الدكتورة شعبان في فعاليات المنتدى الإعلامي الأول: المصالح الوطنية لسورية هي البوصلة لأي سياسة أو قرار تتخذه-
بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة أطلق اتحاد الصحفيين اليوم فعاليات المنتدى الإعلامي الأول في لقاء حواري مع الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية حول كتابها “عشرة أعوام مع حافظ الأسد 1990-2000” وذلك في قاعة المؤتمرات بجامعة دمشق.
وعرضت الدكتورة شعبان الدروس المستفادة من الوقائع التي وثقها الكتاب خلال الفترة بين عامي 1990 و2000 لافتة إلى “أن الكتاب فند الروايات التي أطلقها المفاوضون الأمريكيون والإسرائيليون عن الموقف السوري واورد ما حاول البعض تجاهله لأنه يصب في صالحنا” مبينة أن “الوقائع والاقتباسات التي تضمنها الكتاب هي الحقيقة بعينها ولا يمكن لأحد أن يجادل ضدها او يدحضها”.
وبشأن المفاوضات العربية الإسرائيلية قالت شعبان “كان هناك مبدآن أساسيان في السياسة السورية.. محاولة توحيد الجهد العربي وأن الأمن يجب أن يتحقق للجميع من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين وأن السلام يجب أن يكون عادلا وشاملا للجميع ويجب أن تكون كل خطوة مدروسة وطنيا وإقليميا ودوليا” لافتة إلى أن “القائد المؤسس حافظ الأسد كان ثابتا وصلبا في التفاوض وخير ممثل لبلده وللأمة العربية جمعاء وكان يفكر بمنظور تاريخي”.
وعن المرحلة الراهنة قالت الدكتورة شعبان إن انتصار سورية القادم هو انتصار للحق ولمحور المقاومة وكل الدول المؤمنة بسيادة الدول والمؤمنة بالعلاقات الندية بين الدول وبالحوار وليس المؤمنة بالاستعلاء والاستكبار.
وفي معرض ردها على تساؤلات ومداخلات الحضور أكدت شعبان أن سورية تحرص على إقامة علاقات جيدة مع كل دول العالم على ألا تمس مصالحها الوطنية وثوابتها فهي “البوصلة لأي سياسة أو قرار تتخذه”.
وردا على سؤال حول وجود مباحثات سرية مع الولايات المتحدة الأمريكية أكدت شعبان عدم وجود أي مفاوضات سرية لافتة إلى استعداد سورية لفتح قنوات اتصال معها بما يناسب مصالحنا الوطنية وسيادتنا مستدركة بالقول “لكن الإدارة الأمريكية لم تكن قادرة على الإيفاء باتفاقها مع روسيا الاتحادية فكيف يمكنها فتح أي ملفات مع الآخرين”.
وحول أهمية التوثيق التاريخي للأحداث التي تمر بها سورية رأت شعبان “أن من حق جيل الشباب التعرف على السياسة السورية على حقيقتها بعيدا عن الإعلام الغربي المنفصل عن الواقع السوري تماما”.
وفي جوابها عن قراءة سورية لتصريحات الرئيس الأمريكي الجديد قالت شعبان “نحن في مرحلة ترقب ودراسة ولن نصدر أحكامنا حاليا لكن المؤشرات حتى الآن جيدة” معتبرة أن كل ما يريده السوريون “هو عدم التدخل بشؤونهم” متمنية أن تكون سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة “متوازنة وعاقلة” تأخذ بعين الاعتبار المرحلة التاريخية التي يمر بها العالم.
وبينت الدكتورة شعبان “أن المتحكمين بالإعلام الغربي هم عدة شركات فقط كما أن 90 بالمئة من الإعلام العربي هو ملك للسعودية ورهينة لمن يستهدف سورية ويريد تدميرها” لذلك علينا البحث عن مراكز إعلامية وبحثية ليست ملكا للمتحكمين بالإعلام الغربي وتملك صوتا حرا وحقيقيا إضافة إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي.
وعن دور المنظمات الشعبية والنقابات المهنية في المرحلة القادمة لفتت شعبان إلى أن قوة سورية من قوة مؤسساتها وحضورها الفاعل وأن دورها اليوم يتمثل بتحصين المجتمع وخلق رأي عام وطني واع مضيفة بالقول “ليس عيبا أن نقول إن هناك ترهلا في بعض المؤسسات بل العيب في تجاهل هذا الترهل وعدم الإشارة إلى أماكن الخلل وتصحيحه”.
من جانبه أكد رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور أن الاهتمام الحكومي بالمنظمات الشعبية وبعملها يعطينا المجال للانطلاق بعمل دؤوب يخدم العمل الإعلامي والنقابي مشيرا إلى أن الحركة التصحيحية بنت دولة قوية منيعة فرضت نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية بمواقفها المبدئية والثابتة وسيادتها الوطنية بحيث يظهر جليا أن استهداف الدولة السورية اليوم من خلال هذه الحرب عليها هو بسبب مواقفها.
وبين عبد النور “أن تسليط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ سورية في هذا الكتاب يعطينا الدليل الواضح أن الحرب واحدة والاستهداف واحد وأن تغيرت الأدوات لكن ما أسست له الحركة التصحيحية وما استمرت به من حركة تطور وتحديث الدولة السورية أكد أننا في الطريق الصحيح وأن نهاية الطريق هي الانتصار الذي لا نملك خيارا سواه” مشيرا إلى أن سورية التي ترتكز على إرث حضاري وإنساني واع هو الثروة الأغلى لها دائما ستهزم أي مخطط مهما أوغلت أدواته في الإجرام.
وفي مداخلته لفت رئيس اتحاد علماء بلاد الشام عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق الدكتور محمد توفيق البوطي إلى أهمية التوثيق التاريخي للاستفادة من تجارب الماضي وفهم المعطيات الجديدة على أساسه.
بدوره رأى الدكتور عدنان مسلم أستاذ بعلم الاجتماع في جامعة دمشق أن “الكتاب نهج فكري وتوثيقي يجسد معطيات تاريخية ويعبر عن فكر استراتيجي علمي” بينما بين عميد كلية العلوم السياسية الدكتور محمد حسون أن “الكلية وضعت الكتاب بين أيدي الطلاب كمرجع علمي مهم ومستند لأبحاثهم العلمية”.
وفي تصريح صحفي بين وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان أن الكتاب يتحدث عن مرحلة مهمة في تاريخ سورية والصراع العربي الإسرائيلي ويضيء على المسارات والمفاوضات التي كانت تجري بين القيادة السورية والإدارة الامريكية والمواقف التي اتخذها القائد المؤسس حافظ الأسد والتي أكدت تمسك سورية باسترجاع كامل أرض الجولان المحتل والأراضي العربية المحتلة والدفاع عن العروبة والقضية الفلسطينية.
ورأى المهندس ترجمان أن توثيق هذه المحطات التاريخية يوضح لنا أسباب استهداف سورية اليوم وذلك من أجل حرف محور الصراع الأساسي في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية وحق العودة والجولان المحتل.
ولفت وزير الإعلام إلى ضرورة الاستمرار بعقد هذه المنتديات لما لها من أثر فكري مهم على الجيل الجديد ولا سيما أن سورية تواجه مشروعا على المستوى الفكري يستهدف مقومات وجودها وحضارتها وتاريخها.
حضر المنتدى الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام والدكتور خالد حلبوني أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور محمد حسان الكردي رئيس جامعة دمشق وعدد من مديري المؤءسسات الإعلامية وعمداء الكليات وأساتذة جامعة دمشق وحشد من المعنيين.