لغة الرئيس الأسد وتسمية الأشياء بمسمياتها ..! يونس خلف

لغة الرئيس بشار الأسد  في الخطاب السياسي العربي ‏ هي لغة غير معتاد عليها ولا يعرفها غيره  ومنذ الخطابات الأولى اختار أسلوباً في التواصل يعبّر عن إبراز مواقف محددة  وغير قابلة لتأويلات متناقضة وتجسد الوضوح في الرؤى والتعبير الصريح عن المواقف‏.‏ واليوم على الرغم من سنوات الحرب العدوانية الظالمة على سورية اللغة الواثقة هي نفسها وتعكس  صحة خياراتها، ‏لغة تمثّل الوضوح والصراحة وتسمية الأشياء بمسمياتها، ‏وتقدّم الإجابة على تساؤلات الناس وتجسّد الارتباط الوثيق بمشاعر الشارع العربي الذي أثبت أنه مدرك لكل الحقائق، ولذلك فإن الشريحة الأوسع من الشعب العربي تتبنى هذا الخطاب، ولا يحتاج ذلك إلى قياس الرأي أو معرفة صدى هذه اللغة لأن أصل الحكاية لا يقتصر على مرونة اللغة، أو قوتها، بل على أساس المواقف ‏والحقائق التي أثبتتها الأحداث.

قبل كل قمة عربية الأنظار تتجه وتترقب ماذا سيقول الرئيس بشار الاسد؟                                                                              كيف سيتحدث مع من كانوا في صف الأعداء وهل سيوزع عليهم رسائل الخذلان والندم؟ إلّا أن من يعرف لغة الرئيس بشار الأسد كان يعرف كيف سيكون الخطاب، لكن مهما كانت معرفة المتلقي وكل من يسمع ويتأمل الخطاب لم يخطر بالبال أنه خلال ثلاث دقائق كانت الرسائل للجميع دفعة واحدة !

كعادته كان الرئيس الأسد الأميز والأبرز، الأستاذ والمُعلّم والقائد للجميع في أي محفل عربي أو دولي.. ما أروعه وهو يلقي عليهم درساً في عروبة الانتماء وعروبة الاحضان  ويفسر لهم معادلة سياسية مفادها بأن (  المزيد من الوداعة العربية مع الكيان الصهيوني تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية وأن المزيد من اليد الممدودة من قِبَلنا تعادل المزيد من المجازر بحقنا  ) .

ورأى الرئيس الأسد أنه لا بد من تذكير البعض أنه ( لا يمكن البحث في العدوان على غزة بمعزل عن سياق المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين سابقاً واستمرار هذا السياق لاحقاً.  وأن الحد الأدنى الذي يمتلكه المجتمعون هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية، وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني بكل ما يشمله المسار السياسي من عناوين اقتصادية أو غيرها لتكون عودته مشروطة بالتزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت للإجرام بحق كل الفلسطينيين في كل فلسطين ) .

ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الرئيس بشار الأسد أنه أقوى الزعماء العرب فهو الذي استطاع أن يقود سورية بحكمة وذكاء كما استطاع الوقوف بثبات في وجه الولايات المتحدة وسياستها في الشرق الأوسط  وأنه كلمة السر في الشرق الأوسط، لا بل أن وسائل إعلامية أميركية تحدثت عن الرئيس بشار الأسد بأنه قاد سورية في أصعب الظروف وكان عصياً على الانكسار  وإن سرّ الرئيس الأسد يكمن بأنه لا ينساق وراء الأوهام ولا يهجر الثوابت وأن اقتناعه راسخ بأن ثمن الصمود والمقاومة أقل من ثمن الاستسلام.

اخبار الاتحاد