زبدة الطلب في تاريخ أمراض السرطان وإنجازات الطب والأطباء

الجزء الأول (أنواع السرطان, أسباب الإصابة, طرق العلاج)

Gist quest at adequate about the history of Cancer disease, and the achievements for the doctors and medicine

Chapter one (the cancer kinds, the reason for adfected the treatment)

(تحية من سورية إلى كل الكوادر الطبية في العالم وجهودها العظيمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد وأمراض السرطان)

(Greetings from Syria to Medical Staff All Around the Word, and their Great Efforts in Combating Novel Corona Virus And Cancer diseases)

بقلم: المؤرخ الدكتور محمود السيد-المديرية العامة للآثار والمتاحف– والإعلامي عماد الدغلي

السرطان مجموعة أمراض تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء ويمثل مرض السرطان، بأنواعه المختلفة، واحدًا من أكثر الأمراض التي تصيب الإنسان فتكًا وثاني أكثر مرض يسبب الوفاة بعد أمراض الأوعية الدموية والقلب. وأقدم دليل أثري مكتشف حتى الآن لإصابة كائن حي أو حيوان بالسرطان يؤرخ بعصور ما قبل التاريخ بالعصر الترياسي الثلاثي قبل 240 مليون عام ويمثل أقدم إصابة في التاريخ بسرطان العظام. وتوثق دراسة البقايا والهياكل العظمية للإنسان معرفته لأمراض السرطان منذ العصر الحجري القديم منذ مليون وسبعمائة ألف عام على الأقل وإن كانت الإصابات قليلة كون بيئة الإنسان في تلك العصور لم تعرف التلوث الصناعي كما هو الحال في عصرنا، فضلا عن خلو نظامه الغذائي من الأطعمة المصنعة. خاصة وأن الطب يؤكد عبر جميع المراحل والعصور التي مر بها العلاقة المباشرة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالسرطان وسنتحدث بالتفصيل عن ذلك في المقالات القادمة والتي ستنشر تباعا وبعد التعرف على أمراض السرطان وأنواعها وأسبابها وطرق علاجها من منظور الطب الحديث والمعاصر. ويبقى حلم الطب البشري التوصل إلى علاج واحد ناجح في التعامل مع جميع أنواع السرطانات.

لكل خلية في جسدنا البشري وظيفة معينة، وتقوم الخلايا الطبيعية بالانقسام بطريقة منظمة، وتموت حينما تتعرض للتلف أو ينقضي عمرها الافتراضي، ويحل محلها خلايا جديدة من نفس النوع. تميل الخلايا السليمة في جسم الإنسان أحيانا إلى إحداث تغييرات في حمضها النووي، لكنها تبقى قادرة على تصحيح الجزء الأكبر من هذه التغييرات. وإذا لم تتمكن من إجراء ذلك، فإن الخلايا المُحَرَّفـَة تموت في أغلب الأحيان. ومع ذلك، قد ينجم عن بعض هذه الانحرافات غير القابلة للتصحيح، نموّ هذه الخلايا وتحوّلها إلى خلايا سرطانية. والخلل الذي يؤدي لحدوث السرطان هو خلل غير قابل للإصلاح عن طريق الآليات الدفاعية للخلايا. كما يمكن أن تطيل هذه الانحرافات، أيضًا، حياة بعض الخلايا أكثر من متوسط حياتها الاعتيادي. هذه الظاهرة تسبّب تراكم الخلايا السرطانية. ويولد تركم هذه الخلايا في بعض أنواع السرطان ورمًا سرطانيًا. بخلاف سرطان الدم (ابيضاض الدم – لوكيميا) والذي لا يُنتج ورمًا ويصيب خلايا الدم، نِقـْي العظم (نخاع العظام)، الجهاز اللـّمفي والطحال. وعندما يبدأ السرطان، لا ينتج عنه أي أعراض. وتبدأ العلامات والأعراض بالظهور مع نمو الكتلة أو التقرحات وما يظهر قد يدل على نوع السرطان وموقعه.

جميع الأورام سواء الحميدة أو الخبيثة السرطانية تشترك في خصائص معينة، فهي خلايا لا يحتاجها جسم الإنسان ولا يتم تدمير الخلايا القديمة أو التالفة مُقابلها. ومن السهل التمييز بين الورم الحميد والذي ينمو بشكل أساسي في منطقة محددة من الجسم، ولا يستطيع السيطرة على الخلايا المجاورة وغزوها، وغير قادر على الانتقال من جزء لآخر في الجسم لكونه مغطى بنسيج ليفي ومغلفاً به، ولكنه في بعض الحالات النادرة يمكنه التحول إلى ورم خبيث، ويتم إزالته عادةً بالاستئصال أو الجراحة، وبعد إزالته من الجسم لا يعود إليه بتاتاً. أما الورم الخبيث فينتقل سريعاً في الجسم، ولا يسمح للخلايا المدمرة والتالفة بالتعويض، ويجعلها تتكاثر بشكل غير طبيعي دون توقف، وينجم عن ذلك تعطيل وظيفة المكان أو العضو المصاب. والورم الخبيث قادر على الانتقال من جزءٍ لآخر داخل الجسم، من خلال الجهاز الدموي والجهاز الليمفاوي وهو ما يعرف بالنقيلة “الانبثاث”. فالخلايا الخبيثة لا تمتلك جزيئات لاصقة كيميائية مثل الأورام الحميدة لترسيخها في موقع النمو الأصلي.

والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم وفي أيّ مرحلة عمريّة، حتّى إنّه قد يصيب الأجنّة، ولكن تزيد مخاطر الإصابة به كلّما تقدّم الإنسان في العمر بسبب انخفاض فعالية آليات الإصلاح الخلوي. وهو مرض ناجم عن تكاثر غير منضبط لخلية مفردة، يتم إطلاقه عبر طفرات وتبدلات في الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين الموجود في الخلايا والذي يحتوي على مجموعة من الأوامر المُعَدّة لخلايا الجسم، تحدد لها كيفية النمو، التطوّر والانقسام وهذا ما يؤثر بشكل خاص في الجينات التي تحثّ الخلية على التكاثر. وهذا يؤكد وجود خاصية مشتركة على المستوى الخلوي لجميع أنواع السرطانات تدعى الانقسام الخلوي المرضي غير المنضبط. ويكمن داخل الخلية السرطانية ذاتها، لا حولها سبب الاضطراب الحقيقي الذي تصاب به الخلية السرطانية بتكاثرها غير المنضبط. ويمكن للخلايا الشاذة النمو خارج حدودها المعروفة ومن ثم اقتحام أجزاء الجسم المتاخمة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويُطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة. والسرطان ليس جينياً في منشئه فقط، بل في كليته، حيث توجد جينات ورَمية بدائية داخلية أخرى متناثرة في الجينوم الخلوي البشري وهي تحتاج تفعيلاً بطفرات لكي تنتج السرطان. والطفرات حوادث نادرة وتتحكم الجينات “الشاذة” في جميع مظاهرها السلوكية، وهي عبارة عن تيارات من الإشارات الشاذة الناشئة من جينات طافرة، تنتشر داخل الخلية السرطانية، لتعزز بقاءها، وتسرّع نموها، وتمكنها من الحركة. والانحراف الجيني الأولي هو بداية عملية تطوّر السرطان والتي تتقدم في حال حدوث عدد من التغييرات في داخل الخلية، تشمل عامل مُبادر يؤدي إلى حصول تغيّر جينيّ، فمثلا قد يولد الإنسان مع انحراف جيني مُعين، وقد يحدث الانحراف الجيني نتيجة لقوى فاعلة داخل الجسم، مثل الهورمونات، الفيروسات والالتهابات المزمنة، أو قوى فاعلة خارج الجسم مثل الاشعاعات فوق البنفسجية ومصدرها أشعة الشمس أو نتيجة التعرض لمواد كيميائية مسرطنة. وهناك عوامل مساعدة تجعل الخلايا تنقسم بسرعة أكبر مسببة تراكم الخلايا وتشكل الورم السرطاني منها عوامل تنتقل بالوراثة وعوامل تتكون داخل الجسم وعوامل خارجية قادرة على الدخول إلى الجسم. وعوامل مشجعة تنتقل بالوراثة، أو تتكون نتيجة لتأثيرات عوامل بيئية تجعل السرطان أكثر عدوانيه وتزيد احتمال اقتحام السرطان للأنسجة القريبة منه وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها الانبثاث كما تزيد احتمال انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى في أنحاء الجسم.

إذا يحدث السرطان عندما تدخل الطفرات في خلايا سليمة، أثناء نموها وانقسامها ولإنتاج ورم خبيث يجب نمو الخلايا وانقسامها بشكل شاذ عن الإشارات المناسبة والنمو والانقسام المستمر حتى مع إعطاء إشارات متناقضة وتجنب موت الخلايا المبرمج وحدوث عدد لا حصر له من انقسامات الخلية، وتعزيز بناء الأوعية الدموية وغزو الأنسجة وتشكيل الانبثاث. حيث يمكن أن ينتشر السرطان من موقعه الأصلي عن طريق الانتشار المحلي، والانتشار اللمفاوي إلى العقد الليمفاوية الإقليمية أو عن طريق الانتشار الدموي عبر الدم إلى مواقع بعيدة. وعندما ينتشر السرطان عبر الدم، قد ينتشر عبر الجسم ولكن من المرجح أن ينتقل إلى مناطق معينة ويظل السرطان المنتقل محتفظًا بخصائصه الأصلية بعد الانتقال ولذلك تكون النقيلات مشابهة لمصدرها، وليس لوجهتها واعتمادًا على نوع السرطان تعتمد أعراض سرطانات النقائل على مكان الورم ويمكن أن تشمل تضخم الغدد الليمفاوية أو تضخم الكبد أو تضخم الطحال، والتي يمكن الشعور بها في البطن أو الألم أو الكسر من العظام والأعراض العصبية المصابة. وتختلف أنواع السرطان بين بعضها البعض، حيث تنمو بعض أنواع السرطان بسرعة أكبر من غيرها. كما أنها تستجيب للعلاج بطرق مختلفة، فيستجيب بعضها بشكل أفضل للجراحة، وبعضها بشكل أفضل للعلاج الكيميائي. وقد تعود أسباب الإصابة بالسرطان إلى طُفيليات، أو عدوى بكتيرية، أو الإصابة بفيروس أو فيروسات مُعينة، المواد والمسرطنات الكيميائية، التعرض للإشعاع، الخلل الهرموني والطفرات الجينية، العامل الوراثي وأنماط الأطعمة التي تقود إلى الإصابة بالسرطان مثل: الأغذية المُعدلة وراثياً، السلع المُعلبة، اللحوم الحمراء المشوية وخاصة اللحوم المُصنعة.

إذا الفيروسات هي العوامل المعدية المعتادة التي تسبب السرطان ولكن البكتيريا والطفيليات السرطانية قد تلعب دورًا أيضًا. ومن أهم الفيروسات المرتبطة بالسرطانات هي فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد الوبائي ب والتهاب الكبد الوبائي سي وفيروس إيبشتاين– بار وفيروس الهربس المرتبط بساركوما كابوزي وفَيْروسُ اللَّمْفومةِ. وبكتيرية المَلوية البوابية والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان. وتشمل العدوى الطفيلية المرتبطة بالسرطان البلهارسيا (سرطان الخلايا الحرشفية في المثانة) وتدفقات الكبد، ومتأخر الخصية الزبادي وسرطان القنوات الصفراوية.

يقوم الورم السرطاني بمزاحمة الخلايا الطبيعية ومنافستها على الغذاء والموارد المتاحة مما يؤثر على وظيفة النسيج الحي. ويمكن للسرطان أن يصيب أي نسيج حي. وتعتمد الخلايا السرطانية بشكل كبير على سكر الغليكوز للحصول على الطاقة حيث تحلل كميات كبيرة منه بعكس الخلايا العادية وذلك لتغذية نموها السريع وفي حال غياب الغليكوز تعتمد الخلايا السرطانية على احتياطي الطوارئ باستخدام نوع من الأنزيمات يسمى كيناز من أجل مواصلة الأنشطة ذات الصلة بنموها. وبالتالي فإن الصيام رفقة العلاج الكيميائي يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية. خاصة وأن التحول الاستقلابي للخلايا السرطانية يسبب لها توليد نوع من الجذور الحرة السامة والتي تقتلها في النهاية وبحظر مسار كيناز المولد للطاقة بواسطة بعض المثبطات تشل قدرة الخلايا السرطانية على توليد الطاقة.

وتصنف السرطانات بناء على التشابه بين الخلية السرطانية والخلية السليمة كما يلي:

سرطانه: سرطانات تنبع من النسيج الطلائي وتمثل بشكل عام أكبر مجموعة من السرطانات، وتتضح خصوصاً في سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والبنكرياس.

ساركومة: سرطانات تنبع من النسيج الضام أي العظام والغضاريف والدهون والأعصاب

ليمفوما والليوكيميا: نوعان من أنواع السرطان ينبعان من الخلايا المكونة للدم

ورم الخلية الجنسية: أورام تحدث عادة داخل الغدد التناسلية، أي المبيض والخصية.

ورم أرومي: أكثر شيوعًا عند الأطفال وهو ورم يشابه الأنسجة الغير ناضجة أو الأنسجة الجنينية.

ويتحدث الطب الحديث عن خمس مراحل ينمو خلالها الورم السرطاني والذي يبدأ في الظهور بشكل غير واضح في العضو المصاب بالسرطان مثل الرئة أو الثدي أو الجلد في مرحلة متقدمة تعرف بالمرحلة الصفرية، وفيها يصعب على المريض معرفة انه مصاب بالسرطان. ولا يمكن معرفة الإصابة بالسرطان إلا من خلال الأشعة. وفي المرحلة الأولى يصيب الورم العضو فقط ولا ينتشر في باقي مناطق الجسم ويسهل علاجه ويمكن اكتشاف الورم السرطاني سواء كان ذلك بالشعور بمكان الورم او رؤيتة، وخاصة في حالة سرطان الثدي أو الجلد، لأنه يظهر على الخارج وسرطان المبيض لأنه يتسبب في انتفاخ في البطن، وسرطان القولون لأنه يؤثر على حركته ويجعل ألم القولون دائم. وفي المرحلة الثانية يبدأ الورم في غزو العضو المصاب وملئ المكان بل والعضلات المحيطة به ويبدأ الورم ينمو ويكبر بعد أن يقضي على الخلايا بالكامل، ففي أورام المعدة مثلا يقضي السرطان بالكامل على الخلايا حتي يصل الي عضلات البطن. ويطلق على المرحلة الثالثة مرحلة القتل البطيء وفيها يكون الورم قد انتشر في عدة أماكن, أي في العضو المصاب أوأيضا في الأعضاء والعضلات المجاورة له، كما هو الحال مثلا في سرطان الرئة والذي يرافقه انتشار الورم في الغدة الموجودة في القفص الصدري. وتمثل المرحلة الرابعة أكثر المراحل خطورة، وفيها يصعب علاج المريض، لأن السرطان يكون قد توغل في الجسم وبالتالي لا يصيب في هذه المرحلة عضو واحد فقط (العضو الأصلي “ورم أولي”) ، بل يصيب عدة اعضاء أخرى “ورم ثانوي” وربما يصل إلى العظام او الدم، كما هو الحال مثلا في سرطان الثدي والذي ينتشر إلى المعدة أو المخ، أو العظام.

تختلف الأعراض حسب العضو المصاب في الجسم. وتكون ما بين حمى (إذا كان السرطان يؤثر في الجهاز المناعيّ)، وألم (وخاصة في سرطان العظام وسرطان الخصيتين إذ يظهر الألم في المراحل الأولى من المرض، ويتسبب سرطان الدماغ بشعور المصاب بألم في الرأس، وفي حالات الإصابة بسرطان القولون، والمستقيم، والمبايض فقد يشعر المصاب بألم في الظهر)، وشعور بالتعب والإرهاق (نتيجة فقد الدم كما هو الحال في سرطانات القولون والمعدة، وقد يكون نتيجةً لظهور المرض في بداياته كما هو الحال في اللوكيميا، وقد يكون نتيجة زيادته في الحجم وانتشاره)، وفقدان في الوزن بشكل مفاجئ وغير مبرر. كما تظهر كتلة أو سمك محسوس تحت الجلد، أو ظهور كتل في الثدي أو كتل تنمو بسرعة كبيرة في مناطق أخرى من الجسم، ويتغير لون الجلد (اصفرار، احمرار، التحول إلى اللون الداكن)، أو وجود جروح لا تلتئم، أو تغيّرات في شامات كانت موجودة على الجلد، أو سعال مستمرة، بحة في الصوت، صعوبة في البلع، عسر في الهضم، تغير في عادة التبرز والإخراج مثل الإسهال أو الإمساك غير المبرر، أو الشعور بعدم إفراغ البطن بعد الإخراج، أو ألم المعدة أو فتحة الشرج، أو ظهور الدم في البراز، أو الانتفاخ المستمرّ. وكذلك ظهور النزيف غير المبرّر في حالة السعال المصحوب بالدم، أو تقيؤ الدم، أو النزف بين الدورات الشهرية. تحدث بعض الأعراض الجهازية للسرطان بسبب الهرمونات أو الجزيئات الأخرى التي ينتجها الورم، والمعروفة باسم متلازمات الأباعد الورمية والتي تسبب فرط كالسيوم الدم الذي يمكن أن يسبب تغير الحالة العقلية، والإمساك والجفاف، أو نقص صوديوم الدم والذي يمكن أن يسبب أيضًا تغيرًا في الحالة العقلية أو القيء أو الصداع أو النوبات.

ويتحدث الطب الحديث عن أكثر من مئة وعشرين نوعا من السرطان وسنتحدث عن أكثرها انتشارا وعن الأنواع التي ثبت وجودها في البقايا الأدمية والحيوانية في العصور التاريخية القديمة والتي سنتحدث عنها بالتفصيل في المقالات القادمة.

سرطان الدماغ: يشمل أورام المخ التي تنمو بسرعة وتسمى سرطان الدماغ 3 أو 4 عالي الجودة وتغزو النسج المحيطة. ونادرا جدا انتشار أورام الدماغ الخبيثة إلى المناطق الأخرى من الجسم ولكنها ربما تعود بعد العلاج. ومن أكثر سرطان الدماغ شيوعا الأورام الدبقية وتبدأ من خلايا دبقية تدعم نسيج الدماغ. وهناك عدة أنواع من الورم الدبقي تصنف حسب مكان وجودها وأنماط الخلايا المشكّلة للورم فهناك مثلا الورم النجمي هو أكثر ورم دماغي يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-8 سنوات. والأورام الأرومية النخاعية التي تصيب الأطفال في معظمها قبل سن العاشرة. ولا يعرف بدقة أسباب الإصابة بسرطان الدماغ ويعتقد أن من بين أسباب الإصابة المكونات الوراثية والتعرض للإشعاع كالإشعاع الأيوني والإشعاع الناتج عن القنابل النووية. ومن أنواع السرطانات التي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ سرطان الثدي والقولون والكلية والرئة. ومن أعراض الإصابة عند البالغين الصداع، والتغيرات في الرؤية، ونوبات غثيان، ونعاس مفاجئ، واضطراب في وظائف المخ الطبيعية وعند الأطفال يافوخ طري على جمجمة الرضع والتقيؤ المستمر، وشعور بالغثيان وصداع متكرر، وحركات عين غير طبيعية، وتغيير السلوك، وضعف الرؤية وصعوبات في البلع وفقدان الشهية وصعوبة في التوازن وصعوبات في المشي وضعف أو فقد الإحساس بذراع أو ساق وضعف أو تدلي جانب من الوجه واختلاط ذهني وهياج مشاكل بالذاكرة ومشاكل سمعية. ويتم تشخيص المرض عن طريق الفحص العصبي وفحص القدرة البصرية والسمعية والتوازن والتناسق والقوة والمنعكسات. أو الفحوص الشعاعية باستخدام المرنان المغناطيسي بشكل واسع وأحيانا تُحقن صبغة ضمن الوريد أثناء إجراء هذا النمط من الفحص. أو من خلال أخذ خزعة وفحصها مجهريا. وتعتمد طرق علاج سرطان الدماغ على نمط وحجم وموقع الورم بالإضافة إلى صحة المريض. وتكون الجراحة خيارا لإزالة الورم قدر المستطاع في حال تواجد الورم الدماغي في مكانٍ يمكن الوصول إليه أو كانت الأورام صغيرة ويمكن فصلها عن النسيج الدماغي المحيط بها. وفي بعض الحالات تكون المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيماوية أو العلاج الدوائي المستهدف الذي يركز على الشذوذات النوعية الموجودة ضمن الخلايا السرطانية الخيار الأمثل في العلاج.

مرض سرطان الثدي: يصيب الإناث بشكل خاص وينجم عن نمو غير طبيعي لخلايا الثدي. ويبدأ بإصابة البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التي تغذيها بالحليب ويصنف إلى سرطان قنوي أو سرطان فصيصي بحسب موقع نشؤه وهذا النمط من السرطان قادر على الانتشار في مواقع أخرى من جسم الانسان. ويغذي هذا النوع من الأورام هرمون الأستروجين، الذي يحفز الخلايا السرطانية على النمو والانقسام وتمثل مثبطات التاموكسيفين أو الأروماتاس، دواء جيد يمنع وصول إمدادات الهرمون. وقد تلعب الخلايا المناعية الطبيعية (الخلايا الأكولة) الموجودة قرب قنوات الحليب في أنسجة الثدي السليمة دورا رئيسيا في مساعدة خلايا السرطان في الانتشار لأجزاء أخرى من الجسم مبكرا. يحدث ذلك عندما تنجذب الخلايا الأكولة إلى قنوات الحليب محدثة سلسلة من ردود الفعل تمكن الخلايا السرطانية في مراحلها الأولى من مغادرة الثدي. ويمكن الإصابة بسرطان الثدي في حال وجود تاريخ وراثي للأسرة سواء بسرطان الثدي أو سرطان المبايض أو بسبب خلل وراثي كونه مرضاً جينياً ينتقل من ناحية الجدة والأم والأخوات والخالة وبنات الخالة أو بسبب هرموني كالبلوغ المبكر (قبل 12 سنة)، وتأخر انقطاع الطمث (لما بعد 55 عاماً)، واستخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس، وعدم الإنجاب لعمر 30 عاماً أو أكثر، وعدم الإرضاع طبيعياً، أو بسبب استخدام صبغات الشعر ومواد فرد الشعر الكيميائية، أو التعرض للإشعاع في منطقة الصدر، أو لتغير أنماط الحياة وما تسببه السمنة وتناول الكحول والتدخين والإكثار من الطعام غير الصحي، والسهر وقلة النوم. وقد تسبب جراحات إعادة بناء الثدي بعد استئصاله الإصابة بنوع نادر وشرس من السرطان يطلق عليه سرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة، يصيب خلايا الدم البيضاء وخاصة كبار السن وربما يعود ذلك إلى استجابة جهاز المناعة أو الإصابة بالتهابات بعد الجراحة. ونادرا ما يصيب سرطان الثدي الرجال ويرتبط ذلك بأسباب وراثية أو حدوث طفرة جينية.

