ثورة أون لاين- ياسر حمزه:
قال رئيس اتحاد غرف الزراعة أن هناك فجوة عميقة بين دخل الناس، وخاصة فئة الموظفين وبين الأسعار، وهذه الحقيقة يجب عدم تجاهلها، مضيفاً أن أي سعر مهما كان منخفضاً لن يتناسب مع مستوى هذا الدخل المتدني، موضحاً أن الأسعار لن تنخفض كثيراً لأن تكاليف الإنتاج عالية جداً نتيجة غلاء مستلزماته، وأن الحديث عن فكرة من المنتج للمستهلك عن طريق الأسواق الشعبية أوغيرها هي فكرة مؤقتة ولا يمكن أن تستمر لأن نجاح العملية التجارية يحتاج إلى تكامل حلقاتها .
إن حديث رئيس غرف الزراعة يحمل مدلولات كثيرة، فهو يبشرنا بداية أن الأسعار لن تنخفض إلا جزئياً، أي ليس بالشكل المأمول أو المنتظر، رغم ان المواسم الزراعية جيدة وبكميات كبيرة، نظراً لمساعدة الظروف الجوية هذا العام إلا أن تكاليف الإنتاج الزراعي مرتفعة بسبب غلاء مستلزماتها، وعلى رأسها الأسمدة التي وصلت أسعارها حداً لا يطاق ولأن المنتجين سيحاولون الحفاظ على أسعار معينة لمنتجاتهم ليحققوا هامش ربح يستطيعون من خلاله الاستمرار في عملية الإنتاج لأنه لا يمكن لأي منتج أن ينتج ليخسر .
الدلالة الأخرى والأهم كانت تصويبه على الأسواق الشعبية، أي تسويق الإنتاج من المنتج إلى المستهلك، وعدم جدواها وهو العالم بواقع الحال وأنها غير عملية ولن تستمر طويلاً .
إن الأسواق الشعبية يمكن أن تؤدي الغرض منها حالياً أو خلال هذه الفترة من العام فقط، ولكن بعد ذلك هي هروب من الواقع لأن هذه الاسواق لا يمكنها أن تغطي المساحة الجغرافية لأي مدينة مهما صغرت، ووصول المتسوقين إلى هذه الأسواق تحملهم مصاريف نقل كبيرة، وما يوفرونه في أسعار المنتجات يضعونه على أجور النقل لأن أغلبها يقع على أطراف المدن .
إن المشكلة الحقيقية هي في الهوة الكبيرة التي حدثت بين الرواتب والأجور وبين الأسعار، فمهما انخفضت الأسعار تبقى مرتفعة قياساً إلى دخل هذا المواطن، الذي تراجعت قدرته الشرائية إلى حد العدم فإذا لم نرفع دخل المواطن، فكل عمل نقوم به هو مضيعة للوقت وهدر لمال كان يمكن الاستفادة منه في مكان آخر .