في عيد الجلاء بطولات وتضحيات وروح المواطنة السامية

الثورة – فاتن أحمد دعبول:
بالعزيمة والصمود قاتل الشعب العربي السوري الاستعمار الفرنسي، وقدم المزيد من التضحيات والشهداء في سبيل طرد المستعمر من بلاده، واستطاع بصموده وإيمانه بالنصر أن يدحر هذا العدو الغاصب، ليجسد من جديد معنى روح المواطنة وحب الوطن بالقول والفعل، ويؤكد أيضا أن لا شيء أغلى من حياة الإنسان سوى الوطن.
واحتفاء بعيد الجلاء أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ندوة حملت عنوان” سورية ومقومات الحفاظ على الاستقلال” بإدارة د. إبراهيم زعرور، توقف خلالها المشاركون عند أهم المحطات النضالية العظيمة والدروس والعبر التي تقدم للأجيال المتعاقبة بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى، وكما قال يوسف العظمة” إن المحتل دخل على جثثنا وسيل دمائنا، وأنه بالمقاومة والتضحية والدم يخرج”.
التمسك بالوحدة الوطنية

وآثر د. صابر فلحوط الابتعاد عن السرد التاريخي في الحديث عن الجلاء وعظمته، رغم إيمانه بأنه الحدث الذي جعل سورية في مقدمة الدول العربية التي تطرد الاستعمار، واستثمر قربه من سلطان باشا الأطرش، القائد العام للثورة السورية الكبرى، في تلك المرحلة الهامة من تاريخ سورية ليقف عند أهم المحطات التي قادت إلى تحقيق الجلاء والنصر على المستعمر الفرنسي.
ورأى الدكتور فلحوط أن من مقومات الحفاظ على الجلاء، التمسك بالوحدة الوطنية والابتعاد عن الطائفية والحفاظ على وحدة الصفوف، وقبل كل شيء الاستعداد للدفاع عن الوطن والحفاظ عليه محررا وموحدا.
تحفيز الذاكرة الوطنية
والحديث عن مناسبة الجلاء كما يراها د. خلف المفتاح ليست ترفا فكريا أو طقسا اعتياديا، بقدر ما هو مسألة على درجة من الأهمية، لأن إحياء الذاكرة الوطنية والقومية وتحفيزها في وجه من يحاول أن يطمس هويتنا ويستهدف رموزنا الوطنية والقومية أمر في غاية الأهمية.
وفي الحديث عن الجلاء والبطولات التي تمثلت في المواجهات المتتالية ضد الاستعمار الفرنسي يتجسد هذا الحس الوطني والقومي الذي تمتع به أجدادنا، وهذا التلاحم بين الدول العربية، فكان المقاتلون يأتون من غير دولة عربية، من فلسطين ومصر والأردن وغيرها، ولكن لابد أن نؤكد أن الأهم من الاستقلال هو فشل المشروع الصهيوني في تحقيق مشروع تقسيم سورية إلى كيانات طائفية.
وفي هذه العجالة يقول: لا يمكن إلا أن نلفت إلى دور الجيش العربي السوري الذي تربى على العقيدة القومية قبل الوطنية، وعليه استطاعت أن تكون دمشق قلب العروبة النابض، وكانت بحق أول امبراطورية عربية أقيمت في دمشق، واستطاعت تعريب الدواوين والتعليم.
وأمام هذه البطولات وتحقيق الاستقلال علينا أن نواجه التحديات والاستهداف غير المسبوق بتحقيق الوحدة، فهي الحل الوحيد لمواجهة أعتى أنواع الاستعمار وأشده، أسوة بالعديد من الدول الكبيرة التي تسعى إلى التحالفات، ويجب تكريس دور المثقف والتركيز على الفكر القومي والانتماء الوطني، فنكون بحق قادرين على إعادة سورية أحسن مما كانت عليه، وستبقى فلسطين وستبقى العروبة هي الملاذ والحصن الآمن للعرب جميعهم.
هدفنا الجلاء الأكبر
وبدوره تحدث العميد سعيد أحمد عن أهم مقومات الحفاظ على الاستقلال، بعد أن أعطى أبناء سورية دروسا في الصمود والمقاومة والتضحية والصبر، كان لابد من قواعد وأسس تساهم في الحفاظ على مكاسب الاستقلال وهذا يبدأ من خلال تكريس مفهوم الوطنية والمواطنة، وتعزيز بنية الجيش العربي السوري لمتابعة حماية الوطن والدفاع عنه مسترشدين بنهج صناع الجلاء الأوائل وسيرتهم الوطنية والكفاحية.
هذا إلى جانب حماية الرموز الوطنية ومواجهة الذين يعبثون بمقدرات الوطن ومكوناته الثقافية، وتكريس مفهوم الشهادة والغيرية الوطنية في نفوس الأجيال ليبقى الوطن مصانا ومعافى.
ويضيف: إن الانتصار الأكبر هو بإخراج قوى الاحتلال والإرهاب من جميع الأراضي السورية، فلابد من المقاومة والكفاح وتأمين مستلزمات الصمود وتعميق الترابط بين الشعب والجيش والقيادة، ويجب أن ندرك أن الجلاء ليس حادثة تاريخية فحسب، بل هو يوم للفخر والبناء والنضال المستمر للحفاظ على الوطن السيد الحر المستقل.

اخبار الاتحاد