المحور المتداعي

د: خلف المفتاح :

شكلت حالة الثقة والتنسيق والتكامل بين سورية وحلفائها وشركائها في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني الإرهابي وأدواته في المنطقة وفي مقدمة هؤلاء الحلفاء المقاومة اللبنانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية

الأساس في عرقلته وصولا لإفشاله وهزيمته بشكل نهائي وعلى قاعدة فرق تسد جرت العديد من المحاولات لدق إسفين بين اطراف المحور المقاوم في سعي يائس لزرع حالة من عدم الثقة بين حلفاء سورية ولاسيما روسيا وايران وكانت النتيجة الطبيعية سقوط وفشل هكذا رهانات لسبب بسيط وجوهري وهو أن هذه الدول يجب عليها التنسيق الدائم والمستمر وعلى اعلى المستويات منذ بداية العدوان الإرهابي وحتى الآن ولا تقدم أي دولة من هذه الدول على القيام بأي خطوات أو إجراءات متعلقة بسياقات الأزمة ترتب مواقف معينة إلا بالتنسيق والتشاور فيما بينها انطلاقا من حالة الثقة المتوافرة بين أطرافها وإدراكها حقيقة أن قوتها في تضامنها وتنسيقها وشراكتها الحقيقية في الحرب على الإرهاب والمشروع الذي يختبئ خلفه.‏

إن العلاقات التي تربط بين سورية من جهة وكل من جمهورية ايران الإسلامية وروسيا الاتحادية هي علاقات متجذرة وعميقة وتاريخية وليست مرتبطة بالأزمة في سورية وتداعياتها الإقليمية والدولية ما يعني أنها خارج كل الرهانات على اختراقها أو خلخلتها وإضعافها والسبب الجوهري الذي يكمن خلف ذلك هو أنها علاقات تاريخية وقائمة على أساس من المصالح المشتركة واحترام سيادة دولها وأنها تحظى بتأييد قاعدة شعبية وازنة وواسعة في تلك البلدان.‏

من المفيد الإشارة إلى أن الحرب الإرهابية والعدوان الذي شن على سورية جاء في سياق مشروع غربي صهيوني إخواني استهدف سورية ومحور المقاومة والمنطقة عموما أعمالا لنظرية الفوضى الخلاقة وبهدف تفكيك الكيانات الوطنية القائمة وإعادة تركيبها على حوامل طائفية ومذهبية واثنية وجهوية وغيرها ما يدخلها في صراعات واحتراقات داخلية لا نهاية لها بحيث تتغير أولويات شعوبها من بناء دولتها الوطنية والقومية القوية ومواجهة الخطر الصهيوني ومشروعه التوسعي الاستيطاني الاحتلالي العنصري إلى الانكفاء الداخلي ومغادرة أهداف التنمية بناء الدولة العصرية والبحث عن حماية خارجية لكيانات هزيلة مصطنعة لا تملك مقومات الدولة والاستمرار إلا في اطار التابعية والحماية والاستلاب.‏

إن وعي وادراك هذه الحقيقة من أبناء المنطقة ولاسيما نخبها السياسية وقياداتها الوطنية هو الذي عطل ذلك المشروع وادخله حالة الاحتضار ما يعني الحاجة الماسة لاستمرار حالة التنسيق والتكامل والشراكة بين اطراف محور المقاومة على قاعدة من الثقة بهدف إسقاط وهزيمة ذلك المشروع الاستعماري بشكل نهائي وكامل وإعادة الثقة لأبناء المنطقة باستعادة العافية الوطنية والدفع باتجاه تحقيق الأهداف الكبرى ببناء الدولة القومية وتحرير الأراضي العربية من دنس الاحتلال وإعطاء زخم إضافي لمحور المقاومة لاستمرار السير باتجاه تحقيق الأهداف الذي نشأ أساسا للوصول اليها ما جعله يمتلك ذلك الرصيد الشعبي الكبير في المنطقة وخارجها.‏

إن ما يحب أن يحصل في الواقع بعد الانتصارات الاستراتيجية التي حققها جيشنا العربي السوري والقوى الرديفة والحليفة له هو تفكك محور العدوان على سورية وليس العكس وأن يجري الحديث عن حالة عدم الثقة بين أطرافه وهذا حاصل فعلا والدليل على ذلك سيل الاتهامات التي اطلقتها العصابات الإرهابية على بعضها بعضاً بالخيانة أو التخاذل لتبرير هزائمها المتلاحقة بفضل صمود وتضحيات أبطال قواتنا المسلحة الباسلة وتماسك أبناء شعبنا وتلاحمهم والتفافهم حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أدار المعركة بكل شجاعة وصبر وحكمة وشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية وتمسك بسيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها وكرامتها والحفاظ على موقعها المتقدم في ريادة المشروع العروبي المقاوم.‏

 

 

 

 

 

 

اخبار الاتحاد