ويمكن تشخيص الإصابة بالسرطان في حال ملاحظة حدوث تغيير في حجم الثدي أو شكله، أو وجود كتلة ظاهرة تبدو أكثر سُمكاً من بقيّة الثدي، أو تغيير في نسيج جلد الثدي مثل التجعيد، أو ظهور احمرار أو طفح جلدي على الجلد أو حول الحلمة، أو تغيير شكل الحلمة أو موضعها أو انكماشها، أو خروج سائل من الحلمة بدون عصر. إلى جانب الشعور بألم في الثدي أو في منطقة الإبط وانتفاخ في الإبط أو حول الترقوة ونقصا مفاجئا في الوزن. وقد يعاود سرطان الثدي الظهور مرة أخرى بعد بقائه خاملا لنحو 15 عاما بعد علاجه بنجاح وتبقى احتمالات انتشاره إلى العقد الليمفاوية قائمة ويمكن للعلاج الهرموني أن يحد من خطر عودة الورم. وهناك صلة بين سرطان الثدي وأمراض القلب وقد يضعف العلاج الكيميائي عضلة القلب وقد تزيد بعض الأدوية من احتمالات السكتة القلبية وفضلا عن تسبب العلاج الإشعاعي في اختلال ضربات القلب وإحداث خللا هيكليا في الشرايين وصمامات القلب.

ويمكن اكتشاف المرض مبكراً جداً من خلال البالماموغرام، وهو جهاز أشعة سينية يصور أنسجة الثدي ويساعد الأطباء في الكشف عن أي تغيير في أنسجة الثدي والكتل الصغيرة التي لا يشعر بها الطبيب أثناء الفحص السريري والفحص الذاتي من قِبل المريض. وفي بعض الحالات، تستخدم الأشعة التلفزيونية والتصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل أنواع معينة من الجينات. واختبار جين سرطان الثدي وهو اختبار دم يستخدم تحليل الحمض النووي لتحديد التغيرات الضارة أو الطفرات وفي أخذ جينات قابلية الإصابة بسرطان الثدي يمكن الكشف عن خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض. وتتنوع العلاجات بين كيميائية، وبيولوجية، وإشعاعية (للتخلص من بقايا الخلايا السرطانية)، وهرمونية، ومناعية (لتقوية مناعة الجسم وحث الخلايا المناعية على مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها)، وجراحية، والعلاج الموجه (يستهدف خللاً معيناً في الخلية السرطانية فقط دون بقية خلايا الجسم السليمة، وبالتالي تقل المضاعفات والآثار الجانبية للعلاج)، والعلاج التلطيفي.

ويلجئ إلى العلاج الكيميائي قبل الجراحة في حالات سرطان الثدي السلبي الثلاثي وبعض الأورام التي تتجاوز 2سم مع إيجابية المستقبلات أتش-إي-أر-2. ويستخدم في يومنا المعاصر دواء تراستوزوماب للمساعدة في علاج نوع من أنواع سرطان الثدي المبكر والذي يسببه هرمون أتش-إي-أر-2 المسؤول بنسبة جيدة عن الإصابة بأورام الثدي السرطانية. وفي حال كبر حجم الورم أو تعذر إعطاء العلاج الإشعاعي يستأصل جزء من الثدي أو الثدي بأكمله أو الثدي مع الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو الثديين معا. وبفضل عمليات التجميل الطبية ابتكرت طرق عديدة لعدم استئصال الثدي كاملا في بعض الحالات أو إعادة مظهر الثدي من خلال عمليات ووسائل تجميلية. وفي أنواع سرطان الثدي التي لديها حساسية للهرمونات الأنثوية والسرطانات ذات المستقبلات الموجبة يستخدم العلاج الهرموني دون علاج كيميائي أو العلاج الكيميائي متبوعا بالعلاج الهرموني. والعلاج التلطيفي لكبح جماح الخلايا والسيطرة على المرض وتخفيف الأعراض الناتجة عن تقدم الورم وتخفيف الألم.

سرطان الحنجرة: يصيب البلعوم أو الحنجرة؛ وتتشكل فيه الخلايا الخبيثة في أنسجة الحنجرة أي الجزء من الحَلق الموجود بين قاعدة اللسان والرغامي. وتتشكل معظم سرطانات الحنجرة من الخلايا الشائكة وهي الخلايا الرقيقة المسطحة التي تبطن داخل الحنجرة. ويضم سرطان الحنجرة عدة أنواع كسرطان البلعوم الأنفي، وسرطان البلعوم السفلي وسرطان الفموي البلعومي وسرطانات مزمار الحنجرة التي قد تحدث في الحلق. وتتلخص أعراض الإصابة بالمعاناة من آلام في الفك أو الأذن، طنين الأذنين، الشعور بألم خفيف خلف عظم الصدر، النزيف الأنفي الذي يحدث بشكل متكرر، أو النزيف في الفم، ظهور كتل في الأنف، أو في مؤخرة الفم، أو الحنجرة، أو الرقبة، انتفاخ في العينين، أو الفك، أو الحلق، أو الرقبة، حدوث تغيرات صوتية، مثل: ظهور بحة في الصوت، صعوبة في البلع أو التنفس، حدوث التهاب في الحلق، أو المعاناة من السعال بشكل مستمر، الصداع وفقدان الوزن غير المبرر. وأهم أسباب الإصابة التدخين والجنس وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، والذي ينتقل من خلال العلاقات الجنسية وتقدم العمر والتعرض المستمر لبعض المواد الكيميائية كالنيكل، ومادة الأسبست أو الحرير الصخري، والأبخرة الناتجة عن حامض الكبريتيك. ويتم تشخيص المرض من خلال إجراء الفحوصات السريرية، وأخذ التاريخ المرضي السابق للفرد، وإجراء الفحوصات التصويرية اللازمة، كما يتم أخذ خزعة من المنطقة التي يُشتبه وجود السرطان فيها. ويختلف العلاج باختلاف نوع المرض وتقدم مراحله ومن العلاجات المتاحة لسرطان الحنجرة: الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وتقنية العلاج الموجّه.

سرطان الغدد الليمفاوية: يصيب الإنسان في جميع الأعمار ويهاجم أولا خلايا الدم البيضاء ومن ثم يهاجم الجهاز الليمفاوي والذي هو جزء من جهاز المناعة. ويسبب تضخم الغدد في الرقبة والإبط والفخذ. ومن أعراض الإصابة بالمرض تورم غير مؤلم في الرقبة أو الإبط أو الفخذ، وتعرق ليلي، وفقدان الوزن بسرعة، وحمى، وشعور بضيق التنفس، وحكة مستمرة للجلد، وتضخم اللوزتين، وتورم في المعدة، وطفح جلدي، ونزيف الأنف. والشعور بحكة غير مبررة قد يكون علامة على ورم الغدد اللمفاوية.

سرطان الغدة الدرقية: الغدة الدرقية، غدة تشبه الفراشة في شكلها، موجودة في قاعدة الرقبة، تحت تفاحة آدم (جَوزة الحلق) وهي المسؤولة عن انتاج الهرمونات التي تنظيم معدل نبض القلب، ضغط الدم، درجة حرارة الجسم والوزن. ويبدأ الورم بشكل كتلة أو عقدة صغيرة في الغدة الدرقية. ويكبر حجم هذه العقدة ببطء ويمكن مع مرور الوقت أن تنمو خارج الغدة الدرقية أو تنتقل إلى الغدد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، وقد ينتقل المرض في المراحل المتقدمة إلى أعضاء أخرى في الجسم. ولتأكيد الإصابة بالورم يتم سحب عينة من الغدة الدرقية بواسطة الإبرة وتحليلها في المختبر. وفي حال تم التوثق من الإصابة يجب استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل، لتحقيق الشفاء الكامل من المرض. ويجب أيضا استئصال أي عقد لمفاوية مصابة. وفي حالة الأورام الكبيرة يعطى اليود لتخريب الأنسجة الدرقية الطبيعية المتبقية في مكان الغدة المستأصلة، والقضاء على الخلايا السرطانية التي انتشرت إلى العقد اللمفاوية أو إلى أماكن أخرى من الجسم، أو لمعالجة انتشار الورم في الجسم. ولهذا الورم عدة أنواع أكثرها شيوعا الورم الحُليمي أحد أنواع الأورام الدرقية الأربعة ويتم علاجه عن طريق العلاج الإشعاعي نظراً لبطء عملية نموه قد يظهر هذا النوع في أية مرحلة من العمر. والورم الجُريبي ويتطور في نوع معين من الخلايا والورم اللبِّي. ومن الأنواع أيضا السرطان الدرقي النخاعي والذي قد يتطور أحيانا على قاعدة المتلازمات الجينية الوراثية والتي تؤدي إلى ظهور أورام سرطانية في غدد أخرى. والسرطان الدرقي الكشمي وهو نوع نادر جدا وسرطان لمفومة الغدة الدرقية النادر جدا أيضا ويصيب خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الغدة الدرقية. ومن أعراض الإصابة عندما يكبر حجم الورم وتتضخم الغدة الدرقية، صعوبة البلع أو صعوبة التنفس أو الضغط الشديد على الرقبة بسبب تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة. وأحياناً قد يندخل الورم في عصب الحنجرة الذي يسير خلف الغدة الدرقية مما يؤدي إلى توقفه عن العمل واضطراب في حركة الحبال الصوتية وبالتالي حدوث بحة الصوت. ويتم العلاج بطرق مختلفة كالعمل الجراحي لاستئصال كل الغدة الدرقية، أو الجزء الأكبر منها و/أو استئصال الغدد اللمفاوية في الرقبة. وتتم المعالجة أيضا حسب مراحل نمو الورم وانتشاره بالهرمون أو الاشعاع بواسطة اليود أو المعالجات الإشعاعية الخارجية أو العلاج الكيميائي.

سرطان الرئة: تتمتع خلايا الجهاز التنفسي بشكل أساسي بإمكانية التجديد وعند تماسها مع المواد الضارة تحاول التكيف وربما يؤدي هذا إلى تغيير الخلايا السطحية لمجرى الهواء وتحولها إلى خلايا سطحية تشبه الجلد أو تنتج مزيدا من المخاط وفي حال كان التماس مع المادة الضارة طويلا تتحول هذه الخلايا وتهاجم الأنسجة المحيطة ولا تستجيب في الوقت نفسه إلى الإشارات التي يرسلها الجسم مكونة بذلك أنواع مختلفة من سرطان الرئة, وأكثرها شيوعا، سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، والذي ينتشر بسرعة أكبر وغالبا ما يكون في مرحلة متقدمة عندما يتم تشخيصه. ويمكن أن يصاب الإنسان بسرطان الرئة بسبب التدخين أو استنشاق دخان الدخان (يسبب تغيرات الخلايا والتغيير المرضي للخلايا في الرئة) ومن مسببات المرض التعرض المستمر للمواد المسببة للسرطان كالأسبستوس وغبار الكوارتز والنيكل والعادم الديزل. ويمكن أن يتطور الورم في نسيج ندبة الرئة بسبب الالتهابات أو عمليات الرئة ومن بين أسباب الإصابة بسرطان الرئة الاستعداد الوراثي في حال إصابة أحد الوالدين. والتدخين لا يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة فحسب، بل ويزيد أيضا من خطر ظهور أشكال أخرى من السرطان ويمكن أن يضر الخلايا المعوية. ويستنشق الانسان بشكل عام هواء مكون من ثنائي الأزوت وثنائي الأوكسجين والذي قد يكون المسبب الرئيسي لتكون الجذور الحرة في الجسم والتي تسبب أضرارا في الحمض النووي للخلايا وتكون الخلايا السرطانية وتؤدي إلى ظهور الأورام. ويعتبر سرطان الرئة من أنواع السرطان الخطرة جدا وذلك نظرا لظهور أعراضه بشكل متأخر نسبيا (بسبب آليات التعويض الجيدة خلايا الجهاز التنفسي) وبعد تمكن الورم من إتلاف العضو والأعصاب المحيطة به. وتتلخص أعراضه عندما يصيب الرئتين بالسعال، وعدم القدرة على التنفس بسبب سد الشعب الهوائية، وألم في الصدر، وشعور بالتعب، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وتغير في نبرة الصوت، ناجم عن وجود الدم في المخاط أو البلغم. وفي حال انتشاره خارج الرئة يشعر المريض بألم في الظهر وألم العظام وتلف الأعصاب، وهذا ما يؤثر على المشي أو التحدث أو السلوك أو الذاكرة ويسبب صعوبات البلع. إذا قد تؤدي التأثيرات الجماعية لسرطان الرئة إلى سد الشعب الهوائية مما يؤدي إلى السعال أو الالتهاب الرئوي ويسبب التقرح نزيفًا يؤدي إلى سعال الدم. ويؤدي انتشار الخلايا السرطانية عبر مجرى الدم (الانبثاث) إلى مجموعة متنوعة من الأمراض اعتمادا على موقع الانبثاث ويتأثر بشكل رئيسي المخ والكبد والغدد الكظرية (المنتجة للكورتيزون والأدرينالين) والعظام (خاصة العمود الفقري). ويمكن أن يكون للجفن العلوي المتدلي وتضيق حدقة العين إشارة إلى الإصابة بوَرَمُ التَّلْمِ الرِّئَوِيّ في أعلى الرئة. ويمثل الشعور بألم حاد في الكتف أحد العلامات الأولى للإصابة بسرطان الرئة. ويمكن لورم بانكوست أن يتسبب بتهيج جذور أعصاب العين والوجه بسبب توضعه في طرف مقدمة أو رأس الرئة. وبفضل الأشعة السينية يمكن الكشف عن آفات مشبوهة في الرئتين وخاصة في القصبات أو الشعب الهوائية وبفضل التصوير المقطعي المحوسب للجزء العلوي من الجسم والبطن يتم تقدير مدى الورم ومدى تأثير الغدد الليمفاوية والآفات المشبوهة في الأعضاء مثل الكبد وبعد ذلك يتم إجراء تنظير القصبات من خلال تمرير كاميرا فوق الرغامي إلى القصبات الهوائية ويمكن إزالة عينة الأنسجة بواسطة ملقط صغير. يعتمد علاج سرطان الرئة على نوع الورم وحجم ومشاركة الأجهزة الأخرى ويكون علاج سرطان الرئة صغير الخلايا بالعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. أما إذا كان سرطان الشعب الهوائية غير صغير الخلية، فيفضل الاستئصال الجراحي للورم. ووفقا لحجم الورم، تتم إزالة أجزاء من الرئة، بما في ذلك فص رئة كامل أو نصف رئة كامل. وفي حال عدم إمكانية إجراء عمل جراحي بسبب شيخوخة المريض أو ضعف وظائف الرئة يمكن استخدام الإشعاع كبديل في العلاج. وقد تتطلب الأورام الكبيرة إشعاعاً إضافياً متبعا بعلاج كيميائي. والعلاج الملطف هو نفسه كما هو بالنسبة لسرطان الرئة صغير الخلايا.

سرطان الغشاء المصلي المحيط بالرئتين “ورم الظهارة المتوسطة”: وأهم مسبباته مواد تسبب السرطان في المقام الأول من خلال آثارها الجسدية، وليس الكيميائية. كما هو الحال بالتعرض المطول للأسبستس، والألياف المعدنية التي تحدث بشكل طبيعي وكذلك الألياف التي تشبه الأسبست بشكل طبيعي والألياف الاصطناعية، مثل الولاستونيت والأتابولجيت والصوف الزجاجي والصوف الصخري لها تأثيرات مماثلة. وهناك مواد جسيمية غير ليفية مثل مسحوق الكوبالت المعدني والنيكل والسيليكا المتبلور (الكوارتز والكريستوباليت والتريديت). والتي قد تسبب السرطان.

سرطان الكبد: نوعان الأول يحدث نتيجة تليف الكبد، وغالبا ما يكون نتيجة للإصابة بالتهاب الكبد ب وسي. في حين يصيب النوع الثاني بشكل أكبر مرضى سرطان الأمعاء والبنكرياس والمعدة والثدي. أعراض الإصابة لا تظهر غالبا في المراحل المبكرة من المرض وتتلخص أعراض الإصابة مع تقدم المرض بتحول لون الجلد والعينان إلى اللون الأصفر والتعب والضعف وشعور عام بسوء الصحة وفقدان الشهية، والشعور بالغثيان، وفقدان الوزن، والألم عند منطقة الكبد، وحكة في الجلد، والبول الداكن والبراز الرمادي وتورم في البطن نتيجة لنمو السرطان نفسه أو تراكم السوائل داخل البطن (استسقاء)، والحمى مع درجات الحرارة العالية والرطوبة، والدم عند القيء. وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ومن العلاجات المتطورة لسرطان الكبد استخدام بطريق القنطار الدهنية وحقن الكبد مباشرة من أدوية العلاج الكيميائي عن طريق الشريان الكبدي أو الوريد البابي للكبد وبعد ذلك إلى الورم عن طريق إدخال أنبوب صغير في الأوعية الدموية في الساق العليا.

سرطان المرارة: المرارة عضو صغير يقع على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد، وتقوم المرارة بتخزين العصارة الصفراوية (سائل يتم تصنيعه داخل الكبد) والتي تساعد على هضم الدهون الموجودة في الطعام. ويحدث سرطان المرارة عندما تبدأ خلايا الجسم النمو خارج نطاق السيطرة، ويمكن أن تصبح الخلايا الموجودة في أي جزء من أجزاء الجسم سرطاناً، ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى. ويعتبر سرطان المرارة ذو طبيعة خفية نسبياً وهذا ما يسهل نموه دون اكتشافه. ويمر نموه بمراحل عديدة أولها المرحلة الصفرية ويكون فيها السرطان موجوداً في بطانة المرارة فقط. وفي المرحلة الأولى ينتشر السرطان وقد يمتد إلى العضلات وفي المرحلة الثانية تزداد خطورة السرطان وفي المرحلة الثالثة ينتشر سرطان المرارة في الأنسجة المحيطة أو العقد اللمفاوية، ولا يمكن إزالته عادة. وفي المرحلة الرابعة يصيب الورم السرطاني أحد الأوعية الدموية الرئيسية المؤدية إلى الكبد، أو إلى الغدد الليمفاوية أو الأعضاء البعيدة عن المرارة. ومن أعراض المرض آلام في البطن في الجزء الأيمن العلوي من البطن وانتفاخ البطن، حمى وارتفاع في درجة الحرارة، فقدان في الوزن وغثيان وابيضاض العينين واصفرار البشرة. ويتم العلاج في المراحل المبكرة من المرض بعمل جراحي لإزالة المرارة إذا كان الورم السرطاني قاصراً على المرارة فقط. وفي حال امتد الورم السرطاني إلى خارج المرارة وفى الكبد أحياناً يتم علاجه عن طريق إزالة المرارة وإزالة جزء من الكبد. وفي حال انتشار السرطان وانتقاله إلى أماكن أخرى من الجسم مثل الكبد أو البنكرياس يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية بواسطة الأدوية ومواد كيميائية أو العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية عن طريق الأشعة السينية والبروتونات أو التجارب السريرية أي دراسات لاختبار الأدوية التجريبية أو الجديدة لعلاج سرطان المرارة. تهيج خلايا المرارة نتيجة وجود حصوات كبيرة الحجم تعمل على الاحتكاك المستمر لجدار المرارة قد يؤدي إلى الاصابة بسرطان المرارة.

سرطان الكلى: تتواجد الكليتان على كلا جانبي العمود الفقري في الجزء الخلفي من البطن. وهما المسؤولتان عن تصفية الدم وتنظيفه وتكوين البول. تحدث الأورام الكلوية عندما تتكوّن خلايا سرطانية في أنسجة الكلية. علما أن الجراحة هي أفضل حل للتخلص من ورم الكلى كونه في الغالب لا يستجيب للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي ويُعَدُّ سرطان الخلايا الكُلَوية أكثر أنواع سرطانات الكُلَى شيوعًا ومن أورام الكلى السرطانية لدى الأطفال ورم ويلمز (الورم الأرومي الكلوي). ومن أنواع أورام الكلى الأخرى ساركوما الخلايا الصافية في الكلية والورم العصوي الخبيث والأورام الكلوية متوسطة الأرومة وسرطانات الساركوما في الكلية، والتي يمكن أن تظهر أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم. ينمو الورم عبر مراحل ولا ينتشر خارج الكلى في المرحلة الأولى والثانية في حين ينتشر المرض خارج الكلية في المرحلة الثالثة مع بقاء السرطان داخل البطن. وفي المرحلة الرابعة ينتشر المرض خارج البطن إلى الصدر أو العظام أو الدماغ أو الكبد أو عقد لمفاوية أخرى وفي المرحلة الخامسة تتأثر كلتا الكليتين بالورم. ومن أعراض الإصابة وجود كتلة أو تورم أو ألم في البطن أو دم في البول أو ارتفاع ضغط الدم أو الحمى أو الإمساك أو خسارة الوزن أو فقدان الشهية. وقد يزيد وجود متلازمات جينية معينة من خطر الإصابة.

سرطان المعدة: ينقسم سرطان المعدة إلى قسمين يصيب الأول الأكثر شيوعا القسم العلوي من المعدة ويصيب الثاني القسم السفلي منها. يبدأ السرطان في المعدة وقد ينمو خلال جدار المعدة ويصل إلى المريء والأمعاء الدقيقة. يسببه على الأرجح تهيج خلايا المعدة وإصابتها بتقرحات متكررة والنظام الغذائي الذي تنخفض فيه نسبة الخضار والفواكه ويحتوي على نسبة عالية من الملح، أو الأطعمة المدخنة مثل اللحوم والجبن المدخن أو الأغذية الملوثة بفطريات الأفلاتوكسين. وقد تم اكتشاف ارتباط بين سرطان المعدة وبكتيرية المَلوية البوابية والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وتلعب دورًا أساسيًا في الإصابة بالقرحة الهضمية وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان. وأفضل طرق تشخيص هذا النوع من السرطان، فحص المعدة بالمنظار مع أخذ عينة للفحص المجهري بالإضافة إلى أشعة مع صبغة الباريم. ويتم علاج المرض بعدة طرق وفقا للمرحلة التي وصل إليها واكثرها استخداما في المراحل الأولى من المرض الجراحة حيث يتم استئصال جزء أو كل المعدة وبعض الأنسجة المحيطة كالغدد الليمفاوية مع استئصال جزء من الأنسجة السليمة كضمان. وفي حال انتشار الورم إلى جدار المعدة يتم الدمج بين المعالجة الإشعاعية والمعالجة الكيميائية.

سرطان المري : يتشكل سرطان المري من الخلايا السرطانية المتشكلة من خلايا من المري ويصيب غالبا الذكور فوق 55 سنة. ويعتبر من أكثر أنواع السرطانات انتشارا في العالم وله أنواع عديدة ومن أسباب الإصابة به الكحول والتدخين والتعرض للإشعاعات النووية أو استهلاك مواد ملوثة بالإشعاع النووي أو وجود سوابق مرضية في شجرة العائلة أو التعرض لطفرات جينية على مستوى الحمض النووي للخلايا المكونة للمري واتباع نظام غذائي غير صحي تنخفض فيه كمية الفاكهة والخضار. وأهم أعراضه صعوبة في ابتلاع الطعام بسبب تضيق المري أو آلام حادة وتقيؤ أو عسر الهضم وفقدان الوزن والإحساس بآلام على مستوى الصدر وألم خفيف أو انزعاج خلف عظم الصدر أو في الظهر أو الحرقة التي لا تختفي، وسعال وتغير في نبرة الصوت “صوت أجش”، والعياء المفرط والغثيان. ويحدد تقدم المرض طرق العلاج فيتم العلاج كيميائيا أو من خلال استئصال الورم أو استئصال جزء من المري بواسطة عمل جراحي

سرطان الأمعاء: أمراض الأمعاء أو التقرحات في الأمعاء قد تتطور أيضا إلى سرطان، إذ يمكن أن يسبب التهيج المستمر للغشاء المخاطي في الأمعاء لبعض الأورام الحميدة الإصابة بالسرطان. وأعراض الإصابة نزيف من المؤخرة ودم في البراز، وتغيير مستمر وغير مفسر في عادة الأمعاء، وفقدان الوزن بطريقة غير طبيعية، والتعب الشديد، وألم أو ورم في البطن.

