الدراما السورية تتصدر موسم المسلسلات الرمضانية . زينب شحود

تصدرت الدراما السورية المشهد على الساحة الفنية الرمضانية على مستوى الوطن العربي بأكثر من ١٠ أعمال  تنوعت بين الاجتماعية والكوميدية الخفيفة والتشويقية البوليسية إضافة إلى أعمال البيئة الشامية والشعبية التي يتم عرضها على عدد من القنوات العربية و المنصات الاجتماعية .

واللافت لموسم رمضان 2023 هو قالب التشويق البوليسي وهو ليس بالجديد وإنما عاد بألق بعد شبه غياب لسنوات منذ عدة مسلسلات بوليسية شهيرة مثل حكم العدالة وجريمة في الذاكرة وغيرها  ويتصدر الجزء الثاني من مسلسل مقابلة مع السيد آدم قائمة الأعمال البوليسية التشويقية للمؤلف والمخرج فادي سليم والذي تم تأجيله منذ سنتين وتدور أحداثه حول شخصية طبيب شرعي حولته الظروف من ضحية إلى قاتل انتقاماً لابنته التي توفيت بعد اختطافها .

فيما تدور أحداث مسلسل زقاق الجن للمؤلف محمد العاص والمخرج تامر اسحاق بقالب تشويقي ضمن بيئة شامية بمزيج من الخيال يندرج تحت مسمى الفانتازيا ويتحدث عن الصراعات الاجتماعية بحالة تخلق التشويق .

ومن الواضح أن الأحداث التشويقية للمسلسلات تجذب الانتباه بشكل كبير لأن المتلقي في هذه الحالة يُعمل تفكيره لاكتشاف الحقائق وتوقع مجريات الحدث .

كوميدي درامي اجتماعي

ولم تغب الكوميديا عن هذا الموسم الرمضاني وإن كانت خجولة بعض الشيء من خلال عدة أعمال اجتماعية بقوالب كوميدية مثل الفرسان الثلاثة للمؤلف محمود الجعفوري والمخرج علي المؤذن والذي يستعرض هموم وأوجاع الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ومشاكلهم ومحاولاتهم تأمين العيش بالأساليب المشروعة كافة وغير المشروعة والجزء السادس من مسلسل صبايا للمؤلف محمود ادريس والمخرج فادي وفائي والذي عاد بعد غياب لسنوات استكمالا للأجزاء السابقة ولكن بحلة معاصرة تعتمد على بساطة المواقف التي تحدث مع ٧ فتيات في مقتبل العمر تعشن ضمن منزل واحد .

أما مسلسل قرار وزير من تأليف وإخراج طارق سواح فيتحدث عن شخص كان يعمل في مهنة المحاماة قبل أن يصبح وزيراً ويتخذ قراراً غريباً يحدث تغييراً على صعيد عائلته والوضع العام بعد فترة من تعيينه وذلك ضمن إطار درامي اجتماعي كوميدي خفيف .

وتدور أحداث مسلسل ضيف على غفلة للمؤلفة نسرين حلواني والمخرج عمار تميم

في إطار كوميدي حول الطباخة (هنية) التي تعمل بمجال طهي الوجبات والمواقف الكوميدية بين المستأجرين الذين يقيمون بالمنزل .

ويقدم مسلسل الكرزون نمطاً من الدراما الاجتماعية الممزوجة بالكوميديا الخفيفة وتدور أحداثه حول رجل أعمال يضع ابنته في اختبارات لتتعلم مواجهة الظروف الصعبة وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج رشاد كوكش .

وتقع أحداث مسلسل دفا للمؤلف بسام مخلوف والمخرج سامي الجندي ضمن كافتيريا يعمل بها مجموعة من الشباب وما يحدث معهم من صراعات داخلية وعلاقاتهم معاً .

الشعبي والشامي والتاريخي

وتؤكد أعمال البيئة الشامية في كل موسم رمضاني حضورها بقوة وتحقيقها جماهيرية شعبية رغم العدد المتزايد من النقاد عن أحداثها ويندرج مسلسل العربجي تحت مسمى الملحمة الدرامية الخارجة عن المألوف في أعمال البيئة الشامية وهو من تأليف عثمان جحا ومؤيد النابلسي وإخراج سيف الدين سبيعي وتدور أحداثه حول قصة الظلم التي تتعرض لها شخصية عبدو العربجي وتحديه لكل الصعوبات و الذي يعمل في نقل البضائع على العربة التي تجرها الخيول ( الطنبر ) لإعالة عائلته وذلك خلال حقبة زمنية بعيدة .

أما مسلسل باب الحارة في جزئه الثالث عشر الذي يصنف ضمن نمط الدراما الشامية فتنتقل أحداثه من حارة الصالحية إلى حارة الضبع بعد جلاء الانتداب الفرنسي عن سورية وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج منال عمران .

وتدور أحداث مسلسل مربى العز ضمن حارات دمشقية مابين عامي ١٩٠٠ و ١٩١٩ للمؤلف علي الصالح والمخرجة رشا شربتجي حول الصراع بين الخير والشر.

فيما يتابع مسلسل حارة القبة في جزئه الثالث الحديث عن فترة السفربرلك والحكم العثماني لبلاد الشام في القرن التاسع عشر ضمن قالب اجتماعي يحكي العديد من القصص وهو من تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي .

ومن الأعمال التي تندرج تحت مسمى التاريخي الشعبي يأتي مسلسل الزند ذئب العاصي من تأليف عمر أبو سعدة وإخراج سامر برقاوي والذي يعود بالزمن قبيل الحرب العالمية الأولى ويتحدث عن الصراع بين الإقطاعيين وأصحاب الأراضي مقدماً قصة الشاب عاصي مثالاً على التحدي في مواجهة الشخصيات ذات السلطة والجبروت .

رأي النقاد

ومن ناحية أخرى يرى الأديب والناقد إبراهيم كسار أن الدراما السورية مازالت تعاني  ، كما حالنا جميعاً ، على حد تعبيره من أزمات ، وهي تتوجّه إلى الماضي تمتح منه وتجترّ أحياناً قائلاً : السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: لماذا التوجه نحو الماضي؟ هل أفلس الواقع من القضايا المهمّة التي يمكن تجسيدها في مسلسل ما ؟ هل توقّف الزمن عند الماضي ؟ هل توقّف كتّاب الرواية والقصّة عن الكتابة ؟

أما عن الدراما العربية بالعموم فيشير إلى أن أغلبها بات مقتبساً عن الدراما التركيّة ، المختلفة عن الأجواء والظروف الحياتية العربية متسائلاً : هل أصبح واقعنا المليء بالقصص والمآسي عقيماً  ؟ أم هل ينقصنا الجرأة في الاقتراب من قضايا الناس وأحوالهم ؟ وهل يبقى من الأعمال الدراميّة في الذاكرة سوى ما يحاكي الحياة في المجتمع ؟ أم أنّ التجاريّة هي السائدة ؟

اخبار الاتحاد