صور في الرسم مجموعة من أربعة ومجموعة أخرى من خمسة طيور كركي تقوم بعروض الغزل الراقصة. والرسم لا يمثل طائر النعام كما تم تفسيره من قبل بعض الباحثين والآثاريين، فمن الملاحظ بشكل واضح أن الرسام تعمد التركيز في رسمته على إظهار الأصابع الأمامية الثلاث لطيور الكركي المرسومة في حين أن طائر النعام هو الطائر الوحيد في العالم الذي له إصبعان في كل قدم وهذا ما يؤكد بالدليل المادي أن الرسم لا يصور طائر النعام. كذلك الرسم لا يصور مطلقا طائر الوز الأقصر عنقا وساقا ومنقاراً. والعنق الطويل الممدود لطائر الكركي يساعده في التحكم بجسمه بشكل كبير عند الارتفاع إلى السماء.
علما أنه كانت تعيش في سورية منذ آلاف السنين في موقع بئر الهمل في حوضة تدمر في البادية السورية أعداد كبيرة من النعامة السورية المنقرضة والتي ينحدر من سلالاتها اليوم كل النعام العربي. فقد عثر في الموقع على كميات كبيرة من بقايا عظام وبيوض النعام السوري تؤرخ بالعصر الحجري.
وفي سورية في موقع تل مرديخ الأثري (مملكة ايبلا) وفي جنوب العراق اكتشفت أقدم قواميس في العالم تتضمن أسماء طيور مهاجرة ومقيمة تؤرخ بالنصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد وكانت محفوظة في متحف إدلب قبل عام 2013 ومتحف بغداد قبل الغزو الأمريكي عام 2003.
وفي موقع المشرفة الأثري (مملكة قطنة) في حمص اكتشفت الكثير من بقايا عظام الطيور المائية المهاجرة المؤرخة بالألف الثاني قبل الميلاد كالإوز والكركي والبط بأنواعه والإوز القزم… والتي لا تعيش إلا في المياه الضحلة مما يؤكد وجود منطقة رطبة مؤلفة من حقل واسع من المياه القليلة العمق التي تغطي المروج بارتفاع عدة سنتيمترات فقط وتشكل بذلك وسطا مناسبا لاستراحة الطيور المائية المهاجرة.
وفي موقع رأس الشمرا الأثري (مملكة أوجاريت) اكتشفت بقايا عظمية تنسب إلى عدد من الطيور المهاجرة كالبط والوز والترغل وغيرها, كما تشير المصادر الكتابية المدونة بالمسماري الأبجدي الأوجاريتي والمؤرخة بالقرن الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد إلى اصطياد طائر الترغل وتقديمه كقرابين للآلهة.
أهم الطيور المهاجرة المارة بسورية هي القواطع المُهاجرة التي تعبر من أوروبا وآسيا الغربيَّة مُتجنبةً برد هذه الأقطار إلى الأقطار الحارَّة كشبه الجزيرة العربيَّة وأفريقيا جنوب الصحراء الكُبرى سعيًا وراء القوت والدفء. ومع اقترب الموسم الدافئ في أوروبا وغرب آسيا، رجعت هذه القواطع إليها لتُعشش لتمر من سورية مرة أخرى. فسورية تقع ضمن ثاني أهم مسار لهجرة الطيور الحوامة في العالم ضمن مسار الهجرة على طول الانهدام العربي الإفريقي الذي يبدأ من تركيا إلى البحر الأحمر وشرق أفريقيا مروراً بسورية وأهم الطيور الحوامة (أبو منجل الأصلع الشمالي والذي لا يزال يعبر سورية بأعدادٍ قليلة، الرخمة المصرية، عقاب أسفع كبير، ملك العقبان وعقاب السهول والحدأة السوداء والصقر الحوام وصقر الغزال). وكذلك نشاهد في موسم الهجرة اللقالق بأنواعها والكراكي التي تمر معظم أسرابه بأطراف الساحل السوري باتجاه أفريقيا عبر مصر والسودان حيث تشكل سورية عنق الزجاجة. والإوز وأشهرها الأغر والبط الأبيض الرأس النادر عالميا والبط الغطاس والأسود والفرفور والبط الأحمر والخضري والقطا الذي استوطن سابقا في سورية والسنونو الخطاف والورور والزرعي والسمن والكدري والدحروج والفري والبيوض والترغل والمطوق والقمحي وعصفور التين وأبو الحن والزرزور وطيور الفطيفل وطائر النحام الوردي الكبير (الفلامنغو)…
هجرة الطيور مرتبطة بإيجاد حياة مُلائمة لها من حيث الطعام والشراب وتعليمات الهجرة موجودة في الجينات الوراثية للطيور وتسمح الهجرة للطيور بتعزيز توازن الطاقة في أجسامها والطيور تتحضر للهجرة كما يتحضر الإنسان للسفر فتقوم الطيور قبل الهجرة بتبديل الريش المتقصف والمتكسر بريش جديد وتتغذى بشكل جيد حتى تصل إلى ضعف وزنها وتخزن الكثير من الدهون والتي تحولها بشكل مذهل إلى طاقة خلال رحلتها الطويلة وخاصة خلال هجرة الخريف وهذا ما يفسر علميا عدم قدرة الطيور الضعيفة والنحيلة على الهجرة. وتقوم الطيور المهاجرة أثناء الطيران ببسط أجنحتها لتساعدها التيارات الهوائية على الطيران لكيلا تتعب نفسها أثناء التحليق.