سرطان القولون “الأمعاء الغليظة” والمستقيم: مع تقدم العمر، يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وخاصة في حالة وجود العامل الوراثي او الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والذي يزيد إمكانية الإصابة بثلاث أضعاف لأن الأنسولين المهم بالنسبة لعلاج داء السكر، لا يقلل من نسبة السكر في الدم فحسب، بل ويعزز النمو السرطاني. ويسبب سرطان القولون فقر الدم أو نزيف المستقيم وقد يؤدي سرطان القولون والمستقيم إلى تضييق أو انسداد في الأمعاء، مما يؤثر على عادات الأمعاء. وجود الدم أثناء عملية الإخراج واستمرار وجود الدم لفترة طويلة، يعتبر مؤشرا على الإصابة بالمرض. ويسبب سرطان القولون فقر الدم بسبب ما يحدثه من نزيف في الجهاز الهضمي. وقد ترتبط التهابات الدم الجرثومية اللاهوائية (هي جزء طبيعي من جسم الإنسان ويمكن إيجادها في مواقع متنوعة، بما في ذلك الأمعاء) التي لا تحتاج إلى الأوكسجين كي تصمد وتنشط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويعد نمط التغذية الصحيح أحد جوانب الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي والقولون. فالجهاز الهضمي يرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية النظام الغذائي. فهو من يعالج أو يمتص أو يزيل جميع المواد من الأطعمة التي يتناولها الإنسان. حيث تؤثر الألياف بشكل كبير في مكافحة نمو سرطان القولون. فالحبوب ومنتجات الحبوب الكاملة يمكن أن تقلل بشكل كبير من مخاطر انتشار الورم داخل الجسم، كما تقلل الخضار بشكل عام من خطر الإصابة بسرطان القولون والمعدة. وبفضل تنظير القولون (بواسطة منظار القولون وهو أنبوب طويل ومرن مزود بمصدر ضوء وكاميرا صغيرة في نهايته ويوضع بالمستقيم حتى يصل إلى القولون) يمكن الكشف المبكر عن علامات سرطان القولون والمستقيم كاحمرار أو تورم الأنسجة وتقرحات ونزيف. ومازالت الجراحة هي العلاج الرئيسي والأكثر شيوعًا لأورام القولون والمستقيم، ويختلف هدف ونوع العلاج الجراحي بحسب مرحلة الورم ومدى انتشاره، ففي المراحل الباكرة إذا كان الورم صغيرًا أو على شكل بوليب فقط، يستأصل بالتنظير الهضمي السفلي، أما إذا كان حجم الورم كبيرا ويزداد انتشاره وغزوه لطبقات جدار القولون يتم استئصال الجزء الحاوي على الورم وأحيانًا كامل القولون مع العقد اللمفاوية المجاورة وبعدها يتم إعادة مفاغر طرفي القولون المقطوع. ويُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج المرضى الذين لا تسمح صحَّتهم العامَّة بالخضوع للعمل الجراحي، أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا أو أنسجة خبيثة مُتبقيّة في مكان الورم الأصلي. ويستخدم العلاج الكيميائي في حال انتشار المرض وانتقاله إلى أعضاء أخرى وأحيانًا تُعطى الأدوية الكيميائيَّة المُضادَّة للسرطان بعد الجراحة بفترة وجيزة لقتل أي خلايا خبيثة موجودة في الدم أو اللمف. وحديثا يتم للجوء إلى المعالجة الهدفيَّة، وخاصَّةً بالأدوية التي تستهدف وتمنع تشكُّل الأوعية الدمويَّة الورميَّة. وقد أثبت الطب الحديث وجود رابط بين الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع احتمال الإصابة بسرطان الثدي والقولون وكذلك تهيج والتهاب خلايا القولون نتيجة الاصابة بمرض تقرح القولون المزمن قد يؤدي إلى الاصابة بالورم.

سرطان البنكرياس: البنكرياس عضو في بطن الإنسان، يقع أفقيًّا وراء الجزء السفلي من المعدة ويُفزِر البنكرياس الإنزيمات التي تُسهِم في الهضم (العصارات الهضمية)، والهرمونات، بما في ذلك الأنسولين والتي تُساعِد في التحكُّم في نسبة السكر بالدم. ويبدأ سرطان البنكرياس في أنسجة البنكرياس؛ ويحدث عندما تُصاب الخلايا في البنكرياس بطفرات في حمضها النووي. تتسبب الطفرات في نمو الخلايا بشكل لا يمكن التحكم فيه والاستمرار في البقاء إلى ما بعد الوقت الذي كانت الخلايا الطبيعية لتموت فيه. ويمكن أن تؤدي هذه الخلايا المتراكمة إلى تكوين ورم. وينتشر سرطان البنكرياس غير المعالج بسرعة إلى الأعضاء القريبة والأوعية الدموية. اغلب حالات سرطان البنكرياس تبدأ في الخلايا التي تصنع الإنزيمات، في حين يبدأ النوع الأقل شيوعا في الخلايا التي تصنع الهرمونات. وتبدأ معظم أمراض سرطان البنكرياس في الخلايا التي تصطف على القنوات الناقلة بالبنكرياس. ويسمى هذا النوع من السرطانات بالسرطان الغدي بالبنكرياس أو سرطان البنكرياس خارجي الإفراز. نادرًا ما يتكون السرطان في الخلايا المنتجة للهرمونات أو الخلايا العصبية الصماوية بالبنكرياس. ويسمى هذا النوع من السرطان بأورام الخلايا الجزيرية، والأورام العصبية الصماوية بالبنكرياس. وعندما ينمو الورم يسبب بعض التأثيرات مثل القولون العصبي أوالتهاب البنكرياس وحصى المرارة أو التهاب الكبد. وقد ينتج عن سرطان القولون والبنكرياس هجرة خلايا سرطانية إلى الكبد. ونادرًا ما يتمُّ اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكِّرة. ويُعدُّ مرض داء السكري أحد علامات الإصابة بسرطان البنكرياس، وخاصة إذا ترافق مع فقدان الوزن والغثيان والقيء الناجمان عن علاجات السرطان أو الضغط الذي يسببه الورم على المعدة أو اليرقان أو الألم في الجزء العلوي من البطن والذي ينتشر إلى الخلف. ويحدث اليرقان عندما يسد سرطان البنكرياس القناة الصفراوية في الكبد وتشمل الأعراض اصفرار البشرة والعينين، والبول الداكن اللون، والبراز شاحب اللون. وعادة ما يحدث اليرقان دون آلام في البطن ويزيد التدخين من خطر الإصابة. وقد يشتمل العلاج على الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو مزيج من هذه العلاجات. ولإبقاء القناة الصفراوية مفتوحة يمكن وضع أنبوب بلاستيكي أو معدني من خلال تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار بالطريق الراجع، فيتم تمرير المنظار أسفل الحلق، من خلال المعدة وإلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة وبعد ذلك يتم حقن صبغة في القناة البنكرياسية والقنوات الصفراوية من خلال أنبوب أجوف صغير يتم تمريره عن طريق المنظار وفي النهاية تؤخذ الصور للقنوات. وقد يضغط الورم عندما ينمو على الأعصاب في البطن مسببا ألما شديدا وهنا يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لوقف نمو الورم بشكل مؤقت. ويمكن حقن الكحول في الأعصاب التي تتحكم في الألم في البطن (انسداد الضفيرة البطينية)، بهدف منع الأعصاب من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ. ويمكن لسرطان البنكرياس في حال ازدياد نموه أن يضغط بقوة على الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أي الاثني عشر ويمنع تدفق الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء وهنا يمكن وضع أنبوب في الأمعاء الدقيقة لإبقائها مفتوحة وقد تكون الجراحة في مرحلة ما ضرورية لربط المعدة بنقطة منخفضة من الأمعاء لا يسدها السرطان. إذا من أعراض الإصابة بالمرض آلام في البطن والظهر، وفقدان الوزن السريع، وعسر الهضم، وفقدان الشهية، وتغيرات في عادات الأمعاء، ومرض السكري، ومشاكل هضم الطعام، وصعوبة في البلع.

–سرطان المبيض: يتكون جهاز التناسل الأنثوي من مبيضين يتواجد كل منهما على أحد جانبي الرحم. وينتج البيوض بالإضافة للهرمونات (الإستروجين والبروجسترون). يُصيب سرطان المبيض بشكل عام النساء المتقدمات في السن، خاصةً بعد سن الستين ومن أسباب الإصابة الطفرات الجينية الموروثة والطفرات المرتبطة بمتلازمة لينش. ويُشكل ربع حالات السرطان في الجهاز التناسلي الأنثوي، ويطلق عليه اسم “القاتل الصامت”، ولا يُكتَشَف سرطان المبيض عادةً إلى أن ينتشر إلى الحوض والبطن وغالبا ما تظهر الأعراض، مثل الانتفاخ وفقدان الشهية، بعد فوات الأوان. وينجم المرض نتيجة لنمو خلايا غير طبيعية في أحد المبيضين أو في كليهما. ويتحدد كل نوع من سرطان المبيض بنمط الخلايا التي يبدأ بها وأكثرها شيوعا الأورام الظهارية التي تنمو في النسيج المغطي للمبيضين، وتحدث عادةً بعد انقطاع الطمث. وهناك أورام اللحمة وتبدأ في نسيج المبيض الذي يحتوي على الخلايا المُنتجة للهرمون. وأورام الخلية المنتشة وتبدأ في الخلايا المُنتِجة للبيوض، وتصيب عامة الإناث صغار السن. ويؤدي سرطان المبيض الى عدة أعراض كالنزيف المهبلي أو ألم في الحوض، ولديه القدرة على الانتشار الى أعضاء أخرى. ويمكن تشخيص المرض من خلال فحص روتيني للحوض، يشعر الطبيب بوجود كتلة في المبيض أو فوقه. والفحوص التصويرية مثل الأمواج فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب (الطبقي المحوري) للبطن والحوض بهدف تحديد حجم وشكل وبنية المبيضين. ولكن الطريقة الوحيدة للتشخيص المؤكد والقاطع بالإصابة تتمثل في أخذ خزعة بواسطة إجراء جراحي. ويتلخص العلاج في حالة سرطان المبيض المبكرة جدا بإزالة مبيض واحد وفي حال وُجِدَ السرطان في المبيضين مع عدم وجود علامات على سرطانات إضافية يستأصل الطبيب المبيضان وأنبوبا فالوب (البوقان) وفي حال تمدد الورم يتم جراحيا إزالة المبيضين والرحم. ومن طرق العلاج في حال انتشار المرض العلاج الكيميائي والعلاج المستهدف.

سرطان بطانة الرحم أو سرطان عنق الرحم: ينجم عن خلايا تنمو خارج السيطرة في منطقة عنق الرحم وعادة يتطور وينتشر بشكل بطيء. ويصيب الجزء الأنبوبي من الرحم؛ أي الجزء الذي يربط جسم الرحم بالمهبل ويسبب نزيف مهبلي غير طبيعي وقد يؤدي إلى ظهور بعض الزوائد اللحمية في المنطقة التناسلية. ويعتبر سرطان عنق الرحم أحد أسهل أنواع السرطان التي يمكن علاجها واكتشافها مبكراً ويمكن علاجه وتدمير الخلايا السرطانية قبيل انتشارها وإصابة مناطق أخرى بالجسم. ويتم العلاج بالجراحة بالليزر أو بالتبريد. أو استئصال الجزء السطحي المصاب من الرحم، بسلك كهربائي، أو عن طريق الاستئصال المخروطي لإزالة قطع مخروطيّة الشكل من عنق الرحم عن طريق الجراحة. وفي حال حدوث تقدم كبير بالمرض وبحسب انتشار المرض يلجئ إلى العمل الجراحي لاستئصال الرحم، إما بعملية استئصال الرحم البسيط أو أن يشمل الجزء العلوي من المهبل، أو الغدد اللمفاوية. وتعتبر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب الأخطر لسرطان عنق الرحم، وتزيد الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري خطورة الإصابة بالمرض. ومن أعراض الإصابة بالمرض إفرازات مهبلية غير طبيعية، نزيف من المهبل، طول مدة الدورة الشهرية مع نزيف حاد، الشعور بعدم الراحة أثناء التبول، فقدان السيطرة على المثانة، آلام ونزيف أثناء ممارسة الجنس، آلام في الحوض والقدم والظهر.

سرطان البروستاتا: البروستاتا هي منطقة الجهاز التناسلي وينتشر الورم حول غدة في الجهاز التناسلي الذكري، بمعدل بطيء جداً، لذلك يمكن اكتشافها والتعرف عليها سريعاً، ولذلك يعد العلاج الإشعاعي ناجع في علاجه تماماً حال اكتشافه في وقت مبكر ودون الحاجة إلى استئصال جذري للبروستاتا. ومن العلاجات المتطورة لسرطان البروستاتا استخدام العلاج الإشعاعي الموضعي، وهو نوع من العلاج الإشعاعي في المواد المشعة المختومة في الإبر والبذور والأسلاك أو القسطرة يتم وضعها مباشرة في أو بالقرب من الورم أو اجتثاث هرمون الأندروجين. والتقدم في السن وتاريخ العائلة وهرمون الأندروجين أهم أسباب الإصابة. ويدل على الإصابة حدوث تغيير في طريقة التبول وصعوبة البدء في التبول أو إفراغ المثانة وتدفق ضعيف عند التبول، والشعور بأن المثانة لم تفرغ بشكل صحيح، وسيلان البول والحاجة للتبول باستمرار خاصة في الليل، والرغبة المفاجئة للتبول مع عدم القدرة على حفظه. وفي حال تقدم المرض يشعر المريض بآلام في الظهر أو الورك أو الحوض، وفقدان الوزن بطريقة غير طبيعية.

سرطان المثانة: يصيب بشكل عام كبار السن من الرجال. ومن أسباب الإصابة به عند النساء انقطاع الطمث المبكر (قبل سن 45)، وللجنسين تهيج خلايا المثانة والتهابها المزمن نتيجة إصابتها بمرض البلهارسيا يؤدي إلى الاصابة وكذلك التدخين، والنظام الغذائي، والكحول، وزيادة الوزن. ومن أعراض الإصابة به الدم في البول، وألم أو حرقان عند التبول، وفقدان الوزن، وألم في الظهر أو أسفل البطن أو العظام، والشعور بالتعب والإعياء. علما أن معظم سرطانات المثانة هي أورام سطحية لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويتم تشخيص المرض من خلال الفحص الكلينيكي، الأشعة التليفزيونية، الأشعة المقطعية، الرنين المغناطيسي، ومنظار المثانة لأخذ عينة من الورم، للتأكد من نوع الورم وتحديد طريقة العلاج. ولعلاج سرطان المثانة طريقتان، يتم في الأولى الحافظ على المثانة واستئصال الورم فقط بالمنظار ويتم في الثانية استئصال المثانة واستبدالها بمثانة جديدة من الأمعاء.

سرطان الخصية: يتولد جراء نمو غير عادي لخلايا غير طبيعية في الخصيتين الموجودتان داخل كيس جلديّ تحت القضيب يسمى الصفن وهما المسؤولتان عن انتاج وتخزين السائل المنوي وإنتاج هُرمون تستوستيرون. وتتلخص أعراض الإصابة بتغيير في شكل أو حجم إحدى الخصيتين، أو كلتيهما مصحوبا بألم والإحساس بثقل في الصّفـَن والإحساس بضغط مبهم أو ألم في منطقة أسفل الظهر، البطن، أو الأربية وهو خط اتصال الجزء السفلي من جدار البطن الأمامي مع الفخذ والشعور بتجمع السوائل في كيس الصفن وانخفاض الرغبة الجنسية والشعور بالألم أو الخدر أو ضعف الحركة في منطقة الفخذين. والأشخاص الذين يعانون من العقم هم أكثر عرضة لخطر الإصابة. ويمر نمو سرطان الخصية بثلاث مراحل أولى يصيب فيها المرض الخصية فقط دون أن ينتشر في العقد اللمفية المعنية أو الأعضاء وفي المرحلة الثانية ينتشر المرض إلى العقد اللمفية خلف الصفاق في المنطقة الخلفية من البطن وفي المرحلة الثالثة ينتشر المرض في مجرى الدم. الكشف المبكر عن سرطان الخصية، وقبل انتشاره في أجزاء محيطة، يسهل من علاجه كيميائياً أو إشعاعيا (من خلال توجيه العلاج الإشعاعي إلى المناطق المصابة بالسرطان مثل العقد اللمفية خلف الصفاق والصدر أو غيرها من الأعضاء المصابة) والشفاء منه تماماً دون اللجوء إلى العمل الجراحي واستئصال الخصية. ويتم التشخيص بإجراء فحوص الدم، فحوص تصوير للخصيتين، مثل التصوير فائق الصوت أو التصوير المقطعي المحوسب.

سرطان الدم: تتكون خلايا الدّم في نخاع العظم كخلايا جذعيّة وتبدأ بالنّضوج لاحقاً لتُشكّل مُختلف مُكوّنات الدّم (كخلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصّفائح الدمويّة) وتنتقل بعدها إلى مجرى الدّم. ويصاب الدم بالسرطان “اللوكيميا”, حيث يستهدف الخلايا الدموية الناشئة في النخاع العظمي ويؤدي إلى إنتاج خلايا دم غير طبيعية في نخاع العظم وعادةً ما تتسبب اللوكيميا في إنتاج كريات دم بيضاء غير طبيعية. وتستمر خلايا اللوكيميا التي تدخل مجرى الدم في النمو والانقسام، إلى أن تزاحم خلايا الدم الطبيعية والسليمة في النهاية، وبذلك تؤثّر عليها وتمنعها من القيام بوظائفها بالشّكل المطلوب. وهي لا تشكل أوراماً صلبة، فتتراكم الخلايا السرطانية في الدم وأحياناً نخاع العظام. وتصنف أنواع سرطانات الدم بحسب سرعة تطورها أو بحسب الخلايا التي تستهدف التأثير فيها ومن الأنواع سرطان الدّم الحادّ وتنمو فيه الخلايا السرطانيّة بسرعة كبيرة جدّاً، ويُنتِج نُخاع العظم أعداداً كبيرةً من خلايا الدم البيضاء غير النّاضجة والشّاذة والتي تدخل إلى مجرى الدم، وتعمل على مُزاحمة الخلايا الطبيعيّة وتعطيل وظيفتها في مقاومة العدوى أو إيقاف النّزيف أو منع حدوث فقر الدّم. وسرطان الدّم الليمفاويّ الحادّ. وسرطان الدم النقيانيّ (النخاعيّ) الحادّ. وسرطان الدم المزمن والذي يتطوّر ببُطء ويتفاقم بالتّدريج، ولا تظهر الأعراض فيه إلا بعد مرور فترة طويلة، وله نوعان رئيسان هما سرطان الدّم الليمفاويّ المُزمن وسرطان الدّم النقيانيّ (النخاعي) المُزمن. ومن بين أسباب الإصابة عوامل جينية وبيئية، نتيجة اكتساب خلايا الدم طفراتٍ في صبغتها الجينية التي تجعلها تنمو بشكل غير طبيعي وتفقد وظائف خلايا الدم البيضاء النموذجية أوبعض التغييرات في الحامض النووي للخلية. ويتم تشخيص سرطان الدم من خلال نتائج التاريخ الطبي والفحوص، والفحص المجهري لعينات الدم ونخاع العظام. وإجراء الأشعة السينية على الصدر لتحديد ما إذا كان هناك تضخم في العقد الليمفاوية أو علامات أخرى. ويعتمد علاج اللوكيميا على نوعه، وبعض خصائص خلايا السرطان، ومدى انتشار المرض، ووجود تاريخ سابق للعلاج، بالإضافة إلى عمر المريض وصحته. ويعالج المرض كيميائيا أو إشعاعيا أو من خلال زرع النخاع العظمي أو بالعلاج الموجه أو العلاج الحيوي. ويستهدف سرطان الدم (سرطان الدم الليمفاوي الحاد) عادة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-14 عامًا وخاصة خلال السنة الأولى من الحياة عند الرضع. وتتلخص أعراضه حمى وتعرُّق ليلي وتورُّم غير مؤلم عادةً في الغدد الليمفاوية والشعور بالتعب والإعياء وسهولة النزيف أو الإصابة بالكدمات؛ ما يسبب ظهور بقع زرقاء أو أرجوانية أو بقع حمراء صغيرة على البشرة، أو نزيف في الأنف والعدوى المتكررة وألم العظام أو المفاصل وفقدان الوزن غير المبرر، أو فقدان الشهية وتضخُّم الطحال أو الكبد؛ وهذا ما يؤدي إلى آلام في التجويف البطني أو تورُّمه وظهور بقع حمراء على الجلد (نمشات) وفي حال وصول اللوكيميا إلى الدماغ، يمكن ظهور أعراض كالصداع، والنوبات التشنُّجية، والارتباك، وفقدان السيطرة على العضلات، والقيء.

سرطان العظام: أورام العظام الخبيثة الأولية نادرة وتصيب بشكل أكبر الأطفال. ومعظم سرطانات العظام تظهر على شكل ورم عظمي يؤثر عل العظام الطويلة في الركبة، وعظم الفخذ والساق. أما ورم إيوينغ فينجم عن خلل جيني وهو تحول مورثي أي انتقال مورثة من صبغية الى أخرى الكروموسومات أحدا عشر واثنان وعشرون. وهو أكثر شيوعا بكثير من السرطانات البدائية لأن، معظم السرطانات تؤدي للانبثاث في العظام. وغالبا ما تظهر في الثلاث سنوات الأولى بعد تشخيص السرطان البدائي الذي غالبا ما يكون في الرئة والقصبات، الثدي، الكلية، البروستات أو الغدة الدرقية يتطور الانبثاث غالبا في العمود الفقري والحوض، ولكن يمكن أن يؤثر على جميع العظام. وتتلخص أعراض الإصابة بألم شديد ناجم عن انبثاث عظمي يزداد تدريجيا ويتفاقم بملاحظة كتلة مشبوهة، أو حدوث كسر مفاجئ، أو انخفاض في الحساسية، ورد الفعل، وقوة العضلات، والشلل وعادة ما تقترن هذه الإشارات مع نقص في الوزن، والتعب وفي بعض الأحيان مع الحمى. ومع وجود الانبثاث تظهر تحاليل الدم أو البول تشوهات، وتظهر اعراض التهابية وعلامات أورام محددة ويستكمل التشخيص بالأشعة السينية وفحص العظام بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار المكاني. ويتم العلاج بطرق عديدة منها العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، والعلاج المستهدف لمنع المضاعفات محليا، واستئصال الورم جراحيا، وتقوية وترميم العظام باستعمال مواد خاصة، واللجوء أحيانا إلى زرع عظمي وإلى عمليات نقل الدم.

