بعد أن صدّرت أمريكا وأعوانها وحلفاؤها في المنطقة ومحيطها الإقليمي أنموذج «الديمقراطية الكافرة»، يأخذ التساؤل عن تلك الماهية الإرهابية الممنهجة بُعده من خلال الحامل الأخلاقي قبل السياسي الذي يجسده، بعدما شهدت تلك المنطقة خراباً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً تحت عنوان الأنموذج «المرسَل» نفسه برعاية هؤلاء إلى الأرض العربية عامة، والسورية خاصة،
ويلفت النظر إلى صيغ الاستراتيجيات المرتبة والمتسلسلة، كلّ بما يتناسب مع السيناريوهات المنوعّة والمتجدّدة والصالحة لكل منطلق في بداية مخطط مُحكم يطول الجوانب الجغرافية الأربعة، حسب المقاييس والأسس الموضوعة لإرهاب العصابات المسلحة التي تنادت على ذرّ الأموال من كلّ حدب وصوب، بغية فتح القفل المغلق على الأرض السورية.. هذا الإرهاب الذي مُني بالخسائر الفادحة، تحت عنوان: انتصار الحق والأرض، انتصار صنعته دماء الشهداء والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري بعسكرييه ومدنييه.
تُرى، إلى أي حدّ أفسدت سورية «مزاج» البيت الأبيض والدائرين في فلكه من صنّاع التآمر على سيادة دولة، وتدمير مقدّراتها؟ وإلى أيّ مدى جعلت سياسة البيت البيضاوي الخارجية وسيّده الرئيس أوباما في مهبّ اللاشيء الذي لم تتوانَ «فوكس نيوز» عن تقييم ما قدّمه لأمريكا ووصفه بأنه كان الأسوأ والأخطر، وأنه لا يتعلّم من أخطائه، وخاصة أنه يفضّل الحلم على الواقع، ويعمل على تحقيقه مدفوعاً بإيمانه التلمودي، المشبع بمخططات اللوبي الصهيوني العالمي الممتد كالسرطان في شبكات المصالح العالمية، الباحثة أولاً وآخراً عن تمكين «الأمن» الإسرائيلي في سباقات تحمل في ظاهرها تجاذباتٍ ساذجةً، وتخبّئ في بواطنها لغةَ التقسيم التي منهجت خرائطها بيوتاتُ الحرية الأمريكية، القائمة على صناعة الأذرع الممتدة والمحرِّكة للدواخل في البلدان التي يقع عليها الموعد المطلوب في سريان خطوط الطول والعرض للخريطة الموضوعة ذاتها؟.
أما كيف أفسدت سورية مخطّطات البيت الأبيض، فالواقع ظهر جلياً، ومن خلال الميدان الذي شهد أعراس الشهادة، أن سورية قالت كلمتها لكل الحالمين في التطاول على معاقل صمودها: إنها الأقوى في العزيمة والعقيدة والولاء لهذه الأرض الشامخة وصمّام أمانها.. وبات على الغرب إعراب هاجس الخوف الذي صار ينتابه ويقضّ مضجعه من ارتدادات الإرهاب على صانعيه، ومصدّريه، وكيفية الخروج بعد المستنقعات الدموية التي أفسدوا بها لغة الحق الإنساني في مفهوم الديمقراطية المتمدّنة التي تصنع حضارات الشعوب فعلاً، وليس ربيعاً صهيونياً كما أرادوا، وخطّطوا لها أن تنتج.. ولن يُفيد عملاء الديمقراطية الكافرة وتلمودهم المحمول تحت الإبط، كلّ العلاقات الوثيقة بالـ «CIA»، أو المراكز السرّية للعمليات، أو المضي قُدماً في أدوارهم القذرة.