الصحفي الفرنسي ريشار لابيفيير ينتقد سياسة صحيفة اللوموند وتغطيتها المفبركة لمجريات الأحداث في سورية: حاولت بيعنا أوهاما على مدى سنوات
انتقد الصحفي الفرنسي ريشار لابيفيير سياسة صحيفة اللوموند الفرنسية وتغطيتها المفبركة لمجريات الأحداث في سورية منذ بداية الأزمة فيها مشيرا إلى أن الصحيفة حاولت بيعنا أوهاما على مدى عدة سنوات.
وأشار لابيفيير في مقال بعنوان “إيديولوجية صحيفة اللوموند” نشره موقع الشبكة الدولية إلى أن إدارة التحرير في الصحيفة ولأكثر من خمس سنوات قامت بمساعدة عدد من الكتاب الفرنسيين وهم برنار هنري ليفي وجان بيير فيليو وآخرون بالتعبئة من خلال إنتاج إيديولوجي لسياسات بخصوص سورية إلا أن تقدم الجيش العربي السوري في مدينة حلب وضع نهاية تلك القصة وأصبحت الصحيفة منذ العاشر من آب الحالي تتحدث فجأة عن الوجه القبيح للجماعات التي تقاتل في المدينة والتي هي في الواقع من تنظيمي “القاعدة” و”داعش”.
ولفت لابيفيير إلى أن الصحيفة ادعت أن السيناريو بشأن حصار مناطق سيطرة الإرهابيين في حلب وفشل المحادثات في جنيف كان يتوقعه المراقبون منذ عدة أشهر .. متسائلا بتهكم.. من هم أولئك المراقبون الذين تتحدث عنهم .. وهل اللوموند هي واحدة منهم.. دون تحديد أن هذه التنظيمات التي ظهرت خلال فصلي الصيف والخريف عام 2012 هي بتمويل من السعودية وقطر وتركيا.
ورأى الكاتب أن مزاعم الصحيفة بمشاركة تلك التنظيمات في القتال ستكون لها آثار مهمة على مجرى الأحداث في سورية إلا أنه بعد ذلك بأيام قليلة أعلنت “جبهة النصرة” أنها نأت بنفسها عن تنظيم القاعدة معتبرا أن خبراء المنطقة يعرفون ما وراء الحملة الإعلامية لـ “جبهة النصرة” وأنها جاءت بناء على طلب من وزارة الدفاع الأمريكية بحيث يمكن تبرير إرسال السلاح “للنصرة” أمام الكونغرس وهذا ما أكده ضابط في المخابرات الخارجية حسب قول الكاتب.
ولفت لابيفيير إلى أن صحيفة اللوموند كانت تسمي القصف الأميركي لمواقع التنظيمات الإرهابية في سورية ب “الضربات” وتلك التي تقوم بها القوات السورية ب”القصف” لافتا إلى أن المصادر التي تعتمدها الصحيفة غير معروفة رغم أنها تدعي الرجوع الدائم إلى مصادر.
واستهجن لابيفيير “السبق الصحفي” الذي حققته الصحيفة بشأن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق في الـ 21 من آب 2013 والذي كذبته ثلاثة تقارير للأمم المتحدة لافتا إلى أن تلك المعلومات السرية الخاصة التي حصلت عليها الصحيفة يبدو أنها حصلت عليها من قارعة الطريق ما يجعلها موضع انتقادات كبيرة .
وأشار لابيفيير إلى أن استعادة الجيش العربي السوري لحلب ستكون إعلانا ليس فقط لنهاية الأزمة ولكن أيضا بداية إعادة إعمار البلاد معتبرا أن كل شيء جيد والقذارة تأخذ مكانها في حرب اقتصادية دون هوادة بدأت تتبدى ملامحها وحتى في قلب حلب تبقى الأعمال التجارية لكسب الحرب الاقتصادية التي لا نهاية لها.
وسخر الكاتب الفرنسي في ختام مقاله من صحفيي اللوموند الذين يقومون بتغطية الحرب الدولية على سورية منذ البداية مشيرا إلى أنهم يستوحون أخبارهم من مغامرات “أليس في بلاد العجائب” بدلا من الكتاب الجيدين مخاطبا إياهم بالقول.. “أيها الصحفيون أوبير بوف ميري وجاك فوفيه وأندريه فونتين وأندريه لوران اصحوا جيدا لقد أصبحتم مجانين”.
يذكر أن لابيفيير هو صحفي وكاتب فرنسي ومحرر في التلفزيون السويسري وراديو فرنسا الدولي ورئيس تحرير مجلة الدراسات العسكرية الفرنسية من عام 2003 إلى عام 2011 ومستشار بمواضيع الأمن والدفاع لجهات عدة وكتب العديد من الكتب حول موضوع الإرهاب وأقيل من راديو فرنسا الدولي لخلاف بالرأي مع مديرته العامة كريستين أوكرينت وتتناول كتاباته بشكل خاص سورية ولبنان والعراق ومصر ودول المغرب العربي.