سرطان الجلد: يصاب البشر بسرطان الجلد عندما يفقد الحمض النووي خاصيته في معالجة الطفرات الناتجة عن اختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلد. فتعرض الانسان لفترات طويلة لأشعة الشمس فوق البنفسجية والمواد المشعة يؤذي الجلد ويؤدي إلى تغييرات تنكسيه في خلايا الجلد والأنسجة الليفية والأوعية الدموية. فالأشعة فوق البنفسجية، وخاصة الموجة المتوسطة غير المؤينة للأشعة فوق البنفسجية، هي سبب معظم حالات سرطان الجلد غير الميلانيني، وهي أكثر أشكال السرطان شيوعًا في العالم. وتشمل مصادر الإشعاع المؤينة التصوير الطبي وغاز الرادون. وتتضمن صور الأشعة السينية التعرض للإشعاع المؤين الذي يحتمل أن يكون ضارًا. والإشعاع المؤين ليس مطفرا قويا بالضرورة ولكنه يصبح أكثر فعالية للسرطان إذا اقترن بعوامل أخرى مسببة للسرطان، مثل دخان التبغ. ويمكن أن يسبب الإشعاع الإصابة بالسرطان في معظم أجزاء الجسم، وفي جميع الحيوانات وفي أي عمر. ولا يظهر سرطان الجلد والذي يسبب نمو غير طبيعي في خلايا الجلد على الجلد المعرَّض للشمس فقط بما في ذلك فروة الرأس والوجه والشفتين والأذنين والعنق والصدر والذراعين واليدين وعلى الساقين. ولكن قد يظهر أيضا على أماكن من الجسد لا تتعرَّض عادة للشمس كالفم أو تحت أظافر اليدين أو القدمين أو في المناطق التناسلية. ولسرطان الجلد ثلاث أنواع رئيسية هي سرطان الجلد ويمكن أن يحدث في أي مكان في الجسم سواء في الجلد العادي أو في الشامة التي تصبح سرطانية. وغالبًا ما يظهر على الوجه أو جذع الجسم وفي منطقة أسفل الساقين. ومن علاماته بقعة بنية كبيرة مع أخرى داكنة، أو شامة يتغير لونها أو حجمها أو الشعور بها أو تصبح نازفة، أو آفة صغيرة ذات حدود غير منتظمة وأجزاء تظهر باللون الأحمر أو الوردي أو الأبيض أو الأزرق أو الأزرق المائل إلى الأسود، أو آفة مؤلمة تثير الحكة أو شعورًا بالحرقة، أو آفات داكنة على راحتي اليدين أو باطني القدمين أو أطراف أصابع اليد أو القدم أو على الأغشية المخاطية التي تبطن الفم أو الأنف أو المهبل أو فتحة الشرج. وسرطان الخلايا الحرشفية والذي يصيب عادةً المناطقَ المعرَّضة لأشعة الشمس من الجسم، مثل الرقبة، أو الوجه ويظهر في شكل عقيدة حمراء، صلبة أو نتوء لؤلؤي أو شمعي، أو آفة مسطحة بلون الجلد مع سطح حرشفي متقشر، أو على شكل نُدْبة بِلَون بني، قرحة نازفة، أو قشرية تلتئم ثم تعود مرة أخرى ويكاد يكون قابلاً للشفاء بالمطلق عند اكتشافه مبكراً. وسرطان الخلايا القاعدية المرتبط بالتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية وتظهر سرطانات الخلايا القاعدية في بعض الأحيان بشكل شبه شفاف أو شمعي. كما قد تظهر الكتل السرطانية على شكل قروح، أو بقع متقشرة، أو انتفاخات تشبه الكيس أو على شكل بثرة لؤلؤية، رأسها مدبب، حمراء اللون. وهذه السرطانات عادة ما تكون بطيئة النمو وقابلة للعلاج بدرجة كبيرة. ومن أنواع سرطان الجلد الأخرى ساركوما كابوسي والذي يصيب من لديهم ضعف في الجهاز المناعي، كالمصابين بالإيدز، ومن يتناول أدوية تُثبط مناعتهم الطبيعية، ويظهر السرطان في الأوعية الدموية بالجلد ويَتسبب في ظهور بقع حمراء أو أرجوانية على الجلد أو الأغشية المخاطي. وسرطان خلايا ميركل ويتسبب في ظهور عقيدات قوية لامعة على الجلد أو أسفله وفي جريبات الشعر. وغالبًا ما يَظهر على الرأس والعنق والجذع. وسرطان الغدد الدهنية والذي يُصيب الغدد الدهنية في الجلد. ويَظهر عادة في أي مكان في صورة عقيدات صلبة وغير مؤلمة، ويَظهر معظمها على جفن العين. والورم الميلانيني ويمكن للوراثة أن تلعب دورا في الإصابة به، حيث يمكن مثلا وراثة بعض الجينات التي يوجد بها خلل والتي قد تؤدي إلى تغييرات الحمض النووي في بعض الجينات وإذا تضررت هذه الجينات بفعل الاشعة البنفسجية، قد تتوقف عن أداء وظيفتها في التحكم في نمو الخلايا مسببة الإصابة بهذا النوع من سرطان الجلد. وسرطان جلد اللاميلانوما.

وهناك أمراض سرطانية ناجمة عن عدوى مثل هيليكوباكتر بيلوري، والتهاب الكبد ب، والتهاب الكبد سي، وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، وفيروس إيبشتاين-بار، وفيروس نقص المناعة البشرية. وتعمل هذه العوامل، جزئيًا على الأقل، عن طريق تغيير جينات الخلية. ونسب انتشار أورام اللسان وأورام اللوزتين آخذة في الارتفاع بسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، التي غالباً ما يتم اكتسابها من خلال الجنس الفموي. وقد تكون أعراض سرطان اللسان أو اللوزتين المبكرة خفية إلى حد ما. وقد تحدث الإصابة بسرطان الرأس والعنق عن طريق الفم. تهيج والتهاب الفم المزمن نتيجة التعرض للتدخين يسبب الإصابة بسرطان الفم والذي قد يسبب ألم في أذن واحدة باستمرار، دون ظهور أي علامة تدل على وجود عدوى. وقد يكون سرطان الفم في مرحلة متقدمة جدا وبدأ التوغل في تلك الأعصاب. ويمكن أن تسبب بعض أنواع السرطان حالة التهابية جهازية تؤدي إلى فقدان العضلات وضعفها المستمر، والمعروفة باسم متلازمة الهزال. وبعض أنواع السرطان مثل مرض هودجكين، وسرطان الدم وسرطانات الكبد أو الكلى يمكن أن تسبب حمى مستمرة. ويعتبر الورم الدبقي نوع من أنواع أمراض السرطان التي تصيب الخلايا الدبقية المحيطة بالخلايا العصبية في الدماغ والداعمة لها. وباستثناء حالات النقل النادرة التي تحدث مع حالات الحمل والمانحين العرضيين للأعضاء، فإن السرطان بشكل عام ليس مرضًا قابلاً للانتقال.

من أهم مسببات أمراض السرطان العوامل المحيطة والقابلية الجينية الوراثية. وتحوي الأنسجة على مخزون من الخلايا الجذعية والتي تسهم في إبقاء نشاطها وحياتها وازدياد انقسامات هذه الخلايا قد يسبب حصول طفرة عشوائية على مستوى مورثة مسؤولة عن نوع من أنواع السرطانات. وتتلقى الخلية باستمرار رسائل تأمرها بالتوقف عن الانقسام أو إكماله وتحفز الجينات “المسرطنة” الانقسام الخلوي من أجل النمو أو تجديد الأنسجة والأعضاء. وإذا حدث خلل على مستوى هذه الجينات تبدأ الخلايا بالتكاثر بسرعة كبيرة وبدون توقف وذلك بإرسال رسائل تحفز على الانقسام العشوائي. وهذه الطفرات تصيب أيضا خلايا الأنسجة السليمة ولكنها تحافظ بشكل سليم على وظيفتها.

التشخيص الصحيح للسرطان وتحديد نوعه هو الخطوة الأولى في تحديد نوع العلاج لأن كل نوع من انواع السرطان يتطلب نظام علاج خاص يشمل أسلوباً واحداً أو أكثر من أساليب العلاج، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي ويتم تشخيص المرض من خلال الفحص السريري وفيه يفحص الطبيب جسم المريض، ويبحث عن أي كتلة أو تغير في لون الجلد، أو زيادة في الحجم تدل على حدوث السرطان. والفحص المخبري وفيه أخذ عينة من الدم للكشف عن السرطان مثل سرطان الدم. والتشخيص بالأشعة مثل الأشعة فوق الصوتية والتي يحصل الطبيب من خلالها على صورة كاملة وواضحة للمرض في منطقة البطن ومنطقة الحوض والأنسجة الرخوة في الجسم، وأشعة العظام، والتصوير بالرنين المغناطيسي أكثر طرق تشخيص السرطان نجاحاً ودقة وبفضلها يمكن تحديد نوع ومكان السرطان ومدى الخلايا المتضررة من انتشار الورم السرطاني، والأشعة المقطعية لفحص العظام والأعضاء الداخلية وهي أدق من التصوير الشعاعي لأنه يتم من خلالها فحص أعضاء الجسم بشكل توضيحي وتفصيلي أكثر. وأخذ خذعة أو عينة من الورم ويعتمد على نوع السرطان وموقعه في الجسم. وهو أفضل الطرق لتشخيص معظم أنواع السرطان. ويشير تشخيص الأنسجة من الخزعة إلى نوع الخلية التي تتكاثر، ودرجها النسيجي، والتشوهات الوراثية وغيرها من الخصائص. وتوفر اختبارات الوراثة الخلوية والكيمياء المناعية وهي أنواع أخرى من اختبارات الأنسجة معلومات حول التغيرات الجزيئية (مثل الطفرات وجينات الانصهار وتغيرات الكروموسومات العددية). ويمكن التشخيص بالتنظير الداخلي من فحص المعدة والأمعاء والمثانة والقصبات الهوائية أو أخذ خزعة من الورم لفحصها مجهريا وذلك من خلال إدخال منظار مزود بكاميرا لفحص مكان الأنسجة المصابة بالسرطان.

وتتم معالجة السرطان بطرق عديدة وبعد تحديد نوعه وانتشاره ومدى انتشاره من موقع تكوينه فضلا عن حالة المريض الصحية فهناك

العلاج الأولي: علاج أساسي يهدف إلى قتل أو إزالة الخلايا السرطانية ويتم عادة عن طريق الجراحة. والجراحة هي الطريقة الأساسية لعلاج معظم السرطانات الصلبة والمعزولة وفي حالات السرطان الموضعي، يحاول الجراح إزالة الكتلة بأكملها كما هو الحال في سرطان البروستات حيث يتم إزالة غدة البروستات كاملة. وفي بعض حالات سرطان الثدي وسرطان الكبد وخاصة أن الكبد يمتاز بالقدرة على التجدد وإزالة بعض الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، وبعض العقد الليمفاويّة أيضاً. ولكن في بعض أنواع السرطان تكون الخلايا السرطانية أكثر حساسية للعلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي فيتم استخدامه بدلًا من الجراحة والعلاج المساند: يعمل على قتل الخلايا السرطانية المتبقية والعلاج الداعم: ويهدف إلى معالجة الأعراض الجانبية الناتجة عن مرض السرطان وعن معالجته ويشمل العلاج الجراحة والمعالجات الكيميائية (أدوية تمتاز بقدرتها على الانتشار في كل أجزاء الجسم تقريبا وتعمل على إيقاف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانيّة التي تتميّز بسرعة انقسامها، أو قتلها) وتهدف إلى شفاء المريض تماما من المرض، أو منع تكرار الورم لمريض اجري له عملية جراحية، أو محاولة اطالة عمر مريض السرطان وتقليل اوجاعه. ويُمكن إعطاء هذا النّوع من العلاجات بطرق عدّة؛ منها عن طريق الفم، أو الوريد، أو الحقن في أجزاء أخرى من الجسم، ويُمكن استخدامها موضعيّاً في بعض الحالات بحيث يأتي العلاج على شكل كريم ويُفرك على الجلد.

والمعالجات الاشعاعية حيث يعتمد العلاج بالإشعاع على استخدام جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانيّة وتقليص حجم الأورام، إذ يعمل الإشعاع على إتلاف الحمض النوويّ الخاص بالخلايا السرطانيّة وبالتالي إبطاء نموّها، أو القضاء عليها ويتم ذلك عن طريق جهاز يبث الأشعة خارج الجسم (يتحرّك الجهاز حول الجسم دون لمسه لتوجيه الإشعاع في عدّة اتّجاهات مختلفة) أو بداخل الجسم حيث يتم وضع مصدر الإشعاع داخل الجسم، ويكون عبارة عن جسيمات سائلة أو صلبة. ويستخدم الإشعاع عادةً بالإضافة إلى الجراحة أو العلاج الكيميائي في أنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الرأس والعنق المبكر، ويمكن استخدامه وحده. تختلف السرطانات في استجابتها للعلاج الإشعاعي ويعتمد على استخدام الإشعاع المؤين لعلاج الأعراض أو تحسينها. ويتم عمل الإشعاع من زوايا مختلفة لتتعارض مع الورم، ولا تعرض الأنسجة السليمة المحيطة مثل الجلد أو الأعضاء، والتي يجب أن يمر عبرها الإشعاع لعلاج الورم إلى تلقي جرعة كبيرة من الإشعاع. وتستخدم أشعة سينية منخفضة الطاقة لعلاج سرطانات الجلد وأشعة سينية ذات طاقة أعلى مثل أشعة إكس لعلاج السرطان داخل الجسم

ويستخدم العلاج بالليزر ضوء قوي لعلاج السرطان عن طريق تقليص أو تدمير الأورام السرطانية. والليزر أكثر دقة من الجراحة ويسبب ضررًا وألمًا ونزيفًا وتورمًا وتندبًا أقل وهو فعال في علاج السرطانات السطحية الموجودة على سطح الجسم أو في بطانة الأعضاء الداخلية. وفي علاج سرطان جلد الخلايا القاعدية والمراحل المبكرة جدًا من حالات سرطان عنق الرحم والقضيب والمهبل والفرج وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. وغالبًا ما يتم دمجه مع علاجات أخرى، مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. ويستخدم العلاج الحراري الخلالي المحرض بالليزر، أو التخثير الضوئي بالليزر الخلالي في علاج بعض أنواع السرطان باستخدام فرط الحرارة، حيث يستخدم الحرارة لتقليص الأورام عن طريق إتلاف الخلايا السرطانية أو قتلها. الليزر أكثر دقة من الجراحة ويسبب ضررًا وألمًا ونزيفًا وتورمًا وتندبًا أقل.

ويعتمد العلاج الديناميكي الضوئي على الليزر فيتم حقن محسس ضوئي في المريض وتمتصه الخلايا في جميع أنحاء جسم المريض وبعد يومين تنتشر المادة في الخلايا السرطانية. ثم يتم استخدام ضوء الليزر لتنشيط المحسن الضوئي وتدمير الخلايا السرطانية. ولأن المحسس الضوئي يجعل البشرة والعينين حساستين للضوء، لذلك يجب على المريض تجنب أشعة الشمس المباشرة والضوء الساطع خلال تلك الفترة.

والعلاج البيولوجي أو المناعي والذي يساعد الجهاز المناعي للجسم على الكشف عن الخلايا السرطانية ومحاربتها ويعتمد على استخدام مواد مصنوعة من الكائنات الحيّة ويتم إدخالها في الجسم. ويُقسم العلاج المناعيّ من حيث آلية عمله في علاج مرض السرطان إلى نوعين رئيسيين، يقوم إحداهما على مساعدة الجهاز المناعيّ على مهاجمة الخلايا السرطانيّة بشكلٍ مباشر، ويقوم النوع الآخر بتعزيز مناعة الجسم بشكلٍ عام ممّا يساعد على القضاء على الخلايا السرطانيّة.

والعلاج الهرموني كون بعض أنواع السرطان تتغذى على هرمونات الجسم مثل سرطان الثدي والبروستاتا، وعند ما يتم التخلص من هرمون الجسم تموت الخلية السرطانية ويعتمد العلاج الهرموني على التلاعب في نظام الغدد الصماء من خلال التدخل بهرمونات معينة، وخاصة هرمونات الستيرويد، أو الأدوية التي تمنع إنتاج أو نشاط مثل هذه الهرمونات. ويُمكن إعطاء العلاج الهرمونيّ بطرق عدّة بما في ذلك عبر الفم، أو عن طريق الحقن.

والعلاج الجيني ويتضمن أي إجراء يهدف إلى علاج أو تخفيف المرض عن طريق تعديل خلية المريض وراثيًا من خلال نقل جينات أو أجزاء جينية أو نوكليوتيدات إلى خلايا المريض. ويمكن إجراء العلاج الجيني بالاقتراب من الخلايا المستهدفة مباشرة مثل الحقن داخل الجلد، أو العلاج داخل عنق الرحم لسرطان المثانة السطحي. وقد يقاوم الورم هذا العلاج.

والعلاج بزرع النخاع الشوكي والخلايا الجذعية وذلك بوساطة نقل نخاع العظم المسئول عن انتاج وتكوين خلايا الدم في الجسم، لذا يمكن نقل الخلايا الجذعية من شخص سليم لزراعته في الشخص المصاب بالسرطان لعلاج المرض. ويقوم مبدأ زراعة الخلايا الجذعيّة على استرجاع الخلايا الجذعيّة المكوّنة للدم لدى الأشخاص الذين تدمرت لديهم هذه الخلايا نتيجة الخضوع لجرعات عالية جداً من العلاج الكيميائيّ أو الإشعاعيّ المُستخدم في علاج بعض أنواع السرطان. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية للخلايا الجذعيّة المراد زراعتها لعلاج حالات السرطان، فهناك خلايا جذعية ذاتيّة المنشأ يتمّ أخذها من المريض نفسه و خيفية أي خلايا جذعية يتم أخذها للمريض من شخص آخر و مُسانِج أي تُؤخذ الخلايا الجذعية المّراد زراعتها للمريض من توأمه المُطابق. والعلاج بالعقاقير والتجارب السريرية.

والعلاج الموجّه وهو أساس الطب الدقيق ويقوم باستهداف التغييرات التي تطرأ على الخلايا السرطانيّة والتي تُساعدها على النّمو، والانقسام، والانتشار، وللعلاج الموجه طريقتين رئيسيتين سواء باستخدام أدوية جزيئيّة صغيرة بما يكفي للسمّاح لها بدخول الخلية بسهولة عندما يكون الهدف موجوداً داخل الخلية. أو من خلال الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والتي يتمّ استخدامها لكي تشكّل ارتباطاً مع أهداف مُحدّدة تكون موجودة على السطح الخارجي للخلايا السرطانيّة. والعلاج التلطيفي وهو محاولة مساعدة المريض الذي لم يتلق أي فائدة من العلاجات السابقة في الشعور بالتحسن بغرض التحكم في المضاعفات والحد من الاضطرابات الجسدية والعاطفية والروحية والنفسية والاجتماعية. فاهم اعمدة علاج السرطان هو الحالة المعنوية المرتفعة لدي المريض.

ما سبق يوثق أن السرطان مرض ناجم عن تحوّل الخلايا العادية عبر مراحل إلى أخرى ورمية وتتطور هذه المراحل عموماً من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة. وهذه التغيّرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وعدد من العوامل الخارجية المسرطنة منها عوامل مادية مسرطنة مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة وعوامل ناجمة عن التعرض للأشعة حيث يؤدي التعرض إلى أشعة اكس لفترات طويلة إلى الاصابة بسرطان الجلد ويؤدي التعرض إلى عنصر الفوسفور المستخدم في صناعة طلاء عقارب الساعة إلى الإصابة بسرطان العظام. وينجم عن التعرض إلى عنصر اليورانيوم المشع في مناجم الفحم لفترات طويلة إلى الإصابة بسرطان الرئة. ويسبب التعرض لإشعاعات القنابل النووية إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. ويؤدي التعرض للإشعاع المستخدم في علاج أمراض في الجسم وخاصة لفترات طويلة إلى الإصابة بسرطان الدم وسرطان المري. وينجم عن التعرض ولمس المواد المشعة وخاصة مع أطباء الأشعة لفترات طويلة الإصابة بسرطان الجلد. وعوامل كيميائية مسرطنة، مثل الأسبستوس (وهو مادة كيميائية عازلة للحرارة ومقاومة للمواد الكيميائية الأخرى ويُستخدم في صناعة المواد العازلة وطفايات الحريق وأجزاء السيارات وأنابيب المياه والأدوات الطبية) ومكوّنات دخان التبغ والأفلاتوكسين والزرنيخ (والذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد) والمواد التي يُصنع منها أواني التيفال التي لا يلتصق بها الطعام، وبعض أنواع المنسوجات التي لا تتأثر بالنار ومادة الفثالات التي تدخل في صناعة العطور ومثبتات الشعر وطلاء الأظافر ومستحضرات التجميل وفي صناعة الشامبو والصابون والبلاستيك. ومادة الفورمالدهيد أو الفورمالين ذات الرائحة النفاذة وهي عديمة اللون وتُستخدم في صناعة بعض المنسوجات والطلاء والبلاستيك، وفي تصنيع الخشب وتلصيقه وفي الصناعات الطبية لحفظ العينات الطبية وفي صناعة منتج لفرد الشعر بالإضافة لاستخدامها في صناعة المطاط والمواد العازلة والزجاج. وعوامل بيولوجية مسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.

ومن العوامل الأساسية الأخرى للإصابة بالسرطان تلوث الهواء والتعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل الأماكن المغلقة وسوء النظام الغذائي وافتقاره للفواكه والخضار والحبوب الكاملة كالشوفان، والأرز البني، والقمح المجروش وتناول المزروعات أو الطيور أو الحيوانات المُعدلّة وراثياً، والأطعمة المُحملة بالكيماويات وقلة النشاط البدني من خلال تأثيره على وزن الجسم ومن خلال تأثيراته السلبية على جهاز المناعة ونظام الغدد الصماء. وبعض الالتهابات المزمنة مثل مرض التهاب القولون المزمن حيث يمكن أن يساهم الالتهاب في تكاثر الخلايا السرطانية وبقائها وتولد الأوعية بها وهجرتها من خلال التأثير على البيئة الدقيقة للورم. وتعمل الأورام الجينية على بناء بيئة ميكروية التهابية مؤيدة للأورام. ومن أسباب الإصابة جرثومة الملوية البوابية وفيروس الورم الحليمي البشري المنقول عن طريق الجنس وفيروسا وفيرسا التهاب الكبد بي وسي وفيروس إبشتاين – ب ار والفحص البصري باستخدام حمض الأسيتيك لفرز سرطان عنق الرحم وكذلك اختبار لطاخة بابانيكولا للكشف عن نفس النوع من السرطان. والتقدم في السن بسبب اضمحلال فعالية آليات إصلاح الخلايا مع تقدم عمر الإنسان. والهرمونات وتعتبر عوامل مهمة في الإصابة بالسرطان المرتبط بالجنس، مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم والبروستاتا والمبيض والخصية وكذلك سرطان الغدة الدرقية وسرطان العظام. وتلعب بعض الهرمونات دورًا في تطور السرطان عن طريق تعزيز تكاثر الخلايا. وتلعب عوامل النمو الشبيهة بالأنسولين وبروتيناتها المرتبطة دورًا رئيسيًا في تكاثر الخلايا السرطانية والتمايز واستماتة الخلايا. وهناك ارتباط بين مرض الاضطرابات الهضمية وزيادة خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان. وتزداد معدلات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي لدى الأشخاص المصابين بداء كرون والتهاب القولون التقرحي بسبب الالتهاب المزمن. أيضا، يمكن للعلاج المناعي والعوامل البيولوجية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض أن تعزز الإصابة بالأورام الخبيثة خارج الأمعاء. ويزداد خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الأطول لأن لديهم خلايا أكثر من الأشخاص الأقصر.

الدراسة الحالية المعمقة وأبحاث ومستجدات وتقنيات الطب الحديث ووسائل الطب الشرعي والتكنولوجيا المعاصرة ستكون نقاط الارتكاز في مقالنا القادم في تفسير أسباب إصابة الكائنات الحية في عصور ما قبل التاريخ بالسرطان وتحديد نوعية هذه الأورام الخبيثة والتي ثبت وجودها في البقايا الآدمية والحيوانية.