الأبحاث العلمية الحديثة الصادرة عن المراكز التخصصية بدراسة الطيور وخصائصها وبنيتها الفيزيولوجية في أوروبا وخاصة في ألمانيا والسويد تؤكد أن الطيور المهاجرة تتعرف على الطريق الواجب سلوكه أثناء الهجرة في الربيع أو الخريف والتعرف على أماكن التعشيش المناسبة استكمالا لدورة التكاثر من خلال بروتين موجود في الدماغ والعضلات والعين يسمح للطيور المهاجرة بالاستدلال المغناطيسي لمجال الأرض وتعتمد الطيور في هجرتها أيضا على المعالم المرئية والروائح ثم تتبع المكان المراد الهجرة إليه في الليل أو النهار عن طريق النجوم وضوء الشمس مستخدمة بوصلة مغناطيسية تعتمد على الانحرافات البسيطة في الضوء. حيث يمتلك الطائر في عينه بروتين حساس للضوء الأزرق يتيح للطير رؤية المجال المغناطيسي للأرض ويحدد له مسارات الهجرة وتصحيح المسار إذا ضل الطريق ويمنحه القدرة على التنقل أثناء الليل. فالطيور تستخدم شبكية العين لتعرف الانحراف في الضوء، الناجم عن تغيُّر زاوية الميل المغناطيسي طبقا للقرب – أو البعد – من القطب الشمالي للأرض، وبالتالي تستطيع تحديد الانحراف الزاوي بين الشمال المغناطيسي والشمال الجغرافي بدقة متناهية.
ما سبق يؤكد أن منطقة الخلايا العصبية في قاعدة مخ الطائر ليست بدائية والطيور ذات المخ الأكبر هي الأقدر على تجنب الأخطار أثناء مواسم الهجرة، وكلما كان عدد الخلايا العصبية في القشرة الدماغية أكبر إلى جانب توزعها في مراكز الدماغ المختلفة، كلما تطورت وظائف الإدراك العليا عند الطائر كالتخطيط للهجرة أو التعرف على الأنماط.
الطيور المهاجرة لها دور رئيسي في حفظ التوازن الحيوي ضمن النظام البيئي المائي والبري والمحافظة على التنوع البيولوجي العالمي وتعزيز استدامة البيئية مرهون بحماية الطيور المهاجرة، وتوفير الملجأ الآمن لها خاصة وأن سورية تقع على أهم الخطوط العالمية للطيور المهاجرة ما بين الشمال والجنوب وبالعكس، بسبب موقعها وطبيعة مناخها وتنوع تربتها وطوبوغرافيتها وغناها بالموائل المناسبة للطيور. وهذا ما جعلها مقصدا لأندر الطيور في العالم كطائر ناماغوادوف المعروف باليمام طويل الذنب وطائر الزقزاق الاجتماعي والأبلق الأسود أبيض التاج وطائر الأبلق الحزين من السلالة الغامقة وطائر القبرة الصحراوية من السلالة الداكنة وطيور دجاجة السلطان الأرجوانية وطائر النعار السوري البري النادر لذلك يتوجب مراجعة القوانين والتشريعات المتعلقة بالتنوع الحيوي وحماية الحياة البرية وتحديثها وفقاً للمعطيات والمعايير الدولية والظروف والمعطيات الوطنية وتسليط الضوء على اللقى الأثرية السورية التي تكشف المزيد من أسرار الحياة البيئية في سورية في مختلف العصور التاريخية.
ولم يراقب الانسان في العصور القديمة الطيور فقط للنظر الى جمال أشكالها وألوانها وأصواتها والتعرف الى سلوكها ونمط حياتها وأوقات تكاثرها وهجرتها وتصنيفها بل تعلم منها بعض طرق العلاج بدليل اقتباس الطب الفرعوني للحقن الشرجية من طائر أبى قردان الذي كان يأخذ الماء بمنقاره ويدفعه في مؤخرته في حالة الامساك .