أميركا والأخطاء الاستراتيجية..! يونس خلف  

عندما تمنح الإدارة الاميركية ترخيصاً بالقيام بأنشطة اقتصادية من قبل التنظيمات الارهابية المسلحة، فهذا يعني استكمال الاجراءات والأساليب والوسائل لتحقيق الهدف من هذه الحرب العدوانية على سورية… والهدف كما أصبح معروفاً للجميع هو تدمير اقتصاد الدولة السورية ونهب الثروات النفطية والزراعية بالتوازي مع فرض الحصار..
هذه الخطوة هي شكل جديد من أشكال المؤامرة على سورية. وتتناقض مع التزامات الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وبالتالي فإن هذه الخطوة من الولايات المتحدة ليست مفاجئة.. لأن القوات الاميركية الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير شرعي هي والميليشيات المرتهنة لها قوات محتلة، والكل يدرك أن السماح بالنشاطات الاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية وبعض المناطق في شمال غرب سوريا دون فرض العقوبات على القائمين بتلك النشاطات يعني إعطاء الضوء الاخضر لهذه التنظيمات لمنع الغذاء والدواء والماء عن المواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية، بينما تدعم أي بقعة أرض محتلة..
وهي بذلك أيضا تؤكد الاستمرار في سياسة العقوبات كأداة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية وما يتصل بها من مصالح عليا للولايات المتحدة، التي تستهدف التأثير على القدرات الاقتصادية لكل دولة تُصنفها واشنطن في خانة المعادية أو المتحدية للنفوذ الأمريكي ورغم أن الآثار الاقتصادية السلبية كبيرة وواسعة إلّا أنها ليست غاية في ذاتها، وإنما وسيلة لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية محددة ولخلق ظروف اقتصادية متردّية تدفع الدولة أو الشعب إلى تقديم تنازلات تلبي الاطماع والاهداف الأمريكية.
و هنا وبالعودة إلى المشروع الأميركي الاستعماري الذي بعد أن اعتقد أنه حقق النصر على العراق كان يتطلع الانتقال إلى سورية، وكان المطلوب انهاء النظام السياسي الوطني المقاوم في سورية حيث ارتكبت أميركا خطأها الاستراتيجي القاتل، فسورية ليست كأي دولة أخرى في المنطقة فهي دولة شعب ودولة.. وهي وطن عصي على الاقتحام فسورية هي التي أسقطت كامب ديفيد وأسقطت كل مشاريع الاستسلام والتخاذل والتفريط في الحقوق العربية وفي هذه المرة أيضاً أسقطت الحلم الأميركي البائس باحتلال المنطقة وتشكيلها من جديد وفق رؤية أميركية- إسرائيلية مشتركة.‏
وخلاصة القول أن حسابات الادارة الأميركية هي حسابات خاطئة، فالكل أصبح يدرك أن سورية لا تعمل بالأوامر الاميركية وقرارها غير مرتهن لأميركا.. ودائرة التفاؤل تتسع كل يوم باقتراب النصر النهائي من خلال وحدة الشعب والجيش خلف القيادة الشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد.
اخبار الاتحاد