الجزء الأول (أنواع السرطان, أسباب الإصابة, طرق العلاج)

Gist quest at adequate about the history of Cancer disease, and the achievements for the doctors and medicine

Chapter one (the cancer kinds, the reason for adfected the treatment)

(تحية من سورية إلى كل الكوادر الطبية في العالم وجهودها العظيمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد وأمراض السرطان)

(Greetings from Syria to Medical Staff All Around the Word, and their Great Efforts in Combating Novel Corona Virus And Cancer diseases)

بقلم: المؤرخ الدكتور محمود السيد-المديرية العامة للآثار والمتاحف– والإعلامي عماد الدغلي

السرطان مجموعة أمراض تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء ويمثل مرض السرطان، بأنواعه المختلفة، واحدًا من أكثر الأمراض التي تصيب الإنسان فتكًا وثاني أكثر مرض يسبب الوفاة بعد أمراض الأوعية الدموية والقلب. وأقدم دليل أثري مكتشف حتى الآن لإصابة كائن حي أو حيوان بالسرطان يؤرخ بعصور ما قبل التاريخ بالعصر الترياسي الثلاثي قبل 240 مليون عام ويمثل أقدم إصابة في التاريخ بسرطان العظام. وتوثق دراسة البقايا والهياكل العظمية للإنسان معرفته لأمراض السرطان منذ العصر الحجري القديم منذ مليون وسبعمائة ألف عام على الأقل وإن كانت الإصابات قليلة كون بيئة الإنسان في تلك العصور لم تعرف التلوث الصناعي كما هو الحال في عصرنا، فضلا عن خلو نظامه الغذائي من الأطعمة المصنعة. خاصة وأن الطب يؤكد عبر جميع المراحل والعصور التي مر بها العلاقة المباشرة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالسرطان وسنتحدث بالتفصيل عن ذلك في المقالات القادمة والتي ستنشر تباعا وبعد التعرف على أمراض السرطان وأنواعها وأسبابها وطرق علاجها من منظور الطب الحديث والمعاصر. ويبقى حلم الطب البشري التوصل إلى علاج واحد ناجح في التعامل مع جميع أنواع السرطانات.

لكل خلية في جسدنا البشري وظيفة معينة، وتقوم الخلايا الطبيعية بالانقسام بطريقة منظمة، وتموت حينما تتعرض للتلف أو ينقضي عمرها الافتراضي، ويحل محلها خلايا جديدة من نفس النوع. تميل الخلايا السليمة في جسم الإنسان أحيانا إلى إحداث تغييرات في حمضها النووي، لكنها تبقى قادرة على تصحيح الجزء الأكبر من هذه التغييرات. وإذا لم تتمكن من إجراء ذلك، فإن الخلايا المُحَرَّفـَة تموت في أغلب الأحيان. ومع ذلك، قد ينجم عن بعض هذه الانحرافات غير القابلة للتصحيح، نموّ هذه الخلايا وتحوّلها إلى خلايا سرطانية. والخلل الذي يؤدي لحدوث السرطان هو خلل غير قابل للإصلاح عن طريق الآليات الدفاعية للخلايا. كما يمكن أن تطيل هذه الانحرافات، أيضًا، حياة بعض الخلايا أكثر من متوسط حياتها الاعتيادي. هذه الظاهرة تسبّب تراكم الخلايا السرطانية. ويولد تركم هذه الخلايا في بعض أنواع السرطان ورمًا سرطانيًا. بخلاف سرطان الدم (ابيضاض الدم – لوكيميا) والذي لا يُنتج ورمًا ويصيب خلايا الدم، نِقـْي العظم (نخاع العظام)، الجهاز اللـّمفي والطحال. وعندما يبدأ السرطان، لا ينتج عنه أي أعراض. وتبدأ العلامات والأعراض بالظهور مع نمو الكتلة أو التقرحات وما يظهر قد يدل على نوع السرطان وموقعه.

جميع الأورام سواء الحميدة أو الخبيثة السرطانية تشترك في خصائص معينة، فهي خلايا لا يحتاجها جسم الإنسان ولا يتم تدمير الخلايا القديمة أو التالفة مُقابلها. ومن السهل التمييز بين الورم الحميد والذي ينمو بشكل أساسي في منطقة محددة من الجسم، ولا يستطيع السيطرة على الخلايا المجاورة وغزوها، وغير قادر على الانتقال من جزء لآخر في الجسم لكونه مغطى بنسيج ليفي ومغلفاً به، ولكنه في بعض الحالات النادرة يمكنه التحول إلى ورم خبيث، ويتم إزالته عادةً بالاستئصال أو الجراحة، وبعد إزالته من الجسم لا يعود إليه بتاتاً. أما الورم الخبيث فينتقل سريعاً في الجسم، ولا يسمح للخلايا المدمرة والتالفة بالتعويض، ويجعلها تتكاثر بشكل غير طبيعي دون توقف، وينجم عن ذلك تعطيل وظيفة المكان أو العضو المصاب. والورم الخبيث قادر على الانتقال من جزءٍ لآخر داخل الجسم، من خلال الجهاز الدموي والجهاز الليمفاوي وهو ما يعرف بالنقيلة “الانبثاث”. فالخلايا الخبيثة لا تمتلك جزيئات لاصقة كيميائية مثل الأورام الحميدة لترسيخها في موقع النمو الأصلي.

والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم وفي أيّ مرحلة عمريّة، حتّى إنّه قد يصيب الأجنّة، ولكن تزيد مخاطر الإصابة به كلّما تقدّم الإنسان في العمر بسبب انخفاض فعالية آليات الإصلاح الخلوي. وهو مرض ناجم عن تكاثر غير منضبط لخلية مفردة، يتم إطلاقه عبر طفرات وتبدلات في الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين الموجود في الخلايا والذي يحتوي على مجموعة من الأوامر المُعَدّة لخلايا الجسم، تحدد لها كيفية النمو، التطوّر والانقسام وهذا ما يؤثر بشكل خاص في الجينات التي تحثّ الخلية على التكاثر. وهذا يؤكد وجود خاصية مشتركة على المستوى الخلوي لجميع أنواع السرطانات تدعى الانقسام الخلوي المرضي غير المنضبط. ويكمن داخل الخلية السرطانية ذاتها، لا حولها سبب الاضطراب الحقيقي الذي تصاب به الخلية السرطانية بتكاثرها غير المنضبط. ويمكن للخلايا الشاذة النمو خارج حدودها المعروفة ومن ثم اقتحام أجزاء الجسم المتاخمة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويُطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة. والسرطان ليس جينياً في منشئه فقط، بل في كليته، حيث توجد جينات ورَمية بدائية داخلية أخرى متناثرة في الجينوم الخلوي البشري وهي تحتاج تفعيلاً بطفرات لكي تنتج السرطان. والطفرات حوادث نادرة وتتحكم الجينات “الشاذة” في جميع مظاهرها السلوكية، وهي عبارة عن تيارات من الإشارات الشاذة الناشئة من جينات طافرة، تنتشر داخل الخلية السرطانية، لتعزز بقاءها، وتسرّع نموها، وتمكنها من الحركة. والانحراف الجيني الأولي هو بداية عملية تطوّر السرطان والتي تتقدم في حال حدوث عدد من التغييرات في داخل الخلية، تشمل عامل مُبادر يؤدي إلى حصول تغيّر جينيّ، فمثلا قد يولد الإنسان مع انحراف جيني مُعين، وقد يحدث الانحراف الجيني نتيجة لقوى فاعلة داخل الجسم، مثل الهورمونات، الفيروسات والالتهابات المزمنة، أو قوى فاعلة خارج الجسم مثل الاشعاعات فوق البنفسجية ومصدرها أشعة الشمس أو نتيجة التعرض لمواد كيميائية مسرطنة. وهناك عوامل مساعدة تجعل الخلايا تنقسم بسرعة أكبر مسببة تراكم الخلايا وتشكل الورم السرطاني منها عوامل تنتقل بالوراثة وعوامل تتكون داخل الجسم وعوامل خارجية قادرة على الدخول إلى الجسم. وعوامل مشجعة تنتقل بالوراثة، أو تتكون نتيجة لتأثيرات عوامل بيئية تجعل السرطان أكثر عدوانيه وتزيد احتمال اقتحام السرطان للأنسجة القريبة منه وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها الانبثاث كما تزيد احتمال انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى في أنحاء الجسم.

إذا يحدث السرطان عندما تدخل الطفرات في خلايا سليمة، أثناء نموها وانقسامها ولإنتاج ورم خبيث يجب نمو الخلايا وانقسامها بشكل شاذ عن الإشارات المناسبة والنمو والانقسام المستمر حتى مع إعطاء إشارات متناقضة وتجنب موت الخلايا المبرمج وحدوث عدد لا حصر له من انقسامات الخلية، وتعزيز بناء الأوعية الدموية وغزو الأنسجة وتشكيل الانبثاث. حيث يمكن أن ينتشر السرطان من موقعه الأصلي عن طريق الانتشار المحلي، والانتشار اللمفاوي إلى العقد الليمفاوية الإقليمية أو عن طريق الانتشار الدموي عبر الدم إلى مواقع بعيدة. وعندما ينتشر السرطان عبر الدم، قد ينتشر عبر الجسم ولكن من المرجح أن ينتقل إلى مناطق معينة ويظل السرطان المنتقل محتفظًا بخصائصه الأصلية بعد الانتقال ولذلك تكون النقيلات مشابهة لمصدرها، وليس لوجهتها واعتمادًا على نوع السرطان تعتمد أعراض سرطانات النقائل على مكان الورم ويمكن أن تشمل تضخم الغدد الليمفاوية أو تضخم الكبد أو تضخم الطحال، والتي يمكن الشعور بها في البطن أو الألم أو الكسر من العظام والأعراض العصبية المصابة. وتختلف أنواع السرطان بين بعضها البعض، حيث تنمو بعض أنواع السرطان بسرعة أكبر من غيرها. كما أنها تستجيب للعلاج بطرق مختلفة، فيستجيب بعضها بشكل أفضل للجراحة، وبعضها بشكل أفضل للعلاج الكيميائي. وقد تعود أسباب الإصابة بالسرطان إلى طُفيليات، أو عدوى بكتيرية، أو الإصابة بفيروس أو فيروسات مُعينة، المواد والمسرطنات الكيميائية، التعرض للإشعاع، الخلل الهرموني والطفرات الجينية، العامل الوراثي وأنماط الأطعمة التي تقود إلى الإصابة بالسرطان مثل: الأغذية المُعدلة وراثياً، السلع المُعلبة، اللحوم الحمراء المشوية وخاصة اللحوم المُصنعة.

إذا الفيروسات هي العوامل المعدية المعتادة التي تسبب السرطان ولكن البكتيريا والطفيليات السرطانية قد تلعب دورًا أيضًا. ومن أهم الفيروسات المرتبطة بالسرطانات هي فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد الوبائي ب والتهاب الكبد الوبائي سي وفيروس إيبشتاين– بار وفيروس الهربس المرتبط بساركوما كابوزي وفَيْروسُ اللَّمْفومةِ. وبكتيرية المَلوية البوابية والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان. وتشمل العدوى الطفيلية المرتبطة بالسرطان البلهارسيا (سرطان الخلايا الحرشفية في المثانة) وتدفقات الكبد، ومتأخر الخصية الزبادي وسرطان القنوات الصفراوية.

يقوم الورم السرطاني بمزاحمة الخلايا الطبيعية ومنافستها على الغذاء والموارد المتاحة مما يؤثر على وظيفة النسيج الحي. ويمكن للسرطان أن يصيب أي نسيج حي. وتعتمد الخلايا السرطانية بشكل كبير على سكر الغليكوز للحصول على الطاقة حيث تحلل كميات كبيرة منه بعكس الخلايا العادية وذلك لتغذية نموها السريع وفي حال غياب الغليكوز تعتمد الخلايا السرطانية على احتياطي الطوارئ باستخدام نوع من الأنزيمات يسمى كيناز من أجل مواصلة الأنشطة ذات الصلة بنموها. وبالتالي فإن الصيام رفقة العلاج الكيميائي يؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية. خاصة وأن التحول الاستقلابي للخلايا السرطانية يسبب لها توليد نوع من الجذور الحرة السامة والتي تقتلها في النهاية وبحظر مسار كيناز المولد للطاقة بواسطة بعض المثبطات تشل قدرة الخلايا السرطانية على توليد الطاقة.

وتصنف السرطانات بناء على التشابه بين الخلية السرطانية والخلية السليمة كما يلي:

سرطانه: سرطانات تنبع من النسيج الطلائي وتمثل بشكل عام أكبر مجموعة من السرطانات، وتتضح خصوصاً في سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والبنكرياس.

ساركومة: سرطانات تنبع من النسيج الضام أي العظام والغضاريف والدهون والأعصاب

ليمفوما والليوكيميا: نوعان من أنواع السرطان ينبعان من الخلايا المكونة للدم

ورم الخلية الجنسية: أورام تحدث عادة داخل الغدد التناسلية، أي المبيض والخصية.

ورم أرومي: أكثر شيوعًا عند الأطفال وهو ورم يشابه الأنسجة الغير ناضجة أو الأنسجة الجنينية.

ويتحدث الطب الحديث عن خمس مراحل ينمو خلالها الورم السرطاني والذي يبدأ في الظهور بشكل غير واضح في العضو المصاب بالسرطان مثل الرئة أو الثدي أو الجلد في مرحلة متقدمة تعرف بالمرحلة الصفرية، وفيها يصعب على المريض معرفة انه مصاب بالسرطان. ولا يمكن معرفة الإصابة بالسرطان إلا من خلال الأشعة. وفي المرحلة الأولى يصيب الورم العضو فقط ولا ينتشر في باقي مناطق الجسم ويسهل علاجه ويمكن اكتشاف الورم السرطاني سواء كان ذلك بالشعور بمكان الورم او رؤيتة، وخاصة في حالة سرطان الثدي أو الجلد، لأنه يظهر على الخارج وسرطان المبيض لأنه يتسبب في انتفاخ في البطن، وسرطان القولون لأنه يؤثر على حركته ويجعل ألم القولون دائم. وفي المرحلة الثانية يبدأ الورم في غزو العضو المصاب وملئ المكان بل والعضلات المحيطة به ويبدأ الورم ينمو ويكبر بعد أن يقضي على الخلايا بالكامل، ففي أورام المعدة مثلا يقضي السرطان بالكامل على الخلايا حتي يصل الي عضلات البطن. ويطلق على المرحلة الثالثة مرحلة القتل البطيء وفيها يكون الورم قد انتشر في عدة أماكن, أي في العضو المصاب أوأيضا في الأعضاء والعضلات المجاورة له، كما هو الحال مثلا في سرطان الرئة والذي يرافقه انتشار الورم في الغدة الموجودة في القفص الصدري. وتمثل المرحلة الرابعة أكثر المراحل خطورة، وفيها يصعب علاج المريض، لأن السرطان يكون قد توغل في الجسم وبالتالي لا يصيب في هذه المرحلة عضو واحد فقط (العضو الأصلي “ورم أولي”) ، بل يصيب عدة اعضاء أخرى “ورم ثانوي” وربما يصل إلى العظام او الدم، كما هو الحال مثلا في سرطان الثدي والذي ينتشر إلى المعدة أو المخ، أو العظام.

تختلف الأعراض حسب العضو المصاب في الجسم. وتكون ما بين حمى (إذا كان السرطان يؤثر في الجهاز المناعيّ)، وألم (وخاصة في سرطان العظام وسرطان الخصيتين إذ يظهر الألم في المراحل الأولى من المرض، ويتسبب سرطان الدماغ بشعور المصاب بألم في الرأس، وفي حالات الإصابة بسرطان القولون، والمستقيم، والمبايض فقد يشعر المصاب بألم في الظهر)، وشعور بالتعب والإرهاق (نتيجة فقد الدم كما هو الحال في سرطانات القولون والمعدة، وقد يكون نتيجةً لظهور المرض في بداياته كما هو الحال في اللوكيميا، وقد يكون نتيجة زيادته في الحجم وانتشاره)، وفقدان في الوزن بشكل مفاجئ وغير مبرر. كما تظهر كتلة أو سمك محسوس تحت الجلد، أو ظهور كتل في الثدي أو كتل تنمو بسرعة كبيرة في مناطق أخرى من الجسم، ويتغير لون الجلد (اصفرار، احمرار، التحول إلى اللون الداكن)، أو وجود جروح لا تلتئم، أو تغيّرات في شامات كانت موجودة على الجلد، أو سعال مستمرة، بحة في الصوت، صعوبة في البلع، عسر في الهضم، تغير في عادة التبرز والإخراج مثل الإسهال أو الإمساك غير المبرر، أو الشعور بعدم إفراغ البطن بعد الإخراج، أو ألم المعدة أو فتحة الشرج، أو ظهور الدم في البراز، أو الانتفاخ المستمرّ. وكذلك ظهور النزيف غير المبرّر في حالة السعال المصحوب بالدم، أو تقيؤ الدم، أو النزف بين الدورات الشهرية. تحدث بعض الأعراض الجهازية للسرطان بسبب الهرمونات أو الجزيئات الأخرى التي ينتجها الورم، والمعروفة باسم متلازمات الأباعد الورمية والتي تسبب فرط كالسيوم الدم الذي يمكن أن يسبب تغير الحالة العقلية، والإمساك والجفاف، أو نقص صوديوم الدم والذي يمكن أن يسبب أيضًا تغيرًا في الحالة العقلية أو القيء أو الصداع أو النوبات.

ويتحدث الطب الحديث عن أكثر من مئة وعشرين نوعا من السرطان وسنتحدث عن أكثرها انتشارا وعن الأنواع التي ثبت وجودها في البقايا الأدمية والحيوانية في العصور التاريخية القديمة والتي سنتحدث عنها بالتفصيل في المقالات القادمة.

سرطان الدماغ: يشمل أورام المخ التي تنمو بسرعة وتسمى سرطان الدماغ 3 أو 4 عالي الجودة وتغزو النسج المحيطة. ونادرا جدا انتشار أورام الدماغ الخبيثة إلى المناطق الأخرى من الجسم ولكنها ربما تعود بعد العلاج. ومن أكثر سرطان الدماغ شيوعا الأورام الدبقية وتبدأ من خلايا دبقية تدعم نسيج الدماغ. وهناك عدة أنواع من الورم الدبقي تصنف حسب مكان وجودها وأنماط الخلايا المشكّلة للورم فهناك مثلا الورم النجمي هو أكثر ورم دماغي يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-8 سنوات. والأورام الأرومية النخاعية التي تصيب الأطفال في معظمها قبل سن العاشرة. ولا يعرف بدقة أسباب الإصابة بسرطان الدماغ ويعتقد أن من بين أسباب الإصابة المكونات الوراثية والتعرض للإشعاع كالإشعاع الأيوني والإشعاع الناتج عن القنابل النووية. ومن أنواع السرطانات التي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ سرطان الثدي والقولون والكلية والرئة. ومن أعراض الإصابة عند البالغين الصداع، والتغيرات في الرؤية، ونوبات غثيان، ونعاس مفاجئ، واضطراب في وظائف المخ الطبيعية وعند الأطفال يافوخ طري على جمجمة الرضع والتقيؤ المستمر، وشعور بالغثيان وصداع متكرر، وحركات عين غير طبيعية، وتغيير السلوك، وضعف الرؤية وصعوبات في البلع وفقدان الشهية وصعوبة في التوازن وصعوبات في المشي وضعف أو فقد الإحساس بذراع أو ساق وضعف أو تدلي جانب من الوجه واختلاط ذهني وهياج مشاكل بالذاكرة ومشاكل سمعية. ويتم تشخيص المرض عن طريق الفحص العصبي وفحص القدرة البصرية والسمعية والتوازن والتناسق والقوة والمنعكسات. أو الفحوص الشعاعية باستخدام المرنان المغناطيسي بشكل واسع وأحيانا تُحقن صبغة ضمن الوريد أثناء إجراء هذا النمط من الفحص. أو من خلال أخذ خزعة وفحصها مجهريا. وتعتمد طرق علاج سرطان الدماغ على نمط وحجم وموقع الورم بالإضافة إلى صحة المريض. وتكون الجراحة خيارا لإزالة الورم قدر المستطاع في حال تواجد الورم الدماغي في مكانٍ يمكن الوصول إليه أو كانت الأورام صغيرة ويمكن فصلها عن النسيج الدماغي المحيط بها. وفي بعض الحالات تكون المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيماوية أو العلاج الدوائي المستهدف الذي يركز على الشذوذات النوعية الموجودة ضمن الخلايا السرطانية الخيار الأمثل في العلاج.

مرض سرطان الثدي: يصيب الإناث بشكل خاص وينجم عن نمو غير طبيعي لخلايا الثدي. ويبدأ بإصابة البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التي تغذيها بالحليب ويصنف إلى سرطان قنوي أو سرطان فصيصي بحسب موقع نشؤه وهذا النمط من السرطان قادر على الانتشار في مواقع أخرى من جسم الانسان. ويغذي هذا النوع من الأورام هرمون الأستروجين، الذي يحفز الخلايا السرطانية على النمو والانقسام وتمثل مثبطات التاموكسيفين أو الأروماتاس، دواء جيد يمنع وصول إمدادات الهرمون. وقد تلعب الخلايا المناعية الطبيعية (الخلايا الأكولة) الموجودة قرب قنوات الحليب في أنسجة الثدي السليمة دورا رئيسيا في مساعدة خلايا السرطان في الانتشار لأجزاء أخرى من الجسم مبكرا. يحدث ذلك عندما تنجذب الخلايا الأكولة إلى قنوات الحليب محدثة سلسلة من ردود الفعل تمكن الخلايا السرطانية في مراحلها الأولى من مغادرة الثدي. ويمكن الإصابة بسرطان الثدي في حال وجود تاريخ وراثي للأسرة سواء بسرطان الثدي أو سرطان المبايض أو بسبب خلل وراثي كونه مرضاً جينياً ينتقل من ناحية الجدة والأم والأخوات والخالة وبنات الخالة أو بسبب هرموني كالبلوغ المبكر (قبل 12 سنة)، وتأخر انقطاع الطمث (لما بعد 55 عاماً)، واستخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس، وعدم الإنجاب لعمر 30 عاماً أو أكثر، وعدم الإرضاع طبيعياً، أو بسبب استخدام صبغات الشعر ومواد فرد الشعر الكيميائية، أو التعرض للإشعاع في منطقة الصدر، أو لتغير أنماط الحياة وما تسببه السمنة وتناول الكحول والتدخين والإكثار من الطعام غير الصحي، والسهر وقلة النوم. وقد تسبب جراحات إعادة بناء الثدي بعد استئصاله الإصابة بنوع نادر وشرس من السرطان يطلق عليه سرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة، يصيب خلايا الدم البيضاء وخاصة كبار السن وربما يعود ذلك إلى استجابة جهاز المناعة أو الإصابة بالتهابات بعد الجراحة. ونادرا ما يصيب سرطان الثدي الرجال ويرتبط ذلك بأسباب وراثية أو حدوث طفرة جينية.

