اذا اشتدت المحن والنوائب لاح ذلك البطل الذي لا يعرف اليأس أو الخنوع ..ولا يخشى عدواً، وإن جاءه العدو بالمدرعات والطائرات وهو لا يزال يشحذ سلاحه ..استشهد يوسف العظمة ورفاقه الأبطال لكنه أشعل نار المقاومة وروح الإباء في كل القلوب، وتلك الشعلة بقيت في قلوب السوريين ينيرون بها أملهم بالنصرعلى أعدائهم وكم تحقق لهم ذلك قبل مئة عام وبعد مئة عام .
الكثير من السنوات مرت وسيف يوسف العظمة يقطر دماً من جراء الحرب الإرها*بية التي حاولت تمزيق الهوية السورية ووحدتها الوطنية ، لكن انتصارات الجيش العربي السوري توالت واستعادت سورية الأمان في معظم ربوعها ولا يزال هاجس التحرير وروح المقاومة وحب الانتصار مستمراً حتى تحرير آخر شبر من الوطن .
اليوم تحتفل سورية بالذكرى الثانية بعد المئة لمعركة ميسلون..
البطل العظمة استمر ذكره خالداً، فقد كان يدرك الفارق الكبير بين الطرفين لمصلحة قوات الاحتلال الفرنسي إذ سيواجه نحو 9 آلاف جندي فرنسي مدعومين بمئات المدرعات والآليات الثقيلة لكنه قرر أن يسجل ومن معه من السوريين الأبطال تاريخاً نضالياً بماء الذهب و ويعطي درساً للأجيال اللاحقة.
في الرابع والعشرين من تموز تتجدد ذكرى ميسلون معركة العزة والإباء التي قادها وزير الحربية السوري يوسف العظمة في مواجهة عدوان فرنسي مهد لاحتلال فرنسي دام 25 عاماً.
قد يتساءل البعض كيف اقترنت هذه المعركة باسم يوسف العظمة ؟ وهل كان مدركاً التفاوت بين جيشه وقوات الاحتلال الفرنسي المدرعة والمدعومة من الطيران الحربي ؟والجواب نعم ..ورغم معرفته وحسن تقديره بأن القوات الغازية أكبر وأعظم عدة وعتاداً وعدداً لكن يوسف العظمة العسكري المتمرس فضّل الشهادة على أن يقال دخلت قوات غازية دمشق من دون مقاومة.
وانطلق العظمة ورفاقه لملاقاة الغازي الفرنسي ليحفظ لتاريخ سورية العسكري هيبته ووقاره.. فقد كان يخشى أن يسجل في كتب التاريخ أن الجيش السوري قعد عن القتال.
علّم المستعمر الفرنسي أن دمشق عصية على الاحتلال منذ اللحظة الأولى وحاول جاهداً خلال نحو 26 عاماً أن يكرس وجوده من دون جدوى ..حتى عادت دمشق عاصمة لدولة مستقلة ذات سيادة في السابع عشر من نيسان 1946.
واليوم كم من يوسف وكم من عَظَمة تستحق أن يفخر بها جيشنا وشعبنا ..رغم كل الظلال السوداء ..فالياسمين والغار سيبقان الى الأبد عنوان الانتصاروالفخر السوري مهما اشتدت الأزمة.