عندما يكون الأطفال تحت الخطر . غادة فهد

تتعدد المسؤوليات الملقاة على عاتقنا نظراً للضغوط الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والتي تجعلنا في غفلة ما نهمل أو نقصر أو ربما نتجاهل ما هو أهم من كل ما سبق وهو أطفالنا الذين هم أمانة في أعناقنا ففي زحام سباقنا ولهاثنا وراء لقمة العيش نهمل واجبنا المقدس تجاه أطفالنا ألا وهو الاهتمام والرعاية والتقرب من الطفل ومحاولة تهذيب أخلاقه ومشاركته أوقات لعبه وتعلمه فتتجلى أسمى ما نقدمه له هو ( الطعام واللباس والهدايا إذا استطعنا شرائها طبعاً ) . لم تعد الأم قادرة على سماع شكوى أطفالها ولا الرد على استفساراتهم الكثيرة ولا حتى تعليمهم فروضهم المدرسية بل هناك من ينوب عنها بذلك ، وكذلك الأمر بالنسبة للأب الذي بات يمضي أغلب وقته خارج المنزل لتأمين احتياجات الأسرة لم يعد لديه متسعاً من الوقت للعب مع أطفاله أو الجلوس أو الخروج معهم ففي أغلب الحالات يأتي الأب في ساعات متأخرة ويكون حينها الطفل نائماً وفي أيام العطل يكون الأب مشغولاً بأشياء أخرى . إن أردنا مكافأة الطفل نعطيه النقود ليشتري أشياء غير نافعة له أو نجعله يجلس أمام شاشة التلفاز يشاهد أفلامه الكرتونية المفضلة ” ولكن هذا الخيار بات صعباً لعدم وجود كهرباء  ”  يبقى الخيار المعتمد لدى الأهل هو إعطاء الجهاز النقال ( الموبايل ) للطفل حتى يتسلى وينشغل عن إحداث الشغب والفوضى في المنزل أو يفضل البقاء في المنزل ويتجنب الخروج واللعب في الشارع وبهذا تكون الأم قد وثقت أن طفلها في أمان لأنه أمام عينيها ولكن في الحقيقة الأمر عكس ما تراه تماماً أفكار مسمومة

جلوس الطفل لساعات أمام شاشة التلفاز إن تسنى له الأمر أو الاستعاضة عنه بالموبايل للاستمتاع بالرسوم المتحركة يجعله عرضةً لمخاطر جمة يطول الحديث عنها حالياً ولست بصددها الآن إذ إن ما أردت توضيحه ينحصر بمحتوى ما تعرضه بعض الأفلام والمسلسلات الكرتونية التي تعرضها القنوات سواء التلفزيونية أو على الشبكة العنكبوتية .
يتعرض أطفالنا لغزو يستهدف عقولهم الصغيرة تمهيداً للاستحواذ عليها والتحكم فيها بالمطلق ودس الأفكار الغربية المنافية لقيم وأخلاق مجتمعنا العربي على مبدأ دس السم بالعسل كنشر وترويج المثلية الجنسية كأسلوب حياة طبيعي لا تشوبه المغالطة ضمن رسوم متحركة عشقها أطفالنا وأدمنوا متابعتها وقلدوا شخصياتها واقتنوا الأشياء ( كالألعاب والملابس ) التي تطبع عليها صورهم هوساً بهم
استكمالاً لما سبق الحديث عنه آنفاً كان لنا وقفة مع الدكتور أيمن السمان أخصائي ارشاد اجتماعي وحماية أسرة الذي حدثنا عن ايجابيات وسلبيات الرسوم المتحركة على الطفل وأكد على ضرورة حماية عقل الطفل وسلوكه وقيمه وتنمية مواهبه وصقل قدراته العقلية والبدنية ، إذ إن أفلام الرسوم المتحركة تصل إلى الطفل بالصوت والصورة بما تحويه من حركات وألوان جذابة وتوجهه إلى معرفة أشياء وأمور متنوعة ما كان له أن يجد الفرصة ليتعلمها دون مشاهدة هذه الأفلام والرسوم الكرتونية ولكن في نفس الوقت يكون لها آثاراً سلبية عليه
ايجابيات الرسوم المتحركة على الطفل :  تغرس هذه الرسوم اهتمامات جديدة لها تأثير على سلوك الطفل وتكوين عاداته وقيمه وتكسبه الخبرات والمعارف وخاصةً في هذه السن الصغيرة الذي يكون فيه على استعداد لاستقبال ومعرفة الكثير والكثير . تحتوي الرسوم المتحركة على الحكايات التي يمكن أن تساعد الطفل على تفهم طبيعة العلاقات الاجتماعية وتكسبه المهارات والخبرات مثل النظافة الشخصية وآداب الحديث وآداب المرور والتعاون مع الآخرين وتساعده على غرس التفكير العلمي وتشجعه على الاهتمام بالتكنولوجيا التي أصبحت من سمات العصر ، كما أنها تعلمه لغة عربية فصيحة لا يجدها في محيطه الأسري مما ييسر له تصحيح النطق وتقويم اللسان وطريقة الكلام وتلبي بعض احتياجاته النفسية وتشبع عنده غريزة حب الاستطلاع فتجعله يسعى لاكتشاف ما هو جديد إضافة إلى غريزة المنافسة والمسابقة التي تجعله يفكر في النجاح ويسعى إليه ، كما أنها تنمي خيال الطفل وتغذي قدراته وتعرفه بأساليب مبتكرة متعددة في التفكير والسلوك . رغم كل تلك الإيجابيات فإننا نقف أمام الكثير من السلبيات التي تضر بالطفل إذا ما أخذناها في الحسبان .

اخبار الاتحاد