ويمكن تشخيص الإصابة بالسرطان في حال ملاحظة حدوث تغيير في حجم الثدي أو شكله، أو وجود كتلة ظاهرة تبدو أكثر سُمكاً من بقيّة الثدي، أو تغيير في نسيج جلد الثدي مثل التجعيد، أو ظهور احمرار أو طفح جلدي على الجلد أو حول الحلمة، أو تغيير شكل الحلمة أو موضعها أو انكماشها، أو خروج سائل من الحلمة بدون عصر. إلى جانب الشعور بألم في الثدي أو في منطقة الإبط وانتفاخ في الإبط أو حول الترقوة ونقصا مفاجئا في الوزن. وقد يعاود سرطان الثدي الظهور مرة أخرى بعد بقائه خاملا لنحو 15 عاما بعد علاجه بنجاح وتبقى احتمالات انتشاره إلى العقد الليمفاوية قائمة ويمكن للعلاج الهرموني أن يحد من خطر عودة الورم. وهناك صلة بين سرطان الثدي وأمراض القلب وقد يضعف العلاج الكيميائي عضلة القلب وقد تزيد بعض الأدوية من احتمالات السكتة القلبية وفضلا عن تسبب العلاج الإشعاعي في اختلال ضربات القلب وإحداث خللا هيكليا في الشرايين وصمامات القلب.

ويمكن اكتشاف المرض مبكراً جداً من خلال البالماموغرام، وهو جهاز أشعة سينية يصور أنسجة الثدي ويساعد الأطباء في الكشف عن أي تغيير في أنسجة الثدي والكتل الصغيرة التي لا يشعر بها الطبيب أثناء الفحص السريري والفحص الذاتي من قِبل المريض. وفي بعض الحالات، تستخدم الأشعة التلفزيونية والتصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل أنواع معينة من الجينات. واختبار جين سرطان الثدي وهو اختبار دم يستخدم تحليل الحمض النووي لتحديد التغيرات الضارة أو الطفرات وفي أخذ جينات قابلية الإصابة بسرطان الثدي يمكن الكشف عن خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض. وتتنوع العلاجات بين كيميائية، وبيولوجية، وإشعاعية (للتخلص من بقايا الخلايا السرطانية)، وهرمونية، ومناعية (لتقوية مناعة الجسم وحث الخلايا المناعية على مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها)، وجراحية، والعلاج الموجه (يستهدف خللاً معيناً في الخلية السرطانية فقط دون بقية خلايا الجسم السليمة، وبالتالي تقل المضاعفات والآثار الجانبية للعلاج)، والعلاج التلطيفي.

ويلجئ إلى العلاج الكيميائي قبل الجراحة في حالات سرطان الثدي السلبي الثلاثي وبعض الأورام التي تتجاوز 2سم مع إيجابية المستقبلات أتش-إي-أر-2. ويستخدم في يومنا المعاصر دواء تراستوزوماب للمساعدة في علاج نوع من أنواع سرطان الثدي المبكر والذي يسببه هرمون أتش-إي-أر-2 المسؤول بنسبة جيدة عن الإصابة بأورام الثدي السرطانية. وفي حال كبر حجم الورم أو تعذر إعطاء العلاج الإشعاعي يستأصل جزء من الثدي أو الثدي بأكمله أو الثدي مع الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو الثديين معا. وبفضل عمليات التجميل الطبية ابتكرت طرق عديدة لعدم استئصال الثدي كاملا في بعض الحالات أو إعادة مظهر الثدي من خلال عمليات ووسائل تجميلية. وفي أنواع سرطان الثدي التي لديها حساسية للهرمونات الأنثوية والسرطانات ذات المستقبلات الموجبة يستخدم العلاج الهرموني دون علاج كيميائي أو العلاج الكيميائي متبوعا بالعلاج الهرموني. والعلاج التلطيفي لكبح جماح الخلايا والسيطرة على المرض وتخفيف الأعراض الناتجة عن تقدم الورم وتخفيف الألم.

سرطان الحنجرة: يصيب البلعوم أو الحنجرة؛ وتتشكل فيه الخلايا الخبيثة في أنسجة الحنجرة أي الجزء من الحَلق الموجود بين قاعدة اللسان والرغامي. وتتشكل معظم سرطانات الحنجرة من الخلايا الشائكة وهي الخلايا الرقيقة المسطحة التي تبطن داخل الحنجرة. ويضم سرطان الحنجرة عدة أنواع كسرطان البلعوم الأنفي، وسرطان البلعوم السفلي وسرطان الفموي البلعومي وسرطانات مزمار الحنجرة التي قد تحدث في الحلق. وتتلخص أعراض الإصابة بالمعاناة من آلام في الفك أو الأذن، طنين الأذنين، الشعور بألم خفيف خلف عظم الصدر، النزيف الأنفي الذي يحدث بشكل متكرر، أو النزيف في الفم، ظهور كتل في الأنف، أو في مؤخرة الفم، أو الحنجرة، أو الرقبة، انتفاخ في العينين، أو الفك، أو الحلق، أو الرقبة، حدوث تغيرات صوتية، مثل: ظهور بحة في الصوت، صعوبة في البلع أو التنفس، حدوث التهاب في الحلق، أو المعاناة من السعال بشكل مستمر، الصداع وفقدان الوزن غير المبرر. وأهم أسباب الإصابة التدخين والجنس وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، والذي ينتقل من خلال العلاقات الجنسية وتقدم العمر والتعرض المستمر لبعض المواد الكيميائية كالنيكل، ومادة الأسبست أو الحرير الصخري، والأبخرة الناتجة عن حامض الكبريتيك. ويتم تشخيص المرض من خلال إجراء الفحوصات السريرية، وأخذ التاريخ المرضي السابق للفرد، وإجراء الفحوصات التصويرية اللازمة، كما يتم أخذ خزعة من المنطقة التي يُشتبه وجود السرطان فيها. ويختلف العلاج باختلاف نوع المرض وتقدم مراحله ومن العلاجات المتاحة لسرطان الحنجرة: الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وتقنية العلاج الموجّه.

سرطان الغدد الليمفاوية: يصيب الإنسان في جميع الأعمار ويهاجم أولا خلايا الدم البيضاء ومن ثم يهاجم الجهاز الليمفاوي والذي هو جزء من جهاز المناعة. ويسبب تضخم الغدد في الرقبة والإبط والفخذ. ومن أعراض الإصابة بالمرض تورم غير مؤلم في الرقبة أو الإبط أو الفخذ، وتعرق ليلي، وفقدان الوزن بسرعة، وحمى، وشعور بضيق التنفس، وحكة مستمرة للجلد، وتضخم اللوزتين، وتورم في المعدة، وطفح جلدي، ونزيف الأنف. والشعور بحكة غير مبررة قد يكون علامة على ورم الغدد اللمفاوية.

سرطان الغدة الدرقية: الغدة الدرقية، غدة تشبه الفراشة في شكلها، موجودة في قاعدة الرقبة، تحت تفاحة آدم (جَوزة الحلق) وهي المسؤولة عن انتاج الهرمونات التي تنظيم معدل نبض القلب، ضغط الدم، درجة حرارة الجسم والوزن. ويبدأ الورم بشكل كتلة أو عقدة صغيرة في الغدة الدرقية. ويكبر حجم هذه العقدة ببطء ويمكن مع مرور الوقت أن تنمو خارج الغدة الدرقية أو تنتقل إلى الغدد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، وقد ينتقل المرض في المراحل المتقدمة إلى أعضاء أخرى في الجسم. ولتأكيد الإصابة بالورم يتم سحب عينة من الغدة الدرقية بواسطة الإبرة وتحليلها في المختبر. وفي حال تم التوثق من الإصابة يجب استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل، لتحقيق الشفاء الكامل من المرض. ويجب أيضا استئصال أي عقد لمفاوية مصابة. وفي حالة الأورام الكبيرة يعطى اليود لتخريب الأنسجة الدرقية الطبيعية المتبقية في مكان الغدة المستأصلة، والقضاء على الخلايا السرطانية التي انتشرت إلى العقد اللمفاوية أو إلى أماكن أخرى من الجسم، أو لمعالجة انتشار الورم في الجسم. ولهذا الورم عدة أنواع أكثرها شيوعا الورم الحُليمي أحد أنواع الأورام الدرقية الأربعة ويتم علاجه عن طريق العلاج الإشعاعي نظراً لبطء عملية نموه قد يظهر هذا النوع في أية مرحلة من العمر. والورم الجُريبي ويتطور في نوع معين من الخلايا والورم اللبِّي. ومن الأنواع أيضا السرطان الدرقي النخاعي والذي قد يتطور أحيانا على قاعدة المتلازمات الجينية الوراثية والتي تؤدي إلى ظهور أورام سرطانية في غدد أخرى. والسرطان الدرقي الكشمي وهو نوع نادر جدا وسرطان لمفومة الغدة الدرقية النادر جدا أيضا ويصيب خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الغدة الدرقية. ومن أعراض الإصابة عندما يكبر حجم الورم وتتضخم الغدة الدرقية، صعوبة البلع أو صعوبة التنفس أو الضغط الشديد على الرقبة بسبب تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة. وأحياناً قد يندخل الورم في عصب الحنجرة الذي يسير خلف الغدة الدرقية مما يؤدي إلى توقفه عن العمل واضطراب في حركة الحبال الصوتية وبالتالي حدوث بحة الصوت. ويتم العلاج بطرق مختلفة كالعمل الجراحي لاستئصال كل الغدة الدرقية، أو الجزء الأكبر منها و/أو استئصال الغدد اللمفاوية في الرقبة. وتتم المعالجة أيضا حسب مراحل نمو الورم وانتشاره بالهرمون أو الاشعاع بواسطة اليود أو المعالجات الإشعاعية الخارجية أو العلاج الكيميائي.

سرطان الرئة: تتمتع خلايا الجهاز التنفسي بشكل أساسي بإمكانية التجديد وعند تماسها مع المواد الضارة تحاول التكيف وربما يؤدي هذا إلى تغيير الخلايا السطحية لمجرى الهواء وتحولها إلى خلايا سطحية تشبه الجلد أو تنتج مزيدا من المخاط وفي حال كان التماس مع المادة الضارة طويلا تتحول هذه الخلايا وتهاجم الأنسجة المحيطة ولا تستجيب في الوقت نفسه إلى الإشارات التي يرسلها الجسم مكونة بذلك أنواع مختلفة من سرطان الرئة, وأكثرها شيوعا، سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، والذي ينتشر بسرعة أكبر وغالبا ما يكون في مرحلة متقدمة عندما يتم تشخيصه. ويمكن أن يصاب الإنسان بسرطان الرئة بسبب التدخين أو استنشاق دخان الدخان (يسبب تغيرات الخلايا والتغيير المرضي للخلايا في الرئة) ومن مسببات المرض التعرض المستمر للمواد المسببة للسرطان كالأسبستوس وغبار الكوارتز والنيكل والعادم الديزل. ويمكن أن يتطور الورم في نسيج ندبة الرئة بسبب الالتهابات أو عمليات الرئة ومن بين أسباب الإصابة بسرطان الرئة الاستعداد الوراثي في حال إصابة أحد الوالدين. والتدخين لا يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة فحسب، بل ويزيد أيضا من خطر ظهور أشكال أخرى من السرطان ويمكن أن يضر الخلايا المعوية. ويستنشق الانسان بشكل عام هواء مكون من ثنائي الأزوت وثنائي الأوكسجين والذي قد يكون المسبب الرئيسي لتكون الجذور الحرة في الجسم والتي تسبب أضرارا في الحمض النووي للخلايا وتكون الخلايا السرطانية وتؤدي إلى ظهور الأورام. ويعتبر سرطان الرئة من أنواع السرطان الخطرة جدا وذلك نظرا لظهور أعراضه بشكل متأخر نسبيا (بسبب آليات التعويض الجيدة خلايا الجهاز التنفسي) وبعد تمكن الورم من إتلاف العضو والأعصاب المحيطة به. وتتلخص أعراضه عندما يصيب الرئتين بالسعال، وعدم القدرة على التنفس بسبب سد الشعب الهوائية، وألم في الصدر، وشعور بالتعب، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وتغير في نبرة الصوت، ناجم عن وجود الدم في المخاط أو البلغم. وفي حال انتشاره خارج الرئة يشعر المريض بألم في الظهر وألم العظام وتلف الأعصاب، وهذا ما يؤثر على المشي أو التحدث أو السلوك أو الذاكرة ويسبب صعوبات البلع. إذا قد تؤدي التأثيرات الجماعية لسرطان الرئة إلى سد الشعب الهوائية مما يؤدي إلى السعال أو الالتهاب الرئوي ويسبب التقرح نزيفًا يؤدي إلى سعال الدم. ويؤدي انتشار الخلايا السرطانية عبر مجرى الدم (الانبثاث) إلى مجموعة متنوعة من الأمراض اعتمادا على موقع الانبثاث ويتأثر بشكل رئيسي المخ والكبد والغدد الكظرية (المنتجة للكورتيزون والأدرينالين) والعظام (خاصة العمود الفقري). ويمكن أن يكون للجفن العلوي المتدلي وتضيق حدقة العين إشارة إلى الإصابة بوَرَمُ التَّلْمِ الرِّئَوِيّ في أعلى الرئة. ويمثل الشعور بألم حاد في الكتف أحد العلامات الأولى للإصابة بسرطان الرئة. ويمكن لورم بانكوست أن يتسبب بتهيج جذور أعصاب العين والوجه بسبب توضعه في طرف مقدمة أو رأس الرئة. وبفضل الأشعة السينية يمكن الكشف عن آفات مشبوهة في الرئتين وخاصة في القصبات أو الشعب الهوائية وبفضل التصوير المقطعي المحوسب للجزء العلوي من الجسم والبطن يتم تقدير مدى الورم ومدى تأثير الغدد الليمفاوية والآفات المشبوهة في الأعضاء مثل الكبد وبعد ذلك يتم إجراء تنظير القصبات من خلال تمرير كاميرا فوق الرغامي إلى القصبات الهوائية ويمكن إزالة عينة الأنسجة بواسطة ملقط صغير. يعتمد علاج سرطان الرئة على نوع الورم وحجم ومشاركة الأجهزة الأخرى ويكون علاج سرطان الرئة صغير الخلايا بالعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. أما إذا كان سرطان الشعب الهوائية غير صغير الخلية، فيفضل الاستئصال الجراحي للورم. ووفقا لحجم الورم، تتم إزالة أجزاء من الرئة، بما في ذلك فص رئة كامل أو نصف رئة كامل. وفي حال عدم إمكانية إجراء عمل جراحي بسبب شيخوخة المريض أو ضعف وظائف الرئة يمكن استخدام الإشعاع كبديل في العلاج. وقد تتطلب الأورام الكبيرة إشعاعاً إضافياً متبعا بعلاج كيميائي. والعلاج الملطف هو نفسه كما هو بالنسبة لسرطان الرئة صغير الخلايا.

سرطان الغشاء المصلي المحيط بالرئتين “ورم الظهارة المتوسطة”: وأهم مسبباته مواد تسبب السرطان في المقام الأول من خلال آثارها الجسدية، وليس الكيميائية. كما هو الحال بالتعرض المطول للأسبستس، والألياف المعدنية التي تحدث بشكل طبيعي وكذلك الألياف التي تشبه الأسبست بشكل طبيعي والألياف الاصطناعية، مثل الولاستونيت والأتابولجيت والصوف الزجاجي والصوف الصخري لها تأثيرات مماثلة. وهناك مواد جسيمية غير ليفية مثل مسحوق الكوبالت المعدني والنيكل والسيليكا المتبلور (الكوارتز والكريستوباليت والتريديت). والتي قد تسبب السرطان.

سرطان الكبد: نوعان الأول يحدث نتيجة تليف الكبد، وغالبا ما يكون نتيجة للإصابة بالتهاب الكبد ب وسي. في حين يصيب النوع الثاني بشكل أكبر مرضى سرطان الأمعاء والبنكرياس والمعدة والثدي. أعراض الإصابة لا تظهر غالبا في المراحل المبكرة من المرض وتتلخص أعراض الإصابة مع تقدم المرض بتحول لون الجلد والعينان إلى اللون الأصفر والتعب والضعف وشعور عام بسوء الصحة وفقدان الشهية، والشعور بالغثيان، وفقدان الوزن، والألم عند منطقة الكبد، وحكة في الجلد، والبول الداكن والبراز الرمادي وتورم في البطن نتيجة لنمو السرطان نفسه أو تراكم السوائل داخل البطن (استسقاء)، والحمى مع درجات الحرارة العالية والرطوبة، والدم عند القيء. وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ومن العلاجات المتطورة لسرطان الكبد استخدام بطريق القنطار الدهنية وحقن الكبد مباشرة من أدوية العلاج الكيميائي عن طريق الشريان الكبدي أو الوريد البابي للكبد وبعد ذلك إلى الورم عن طريق إدخال أنبوب صغير في الأوعية الدموية في الساق العليا.

سرطان المرارة: المرارة عضو صغير يقع على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد، وتقوم المرارة بتخزين العصارة الصفراوية (سائل يتم تصنيعه داخل الكبد) والتي تساعد على هضم الدهون الموجودة في الطعام. ويحدث سرطان المرارة عندما تبدأ خلايا الجسم النمو خارج نطاق السيطرة، ويمكن أن تصبح الخلايا الموجودة في أي جزء من أجزاء الجسم سرطاناً، ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى. ويعتبر سرطان المرارة ذو طبيعة خفية نسبياً وهذا ما يسهل نموه دون اكتشافه. ويمر نموه بمراحل عديدة أولها المرحلة الصفرية ويكون فيها السرطان موجوداً في بطانة المرارة فقط. وفي المرحلة الأولى ينتشر السرطان وقد يمتد إلى العضلات وفي المرحلة الثانية تزداد خطورة السرطان وفي المرحلة الثالثة ينتشر سرطان المرارة في الأنسجة المحيطة أو العقد اللمفاوية، ولا يمكن إزالته عادة. وفي المرحلة الرابعة يصيب الورم السرطاني أحد الأوعية الدموية الرئيسية المؤدية إلى الكبد، أو إلى الغدد الليمفاوية أو الأعضاء البعيدة عن المرارة. ومن أعراض المرض آلام في البطن في الجزء الأيمن العلوي من البطن وانتفاخ البطن، حمى وارتفاع في درجة الحرارة، فقدان في الوزن وغثيان وابيضاض العينين واصفرار البشرة. ويتم العلاج في المراحل المبكرة من المرض بعمل جراحي لإزالة المرارة إذا كان الورم السرطاني قاصراً على المرارة فقط. وفي حال امتد الورم السرطاني إلى خارج المرارة وفى الكبد أحياناً يتم علاجه عن طريق إزالة المرارة وإزالة جزء من الكبد. وفي حال انتشار السرطان وانتقاله إلى أماكن أخرى من الجسم مثل الكبد أو البنكرياس يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية بواسطة الأدوية ومواد كيميائية أو العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية عن طريق الأشعة السينية والبروتونات أو التجارب السريرية أي دراسات لاختبار الأدوية التجريبية أو الجديدة لعلاج سرطان المرارة. تهيج خلايا المرارة نتيجة وجود حصوات كبيرة الحجم تعمل على الاحتكاك المستمر لجدار المرارة قد يؤدي إلى الاصابة بسرطان المرارة.

سرطان الكلى: تتواجد الكليتان على كلا جانبي العمود الفقري في الجزء الخلفي من البطن. وهما المسؤولتان عن تصفية الدم وتنظيفه وتكوين البول. تحدث الأورام الكلوية عندما تتكوّن خلايا سرطانية في أنسجة الكلية. علما أن الجراحة هي أفضل حل للتخلص من ورم الكلى كونه في الغالب لا يستجيب للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي ويُعَدُّ سرطان الخلايا الكُلَوية أكثر أنواع سرطانات الكُلَى شيوعًا ومن أورام الكلى السرطانية لدى الأطفال ورم ويلمز (الورم الأرومي الكلوي). ومن أنواع أورام الكلى الأخرى ساركوما الخلايا الصافية في الكلية والورم العصوي الخبيث والأورام الكلوية متوسطة الأرومة وسرطانات الساركوما في الكلية، والتي يمكن أن تظهر أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم. ينمو الورم عبر مراحل ولا ينتشر خارج الكلى في المرحلة الأولى والثانية في حين ينتشر المرض خارج الكلية في المرحلة الثالثة مع بقاء السرطان داخل البطن. وفي المرحلة الرابعة ينتشر المرض خارج البطن إلى الصدر أو العظام أو الدماغ أو الكبد أو عقد لمفاوية أخرى وفي المرحلة الخامسة تتأثر كلتا الكليتين بالورم. ومن أعراض الإصابة وجود كتلة أو تورم أو ألم في البطن أو دم في البول أو ارتفاع ضغط الدم أو الحمى أو الإمساك أو خسارة الوزن أو فقدان الشهية. وقد يزيد وجود متلازمات جينية معينة من خطر الإصابة.

سرطان المعدة: ينقسم سرطان المعدة إلى قسمين يصيب الأول الأكثر شيوعا القسم العلوي من المعدة ويصيب الثاني القسم السفلي منها. يبدأ السرطان في المعدة وقد ينمو خلال جدار المعدة ويصل إلى المريء والأمعاء الدقيقة. يسببه على الأرجح تهيج خلايا المعدة وإصابتها بتقرحات متكررة والنظام الغذائي الذي تنخفض فيه نسبة الخضار والفواكه ويحتوي على نسبة عالية من الملح، أو الأطعمة المدخنة مثل اللحوم والجبن المدخن أو الأغذية الملوثة بفطريات الأفلاتوكسين. وقد تم اكتشاف ارتباط بين سرطان المعدة وبكتيرية المَلوية البوابية والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وتلعب دورًا أساسيًا في الإصابة بالقرحة الهضمية وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان. وأفضل طرق تشخيص هذا النوع من السرطان، فحص المعدة بالمنظار مع أخذ عينة للفحص المجهري بالإضافة إلى أشعة مع صبغة الباريم. ويتم علاج المرض بعدة طرق وفقا للمرحلة التي وصل إليها واكثرها استخداما في المراحل الأولى من المرض الجراحة حيث يتم استئصال جزء أو كل المعدة وبعض الأنسجة المحيطة كالغدد الليمفاوية مع استئصال جزء من الأنسجة السليمة كضمان. وفي حال انتشار الورم إلى جدار المعدة يتم الدمج بين المعالجة الإشعاعية والمعالجة الكيميائية.

سرطان المري : يتشكل سرطان المري من الخلايا السرطانية المتشكلة من خلايا من المري ويصيب غالبا الذكور فوق 55 سنة. ويعتبر من أكثر أنواع السرطانات انتشارا في العالم وله أنواع عديدة ومن أسباب الإصابة به الكحول والتدخين والتعرض للإشعاعات النووية أو استهلاك مواد ملوثة بالإشعاع النووي أو وجود سوابق مرضية في شجرة العائلة أو التعرض لطفرات جينية على مستوى الحمض النووي للخلايا المكونة للمري واتباع نظام غذائي غير صحي تنخفض فيه كمية الفاكهة والخضار. وأهم أعراضه صعوبة في ابتلاع الطعام بسبب تضيق المري أو آلام حادة وتقيؤ أو عسر الهضم وفقدان الوزن والإحساس بآلام على مستوى الصدر وألم خفيف أو انزعاج خلف عظم الصدر أو في الظهر أو الحرقة التي لا تختفي، وسعال وتغير في نبرة الصوت “صوت أجش”، والعياء المفرط والغثيان. ويحدد تقدم المرض طرق العلاج فيتم العلاج كيميائيا أو من خلال استئصال الورم أو استئصال جزء من المري بواسطة عمل جراحي

سرطان الأمعاء: أمراض الأمعاء أو التقرحات في الأمعاء قد تتطور أيضا إلى سرطان، إذ يمكن أن يسبب التهيج المستمر للغشاء المخاطي في الأمعاء لبعض الأورام الحميدة الإصابة بالسرطان. وأعراض الإصابة نزيف من المؤخرة ودم في البراز، وتغيير مستمر وغير مفسر في عادة الأمعاء، وفقدان الوزن بطريقة غير طبيعية، والتعب الشديد، وألم أو ورم في البطن.

