إعلان أم استعراض..؟؟

تصريح من العيار الثقيل خرج به وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي ليعلن من خلاله نفاد صبر الوزارة تجاه ممارسات بعض منتجي ألبسة الأطفال

الذين لم يستجيبوا للدعوات التي وجهتها الوزارة لهم بضرورة تخفيض أسعارهم والتهاود في نسب الأرباح مع الحفاظ على المستوى المطلوب من الجودة والمواصفة.‏

فأن يقول الوزير إنه سيلجأ إلى استيراد ألبسة الأطفال إذا بقي المنتجون المحليون لهذه السلعة مصرين على أسعارهم الحالية..!! ففي مثل هذا التصريح ما ينبئ بالكثير من الجوانب التي قد تشير إلى وصول الوزارة إلى طريق مسدود مع قوى السوق الفاعلة التي على ما يبدو لم يعد يعنيها أي من التصريحات ولا حتى الإجراءات التي تميل نحو التسامح والتساهل مع بعض سلوك المنتجين والتجار وغيرهم..‏

بمعنى آخر فإن في مثل هذا التصريح ما يشي بأنه لم يعد متاحاً التفاهم والتحاور للوصول إلى اتفاق يحل المشكلة القائمة، وإن كان يشير إلى خلل في طريقة تفكير بعض قوى السوق، إلا أنه يظهر حالة من العجز الحقيقية التي بدأت تصيب مفاصل الجسم التمويني الذي فقد (هيبته) في الأسواق ولم يعد قادراً على أخذ دوره المطلوب في حماية المستهلك من حالات عدم التوازن التي أصابت أسواقنا ولم يعد ينفع معها شيء.‏

وبالنظر إلى مضمون التصريح الذي حمل صيغة التهديد النابع من حالة رد فعل غير مدروسة، نجد أنه يحمل في طياته مشكلة جديدة هي مشكلة الاستيراد التي لها شجونها ومتاعبها وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد أولاً من خلال استنزاف القطع الأجنبي على سلعة لا تعتبر ملحة وضرورية للمستهلك السوري، كما أن السؤال هنا إذا لم تستطع الوزارة أن تضمن جانب المنتجين المحليين لجهة ضبط أسعارهم فكيف ستضمن أسعار السلع المستوردة خاصة وأن الأسواق لم تشهد أي تبدل جديد على صعيد آليات المراقبة والمتابعة التي تخفف من حجم المخالفات بكل أنواعها وأشكالها..؟؟‏

وعلى أهمية ألبسة الأطفال كحاجة من حاجات المستهلك السوري، إلا أنها في مثل هذه الظروف لا تبدو بمستوى أهمية السلع الغذائية الأساسية، وإن كانت وزارة التجارة الداخلية عازمة على حماية المستهلك فكان من باب أولى أن نسمع مثل تلك التصريحات فيما يخص السلع الملحة التي يحتاجها المواطن يومياً كالسكر والرز والزيوت والسمون التي فاقت أسعارها كل التصورات، فهل تخبئ لنا وزارة (التموين) تصريحات بهذا الخصوص أم إن للأمر وجهاً آخر…؟؟‏

 

اخبار الاتحاد