التلطي الأمريكي!


وضاح عيسى :تشرين السورية

مرة أخرى، تسقط الإدارة الأمريكية في شباك أوهامها وكذبها المفضوح، وذلك في ظل التخبط بإطلاق التصريحات المتناقضة هنا وهناك، وتراكم فشلها في تحقيق ما تصبو إليه في الهيمنة على العالم بغير وجه حق، كذلك إخفاقها في تحقيق كل ما يلقى عليها من مسؤوليات وتنصلها من التزاماتها الداخلية والخارجية، وإلقاء تبعات ذلك واللوم على الآخرين أيضاً وتحميلهم مسؤولية ما ليس لهم به يد، “لتبرئة” نفسها مما اقترفته من آثام جمة وتداعيات خطرة.
وآخر ما تفتق في ذهنية بعض مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي لا يقبلها عاقل في هذا الكون، اتهام الصين بـ”نشر فيروس كورونا المستجد وتقصيرها في مواجهته، وتحميلها مسؤولية تفشيه عالمياً، وعلى عاتقها يقع تبعات ما يعانيه العالم من جراء ذلك”، ورغم التناقض الواضح داخل الإدارة الأمريكية ذاتها، وخاصة بعد تأكيد “البنتاغون” والاستخبارات الأمريكية عدم المعرفة بمكان ظهور الفيروس ولا حتى الاقتناع بأنه تم تطويره في مختبر ووهان الصينية، وتأكيد عدم وجود أدلة تثبت أن للصين يداً في ذلك، لا يزال ترامب ووزير خارجيته مصرين على كيل الاتهامات الباطلة لها!.
الصين نددت بالتصريحات الأمريكية، ونفت كل مزاعم إدارة ترامب بهذا الشأن جملة وتفصيلاً، ولاسيما أنها أكدت ومنظمة الصحة العالمية أن منشأ الفيروس طبيعي وليس صنعياً، ناهيك عن إعلان بكين عن ظهور كورونا منذ البداية ولم تخف عدد الإصابات أو الوفيات أو أي شيء بخصوصه وأنها أطلقت تحذيراتها من مخاطره وانتشاره وتبعاته من كل الجوانب وأولها صحياً، وكل العالم علم بذلك بما فيه منظمة الصحة العالمية التي أكدت موقف الصين وإعلانها، فماذا تريد إدارة ترامب من كل مزاعمها؟.
أسباب كثيرة تتلطى إدارة ترامب وراءها في اتهاماتها المشبوهة وادعاءاتها المضللة تلك، أهمها تنصلها من مسؤولياتها الداخلية والخارجية، والتغطية على فشلها الذريع في احتواء تفشي وباء كورونا، واستثماره لأغراض سياسية واقتصادية وانتخابية ولمآرب أخرى أمريكية، وتحميل الصين تداعيات كل ما جرى ويجري سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، في ظل الهبوط الأمريكي والصعود القوي للصين من كل النواحي.

اخبار الاتحاد