سرطان القولون “الأمعاء الغليظة” والمستقيم: مع تقدم العمر، يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وخاصة في حالة وجود العامل الوراثي او الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والذي يزيد إمكانية الإصابة بثلاث أضعاف لأن الأنسولين المهم بالنسبة لعلاج داء السكر، لا يقلل من نسبة السكر في الدم فحسب، بل ويعزز النمو السرطاني. ويسبب سرطان القولون فقر الدم أو نزيف المستقيم وقد يؤدي سرطان القولون والمستقيم إلى تضييق أو انسداد في الأمعاء، مما يؤثر على عادات الأمعاء. وجود الدم أثناء عملية الإخراج واستمرار وجود الدم لفترة طويلة، يعتبر مؤشرا على الإصابة بالمرض. ويسبب سرطان القولون فقر الدم بسبب ما يحدثه من نزيف في الجهاز الهضمي. وقد ترتبط التهابات الدم الجرثومية اللاهوائية (هي جزء طبيعي من جسم الإنسان ويمكن إيجادها في مواقع متنوعة، بما في ذلك الأمعاء) التي لا تحتاج إلى الأوكسجين كي تصمد وتنشط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويعد نمط التغذية الصحيح أحد جوانب الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي والقولون. فالجهاز الهضمي يرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية النظام الغذائي. فهو من يعالج أو يمتص أو يزيل جميع المواد من الأطعمة التي يتناولها الإنسان. حيث تؤثر الألياف بشكل كبير في مكافحة نمو سرطان القولون. فالحبوب ومنتجات الحبوب الكاملة يمكن أن تقلل بشكل كبير من مخاطر انتشار الورم داخل الجسم، كما تقلل الخضار بشكل عام من خطر الإصابة بسرطان القولون والمعدة. وبفضل تنظير القولون (بواسطة منظار القولون وهو أنبوب طويل ومرن مزود بمصدر ضوء وكاميرا صغيرة في نهايته ويوضع بالمستقيم حتى يصل إلى القولون) يمكن الكشف المبكر عن علامات سرطان القولون والمستقيم كاحمرار أو تورم الأنسجة وتقرحات ونزيف. ومازالت الجراحة هي العلاج الرئيسي والأكثر شيوعًا لأورام القولون والمستقيم، ويختلف هدف ونوع العلاج الجراحي بحسب مرحلة الورم ومدى انتشاره، ففي المراحل الباكرة إذا كان الورم صغيرًا أو على شكل بوليب فقط، يستأصل بالتنظير الهضمي السفلي، أما إذا كان حجم الورم كبيرا ويزداد انتشاره وغزوه لطبقات جدار القولون يتم استئصال الجزء الحاوي على الورم وأحيانًا كامل القولون مع العقد اللمفاوية المجاورة وبعدها يتم إعادة مفاغر طرفي القولون المقطوع. ويُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج المرضى الذين لا تسمح صحَّتهم العامَّة بالخضوع للعمل الجراحي، أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا أو أنسجة خبيثة مُتبقيّة في مكان الورم الأصلي. ويستخدم العلاج الكيميائي في حال انتشار المرض وانتقاله إلى أعضاء أخرى وأحيانًا تُعطى الأدوية الكيميائيَّة المُضادَّة للسرطان بعد الجراحة بفترة وجيزة لقتل أي خلايا خبيثة موجودة في الدم أو اللمف. وحديثا يتم للجوء إلى المعالجة الهدفيَّة، وخاصَّةً بالأدوية التي تستهدف وتمنع تشكُّل الأوعية الدمويَّة الورميَّة. وقد أثبت الطب الحديث وجود رابط بين الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع احتمال الإصابة بسرطان الثدي والقولون وكذلك تهيج والتهاب خلايا القولون نتيجة الاصابة بمرض تقرح القولون المزمن قد يؤدي إلى الاصابة بالورم.

سرطان البنكرياس: البنكرياس عضو في بطن الإنسان، يقع أفقيًّا وراء الجزء السفلي من المعدة ويُفزِر البنكرياس الإنزيمات التي تُسهِم في الهضم (العصارات الهضمية)، والهرمونات، بما في ذلك الأنسولين والتي تُساعِد في التحكُّم في نسبة السكر بالدم. ويبدأ سرطان البنكرياس في أنسجة البنكرياس؛ ويحدث عندما تُصاب الخلايا في البنكرياس بطفرات في حمضها النووي. تتسبب الطفرات في نمو الخلايا بشكل لا يمكن التحكم فيه والاستمرار في البقاء إلى ما بعد الوقت الذي كانت الخلايا الطبيعية لتموت فيه. ويمكن أن تؤدي هذه الخلايا المتراكمة إلى تكوين ورم. وينتشر سرطان البنكرياس غير المعالج بسرعة إلى الأعضاء القريبة والأوعية الدموية. اغلب حالات سرطان البنكرياس تبدأ في الخلايا التي تصنع الإنزيمات، في حين يبدأ النوع الأقل شيوعا في الخلايا التي تصنع الهرمونات. وتبدأ معظم أمراض سرطان البنكرياس في الخلايا التي تصطف على القنوات الناقلة بالبنكرياس. ويسمى هذا النوع من السرطانات بالسرطان الغدي بالبنكرياس أو سرطان البنكرياس خارجي الإفراز. نادرًا ما يتكون السرطان في الخلايا المنتجة للهرمونات أو الخلايا العصبية الصماوية بالبنكرياس. ويسمى هذا النوع من السرطان بأورام الخلايا الجزيرية، والأورام العصبية الصماوية بالبنكرياس. وعندما ينمو الورم يسبب بعض التأثيرات مثل القولون العصبي أوالتهاب البنكرياس وحصى المرارة أو التهاب الكبد. وقد ينتج عن سرطان القولون والبنكرياس هجرة خلايا سرطانية إلى الكبد. ونادرًا ما يتمُّ اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكِّرة. ويُعدُّ مرض داء السكري أحد علامات الإصابة بسرطان البنكرياس، وخاصة إذا ترافق مع فقدان الوزن والغثيان والقيء الناجمان عن علاجات السرطان أو الضغط الذي يسببه الورم على المعدة أو اليرقان أو الألم في الجزء العلوي من البطن والذي ينتشر إلى الخلف. ويحدث اليرقان عندما يسد سرطان البنكرياس القناة الصفراوية في الكبد وتشمل الأعراض اصفرار البشرة والعينين، والبول الداكن اللون، والبراز شاحب اللون. وعادة ما يحدث اليرقان دون آلام في البطن ويزيد التدخين من خطر الإصابة. وقد يشتمل العلاج على الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو مزيج من هذه العلاجات. ولإبقاء القناة الصفراوية مفتوحة يمكن وضع أنبوب بلاستيكي أو معدني من خلال تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار بالطريق الراجع، فيتم تمرير المنظار أسفل الحلق، من خلال المعدة وإلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة وبعد ذلك يتم حقن صبغة في القناة البنكرياسية والقنوات الصفراوية من خلال أنبوب أجوف صغير يتم تمريره عن طريق المنظار وفي النهاية تؤخذ الصور للقنوات. وقد يضغط الورم عندما ينمو على الأعصاب في البطن مسببا ألما شديدا وهنا يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لوقف نمو الورم بشكل مؤقت. ويمكن حقن الكحول في الأعصاب التي تتحكم في الألم في البطن (انسداد الضفيرة البطينية)، بهدف منع الأعصاب من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ. ويمكن لسرطان البنكرياس في حال ازدياد نموه أن يضغط بقوة على الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أي الاثني عشر ويمنع تدفق الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء وهنا يمكن وضع أنبوب في الأمعاء الدقيقة لإبقائها مفتوحة وقد تكون الجراحة في مرحلة ما ضرورية لربط المعدة بنقطة منخفضة من الأمعاء لا يسدها السرطان. إذا من أعراض الإصابة بالمرض آلام في البطن والظهر، وفقدان الوزن السريع، وعسر الهضم، وفقدان الشهية، وتغيرات في عادات الأمعاء، ومرض السكري، ومشاكل هضم الطعام، وصعوبة في البلع.

–سرطان المبيض: يتكون جهاز التناسل الأنثوي من مبيضين يتواجد كل منهما على أحد جانبي الرحم. وينتج البيوض بالإضافة للهرمونات (الإستروجين والبروجسترون). يُصيب سرطان المبيض بشكل عام النساء المتقدمات في السن، خاصةً بعد سن الستين ومن أسباب الإصابة الطفرات الجينية الموروثة والطفرات المرتبطة بمتلازمة لينش. ويُشكل ربع حالات السرطان في الجهاز التناسلي الأنثوي، ويطلق عليه اسم “القاتل الصامت”، ولا يُكتَشَف سرطان المبيض عادةً إلى أن ينتشر إلى الحوض والبطن وغالبا ما تظهر الأعراض، مثل الانتفاخ وفقدان الشهية، بعد فوات الأوان. وينجم المرض نتيجة لنمو خلايا غير طبيعية في أحد المبيضين أو في كليهما. ويتحدد كل نوع من سرطان المبيض بنمط الخلايا التي يبدأ بها وأكثرها شيوعا الأورام الظهارية التي تنمو في النسيج المغطي للمبيضين، وتحدث عادةً بعد انقطاع الطمث. وهناك أورام اللحمة وتبدأ في نسيج المبيض الذي يحتوي على الخلايا المُنتجة للهرمون. وأورام الخلية المنتشة وتبدأ في الخلايا المُنتِجة للبيوض، وتصيب عامة الإناث صغار السن. ويؤدي سرطان المبيض الى عدة أعراض كالنزيف المهبلي أو ألم في الحوض، ولديه القدرة على الانتشار الى أعضاء أخرى. ويمكن تشخيص المرض من خلال فحص روتيني للحوض، يشعر الطبيب بوجود كتلة في المبيض أو فوقه. والفحوص التصويرية مثل الأمواج فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب (الطبقي المحوري) للبطن والحوض بهدف تحديد حجم وشكل وبنية المبيضين. ولكن الطريقة الوحيدة للتشخيص المؤكد والقاطع بالإصابة تتمثل في أخذ خزعة بواسطة إجراء جراحي. ويتلخص العلاج في حالة سرطان المبيض المبكرة جدا بإزالة مبيض واحد وفي حال وُجِدَ السرطان في المبيضين مع عدم وجود علامات على سرطانات إضافية يستأصل الطبيب المبيضان وأنبوبا فالوب (البوقان) وفي حال تمدد الورم يتم جراحيا إزالة المبيضين والرحم. ومن طرق العلاج في حال انتشار المرض العلاج الكيميائي والعلاج المستهدف.

سرطان بطانة الرحم أو سرطان عنق الرحم: ينجم عن خلايا تنمو خارج السيطرة في منطقة عنق الرحم وعادة يتطور وينتشر بشكل بطيء. ويصيب الجزء الأنبوبي من الرحم؛ أي الجزء الذي يربط جسم الرحم بالمهبل ويسبب نزيف مهبلي غير طبيعي وقد يؤدي إلى ظهور بعض الزوائد اللحمية في المنطقة التناسلية. ويعتبر سرطان عنق الرحم أحد أسهل أنواع السرطان التي يمكن علاجها واكتشافها مبكراً ويمكن علاجه وتدمير الخلايا السرطانية قبيل انتشارها وإصابة مناطق أخرى بالجسم. ويتم العلاج بالجراحة بالليزر أو بالتبريد. أو استئصال الجزء السطحي المصاب من الرحم، بسلك كهربائي، أو عن طريق الاستئصال المخروطي لإزالة قطع مخروطيّة الشكل من عنق الرحم عن طريق الجراحة. وفي حال حدوث تقدم كبير بالمرض وبحسب انتشار المرض يلجئ إلى العمل الجراحي لاستئصال الرحم، إما بعملية استئصال الرحم البسيط أو أن يشمل الجزء العلوي من المهبل، أو الغدد اللمفاوية. وتعتبر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري المسبب الأخطر لسرطان عنق الرحم، وتزيد الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري خطورة الإصابة بالمرض. ومن أعراض الإصابة بالمرض إفرازات مهبلية غير طبيعية، نزيف من المهبل، طول مدة الدورة الشهرية مع نزيف حاد، الشعور بعدم الراحة أثناء التبول، فقدان السيطرة على المثانة، آلام ونزيف أثناء ممارسة الجنس، آلام في الحوض والقدم والظهر.

سرطان البروستاتا: البروستاتا هي منطقة الجهاز التناسلي وينتشر الورم حول غدة في الجهاز التناسلي الذكري، بمعدل بطيء جداً، لذلك يمكن اكتشافها والتعرف عليها سريعاً، ولذلك يعد العلاج الإشعاعي ناجع في علاجه تماماً حال اكتشافه في وقت مبكر ودون الحاجة إلى استئصال جذري للبروستاتا. ومن العلاجات المتطورة لسرطان البروستاتا استخدام العلاج الإشعاعي الموضعي، وهو نوع من العلاج الإشعاعي في المواد المشعة المختومة في الإبر والبذور والأسلاك أو القسطرة يتم وضعها مباشرة في أو بالقرب من الورم أو اجتثاث هرمون الأندروجين. والتقدم في السن وتاريخ العائلة وهرمون الأندروجين أهم أسباب الإصابة. ويدل على الإصابة حدوث تغيير في طريقة التبول وصعوبة البدء في التبول أو إفراغ المثانة وتدفق ضعيف عند التبول، والشعور بأن المثانة لم تفرغ بشكل صحيح، وسيلان البول والحاجة للتبول باستمرار خاصة في الليل، والرغبة المفاجئة للتبول مع عدم القدرة على حفظه. وفي حال تقدم المرض يشعر المريض بآلام في الظهر أو الورك أو الحوض، وفقدان الوزن بطريقة غير طبيعية.

سرطان المثانة: يصيب بشكل عام كبار السن من الرجال. ومن أسباب الإصابة به عند النساء انقطاع الطمث المبكر (قبل سن 45)، وللجنسين تهيج خلايا المثانة والتهابها المزمن نتيجة إصابتها بمرض البلهارسيا يؤدي إلى الاصابة وكذلك التدخين، والنظام الغذائي، والكحول، وزيادة الوزن. ومن أعراض الإصابة به الدم في البول، وألم أو حرقان عند التبول، وفقدان الوزن، وألم في الظهر أو أسفل البطن أو العظام، والشعور بالتعب والإعياء. علما أن معظم سرطانات المثانة هي أورام سطحية لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويتم تشخيص المرض من خلال الفحص الكلينيكي، الأشعة التليفزيونية، الأشعة المقطعية، الرنين المغناطيسي، ومنظار المثانة لأخذ عينة من الورم، للتأكد من نوع الورم وتحديد طريقة العلاج. ولعلاج سرطان المثانة طريقتان، يتم في الأولى الحافظ على المثانة واستئصال الورم فقط بالمنظار ويتم في الثانية استئصال المثانة واستبدالها بمثانة جديدة من الأمعاء.

سرطان الخصية: يتولد جراء نمو غير عادي لخلايا غير طبيعية في الخصيتين الموجودتان داخل كيس جلديّ تحت القضيب يسمى الصفن وهما المسؤولتان عن انتاج وتخزين السائل المنوي وإنتاج هُرمون تستوستيرون. وتتلخص أعراض الإصابة بتغيير في شكل أو حجم إحدى الخصيتين، أو كلتيهما مصحوبا بألم والإحساس بثقل في الصّفـَن والإحساس بضغط مبهم أو ألم في منطقة أسفل الظهر، البطن، أو الأربية وهو خط اتصال الجزء السفلي من جدار البطن الأمامي مع الفخذ والشعور بتجمع السوائل في كيس الصفن وانخفاض الرغبة الجنسية والشعور بالألم أو الخدر أو ضعف الحركة في منطقة الفخذين. والأشخاص الذين يعانون من العقم هم أكثر عرضة لخطر الإصابة. ويمر نمو سرطان الخصية بثلاث مراحل أولى يصيب فيها المرض الخصية فقط دون أن ينتشر في العقد اللمفية المعنية أو الأعضاء وفي المرحلة الثانية ينتشر المرض إلى العقد اللمفية خلف الصفاق في المنطقة الخلفية من البطن وفي المرحلة الثالثة ينتشر المرض في مجرى الدم. الكشف المبكر عن سرطان الخصية، وقبل انتشاره في أجزاء محيطة، يسهل من علاجه كيميائياً أو إشعاعيا (من خلال توجيه العلاج الإشعاعي إلى المناطق المصابة بالسرطان مثل العقد اللمفية خلف الصفاق والصدر أو غيرها من الأعضاء المصابة) والشفاء منه تماماً دون اللجوء إلى العمل الجراحي واستئصال الخصية. ويتم التشخيص بإجراء فحوص الدم، فحوص تصوير للخصيتين، مثل التصوير فائق الصوت أو التصوير المقطعي المحوسب.

سرطان الدم: تتكون خلايا الدّم في نخاع العظم كخلايا جذعيّة وتبدأ بالنّضوج لاحقاً لتُشكّل مُختلف مُكوّنات الدّم (كخلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصّفائح الدمويّة) وتنتقل بعدها إلى مجرى الدّم. ويصاب الدم بالسرطان “اللوكيميا”, حيث يستهدف الخلايا الدموية الناشئة في النخاع العظمي ويؤدي إلى إنتاج خلايا دم غير طبيعية في نخاع العظم وعادةً ما تتسبب اللوكيميا في إنتاج كريات دم بيضاء غير طبيعية. وتستمر خلايا اللوكيميا التي تدخل مجرى الدم في النمو والانقسام، إلى أن تزاحم خلايا الدم الطبيعية والسليمة في النهاية، وبذلك تؤثّر عليها وتمنعها من القيام بوظائفها بالشّكل المطلوب. وهي لا تشكل أوراماً صلبة، فتتراكم الخلايا السرطانية في الدم وأحياناً نخاع العظام. وتصنف أنواع سرطانات الدم بحسب سرعة تطورها أو بحسب الخلايا التي تستهدف التأثير فيها ومن الأنواع سرطان الدّم الحادّ وتنمو فيه الخلايا السرطانيّة بسرعة كبيرة جدّاً، ويُنتِج نُخاع العظم أعداداً كبيرةً من خلايا الدم البيضاء غير النّاضجة والشّاذة والتي تدخل إلى مجرى الدم، وتعمل على مُزاحمة الخلايا الطبيعيّة وتعطيل وظيفتها في مقاومة العدوى أو إيقاف النّزيف أو منع حدوث فقر الدّم. وسرطان الدّم الليمفاويّ الحادّ. وسرطان الدم النقيانيّ (النخاعيّ) الحادّ. وسرطان الدم المزمن والذي يتطوّر ببُطء ويتفاقم بالتّدريج، ولا تظهر الأعراض فيه إلا بعد مرور فترة طويلة، وله نوعان رئيسان هما سرطان الدّم الليمفاويّ المُزمن وسرطان الدّم النقيانيّ (النخاعي) المُزمن. ومن بين أسباب الإصابة عوامل جينية وبيئية، نتيجة اكتساب خلايا الدم طفراتٍ في صبغتها الجينية التي تجعلها تنمو بشكل غير طبيعي وتفقد وظائف خلايا الدم البيضاء النموذجية أوبعض التغييرات في الحامض النووي للخلية. ويتم تشخيص سرطان الدم من خلال نتائج التاريخ الطبي والفحوص، والفحص المجهري لعينات الدم ونخاع العظام. وإجراء الأشعة السينية على الصدر لتحديد ما إذا كان هناك تضخم في العقد الليمفاوية أو علامات أخرى. ويعتمد علاج اللوكيميا على نوعه، وبعض خصائص خلايا السرطان، ومدى انتشار المرض، ووجود تاريخ سابق للعلاج، بالإضافة إلى عمر المريض وصحته. ويعالج المرض كيميائيا أو إشعاعيا أو من خلال زرع النخاع العظمي أو بالعلاج الموجه أو العلاج الحيوي. ويستهدف سرطان الدم (سرطان الدم الليمفاوي الحاد) عادة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-14 عامًا وخاصة خلال السنة الأولى من الحياة عند الرضع. وتتلخص أعراضه حمى وتعرُّق ليلي وتورُّم غير مؤلم عادةً في الغدد الليمفاوية والشعور بالتعب والإعياء وسهولة النزيف أو الإصابة بالكدمات؛ ما يسبب ظهور بقع زرقاء أو أرجوانية أو بقع حمراء صغيرة على البشرة، أو نزيف في الأنف والعدوى المتكررة وألم العظام أو المفاصل وفقدان الوزن غير المبرر، أو فقدان الشهية وتضخُّم الطحال أو الكبد؛ وهذا ما يؤدي إلى آلام في التجويف البطني أو تورُّمه وظهور بقع حمراء على الجلد (نمشات) وفي حال وصول اللوكيميا إلى الدماغ، يمكن ظهور أعراض كالصداع، والنوبات التشنُّجية، والارتباك، وفقدان السيطرة على العضلات، والقيء.

سرطان العظام: أورام العظام الخبيثة الأولية نادرة وتصيب بشكل أكبر الأطفال. ومعظم سرطانات العظام تظهر على شكل ورم عظمي يؤثر عل العظام الطويلة في الركبة، وعظم الفخذ والساق. أما ورم إيوينغ فينجم عن خلل جيني وهو تحول مورثي أي انتقال مورثة من صبغية الى أخرى الكروموسومات أحدا عشر واثنان وعشرون. وهو أكثر شيوعا بكثير من السرطانات البدائية لأن، معظم السرطانات تؤدي للانبثاث في العظام. وغالبا ما تظهر في الثلاث سنوات الأولى بعد تشخيص السرطان البدائي الذي غالبا ما يكون في الرئة والقصبات، الثدي، الكلية، البروستات أو الغدة الدرقية يتطور الانبثاث غالبا في العمود الفقري والحوض، ولكن يمكن أن يؤثر على جميع العظام. وتتلخص أعراض الإصابة بألم شديد ناجم عن انبثاث عظمي يزداد تدريجيا ويتفاقم بملاحظة كتلة مشبوهة، أو حدوث كسر مفاجئ، أو انخفاض في الحساسية، ورد الفعل، وقوة العضلات، والشلل وعادة ما تقترن هذه الإشارات مع نقص في الوزن، والتعب وفي بعض الأحيان مع الحمى. ومع وجود الانبثاث تظهر تحاليل الدم أو البول تشوهات، وتظهر اعراض التهابية وعلامات أورام محددة ويستكمل التشخيص بالأشعة السينية وفحص العظام بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار المكاني. ويتم العلاج بطرق عديدة منها العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، والعلاج المستهدف لمنع المضاعفات محليا، واستئصال الورم جراحيا، وتقوية وترميم العظام باستعمال مواد خاصة، واللجوء أحيانا إلى زرع عظمي وإلى عمليات نقل الدم.

