دينا عبد
ترتبط معظم مناسباتنا الاجتماعية بالشراء المتزايد، ولعل شهر رمضان الفضيل خير دليل على ذلك، فالواضح أن نسبة إنفاق الأسر السورية ترتفع بشكل جنوني يتخطى 60% عن الإنفاق المعتاد، فأي شخص يدخل إلى السوق يخرج وجيوبه خاوية، وواقع الأمر هو أن شهر رمضان قد ارتبط بمفهوم الطعام والاستهلاك الزائد بشكل كبير إذ تحول هذا الشهر بكل متطلباته إلى منافسة حامية في البيع والشراء والاستهلاك.
يقول مهند وهو رب أسرة تتألف من خمسة أفراد بأن شهر رمضان يفرض علينا اقتناء بعض المواد الاستهلاكية، التي لا يمكن الاستغناء عنها بحكم التعود على اقتنائها بشكل أساسي في شهر رمضان المبارك على وجه الخصوص، ومهما ارتفعت أسعارها نحن نضطر لشرائها.
بدورها رغداء وهي موظفة وأم لثلاثة أولاد أكدت أن الراتب الشهري لا يكفي لتغطية النفقات الأساسية، ولا نعرف كيف سنتدبر أمورنا حتى نهاية الشهر، فموضوع غلاء السلع والمواد الغذائية والخضار سيدفع معظم الناس إلى الاستدانة وأخذ السلف، وبصراحة شهر رمضان والعيد يشكلان أهم مصادر القلق الاقتصادي للعائلات.
المختص بإدارة الأعمال من جامعة دمشق د. زكوان قريط يبين بأن المعادلة غير المتكافئة بين دخل الأسرة وبين نفقاتها، تجعل من الصعوبة بمكان إدارة نفقات ومستهلكات الأسرة السورية، وخاصة في شهر رمضان المبارك، لما له من خصوصية ومتطلبات تختلف عن باقي الأيام، لذلك يقع رب الأسرة في حيرة كبيرة، ومهمة صعبة لترتيب الأولويات بالتعاون مع ربة المنزل، وقد يشارك فيها جميع أفراد الأسرة وهو أن يتفقوا على وضع سلم الأولويات من ناحية شراء الأهم فالأهم، وحذف المتطلبات التي يتوقف عندها ما يعادل الدخل المتوفر، وقد تلجأ بعض الأسر إلى الاقتراض، أو إلى تحويل جزء من مدخراتهم إلى دخل للاستفادة منه، وخاصة في الظروف والمناسبات الخاصة.