انتقد الكاتب البريطاني روبرت فيسك الإجراءات التعسفية وحملات القمع والتصفية التي يواصل نظام رجب طيب أردوغان القيام بها بحجة محاولة الانقلاب مشيرا إلى أن الأخير وافق على إطلاق سراح آلاف السجناء بمن فيهم المدانون بجرائم خطيرة ليفسح المجال أمام زج آلاف من المعتقلين المناهضين لسياساته في السجون.
ولفت فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى أن أردوغان الذي يعتبر نفسه “سلطاناً” لتركيا قرر الإفراج عن 38 ألف سجين ممن تمت إدانتهم قبل الأول من شهر تموز الماضي بجرائم جنائية بما فيها القتل والاغتصاب ليتمكن من اعتقال مزيد من المعارضين والخصوم السياسيين وزجهم في السجون التركية المعروفة بسمعتها السيئة دون محاكمة وإلى أجل غير مسمى.
وأوضح فيسك أن عدد المعتقلين في السجون التركية في آذار الماضي كان 187 ألف سجين ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز الماضي اعتقلت قوات شرطة أردوغان أكثر من 23 ألف شخص آخر من الجنود والقضاة والصحفيين والمعلمين وغيرهم وتشير بعض الإحصاءات إلى أن هذا الرقم أعلى بكثير وأن عدد المعتقلين يتجاوز 32 ألفاً.
وأشار فيسك إلى أن السجون التركية لديها سمعة سيئة تعود إلى أيام العثمانيين من حيث الفساد والقسوة وعمليات التعذيب التي تجري داخلها.
يذكر أن نظام أردوغان استغل محاولة الانقلاب وشن على اثرها حملة انتقامية واسعة في مختلف أنحاء البلاد بهدف التخلص من كل مناهضي سياساته وقام خلالها باعتقال وإقالة آلاف العسكريين ومسؤولي الشرطة ورجال القضاء وتسريح عشرات الآلاف من العاملين في مختلف المؤسسات التركية وفرض حالة الطوارئ وإغلاق عدد كبير من وسائل الإعلام وهو ما لقي انتقادات دولية واسعة.
وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت سابقاً امتلاكها أدلة على تعرض المعتقلين في سجون أردوغان للتعذيب والضرب والاغتصاب داعية اللجنة الأوروبية للحماية من التعذيب إلى التوجه بشكل عاجل إلى تركيا لمراقبة ظروف الاعتقال.