سرطان الجلد: يصاب البشر بسرطان الجلد عندما يفقد الحمض النووي خاصيته في معالجة الطفرات الناتجة عن اختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلد. فتعرض الانسان لفترات طويلة لأشعة الشمس فوق البنفسجية والمواد المشعة يؤذي الجلد ويؤدي إلى تغييرات تنكسيه في خلايا الجلد والأنسجة الليفية والأوعية الدموية. فالأشعة فوق البنفسجية، وخاصة الموجة المتوسطة غير المؤينة للأشعة فوق البنفسجية، هي سبب معظم حالات سرطان الجلد غير الميلانيني، وهي أكثر أشكال السرطان شيوعًا في العالم. وتشمل مصادر الإشعاع المؤينة التصوير الطبي وغاز الرادون. وتتضمن صور الأشعة السينية التعرض للإشعاع المؤين الذي يحتمل أن يكون ضارًا. والإشعاع المؤين ليس مطفرا قويا بالضرورة ولكنه يصبح أكثر فعالية للسرطان إذا اقترن بعوامل أخرى مسببة للسرطان، مثل دخان التبغ. ويمكن أن يسبب الإشعاع الإصابة بالسرطان في معظم أجزاء الجسم، وفي جميع الحيوانات وفي أي عمر. ولا يظهر سرطان الجلد والذي يسبب نمو غير طبيعي في خلايا الجلد على الجلد المعرَّض للشمس فقط بما في ذلك فروة الرأس والوجه والشفتين والأذنين والعنق والصدر والذراعين واليدين وعلى الساقين. ولكن قد يظهر أيضا على أماكن من الجسد لا تتعرَّض عادة للشمس كالفم أو تحت أظافر اليدين أو القدمين أو في المناطق التناسلية. ولسرطان الجلد ثلاث أنواع رئيسية هي سرطان الجلد ويمكن أن يحدث في أي مكان في الجسم سواء في الجلد العادي أو في الشامة التي تصبح سرطانية. وغالبًا ما يظهر على الوجه أو جذع الجسم وفي منطقة أسفل الساقين. ومن علاماته بقعة بنية كبيرة مع أخرى داكنة، أو شامة يتغير لونها أو حجمها أو الشعور بها أو تصبح نازفة، أو آفة صغيرة ذات حدود غير منتظمة وأجزاء تظهر باللون الأحمر أو الوردي أو الأبيض أو الأزرق أو الأزرق المائل إلى الأسود، أو آفة مؤلمة تثير الحكة أو شعورًا بالحرقة، أو آفات داكنة على راحتي اليدين أو باطني القدمين أو أطراف أصابع اليد أو القدم أو على الأغشية المخاطية التي تبطن الفم أو الأنف أو المهبل أو فتحة الشرج. وسرطان الخلايا الحرشفية والذي يصيب عادةً المناطقَ المعرَّضة لأشعة الشمس من الجسم، مثل الرقبة، أو الوجه ويظهر في شكل عقيدة حمراء، صلبة أو نتوء لؤلؤي أو شمعي، أو آفة مسطحة بلون الجلد مع سطح حرشفي متقشر، أو على شكل نُدْبة بِلَون بني، قرحة نازفة، أو قشرية تلتئم ثم تعود مرة أخرى ويكاد يكون قابلاً للشفاء بالمطلق عند اكتشافه مبكراً. وسرطان الخلايا القاعدية المرتبط بالتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية وتظهر سرطانات الخلايا القاعدية في بعض الأحيان بشكل شبه شفاف أو شمعي. كما قد تظهر الكتل السرطانية على شكل قروح، أو بقع متقشرة، أو انتفاخات تشبه الكيس أو على شكل بثرة لؤلؤية، رأسها مدبب، حمراء اللون. وهذه السرطانات عادة ما تكون بطيئة النمو وقابلة للعلاج بدرجة كبيرة. ومن أنواع سرطان الجلد الأخرى ساركوما كابوسي والذي يصيب من لديهم ضعف في الجهاز المناعي، كالمصابين بالإيدز، ومن يتناول أدوية تُثبط مناعتهم الطبيعية، ويظهر السرطان في الأوعية الدموية بالجلد ويَتسبب في ظهور بقع حمراء أو أرجوانية على الجلد أو الأغشية المخاطي. وسرطان خلايا ميركل ويتسبب في ظهور عقيدات قوية لامعة على الجلد أو أسفله وفي جريبات الشعر. وغالبًا ما يَظهر على الرأس والعنق والجذع. وسرطان الغدد الدهنية والذي يُصيب الغدد الدهنية في الجلد. ويَظهر عادة في أي مكان في صورة عقيدات صلبة وغير مؤلمة، ويَظهر معظمها على جفن العين. والورم الميلانيني ويمكن للوراثة أن تلعب دورا في الإصابة به، حيث يمكن مثلا وراثة بعض الجينات التي يوجد بها خلل والتي قد تؤدي إلى تغييرات الحمض النووي في بعض الجينات وإذا تضررت هذه الجينات بفعل الاشعة البنفسجية، قد تتوقف عن أداء وظيفتها في التحكم في نمو الخلايا مسببة الإصابة بهذا النوع من سرطان الجلد. وسرطان جلد اللاميلانوما.

وهناك أمراض سرطانية ناجمة عن عدوى مثل هيليكوباكتر بيلوري، والتهاب الكبد ب، والتهاب الكبد سي، وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، وفيروس إيبشتاين-بار، وفيروس نقص المناعة البشرية. وتعمل هذه العوامل، جزئيًا على الأقل، عن طريق تغيير جينات الخلية. ونسب انتشار أورام اللسان وأورام اللوزتين آخذة في الارتفاع بسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، التي غالباً ما يتم اكتسابها من خلال الجنس الفموي. وقد تكون أعراض سرطان اللسان أو اللوزتين المبكرة خفية إلى حد ما. وقد تحدث الإصابة بسرطان الرأس والعنق عن طريق الفم. تهيج والتهاب الفم المزمن نتيجة التعرض للتدخين يسبب الإصابة بسرطان الفم والذي قد يسبب ألم في أذن واحدة باستمرار، دون ظهور أي علامة تدل على وجود عدوى. وقد يكون سرطان الفم في مرحلة متقدمة جدا وبدأ التوغل في تلك الأعصاب. ويمكن أن تسبب بعض أنواع السرطان حالة التهابية جهازية تؤدي إلى فقدان العضلات وضعفها المستمر، والمعروفة باسم متلازمة الهزال. وبعض أنواع السرطان مثل مرض هودجكين، وسرطان الدم وسرطانات الكبد أو الكلى يمكن أن تسبب حمى مستمرة. ويعتبر الورم الدبقي نوع من أنواع أمراض السرطان التي تصيب الخلايا الدبقية المحيطة بالخلايا العصبية في الدماغ والداعمة لها. وباستثناء حالات النقل النادرة التي تحدث مع حالات الحمل والمانحين العرضيين للأعضاء، فإن السرطان بشكل عام ليس مرضًا قابلاً للانتقال.

من أهم مسببات أمراض السرطان العوامل المحيطة والقابلية الجينية الوراثية. وتحوي الأنسجة على مخزون من الخلايا الجذعية والتي تسهم في إبقاء نشاطها وحياتها وازدياد انقسامات هذه الخلايا قد يسبب حصول طفرة عشوائية على مستوى مورثة مسؤولة عن نوع من أنواع السرطانات. وتتلقى الخلية باستمرار رسائل تأمرها بالتوقف عن الانقسام أو إكماله وتحفز الجينات “المسرطنة” الانقسام الخلوي من أجل النمو أو تجديد الأنسجة والأعضاء. وإذا حدث خلل على مستوى هذه الجينات تبدأ الخلايا بالتكاثر بسرعة كبيرة وبدون توقف وذلك بإرسال رسائل تحفز على الانقسام العشوائي. وهذه الطفرات تصيب أيضا خلايا الأنسجة السليمة ولكنها تحافظ بشكل سليم على وظيفتها.

التشخيص الصحيح للسرطان وتحديد نوعه هو الخطوة الأولى في تحديد نوع العلاج لأن كل نوع من انواع السرطان يتطلب نظام علاج خاص يشمل أسلوباً واحداً أو أكثر من أساليب العلاج، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي ويتم تشخيص المرض من خلال الفحص السريري وفيه يفحص الطبيب جسم المريض، ويبحث عن أي كتلة أو تغير في لون الجلد، أو زيادة في الحجم تدل على حدوث السرطان. والفحص المخبري وفيه أخذ عينة من الدم للكشف عن السرطان مثل سرطان الدم. والتشخيص بالأشعة مثل الأشعة فوق الصوتية والتي يحصل الطبيب من خلالها على صورة كاملة وواضحة للمرض في منطقة البطن ومنطقة الحوض والأنسجة الرخوة في الجسم، وأشعة العظام، والتصوير بالرنين المغناطيسي أكثر طرق تشخيص السرطان نجاحاً ودقة وبفضلها يمكن تحديد نوع ومكان السرطان ومدى الخلايا المتضررة من انتشار الورم السرطاني، والأشعة المقطعية لفحص العظام والأعضاء الداخلية وهي أدق من التصوير الشعاعي لأنه يتم من خلالها فحص أعضاء الجسم بشكل توضيحي وتفصيلي أكثر. وأخذ خذعة أو عينة من الورم ويعتمد على نوع السرطان وموقعه في الجسم. وهو أفضل الطرق لتشخيص معظم أنواع السرطان. ويشير تشخيص الأنسجة من الخزعة إلى نوع الخلية التي تتكاثر، ودرجها النسيجي، والتشوهات الوراثية وغيرها من الخصائص. وتوفر اختبارات الوراثة الخلوية والكيمياء المناعية وهي أنواع أخرى من اختبارات الأنسجة معلومات حول التغيرات الجزيئية (مثل الطفرات وجينات الانصهار وتغيرات الكروموسومات العددية). ويمكن التشخيص بالتنظير الداخلي من فحص المعدة والأمعاء والمثانة والقصبات الهوائية أو أخذ خزعة من الورم لفحصها مجهريا وذلك من خلال إدخال منظار مزود بكاميرا لفحص مكان الأنسجة المصابة بالسرطان.

وتتم معالجة السرطان بطرق عديدة وبعد تحديد نوعه وانتشاره ومدى انتشاره من موقع تكوينه فضلا عن حالة المريض الصحية فهناك

العلاج الأولي: علاج أساسي يهدف إلى قتل أو إزالة الخلايا السرطانية ويتم عادة عن طريق الجراحة. والجراحة هي الطريقة الأساسية لعلاج معظم السرطانات الصلبة والمعزولة وفي حالات السرطان الموضعي، يحاول الجراح إزالة الكتلة بأكملها كما هو الحال في سرطان البروستات حيث يتم إزالة غدة البروستات كاملة. وفي بعض حالات سرطان الثدي وسرطان الكبد وخاصة أن الكبد يمتاز بالقدرة على التجدد وإزالة بعض الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، وبعض العقد الليمفاويّة أيضاً. ولكن في بعض أنواع السرطان تكون الخلايا السرطانية أكثر حساسية للعلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي فيتم استخدامه بدلًا من الجراحة والعلاج المساند: يعمل على قتل الخلايا السرطانية المتبقية والعلاج الداعم: ويهدف إلى معالجة الأعراض الجانبية الناتجة عن مرض السرطان وعن معالجته ويشمل العلاج الجراحة والمعالجات الكيميائية (أدوية تمتاز بقدرتها على الانتشار في كل أجزاء الجسم تقريبا وتعمل على إيقاف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانيّة التي تتميّز بسرعة انقسامها، أو قتلها) وتهدف إلى شفاء المريض تماما من المرض، أو منع تكرار الورم لمريض اجري له عملية جراحية، أو محاولة اطالة عمر مريض السرطان وتقليل اوجاعه. ويُمكن إعطاء هذا النّوع من العلاجات بطرق عدّة؛ منها عن طريق الفم، أو الوريد، أو الحقن في أجزاء أخرى من الجسم، ويُمكن استخدامها موضعيّاً في بعض الحالات بحيث يأتي العلاج على شكل كريم ويُفرك على الجلد.

والمعالجات الاشعاعية حيث يعتمد العلاج بالإشعاع على استخدام جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانيّة وتقليص حجم الأورام، إذ يعمل الإشعاع على إتلاف الحمض النوويّ الخاص بالخلايا السرطانيّة وبالتالي إبطاء نموّها، أو القضاء عليها ويتم ذلك عن طريق جهاز يبث الأشعة خارج الجسم (يتحرّك الجهاز حول الجسم دون لمسه لتوجيه الإشعاع في عدّة اتّجاهات مختلفة) أو بداخل الجسم حيث يتم وضع مصدر الإشعاع داخل الجسم، ويكون عبارة عن جسيمات سائلة أو صلبة. ويستخدم الإشعاع عادةً بالإضافة إلى الجراحة أو العلاج الكيميائي في أنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الرأس والعنق المبكر، ويمكن استخدامه وحده. تختلف السرطانات في استجابتها للعلاج الإشعاعي ويعتمد على استخدام الإشعاع المؤين لعلاج الأعراض أو تحسينها. ويتم عمل الإشعاع من زوايا مختلفة لتتعارض مع الورم، ولا تعرض الأنسجة السليمة المحيطة مثل الجلد أو الأعضاء، والتي يجب أن يمر عبرها الإشعاع لعلاج الورم إلى تلقي جرعة كبيرة من الإشعاع. وتستخدم أشعة سينية منخفضة الطاقة لعلاج سرطانات الجلد وأشعة سينية ذات طاقة أعلى مثل أشعة إكس لعلاج السرطان داخل الجسم

ويستخدم العلاج بالليزر ضوء قوي لعلاج السرطان عن طريق تقليص أو تدمير الأورام السرطانية. والليزر أكثر دقة من الجراحة ويسبب ضررًا وألمًا ونزيفًا وتورمًا وتندبًا أقل وهو فعال في علاج السرطانات السطحية الموجودة على سطح الجسم أو في بطانة الأعضاء الداخلية. وفي علاج سرطان جلد الخلايا القاعدية والمراحل المبكرة جدًا من حالات سرطان عنق الرحم والقضيب والمهبل والفرج وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. وغالبًا ما يتم دمجه مع علاجات أخرى، مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. ويستخدم العلاج الحراري الخلالي المحرض بالليزر، أو التخثير الضوئي بالليزر الخلالي في علاج بعض أنواع السرطان باستخدام فرط الحرارة، حيث يستخدم الحرارة لتقليص الأورام عن طريق إتلاف الخلايا السرطانية أو قتلها. الليزر أكثر دقة من الجراحة ويسبب ضررًا وألمًا ونزيفًا وتورمًا وتندبًا أقل.

ويعتمد العلاج الديناميكي الضوئي على الليزر فيتم حقن محسس ضوئي في المريض وتمتصه الخلايا في جميع أنحاء جسم المريض وبعد يومين تنتشر المادة في الخلايا السرطانية. ثم يتم استخدام ضوء الليزر لتنشيط المحسن الضوئي وتدمير الخلايا السرطانية. ولأن المحسس الضوئي يجعل البشرة والعينين حساستين للضوء، لذلك يجب على المريض تجنب أشعة الشمس المباشرة والضوء الساطع خلال تلك الفترة.

والعلاج البيولوجي أو المناعي والذي يساعد الجهاز المناعي للجسم على الكشف عن الخلايا السرطانية ومحاربتها ويعتمد على استخدام مواد مصنوعة من الكائنات الحيّة ويتم إدخالها في الجسم. ويُقسم العلاج المناعيّ من حيث آلية عمله في علاج مرض السرطان إلى نوعين رئيسيين، يقوم إحداهما على مساعدة الجهاز المناعيّ على مهاجمة الخلايا السرطانيّة بشكلٍ مباشر، ويقوم النوع الآخر بتعزيز مناعة الجسم بشكلٍ عام ممّا يساعد على القضاء على الخلايا السرطانيّة.

والعلاج الهرموني كون بعض أنواع السرطان تتغذى على هرمونات الجسم مثل سرطان الثدي والبروستاتا، وعند ما يتم التخلص من هرمون الجسم تموت الخلية السرطانية ويعتمد العلاج الهرموني على التلاعب في نظام الغدد الصماء من خلال التدخل بهرمونات معينة، وخاصة هرمونات الستيرويد، أو الأدوية التي تمنع إنتاج أو نشاط مثل هذه الهرمونات. ويُمكن إعطاء العلاج الهرمونيّ بطرق عدّة بما في ذلك عبر الفم، أو عن طريق الحقن.

والعلاج الجيني ويتضمن أي إجراء يهدف إلى علاج أو تخفيف المرض عن طريق تعديل خلية المريض وراثيًا من خلال نقل جينات أو أجزاء جينية أو نوكليوتيدات إلى خلايا المريض. ويمكن إجراء العلاج الجيني بالاقتراب من الخلايا المستهدفة مباشرة مثل الحقن داخل الجلد، أو العلاج داخل عنق الرحم لسرطان المثانة السطحي. وقد يقاوم الورم هذا العلاج.

والعلاج بزرع النخاع الشوكي والخلايا الجذعية وذلك بوساطة نقل نخاع العظم المسئول عن انتاج وتكوين خلايا الدم في الجسم، لذا يمكن نقل الخلايا الجذعية من شخص سليم لزراعته في الشخص المصاب بالسرطان لعلاج المرض. ويقوم مبدأ زراعة الخلايا الجذعيّة على استرجاع الخلايا الجذعيّة المكوّنة للدم لدى الأشخاص الذين تدمرت لديهم هذه الخلايا نتيجة الخضوع لجرعات عالية جداً من العلاج الكيميائيّ أو الإشعاعيّ المُستخدم في علاج بعض أنواع السرطان. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية للخلايا الجذعيّة المراد زراعتها لعلاج حالات السرطان، فهناك خلايا جذعية ذاتيّة المنشأ يتمّ أخذها من المريض نفسه و خيفية أي خلايا جذعية يتم أخذها للمريض من شخص آخر و مُسانِج أي تُؤخذ الخلايا الجذعية المّراد زراعتها للمريض من توأمه المُطابق. والعلاج بالعقاقير والتجارب السريرية.

والعلاج الموجّه وهو أساس الطب الدقيق ويقوم باستهداف التغييرات التي تطرأ على الخلايا السرطانيّة والتي تُساعدها على النّمو، والانقسام، والانتشار، وللعلاج الموجه طريقتين رئيسيتين سواء باستخدام أدوية جزيئيّة صغيرة بما يكفي للسمّاح لها بدخول الخلية بسهولة عندما يكون الهدف موجوداً داخل الخلية. أو من خلال الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والتي يتمّ استخدامها لكي تشكّل ارتباطاً مع أهداف مُحدّدة تكون موجودة على السطح الخارجي للخلايا السرطانيّة. والعلاج التلطيفي وهو محاولة مساعدة المريض الذي لم يتلق أي فائدة من العلاجات السابقة في الشعور بالتحسن بغرض التحكم في المضاعفات والحد من الاضطرابات الجسدية والعاطفية والروحية والنفسية والاجتماعية. فاهم اعمدة علاج السرطان هو الحالة المعنوية المرتفعة لدي المريض.

ما سبق يوثق أن السرطان مرض ناجم عن تحوّل الخلايا العادية عبر مراحل إلى أخرى ورمية وتتطور هذه المراحل عموماً من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة. وهذه التغيّرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وعدد من العوامل الخارجية المسرطنة منها عوامل مادية مسرطنة مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة وعوامل ناجمة عن التعرض للأشعة حيث يؤدي التعرض إلى أشعة اكس لفترات طويلة إلى الاصابة بسرطان الجلد ويؤدي التعرض إلى عنصر الفوسفور المستخدم في صناعة طلاء عقارب الساعة إلى الإصابة بسرطان العظام. وينجم عن التعرض إلى عنصر اليورانيوم المشع في مناجم الفحم لفترات طويلة إلى الإصابة بسرطان الرئة. ويسبب التعرض لإشعاعات القنابل النووية إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. ويؤدي التعرض للإشعاع المستخدم في علاج أمراض في الجسم وخاصة لفترات طويلة إلى الإصابة بسرطان الدم وسرطان المري. وينجم عن التعرض ولمس المواد المشعة وخاصة مع أطباء الأشعة لفترات طويلة الإصابة بسرطان الجلد. وعوامل كيميائية مسرطنة، مثل الأسبستوس (وهو مادة كيميائية عازلة للحرارة ومقاومة للمواد الكيميائية الأخرى ويُستخدم في صناعة المواد العازلة وطفايات الحريق وأجزاء السيارات وأنابيب المياه والأدوات الطبية) ومكوّنات دخان التبغ والأفلاتوكسين والزرنيخ (والذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد) والمواد التي يُصنع منها أواني التيفال التي لا يلتصق بها الطعام، وبعض أنواع المنسوجات التي لا تتأثر بالنار ومادة الفثالات التي تدخل في صناعة العطور ومثبتات الشعر وطلاء الأظافر ومستحضرات التجميل وفي صناعة الشامبو والصابون والبلاستيك. ومادة الفورمالدهيد أو الفورمالين ذات الرائحة النفاذة وهي عديمة اللون وتُستخدم في صناعة بعض المنسوجات والطلاء والبلاستيك، وفي تصنيع الخشب وتلصيقه وفي الصناعات الطبية لحفظ العينات الطبية وفي صناعة منتج لفرد الشعر بالإضافة لاستخدامها في صناعة المطاط والمواد العازلة والزجاج. وعوامل بيولوجية مسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.

ومن العوامل الأساسية الأخرى للإصابة بالسرطان تلوث الهواء والتعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل الأماكن المغلقة وسوء النظام الغذائي وافتقاره للفواكه والخضار والحبوب الكاملة كالشوفان، والأرز البني، والقمح المجروش وتناول المزروعات أو الطيور أو الحيوانات المُعدلّة وراثياً، والأطعمة المُحملة بالكيماويات وقلة النشاط البدني من خلال تأثيره على وزن الجسم ومن خلال تأثيراته السلبية على جهاز المناعة ونظام الغدد الصماء. وبعض الالتهابات المزمنة مثل مرض التهاب القولون المزمن حيث يمكن أن يساهم الالتهاب في تكاثر الخلايا السرطانية وبقائها وتولد الأوعية بها وهجرتها من خلال التأثير على البيئة الدقيقة للورم. وتعمل الأورام الجينية على بناء بيئة ميكروية التهابية مؤيدة للأورام. ومن أسباب الإصابة جرثومة الملوية البوابية وفيروس الورم الحليمي البشري المنقول عن طريق الجنس وفيروسا وفيرسا التهاب الكبد بي وسي وفيروس إبشتاين – ب ار والفحص البصري باستخدام حمض الأسيتيك لفرز سرطان عنق الرحم وكذلك اختبار لطاخة بابانيكولا للكشف عن نفس النوع من السرطان. والتقدم في السن بسبب اضمحلال فعالية آليات إصلاح الخلايا مع تقدم عمر الإنسان. والهرمونات وتعتبر عوامل مهمة في الإصابة بالسرطان المرتبط بالجنس، مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم والبروستاتا والمبيض والخصية وكذلك سرطان الغدة الدرقية وسرطان العظام. وتلعب بعض الهرمونات دورًا في تطور السرطان عن طريق تعزيز تكاثر الخلايا. وتلعب عوامل النمو الشبيهة بالأنسولين وبروتيناتها المرتبطة دورًا رئيسيًا في تكاثر الخلايا السرطانية والتمايز واستماتة الخلايا. وهناك ارتباط بين مرض الاضطرابات الهضمية وزيادة خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان. وتزداد معدلات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي لدى الأشخاص المصابين بداء كرون والتهاب القولون التقرحي بسبب الالتهاب المزمن. أيضا، يمكن للعلاج المناعي والعوامل البيولوجية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض أن تعزز الإصابة بالأورام الخبيثة خارج الأمعاء. ويزداد خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الأطول لأن لديهم خلايا أكثر من الأشخاص الأقصر.

الدراسة الحالية المعمقة وأبحاث ومستجدات وتقنيات الطب الحديث ووسائل الطب الشرعي والتكنولوجيا المعاصرة ستكون نقاط الارتكاز في مقالنا القادم في تفسير أسباب إصابة الكائنات الحية في عصور ما قبل التاريخ بالسرطان وتحديد نوعية هذه الأورام الخبيثة والتي ثبت وجودها في البقايا الآدمية والحيوانية.

اخبار الاتحاد