آلام السوريين والضمير الغربي النائم! محرز العلي

الوحشية وغياب الضمير الإنساني لدى الولايات المتحده الأميركية ودول الغرب الاستعماري ظهرت في الآونة الاخيره بصورة غير مسبوقة حيث وقفت هذه الدول موقف المتفرج على آلام السوريين، ولاسيما بعد الكارثة الإنسانية التي تعرضت لها سورية جراء الكارثة الطبيعية الزلزال المدمر الذي راح ضحيته آلاف المواطنين السوريين وإصابة وتشريد ملايين المواطنين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، الأمر الذي يؤكد أن هذه الدول باتت تتلذذ بمعاناة السوريين دون وازع إنساني أو أخلاقي لتؤكد بذلك نفاقها السياسي عندما تتكلم عن حقوق الإنسان.

الولايات المتحده الأميركية ومن يدور في فلك سياستها المتوحشة من الدول الأوروبية والتي هي مسؤولة عن معاناة السوريين منذ بدء العدوان على سورية أي منذ عام ٢٠١١وحتى الآن، لاتزال تسرق النفط السوري والمحاصيل الاستراتيجية السورية التي هي ملك السوريين وبأمس الحاجه لها ولتظهر وحشيتها وحقدها حاولت التشويش على الدول التي عبرت عن إنسانيتها بإرسال المساعدات إلى المتضررين السوريين من الزلزال بينما الدول الأوروبية وقفت موقف المتفرج على المواطنين تحت الأنقاص والمصابين والمشردين من الزلزال، لتؤكد بذلك أن همها الوحيد استعمارالشعوب ونهب ثرواتها وعدم الاكتراث بالوضع الإنساني في الدول المستهدفة وهذا هو طبعها وسلوكها منذ قرون ولا تغير على سلوكها إلا بزيادة التضليل واختلاق الذرائع الجديدة لتبريرعدوانها الذي أخذ أشكالاً متعددة.

وما يشير أيضاً على سلوك هذه الدول الأوروبية العدوانية الصمت المريب على العدوان الإسرائيلي الأخير على الأحياء السكنية في دمشق والذي راح ضحيته عدد من المواطنين الآمنين في بيوتهم، حيث صمتت هذه الدول كصمت القبور ولم تبادر إلى إدانة هذا العدوان في هذه الظروف التي يلملم فيها السوريون جراحهم من الزلزال وهذا يقدم دليلاً إضافياً على الطبيعة العنصرية المتوحشة لتلك الدول الاستعمارية.

هذا الصمت المريب على العدوان الإسرائيلي يحمل في طياته سياسة أوروبية أميركية خبيثة، فمن جهة يشجعون هذا العدو الغاصب على الإمعان في القتل والتدمير وبذات الوقت يحاولون العودة إلى حالة ماقبل الزلزال أي مواصلة نشر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة لاسيما بعد الانفتاح والتضامن العربي مع سورية وتقديم قوافل المساعدات الإغاثية التي قضت مضاجعهم، وخير دليل على النهج الاستعماري الذي يسعى لنشر الإرهاب وعدم الاستقرار تزامن العدوان الإسرائيلي مع المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق عمال يجنون الكما كل ذلك دون أن يحرك ضمائرها التي باتت متجمدة عندما يتعلق الأمر بسورية.

مهما تعددت أساليب المستعمرين في التعامل الوحشي مع الشعب السوري لن يحقق لهم أجندتهم ولن يثني السوريين عن لملمة جراحهم بتضامنهم وإرادتهم التي تؤكد مواصلة اجتثاث الإرهاب وبناء سورية الحديثة، وبأفضل مما كانت عليه وصور التضامن الاجتماعي وتحول الشعب السوري إلى خلية نحل لتجاوز كارثة الزلزال المدمر خير مثال على أن سورية قوية بشعبها وتملك إرادة الحياة والدفاع عن سيادتها واستقلالها وإفشال مخططات أعدائها.

اخبار الاتحاد