مذبحة العالم .ديب حسن

 

ليست المرة الأولى في تاريخ الإبادات البشرية التي تمارسها واشنطن وربيبتها الكيان الصهيوني، وإن كنا نتمنى أن تكون الأخيرة في هذا الجنون الذي يحرق كل شيء، نعم ليست الأولى ولكنها من حيث كون البشرية شاهداً على تفاصيلها كلها، تدل على العالم كبيرها وصغيرها، من أقصاه إلى أدناه، من مع واشنطن والكيان الصهيوني، أو ضد جنونهما، قد عرف واطلع على كل تفاصيل التوحش، وسواء اعترفت حكومات الغرب بصراحة أم لم تعترف بهذا الجنون، فليعلم الجميع علم اليقين أن ما يجري إبادة جماعية لكل ألوان الحياة في غزة البشر والشجر والحجر.

وفوق هذا كله إنه إبادة للبشرية كلها، فمن يتجرأ بلا أدنى وازع من ضمير على قصف المدارس والمشافي ومؤسسات يفترض أن لها حصانة دولية، يريد أن يقول للعالم: لست آبهاً بكل ما تتحدثون عنه، وكل ما تدعونه من مصطلحات (حرية – كرامة – إنسانية).
يقول ذلك ويفعل لأنه يعرف أنها شعارات وضعت للاستهلاك المحلي والعالمي ولتكون مطية للتدخل في شؤون الدول التي لا تمضي في ركب واشنطن وتابعيها من الدول الغربية.

ما يجري في غزة وعليها وعلى كل فلسطين، هو مذبحة بحق العالم كله، وإهانة لكرامة البشر، والصمت عما جرى يعني التأسيس في قادمات الأيام أن حق القوة هو الذي يسود، أن البشرية وافقت على العودة إلى مرحلة التوحش، لابد من أن يطول العقاب من ارتكب هذه الإبادات ومن يمد مرتكبيها بأسباب القوة ومحاولة التهرب من العقاب.

اخبار الاتحاد