خلاصة القول في الأخطاء التي حصلت في نتائج الشهادات العامة: طلاب نجحوا ورسبوا بالخطأ، وطلاب من المتفوقين وممن حصلوا على العلامة التامة لكن الأخطاء سرقت منهم فرحة التفوق في اليوم الأول لإعلان النتائج.
ماذا يعني أن يبلغ عدد المستفيدين من الاعتراضات ٨٩٦ طالباً وطالبة؟
لماذا يزداد عدد الاعتراضات إلى درجة أن يبلغ في محافظة حلب إلى ٦٠٠٠ طالب وهذا الرقم كما قيل هو الأعلى في تاريخ دائرة امتحانات.
وأيضاً يصل في طرطوس إلى أربعة آلاف طالب في الثانوية العامة يستفيد منهم ٥١ طالباً؟
وكيف ولماذا طالبة تحصل على الدرجة التامة بعد اعتراضها على درجات نجاحها. وكيف لطالبة من ثانوية العروبة للمتفوقين حصلت على الدرجة التامة في شهادة التعليم الأساسي بعد دراسة اعتراضها في مادتي اللغة العربية والتربية الدينية؟
ماذا يعني أن يكون من بين الأخطاء علامة الصفر في الكيمياء لطالبة ما أدى لرسوبها وشغلت قضيتها وسائل التواصل إلى أن تمت مراجعة ورقتها وتصحيح علامتها لتصبح ٢٠٠؟
الأخطاء التي تنوعت بين جمع درجات وخطأ بالإدخال دفعت الآلاف من الطلاب للاعتراض في مختلف المحافظات السورية على نتائج الشهادة الثانوية العامة لهذا العام قبل بدء الدورة التكميلية، واصطف الطلاب في طوابير طويلة أمام مقرات تقديم الاعتراض التي خصصتها مديريات التربية.
صحيح أن الحق عاد إلى صاحبه بعد المطالبة لكن الصحيح أيضاً أن ما حصل كان كافياً لاهتزاز الثقة بين الطلبة نتيجة الأخطاء التي بالتأكيد لا يتحملون مسؤوليتها. ولذلك لا يجوز أن تمر بعض الأخطاء التي وقعت من دون تحميل أي جهة المسؤولية، علينا معالجة ما حدث من خلال التقييم والمراجعة والتشخيص الدقيق حتى لا يتكرر ما حدث أكثر من مرة، ويؤثر ما حدث في جيل من الطلبة والطالبات يرسمون الأمل لمستقبل ينتظرهم، لأن التشكيك في التصحيح يثير المخاوف والبلبلة.
من غير المنطقي ومهما كان السبب في مثل هذه الأخطاء أن تمر الأمور من دون تحديد ضوابط وآليات عمل لمنع تكرارها. والسؤال هنا: لماذا الإسراع في إعلان النتائج عندما تكون هناك أخطاء؟ فالأفضل ألا يتم التسرع في إعلان النتيجة والتأني لأيام بعد الانتهاء من التصحيح والمراجعة واحتساب النتيجة النهائية للتأكد بشكل دقيق أفضل من الدخول في دوامة الأخطاء المزعجة والمقلقة للطلبة وأولياء أمورهم.