دمشق-سانا
شكل موضوع أهمية ودور التراث في مواجهة الغزو الثقافي والتطبيع مع الكيان الصهيوني محور الندوة التي استضافها المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بمشاركة عدد من الباحثين والأدباء والإعلاميين.
واستهل الندوة التي جاءت بعنوان (التراث في مواجهة الغزو الثقافي) الدكتور والباحث أسامة مرعي بتعريف التراث المادي واللامادي مبيناً أن ما خلفه لنا الأسلاف من قيم ومبادئ وأخلاق وفنون وعلوم وأدب هو المنظومة التي يجب أن نحافظ عليها ونفتخر بها وأن لا نسمح للآخر بأن يشوهها ويؤثر على هويتنا الثقافية والحضارية.
ويعتبر الغزو الثقافي حسب الدكتور مرعي حالة تغليب الثقافة الأجنبية على الثقافة المحلية بهدف طمس الهوية واستبدالها بما يفرضه الآخرون مشيراً إلى أهمية تعزيز دور التراث في مواجهة هذا الغزو من خلال الوعي ومحاربة التخلف لافتاً إلى ضرورة نقل ثقافتنا وتصديرها إلى باقي الشعوب ليكون هناك دور تبادلي في تقوية الثقافة العربية.
مدير المكتب الإعلامي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عمار النعمة أشار إلى ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الأخرى للحفاظ على التراث لافتا الى أن الدور ليس للإعلام وحده حيث أن المؤسسات الإعلامية والثقافية بذلت كل الجهود خلال سنوات الحرب على سورية في الدفاع عن التراث وصونه مشدداً على ضرورة أن نقدم التراث بشكله الجميل للأجيال القادمة.
بدوره تحدث مدير مؤسسة القدس للثقافة والتراث محمد أبو جبارة عن العوامل النفسية التي تؤثر بسلوكيات الشعوب وأخطائهم الثقافية ما يدفعهم لعدم التمسك بتراثهم وتاريخهم لافتاً إلى أهمية العودة إلى الجذور والموروث الثقافي والتعرف دائماً إلى ما يخصنا وما يوثق انتمائنا وعدم التخلي عن جذورنا والعمل على احترام الحضارات الأخرى والاستفادة من تجارب شعوبها دون أن تكون هي الأساس في تاريخنا.
الإعلامي والشاعر محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة بين أن أكثر ما يقلق العدو هو اهتمامنا بالثقافة وفهم تاريخنا وانتمائنا لذلك من الضروري أن تستمر الندوات واللقاءات الثقافية التي تساهم في تعريف الأجيال بما يخص هويتهم وتاريخهم وما يحافظ على وجودهم.
وفي مداخلته رأى أمين سر اتحاد الأدباء والصحفيين الفلسطينيين رافع الساعدي إنه من الضروري أن ندافع عن هويتنا وأن نكثر من الأنشطة الثقافية التي تواجه الغزو الثقافي فيما ركزت آراء ومداخلات أخرى لعدد من الحضور على ضرورة الإضاءة أكثر على التراث السوري وتوعية الأجيال حوله سواء في المناهج أو البرامج الإعلامية وغيرها والعمل على التعريف بهذا التراث عالمياً.
هادي عمران