في مئوية جريمة غرزها السكين الصهيونية في المنطقـة… بريطانيا تمنع مصادقة الاتحاد الأوروبي على تبني مقـررات باريس
على الرغم من ان مؤتمر باريس الدولي كشبيهاته من المؤتمرات لم يكن يحمل في مضامينه أي طروحات قابلة للتنفيذ على ارض الواقع لتعنت وغطرسة الكيان الصهيوني
وضربه بكل القرارات التي تصدر عن المحافل الدولية عرض الحائط ولانفلاته من عقال أي محاسبة دولية اوعقوبات على جرائمه وانتهاكاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
مؤتمر باريس الذي روج في عناوينه العريضة لمحاولة احياء عملية السلام المتوقفة هو في اطاره العام انعقد مساويا بين الضحية والقاتل وبين الارهاب والمقاومة المشروعة عن الارض والحقوق , بالمحصلة قاطعته»اسرائيل» واعتبرته عبثيا وغير ملزم بقراراته رغم ترحيب السلطة الفلسطينية به واعتباره بارقة امل رغم يقين الشعب الفلسطيني ان العدو الصهيوني لا يفهم الا لغة المقاومة لإنهاء الاحتلال.
في السياق رأت أوساط سياسية فلسطينية أن فرنسا فقدت مصداقيتها وتنصلت من كل الوعود ورؤيتها لدور المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات وما يجب أن يتمخض عنه وخضعت للابتزاز الإسرائيلي وللابتزاز الأميركي بإفراغ المؤتمر من محتواه وعدم نصه على أي آلية للمتابعة فضلاً عن إتاحة الفرصة لأفكار وزير الخارجية الأميركية جون كيري لأن تكون ضمن توصيات المؤتمر الملتبسة.
وأكدت الأوساط نفسها أن القيادة الفلسطينية التي عوّلت على المبادرة الفرنسية زرعت وهماً سياسياً ستحصده عبر مفاوضات ثنائية حيث أعلنت القيادية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» خالدة جرار إن «خطورة» مؤتمر باريس تتمثل في «مساواة الإرهاب بالمقاومة لأنهم استندوا إلى تقرير اللجنة الرباعية الذي سبق وادانته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فضلاً عن استناده إلى المبادئ الستة التي سبق أن ذكرها الوزير كيري حول يهودية «إسرائيل»، وتبادل الأراضي والتعويض بدل حق العودة» ودعت جرار إلى تبني خيار سياسي آخر يتمثل بـ»العمل على تأمين اصطفاف دولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وليس التفاوض عليها والمضي قدماً نحو المحكمة الجنائية الدولية»
وعلقت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» على نتائج مؤتمر باريس بالقول إنها «جاءت مخيبة للآمال الوهمية التي علقها البعض على هذا المؤتمر الذي يفتقر إلى أي آلية دولية فاعلة لإنهاء الاحتلال أو لتحديد أي سقف زمني لإنجاز هذا الهدف، وهو علاوة على ذلك يساوي بين ما يسميه العنف والتحريض وبين الاستيطان الذي هو جريمة حرب موصوفة بموجب القانون الدولي».
واعتبر محللون سياسيون ان مصداقية فرنسا على المحك وعلى باريس ان كان لديها اي مصداقية لحلول مرتقبة فعليها الاعتراف فوراً بدولة فلسطين.
من جهتها ذكرت صحيفة «هآرتس» ان بريطانيا منعت مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي من تبني البيان الختامي لمؤتمر السلام في باريس وتعتبر الخطوة البريطانية استثنائية جدا وتصل بعد يوم واحد من رفض البريطانيين التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر باريس.ولم يشارك وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ولا السفير البريطاني لدى فرنسا في المؤتمر وتم ارسال موظف صغير لإظهار عدم رضا بريطانيا عن الخطوة الفرنسية, وبعد المؤتمر نشرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا اعلنت فيه تحفظها على نتائج المؤتمر لأنها يمكن ان تزيد من «تعنت الجانب الفلسطيني في كل مفاوضات مستقبلية» حسب ادعائها .
وقال دبلوماسيون اوروبيون ان فرنسا هي التي طلبت من مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المصادقة على قرار مقتضب نسبيا يتبنى نتائج مؤتمر باريس ويؤكد استعداد الاتحاد الاوروبي لمنح «اسرائيل» والفلسطينيين محفزات اقتصادية في حال التوصل الى اتفاق سلام وخلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية تحفظت بريطانيا من اتخاذ قرار وادعت ان التوقيت غير مناسب وانضمت عدة دول اخرى من بينها هنغاريا وليتوانيا الى التحفظ البريطاني وبما ان صدور القرارات في مجلس وزراء الخارجية يجب ان يتم بالإجماع فقد صد الاعتراض البريطاني الطريق امام الاقتراح الفرنسي.
وقال دبلوماسي اوروبي ان الخطوة البريطانية تدفعها الرغبة بالتملق للرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب. فقد قال ترامب امس في لقاء مع صحيفة «تايمز» اللندنية انه يتوقع من بريطانيا معارضة كل قرار مستقبلي ضد «اسرائيل» في مجلس الامن. وقد قرأت بريطانيا التصريح ونفذته على الفور». واضاف الدبلوماسي: «هذا جنون، فقبل ثلاثة اسابيع فقط دفعت بريطانيا قرار مجلس الامن 2334 في موضوع المستوطنات وصوتت الى جانبه والآن تصدر قرارا في الموضوع نفسه في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
استشهاد شاب شرق طولكرم
استشهد شاب فلسطيني بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس على حاجز بيت ليد شرق طولكرم بالضفة الغربية بذريعة محاولته طعن أحد جنود الاحتلال.
وذكرت وكالة (معا) الفلسطينية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي زعمت بأن الشاب القى الحجارة على قوات الاحتلال ولدى اقترابه من الحاجز اطلقت عليه الرصاص متذرعة بإشهاره سكينا.