آفاق.. بالإذن من زوجة المبعوث الأممي: الشعب السوري وحده من يقرر

ما الذي جرى يا سيد ديمستورا؟؟ كنت في جنيف تلح وتعيد وتكرر أنك وسيط، ميسر، أو مسهل للحوار، وبعد سفرك إلى نيويورك، بدأت تصرح وكأنك الناطق باسم معارضة الرياض، هل سبب ذلك أنك بت مقتنعاً بانتهاء تكليفك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة؟! وهل عملت أو قدرت أنه سيتم استبدالك؟ وهل يعني إرضاء جماعة الرياض نقلة في عملك وممارساتك؟ أم هذا رأي المدام؟
بعد تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن بيومين، وعبر لقاء تلفزيوني، مع قناة سعودية، أدلى ديمستورا بتصريحات لا تتسق مع كونه وسيطاً ميسراً، وتتناقض مع ما كان قدمه إلى مجلس الأمن في إحاطته حول مجريات جنيف4 وبدا في لقائه التلفزيوني ناطقاً باسم معارضة الرياض، حيث أكد أن الحل السياسي، كله يستند ويقوم على (انتقال الحكم واستبعاد القادة السوريين الشرعيين) وهذا جوهر وأساس ما تسعى إليه معارضة الرياض (استلام كرسي الحكم) وحسب تصريحاته التلفزيونية، يتبنى ديمستورا، جوهر ما تطلبه معارضة الرياض، وجاءت من أجله إلى جنيف، عملية استلام كرسي الحكم، وهذه عملية انقلاب لا تنهي معاناة السوريين أبداً وليست العملية السياسية التي نص عليها القرار 2254 والتي يأمل السوريون أن تساعدهم على إنهاء النزف ووقف الدمار.
في لقائه التلفزيوني هذا، تطرق ديمستورا إلى موضوع إضافة (سلة محاربة الإرهاب) إلى السلال الثلاث التي اقترحها (الحوكمة – الدستور – الانتخابات) وبدلاً من تأكيده على معنى مكافحة الإرهاب، المتضمن توحيد السلاح للقضاء على المنظمات الإرهابية المدرجة والمصنفة دولياً بأنها إرهابية، «داعش والنصرة» ومثيلاتهما والمتحالفين معهما، بدلاً من ذلك، راح ديمستورا يهاجم الدولة السورية، ويتهمها بقصف المستشفيات ومحاصرة المدنيين وتدمير المدن، وهذا هو أسلوب معارضة الرياض نفسه التي تهرب من الالتزام بمحاربة الإرهاب، إلى اتهام الدولة السورية، بشتى الاتهامات، وهكذا فإن ديمستورا بما صدر عنه في لقائه التلفزيوني هذا، يبين أنه لا يتبنى محاربة الإرهاب الحقيقية، عندما وضعها في سلة رابعة، بل كان يقصد التهجم على الدولة كما فعل في هذه التصريحات التلفزيونية.
وهذه المراوغة القائمة، على قبول محاربة الإرهاب قبولاً كلامياً للعنوان، وسلوك دعم محاربة الدولة السورية، سلوكاً عملياً، هذه المراوغة ليست خداعاً للشعب فقط، بل هي استهتار بمعاناته وعدوان على حقوقه.
في جنيف وفي مؤتمره الصحفي الأخير، قال ديمستورا: إن بحث السلل الأربع سيكون متوازياً وفي الوقت نفسه، بينما في لقائه التلفزيوني، أكد أن بحث الحكم (تشليح الدولة كرسي الحكم) هو الخطوة الأولى، وأساس الحل، فهل كان يكذب علينا في تصريحات جنيف، أم إنه يكذب في لقائه التلفزيوني هذا؟ في كل الأحوال، القضية لا تحتمل الكذب، أو تغيير الحكي، واللعب على الكلام، من منصة إلى منصة، لأنها قضية شعب عانى ويعاني الإرهاب (وآخرها مجزرة الباب الصغير) وليست قضية معارضة عميلة تريد الحكم لتحويل سورية إلى دولة دمية.
في جنيف قال ديمستورا: إن استمراره كمبعوث خاص إلى سورية، مرتبط بقرار الأمين العام الجديد، وشخص آخر هو زوجته، مؤكداً أن التفاوض مع زوجته هو الأصعب، فإذا كان ديمستورا يحس أنه خسر تمديد الأمين العام لمهمته، أو نجحت زوجته في منعه من متابعة الإلتهاء عنها بالقضية السورية، وقرر أن يرفع الصوت في مغازلة معارضة الرياض ومموليهم، إذا كان هذا ما يقف وراء تصريحاته الأخيرة فإنه يكون قد تناسى أن الشعب السوري، الذي عانى ويعاني الإرهاب بكل أشكاله، لا يقبل ولا ينخدع بأي حلول أو مراوغات، تخدم استمرار النزف السوري، وتبقي على الإرهاب، الشعب السوري لا يقبل إلا بمحاربة الإرهاب أولاً، وأساساً للحل السياسي، ولا ينخدع بأي حيل أو مراوغات، محاربة الإرهاب أساس الحل، وجوهر جميع السلال المطروحة، ولذلك نذكر السيد ديمستورا، الذي لم يعد موثوقاً من قبل الشعب السوري، نذكره أن السوريين وحدهم هم أصحاب القرار في بقاء أو استمرار أو فعالية أي وسيط أممي… الشعب السوري وحده هو صاحب القرار… مع تمنياتنا لزوجة أي مبعوث أممي، وتقديرنا لرغباتها… الشعب السوري وحده صاحب القرار.

 

اخبار الاتحاد